رحض_ רחץ
يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_www.almohales.org
مقدّمة
ورد في كتاب “الايثيقون لأبي الفرج ابن العبري، الباب الثالث” يشرح عن طهارة الجسم وأحكامها: “الأحواض التي في ساحات الكنائس لإتمام فريضة الوضوء”. أضاف الأب إبراهيم حرفوش “مجلة المشرق 6 سنة 1903 ص 123 -113 : “حدود الصلاة وشروطها أنها تحتاج في أول شيء إلى الطهارة وهو الاغتسال بالماء في إثر الحدث. فان لم يجد الماء فليتجمّر بثلاثة حجار وما زاد عليها حتى ينفي إثر النجوى. ثم غسل اليدين بالتسمية وغسل الوجه برسم الصليب المحيي ويستحبّ أيضا غسل الرجلين في كل غداة. فامّا من لم يحدث فلا يحتاج إلى الاستنجاء بل يستحبّ منه غسل اليدين والوجه وغاية الغسل ان يعمّ الماء العضو الذي يغسله وعَوْمًا كاملا.”.
قبل ان يبدأ الكاهن في ترتيب خدمة الذبيحة، عليه ان يغسل يديه قائلا: “إلى الرب نطلب. يا رب ارحم. أغسلُ يديّ بالنقاوة وأطوف بمذبحك، يا ربّ، لأسمع صوتَ تسبيحكَ، واحدّثَ بجميع عجائبك.يا ربُّ، إنّي أحببتُ جمال بيتك وموضع حلول مجدك. فلا تُهْلِك مع الكفّار نفسي، ولا مع رجال الدماء حياتي، الذين في أيديهم المآثم، ويمينهم امتلأت رشوة. أمّا أنا فقد سلكتُ بالدّعة. نجّني، يا ربّ وارحمني. وقفت رجلاي بالاستقامة. في المجامع أباركك، يا ربُّ” {كتاب خدمة الكاهن ص 85 أصدره دير الشفيع الحارة الكورة 1997.}.
عندما اقترب هارون من الله القدوس في قدس الأقداس يوم الكفّارة، يجب عليه ان يغسل جسمه بالماء ويوضع على الملابس المقدّسة، لاويين 4 :16 ويقدّم الذبيحة 6 :16 ويحرق بخورا على المذبح لئلا يموت 13 :16 .
هناك حالات تلزم الغسل للطهارة، مثلا بعد الولادة والمرض والموت وبعد الاتصالات الجنسية، لاويين والحيض والولادة ولمس الأبرص الإصحاحان 14 _13 او الميت العدد وكان استخدام رشّ الماء على الشعب ليمنحهم الله قلبا جديدا وروحا جديدة حزقيال {راجع تكريس الكنيسة والبيوت بالماء }، زك وملاخي
غسل اليدين
غسل اليدين وردت في التوراة ولها أحكامها ففي عاموس: ” لِذلِكَ هكَذَا أَصْنَعُ بِكَ يَا إِسْرَائِيلُ. فَمِنْ أَجْلِ أَنِّي أَصْنَعُ بِكَ هذَا، فَاسْتَعِدَّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ يَا إِسْرَائِيلُ». الترجمة العربية للتعبير العبري “נטילת ידיים” هو حمل او رفع، في حين التعبير الغسل. ولفظة “נטל” بمعنى رفع او حمل او اخذ. المعنى المعجمي للكلمة “נטל”: “فرض، عهِد، كافَّ والتعبي : “נטילת ידיים” يعني غسل يديه خصوصا قبل وبعد وجبة حسب الطقوس اليهودية”. بينما الكلمة: “רחץ” تعني: “غسل، رحَضَ”
نصوص حول غسل اليدين، تكوين: “لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، و2 :19 : “وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ، مِيلاَ إِلَى بَيْتِ عَبْدِكُمَا وَبِيتَا وَاغْسِلاَ أَرْجُلَكُمَا، ثُمَّ تُبَكِّرَانِ وَتَذْهَبَانِ فِي طَرِيقِكُمَا». فَقَالاَ: «لاَ، بَلْ فِي السَّاحَةِ نَبِيتُ». و 32 :24: “فَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَى الْبَيْتِ وَحَلَّ عَنِ الْجِمَالِ، فَأَعْطَى تِبْنًا وَعَلَفًا لِلْجِمَالِ، وَمَاءً لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ الرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ.: “وَأَدْخَلَ الرَّجُلُ الرِّجَالَ إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَأَعْطَاهُمْ مَاءً لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ، وَأَعْطَى عَلِيقًا لِحَمِيرِهِمْ. وخروج فَيَغْسِلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ مِنْهَا”.
هل من فرق بين الغسل وغسل التطهير؟
{שטיפה לנטילת ידיים}
حسب اليهودية على المرء بغسل يديه للطهارة في هذه الحالات الأساسية: عند استيقاظه صباحا {لن ندخل بالشرح لماذا} قبل أي وجبة وبعد استخدام المرحاض.
في التاريخ القديم كانت العادة دعوة الضيوف لغسل أرجلهم، فالمسيرة طويلة والطرق غير معبّدة والغبار في كل مكان، ودعوة الضيف لغسل الأرجل دلالة على إكرام الضيف واحترامه.
