الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس
أنا من ناحـيتي أعـتبر “تغـيـير سلوك” البطرك ساكـو بخـصوص التمسك بكـلـدانيتـنا إيجابـيّاً بحـدّ ذاته، ليس لكـونه أصيلاً بل إنّ له غاية في ذلك! وسـيـبقى مستـمراً في هجـيـنـيّـته، إلى أن نرى أفعاله التي سوف يقوم بها بـذلك الإتجاه بعـد أن كان قـد صرّح لإذاعة ــ إس بي إس ــ الأسترالية بأنه بحاجة إلى إخـتـصاصيّـيـن لإيجاد إسم قـومي له. إنه يتـقـلـب يميناً يساراً حسب تغــيّـرات أجـواء الإنـتخابات المقـبلة في العـراق ((مع بـروز قـوى كـلـدانية فاعـلة في الساحة، ليسوا تحت عباءته))، وأقـول له:
إذا كـنـتَ حـقاً قـد غـيّرت سلوكـك وتمسّـكـتَ بكـلدانيتك، فأنا أرفع قـبعـتي لك، ولا داعي إلى تـنـشيط ذاكـرتك عـمّا قـلته سابقاً بخـصوص هـويتـنا وقـوميتـنا، وجـميعها في حـفـظ وأمان. إليكم مقـطع من كـتابته بخـصوص هـويتـنا الكلدانية في رسالته:
رسالة راعوية بمناسبة الصوم الكبير 19شباط2023
الصوم مسيرة توبة وتغيير سلوك وتوجيه الحياة نحو الله
والتمسك بكلدانيَّتنا
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
أهمية التمسّك بهويّتنا الكلدانيّة
الكلدان في كل مكان بأمس الحاجة الى التوعية والتمسك بكلدانيتهم بعد فترة اللامبالاة والتشتت والتمزق. الصوم هو فرصة مهمة للتحول والعودة الى هويتنا المسيحية الكلدانية الكاثوليكية والاعتزاز بقوميّتنا، اي الى ان نعيش ايماننا والتزاماتنا الإنسانية والاجتماعية والثقافية على مثال قديسينا وشهدائنا. هذه العودة الى الينابيع الصافية تتطلب قراءة لتاريخنا وتراثنا الروحي والليتورجي، قراءة مُعمّقة لاستخلاص العِبر لحياتنا اليومية، فالمستقبل تصنعه تراكمات ما تعلمناه في كل الأزمنة.
وبهذه المناسبة ادعو الجميع وخصوصاً كهنتنا وشبابنا وشاباتنا الى دراسة تاريخ الكلدان، وكتابات الآباء اللاهوتيين والروحانيين العِظام والتعمق في معاني طقوسنا بانفتاح ومن دون التقوقع، والحفاظ على خصوصيّة بلداتنا ولغتنا. واطلب من أساقفتنا الأجلاء تشجيعهم ومتابعتهم.
على الكلدان الذين تركوا أمّتهم أن يعودوا اليها، ويبنوا بيتهم الكلداني بقوة ويعدوا الحاضر والمستقبل بثقة. عليهم ان يرفضوا التسمية المركبة كلداني سرياني آشوري!!! لأنها مزج هجين يقصد بها اللاهوية! كما ادعوهم الى التعاون مع السريان والآشوريين والأرمن لتقوية الحضور المسيحي، باحترام الخصوصيات والتضامن الأخوي من دون اقتناص أو إلغاء، في سبيل تحقيق الخير العام للجميع.
https://saint-adday.com/?p=52595
يا حـضرة القـومـﭼـي الجـديـد ساكـو:
أولاً: ذكـرتَ عـن لغـتـكَ ولكـنـك لم تُـسَـمَها !! فـما هـو إسمها؟
ثانياً: أين كـنتَ طيلة هـذه المدة بخـصوص الإعـتـزاز بهـويتـنا الكـلـدانية، وأنتَ تحاربُ بـدون هـوادة كـل مَن كان يمجّـدها؟ ما هي غايتك في “تغـيـير سلوكـك”؟؟.
ومع ذلك أقـول:
إذا كـنتَ حـقاً قـد تـوصّـلـتَ إلى أهـمية التمسك بهـوية أمتـنا الكـلـدانية، تـفـضّـل وأمسك بـيَـديك عـلمَـنا الـقـومي الكلداني وإجعله يرفـرف فـوق رأسك مفـتخـراً بأنك إبن لأعـظم أمة في التأريخ، ووجّه أوامركَ أنْ يوضع في جـميع الكـنائس (ليس في داخـل الكـنيسة رجاءاً) بل في ديوان أو صالة الإسـتـقـبال وفي صفـوف التعـليم المسيحي وساحة الكـنيسة، كما هو في عـدد قـليل من كـنائسنا، وبهـذا سـيـتـثـقـف شعـبنا الكلداني ويعـتـز بهـويته عـندما يرى أن له عـلم قـومي، وهذه واحـدة من مئات الطـرُق والـواجـبة لـتـشجـيع الكـلـدان للإفـتخار بميراثـنا الحضاري المدني مع الروحي الغـنـيّـين، وأن يكـون هـذا بعـيداّ عـن سياسة البلـد الذي يعـيش فـيه ذلك الأخ الكـلـداني.
مثال:
هـناك كـلـدان أصَلاء حـتى النخاع لكـنهم ينـتمون إلى أحـزاب (لا كـلـدانية)!! وهـنا يجـب التـمـيـيـز بـين العـمل السياسي والعـمل الـقـومي، والعـمل الـقـومي واجـب عـلى جميع الكـلـدان، ويتمـثـل بالتكـلم بلغـتـنا الكلدانية وتسميتها بإسمها الصحـيح، وتعـلـيمها كـتابة وقـراءة، بل يجـب أن تكـون أولى اللغات لمداولـتها بـبن أبناء أمتـنا في مؤسساتهم الكـنسية والـثـقافـية والإجـتماعـية. وكـمثال أن تـتـمّ قـراءة بـيان السينودس القادم (1) بلغـتـنا الكلدانية و(2) بـبقـية اللغات. فـهـل سوف تصل إلى هـذا الإنجاز العـظيم قـبل موعـد تـقاعـدك؟؟؟ وهل يكـون بـيان إعلان تـقاعـدك بالكـلـداني؟؟؟
هـناك مناسبات مهمة وأعـياد قـومية لأبناء أمتـنا الكلدانية جـديـرة للإحـتـفال بها، وأعـظمها ــ أكـيـتـو ــ رأس السنة الكـلـدانية، تـرى هـل سوف نـشاهـد الإحـتـفال برأس السنة الكـلـدانية أكـيتـو 7323 في أكـثر مِن مكان (ساحة مقر البطريركية)؟؟ وإعـتبار ميراث حـضارة بابل هـو ميراثـنا.؟ وأما السياسة فهي قـناعة الشخـص المنخـرط فـيها، فـلـنشجعهم عـوض تسقيطهم.