Articles Arabic

شُـكـري وإحـترامي الفائـق للقس الموقـر ﭘـيـتـر لورنس لـرَدِّهِ عـلى مقالي

بقـلم : مايكـل ســيـﭘـي / سـدني ــ

مقالي الأخـير المنـشـور   https://kaldaya.me/2023/04/24/23206

https://ankawa.com/forum/index.php/topic,1043914.0.html

مقـدمة :

في مطلع عام 2010 كـنتُ أعـمل خارج أستراليا وأستمع إلى أغـنية فـيروز ( جاءت معـذبَـتي في غَـيهـب الغـسـق ) … فـكـتـبتُ أبـياتاً شعـرية تـوازيها ومن بـينها : (( مَن يمش ِ في الليل لا يخـشى مِن القـمر )) .

في مقالي المشار إليه بشأن إستـفـساراتي عـمّا وردَ في الإنجـيل ، قـلتُ :

(( كان أجـدادنا بُسطاء مطيعـين دون تعـمّـق في التـفـكـير … لكـن إنسانـنا الحالي يسمع ويرى ، يحـسّ ويفـكـر ، يقـرأ ويـبحـث … قـد يخـطأ وغـيره يصحّـح له ، وحـين غـيره يخـطأ فهـو يصحّـح له … كل ذلك يـدلّ عـلى مسيرتـنا بإتجاه الكـمال الـذي دعانا إليه الرب المسيح … فـنرى طفـلنا اليوم يتعامل مع التـكـنـولوجـيا )) ….

نعـم بفـضل هـذه التكـنـولـوجـيا ، لم تعُـد معـلـومات الإخـتـصاص حـصراً للمتخـصّـصين (( وعـنـد ﮔـوﮔـل الخـبر الـيـقـين )) ! . فالخالـق وهـبَـنا عـقلاً ، والرسول ﭘـولس وصف أجـسادنا هـياكل الروح الـقـدس فإمتلأنا ثـقة ً! كما أنّ المسيح أكـّـدها قـبله قائلاً : (( لا تهـتـمُّـوا كـيـف أو بماذا تَـردُّونَ ، ولا بما تـقـولونَ ، فإِنَّ الـرُّوح الـقـدس سـيـلَـقِّـنُـكـم في تـلـك الساعة عَـيـنِـها ما يجـبُ أَنْ تـقـولوا )) … فإذا كان الروح الـقـدس الساكـن فـينا نحـن المؤمنين يُـلَـقِّـنُـنا ! هـل هـناك مَن يتحَـدّاه متباهـياً بـفهـمه أكـثر منا ؟ ومتـفاخـراً بأولـويّـته عـلـينا ؟ .

إنّ الرسـول ﭘـولس العـلماني ، لم يكـن ضمن مجـموعة الرسل تلاميـذ المسيح ولكـنه كان أكـثر ذكاءاً من مار ﭘـطـرس رئيسهم (( الـذي بـيـده مفاتـيح ملكـوت السماوات !! )) بل حـين تـطـلـّـب الأمر وبّـخه عـلـناً .  ولا نـنسى قـوله : (( إن بشرناكم نحـن أو ملاك من السماء بغـير ما بشرناكم فـليكـن ــ أناثيما ــ )) غلاطية 1 : 8

أولاً :  الفـلسفة هي حـب الحـكمة ( معـلومات ) ، والعِـلـْم أيضاً هـو ( معـلـومات ) والفـرق بـينهما : (1) أن نهج الفـلسفة وأدواتها هـو التـفـكـيـر فـقـط دون إستخـدام أجهـزة مخـتـبرية ، لـذا يكـون تعـبـيـر ــ فـلسفة الأديان ــ لائـقاً في بحـوث التأريخ والجغـرافـية وغـيرها المتعـلـقة بالـدين . (2) أما كـلمة ( عِـلـْـم ) عـموماً ! فإن نهجه يتمثـل في تجارب مادية تـتـمخـض عـنها معـلـومات ونـتائج حـسابـية ، تـوضع بصورة قـوانين ونـظـريات عـلمية مثل القـوانين الـفـيزيائية والكـيميائية . وعـليه فإن مصطلح ( عِـلم الأديان ) ليس رصيناً مناسباً في حـوارات عـن اللاهـوت الـذي لا يمكـن وضعه في أنبوبة إخـتـبار وإجـراء البحـوث عـليه .

