الاب بيتر لورنس
أسئلة الأستاذ الفاضل مايكل سـيـﭙـي في مقالته (أسئلة إلى اللاهوتيين، إكليروس وعلمانيين)،
تستحق الإجابة عـليها لأنها حقاً طروحات كـتابـية ولاهـوتية يجـب عـلينا توضيحها للمؤمنين. هذه المرة الأستاذ مايكل فـتح لـنا باباً جـديـداً ومِن خلاله بمقـدرتـنا المتواضعة ومِن خلال بحـثـنا الـدؤوب في مجال لاهـوت الكـتاب المقـدس، أن نخـوض معه هذا البحـث الدراسي، متمنين أن يفـتح أبواباً لفهم منطق إيماننا بالمسيح الرب.
الكـثير مِن المؤمنين يعـتـقـدون أنّ ما تعـلمناه في صغـرنا مسلـّـمات إيمانية لا يمكن المساس بها، أو الحـديث عـنها إلّا في الإطار اللاهوتي التي وضعَـت فـيه. أما اليوم ونحـن في عالم الإكـتـشافات العـلمية والتكـنولوجـيا الحـديثة وعِـلم الآثار تحـديداً، جعـلَـت الدين بالعـموم وقـضية الله تحـديداً أمام تحـديات تستحق إعادة النظر في ما تعـلمناه في السابق مِن لاهـوت وكـتاب مقـدس ونؤمن بها كأنها حـقائق. هـنا يجـب عـلينا أن تكون لنا الجـرأة في أن نـقـول الحـقـيقة كما وضعَـتها أمامنا الإثباتات العـلمية دون التلاعـب، لا بالكـلمات اللاهوتية ولا بالنصوص الكـتابـية، لكي نـثـبت ــ للمؤمنين ــ أنـنا نفهم أكـثر منهم في اللاهوت والكـتاب المقـدس. نحـن رسل في كـنيسة يسوع المسيح وعـلينا أن نكون صادقـين في رسالـتـنا تِجاههم.
أستاذ مايكل:
أبدأ معـك من خلال الكـتاب المقـدس. مع الأسف تعَـلمنا أنْ نأخـذ نصوص الكـتاب المقـدس كأنها نصوص موحّـدة مِن بدء سفر التكوين إلى سفر الرؤيا. نعم الكتاب المقـدس بمجـمله يحمل قـضية واحـدة وهي (الله، أو خلاص الله للإنسان). لكـن النصوص الكـتابـية هي منـفـصلة واحـدة عـن الأخـرى، ويجـب التعامل معها بصورة عـلمية حسب مقايـيس عـلمية يخـتـص بها عِـلم يُـدعى (عِـلم الأديان) من تأريخ وجغـرافـية وهـدف. عـلى سـبـيل المثال عـندما ندرس سفـر التكوين يجـب أن ندرسه عـلى جـنب ككـتاب منـفـصل عـن بقـية الكـتب الأخـرى في الكتاب المقـدس، وبعـد ذلك نقارن تأثره وتأثيره عـلى الكـتب الأخـرى، وهذا ينطبق على جميع الكـتب في الكـتاب المقـدس. من خلال هذه الدراسة تبدأ تـنجـلي الحقائق الواجـب عـلينا كشفها وشرحها للمؤمنين بمصداقـية، وكما وُضِعَـت في الأساس مِن قِـبَـل كـُـتابها.
الجـواب عـلى السؤال الأول:
1- ((جاء يسوع من إقـليم الجـليل إلى نهـر الأردن، لأنه أراد أن يُعـمّـذه يوحـنا. ولكـن يوحـنا حاول منعه وقال: أنا أحـتاج أن تعـمّـذني، فـلماذا تأتي إليّ؟. ولمّا إعـتـمذ جـميع الشعـب إعـتـمذ يسوع أيضاً. وإذ كان يُـصَـلي إنـفـتحـت السماء، ونـزل عـليه الروح الـقـدس بهـيئة حـمامة. وكان صوت من السماء قائلاً: أنت إبني الحـبـيـب، بك سُـررتُ)). مرقس 1: 9ــ11، لوقا 3: 21ــ22
((أما يوحـنا فـلما سمع في السجـن بأعـمال المسيح، أرسل إثـنين من تلاميـذه، وقال له: هل أنت هـو الآتي أم نـنـتـظر غـيره؟)). متى 11: 2ــ3
السـؤال: إنّ مار يوحـنا قـبل أن يـدخل السجـن كان قـد عـرف المسيح حـين عـمّـذه، فـلماذا بعـد ذلك يشك فـيه مستـفـسراً عـنه إنْ كان هـو المسيح أم ينـتـظـر غـيره؟.
الجواب:
سؤال منطقي مِن قِـبَـل قارئ الأناجـيل بصورة عامة. هـنا يجـب عـلينا أن نـتعَـلم القاعـدة الأساسية في الكـتاب المقـدس كما أوردناها أعلاه وهي: لا يمكـن أن نأخـذ ثلاثة نصوص كـتابـية وأن نبحـث عـن موضوع واحـد فـيها. لأن قـضية يسوع المسيح في مرقـس ليست هي كما في متى ولوقا، فـلكل منهم موضوع وقـضية.
الكاتب الأول من الأناجـيل هو مرقس يستـنـد عـليه في الخـط وليس الخـطة متى ولوقا. في مرقس يسوع المسيح منـذ البداية هـو أبن الله يكـشف ذاته خلال مسيرته في الطريق وإلى الصليب، فهـو لا يحـتاج أن يشكك بشخص يسوع المسيح وبنوته الإلهـية.
في متى لأنه يكـتب إلى جماعة يهـودية، نلاحظه يسهب في التفاصيل ويطرح منذ البداية قضية نسب يسوع المسيح ومشكلة الحـبل العجائـبي من الروح القـدس ويشكـك بها. هـذا يـدُلّ عـلى أن متى يحـتاج أن يشكك بشخصية يسوع المسيح حـتى يكـشف حـقـيقة شخص المسيح الـتي تـتجلى عـلى الصليب إبن لله. هـنا هو الجـواب على سؤالك.
في لوقا يسوع المسيح هو إبن العـلي يعـلن عـنه من خلال البشارتين والولادتين ليوحـنا ويسوع، والأول يخـضع لهـذه الإرادة الإلهـية. وهـذه الـبُـنـوّة الإلهـية تكشف من خلال مسيرة يسوع المسيح التعـليمية والعـملية في الخلاص.
للموضوع تـتمة للإجابة عـلى بقـية الأسئلة.