Articles Arabic

أتوسل بالبطريرك ساكو مغادرة موقعه بعد صدور الأمر القضائي باستقدامه بدعوى تزويره أملاك المسيحيين وبيعها وتحويل مبالغها الى خارج العراق

لست في وارد البرهنة او النفي للدعوة القضائية الاخيرة باستقدام البطريرك ساكو بدعوى تزويره املاك وعقارات المسيحيين ومؤسستهم الكنسية، كنيسة بابل على الكلدان في العراق والعالم، وبيعها بشكل غير قانوني وتحويل مبالغها الى خارج العراق. هذه شؤون يبت فيها القضاء.

بيد أنني أقول إن هذه ليست اول مرة يتم فيها إصدار اوامر قضائية بإستقدام البطريرك ساكو الى القضاء. هناك سوابق ومنها ما خسر الدعاوي المقامة ودفع الملايين ليس من جيبه ولكن من حساب رعيته وشعبه وكنيسته. وهذا مثبت وثابت.

 

ولكن هذه المرة يبدو لي أن أمر الأستقدام القضائي جدي، بعد أن استطاع البطريرك من خلال علاقته مع الحكومة السابقة إغلاق الدعوى السابقة.

كل هذا بجانب، وما تعكسه هذه الدعاوى والشكاوى على البطريرك الذي يجب أن يكون فوق مثل هذه الأمور وأن لا يتقرب إليها أو حتى ينظر إليها او لا بل حتى يتخيلها في رأسه احتراما لمقام منصبه السامي والمقدس الذي يحمله.

ويبدو لي أن البطريرك ساكو لا يحترم منصبه المقدس وإلا لما أوقع نفسه في متاهات مثل هذه التي لم ولن يقع فيها أي من أقرانه البطاركة وأي من أسلافه من البطاركة الكلدان الأجلاء.

وما هو مخيب للأمال وما يجعل من الكلدان كشعب أبي ومؤسسة كنسية مجيدة أضحوكة في الإعلام ومواقع التواصل هي تصرفات وسلوك وأقوال ومقابلات وبيانات البطريرك ساكو، وعلى الخصوص لقائه الكارثي الأخير مع قناة الشرقية.

لقد وقع بسهولة منقطعة النظير فريسة سهلة لثلاثة صحافيين أذكياء من قناة الشرقية استدرجوه الى أقوال ومواقف أوقعته في حفرة أظن لن يخرج منها سالما؛ وما يدور على ألسنة الصحافة العراقية ومواقع التواصل بعد هذا اللقاء الكارثي والاف التعليقات المسيئة له ولمنصبه – بمعنى المسيئة لنا كشعب كلداني أبي ومؤسسة كنسية عريقة مجيدة كاف أن يكون سببا أن يراجع النفس ويترك.

لقد عجت الصحافة العراقية المرئية والمسموعة والمكتوبة مع مواقع التواصل الاجتماعي بمئات المقالات والاف التعليقات كلها تقريبا مسيئة للبطريرك ومنصبه المقدس، وتنعكس بصورة مشينة على الكلدان كشعب ومؤسسة كنسية.

وأشرح أكثر أقول إن اتهامات البطريرك ساكو بالتزوير والانتحال أتت أول ما أتت من معيته، أي قسس أجلاء كانوا معه سردوا لنا قصصا توقف شعر الرأس عن محاولات التزوير والانتحال هذه. وهذا مثبت أيضا وفي كتب ومواقف ومقالات بأقلام مثقفين كلدان أنفسهم.

البطرك ساكو يزور توقيع المطران يوسف توما

أما تزويره وتغريبه وتهميشه وانتحاله للتراث والثقافة واللغة والطقوس والآداب الكلدانية فهنا حدث ولا حرج. إن ما يقوم به في هذا المضمار يرقى، وتشهد على ذلك النصوص والكتب التي يطبعها ويفرضها قسرا على الأديرة والكنائس التابعة له، يرقى الى مصاف جريمة إبادة ثقافية في حق الكلدان كشعب أبي وكنيسة مجيدة.

موقفي هنا واضح ولا أخشى من البوح به وهو إن الذي يقترف جريمة إبادة ثقافية بحق تراث ولغة وطقوس وآداب وفنون شعبه وكنيسته – والدليل الكتب والنصوص المعربة التي يكتبها والمليئة بالتزوير والانتحال – قد يقترف أي شيء أخر.

لذا أتوسل الى البطريرك ساكو أن يغادر الساحة في الآوان الذي وعد به أي بعد أشهر قلائل. هناك وعد يصل الى درجة القسم أطلقه في أشهر قناة تلفزيونية مسيحية وهذا نصه:

“أنا ما بقالي كثير انا اصل للسن القانونية انا اترك، ابد ابد، ابد ابد انا مصر …”

إن وعد الحر دين، وإن الذي لم يف بوعده لن يعد حرا.

أتوسل به أن يغادر كما وعد، لأن استنفد كل شيء وصار عبئا اولا على نفسه ومنصبه الرفيع المقدس وكذلك على شعبه وكنيسته وتراث ولغة وفنون وطقوس وتقاليد شعبه وكنيسته.

المنصب الذي يحمله أرفع منه مقاما، وكان اللقاء الكارثي الذي أجراه مع قناة الشرقية مؤخرا أكبر دليل على أن عليه أن يغادر “ورحم الله أمرئ عرف قدر نفسه فأراح وأستراح.”

ما يدور في الصحافة ومواقع التواصل جعل من الكلدان كشعب ومؤسستهم الكنسية مضحكة والسبب البطريرك ساكو.

كم محكمة يتم استقدامه إليها وكم محكمة خسرها ودفع الملايين وكم كتاب طقسي مزور مشوه ومنتحل ومع نصوص هجينة يطبعها ويفرضها كصلوات وهي لا تستحق حتى القراءة.

أتوسل الى غبطته أن يغادر لأن الكيل طفح والحفرة التي أوقعته قناة الشرقية فيها أخشى أنها من العمق بمكان هذه المرة سيكون من العسر عليه الخروج منها سالما.

وبياناته المتكررة التي ينشرها بعد اللقاء مع قناة الشرقية والمليئة بالمغالطات والمسيئة اولا إليه والى منصبه الرفيع وثانيا ولنا كشعب كلداني ومؤسسة كنيسة بابل على الكلدان لخير دليل ان ليس هناك دخان بلا نار.

غبطة البطريرك آن الآوان أن تغارد

 and sooner the better

موضوع منقول من صفحة الكاتب

Leon Barkho

Follow Us