ثانياً : إن المواضيع الواردة في الكـتب المقـدسة ، تأريخـية كانت أم جـغـرافـية وأهـدافها ، كـتـبها أناس الله ، لا من إجـتهادهم الشخـصي بل مسوقـين من الروح الـقـدس الـذي لا يتأثـر بظروف بـيـئـية ــ حاشاه أن يخـطأ ــ ولا يُـسبّـب تـناقـضات أو إخـتلافات فـيها ، فـما حاجـتـنا إلى تجـزئـتها وتـقـسيمها لفـهـمها ؟ .

وإفـتـراضاً ! إذا إخـتـلـفـت الفـكـرة الأساسـية لموضوع واحـد أو قـضية واحـدة ، في ثلاثة نـصوص كـتابـية وتـنـوّعَـت تـفاسيرها و( مُـرشِـدها واحـد هـو الروح الـقـدس !) فإن ذلك يُـمَـثـل تـناقـضاً صريحاً يـزعـزع الـثـقة بتلك الفـكـرة ومصدرها .

الآن مع إجابة القس المحـتـرم والموجّهة إلى مقالي بشأن يسوع ويوحـنا المعـمذان فـكـتـبَ : ( أنّ قـضية يسوع في إنجـيل مرقـس هي ــ إبن الله ــ ومسيرته إلى الصلـيـب )

https://kaldaya.me/2023/05/01/23259

فأقـول :

ألـيست عـبارة ( إبن الله ومسيرته إلى الصليب ) أكـثر مدعاة للإنـدهاش لكـونها لاهـوتية صِرفة ، لا مادية وبعـيـدة عـن مستـوى الإدراك والتحـسّـس الـبشـري ( الله الآب سماوي … والإبن المصلـوب أرضي !) ، وبالتالي يُـفـتـرض أن يكـون الإنجـيلي مرقـس هـو الـذي يشكـك بشخـص المسيح ! بعـكس رأي القس فـيه : ((( هـو لا يحـتاج أن يشكـك بشخـص يسوع ))) ! …

أما موضوع ( نـسَـب المسيح ) في إنجـيل متى ، هـو أقـرب إلى الـذهـن البشري لكـونه جـسـديّ متسلسل سهـل الإدراك ، فـيكـون أبعـد من أن يصل إلى مستـوى الشك به ! بعـكس رأي القس فـيه : ((( أن متى يحـتاج أن يشكـك بشخـصية يسوع المسيح ))) ! …

وفي إنجـيل لـوقا ، المسيح هـو ( إبن العـليّ ) ، أليس هـو التعـبـيـر ذاته الـذي جاء في إنجـيل مرقس ( إبن الله ) ؟ أين الإخـتلاف بين الله والعـليّ ؟ وما الغاية من هـذه المقارنة ؟ .

ومع ذلك حـين يكـون الروح الـقـدس هـو المُـوَجّه والمُـرشِـد ، ألا يمكـنه الإيحاء إلى مار يوحـنا ويُـعـلِـمه بأن يسوع هـو المسيح ذاته مثـلما عـرفه عـنـد العـماذ ؟ فـيـنـتـفي الـدافع إلى الـتـشكـك فـيه ، ولا حاجة للإستـفـسار منه إنْ كان هـو المسيح المنـتـظر أم لا ! إذن لماذا تـشكـك ؟.

وكما يقـولـون باللهـجة الآثـورية (( ليه مَـسْـو خـيالي = لا يُـشـبـِع مُخـيّـلـتي )) فهـذا المشهـد فعلاً لا يُـشبـِع مُخـيّـلـتي … وأنا بإنـتـظار كـتابات القس الموقـر مع الشكـر .

ملاحـظة : سـبق أن كـتـبتُ للأخ لويس ساكـو الـﭘَـتـرك : أنك تكـتـب عـبارات غامضة كي توحي لـنا بأنكم الأعـلـَـون تـفـهـمون ، ونحـن القاصرون .

Follow Us