في لوقا {وَسَأَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيْتَ الْفَرِّيسِيِّ وَاتَّكَأَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ. فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ، تَكَلَّمَ فِي نَفْسِهِ قِائِلًا: «لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئَةٌ» .فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سِمْعَانُ، عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ». فَقَالَ: «قُلْ، يَا مُعَلِّمُ» .«كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ. عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا. فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟» فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ: «أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ». فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ» .ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ: «أَتَنْظُرُ هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ، وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ. وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا. قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي، وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ. بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي، وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيرًا. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلًا» .ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ» .فَابْتَدَأَ الْمُتَّكِئُونَ مَعَهُ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: «مَنْ هذَا الَّذِي يَغْفِرُ خَطَايَا أَيْضًا؟» .فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ، اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ».}، يوبّخ المسيح الفريسي ولم يقدّم المياه للغسل، والفريسي انتقد الرب لمعاملته للمرأة الخاطئة. هذه المرأة بكت ومسحت رجلي الرب بدموعها، هذا لان الفريسي اعتبر نفسه أعظم من الرب من كثرة كبريائه وعنفوانه، من هنا نفهم سلوك إبراهيم لمدى محبّته للرب ومدى وقار الرب بعيني إبراهيم.
بعد ان غسل الضيوف أرجلهم وجلسوا بظل الشجرة ناولهم إبراهيم الخبز {تذكر العشاء الرباني الأخير} طالبا منهم ان يأكلوا، “וְאֶקְחָה פַת-לֶחֶם וְסַעֲדוּ לִבְּכֶם, אַחַר תַּעֲבֹרוּ–כִּי-עַל-כֵּן עֲבַרְתֶּם, עַל-עַבְדְּכֶם; וַיֹּאמְרוּ, כֵּן תַּעֲשֶׂה כַּאֲשֶׁר דִּבַּרְתָּ.” “ان يسندوا قلوبهم”، وهل القلب بجائع للخبز الماديّ؟
العودة للنص الأصلي “וְסַעֲדוּ לִבְּכֶם” نفهم ان هناك معان أخرى للتعبير ناهيك عن الطعام، ففي الأمثال1 :17: “טוֹב פַּת חֲרֵבָה, וְשַׁלְוָה-בָהּ-מִבַּיִת, מָלֵא זִבְחֵי-רִיב.” بمفهوم “سعادة القلب السكينة والراحة” ويعني أيضا، الاستماع والإصغاء للرب ومناجاة الله. {قارن والإنجيل هدوء البال.} في القضاة 5 :19 וַיְהִי בַּיּוֹם הָרְבִיעִי וַיַּשְׁכִּימוּ בַבֹּקֶר וַיָּקָם לָלֶכֶת וַיֹּאמֶר אֲבִי הַנַּעֲרָ אֶל-חֲתָנוֹ סְעָד לִבְּךָ פַּת-לֶחֶם וְאַחַר תֵּלֵכוּ وَكَانَ فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ أَنَّهُمْ بَكَّرُوا صَبَاحًا وَقَامَ لِلذَّهَابِ. فَقَالَ أَبُو الْفَتَاةِ لِصِهْرِهِ: «أَسْنِدْ قَلْبَكَ بِكِسْرَةِ خُبْزٍ، وَبَعْدُ تَذْهَبُونَ». “فمكثوا وأكلوا وشربوا، من هنا نفهم انه يمكن “سند القلب” لمن ليسوا بقديسين وأبرار.
في المزمور 15 :104: “وَخَمْرٍ تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ، لإِلْمَاعِ وَجْهِهِ أَكْثَرَ مِنَ الزَّيْتِ، وَخُبْزٍ يُسْنِدُ قَلْبَ الإِنْسَانِ.” تظهر رحمة الرب على من صورته ومثاله، ومن يؤمن بالرب يحظى بنعم ربانية مجانية جمّة، وهذا ما قاله إبراهيم للضيوف بعد تناولهم الخبز والطعام يستطيعون بتكملة طريقهم ويظهر هذا بشكل واضح في الآية الخامسة.: “فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ».”.
رحض _ רחץ
لفظة سامية مشتركة، نقف عند العربية والعبرية هنا.
رحضه غسله كارحضه فهو رحيض ومرحوض والمرحاض المُغتسل وبالعبرية “רחץ” اللاويين 21 :8 و6:22 : “וְאֶת-הַקֶּרֶב וְאֶת-הַכְּרָעַיִם, רָחַץ בַּמָּיִם; וַיַּקְטֵר מֹשֶׁה אֶת-כָּל-הָאַיִל הַמִּזְבֵּחָה, עֹלָה הוּא לְרֵיחַ-נִיחֹחַ אִשֶּׁה הוּא לַיהוָה, כַּאֲשֶׁר צִוָּה יְהוָה, אֶת-מֹשֶׁה. נֶפֶשׁ אֲשֶׁר תִּגַּע-בּוֹ, וְטָמְאָה עַד-הָעָרֶב; וְלֹא יֹאכַל מִן-הַקֳּדָשִׁים, כִּי אִם-רָחַץ בְּשָׂרוֹ בַּמָּיִם. ” ترجمة “تقلا ” استخدمت “فَغَسَلَهَا بِمَاءٍ،” ولم تستخدم الفظة التأثيلية المشابهة، راجع الأمثال 12 :30 وأيوب 30 :9 .
الرَّحْض اسم الفعل ” רחץ” مزمور 10 :60 :” מוֹאָב, סִיר רַחְצִי-עַל-אֱדוֹם, אַשְׁלִיךְ נַעֲלִי; עָלַי, פְּלֶשֶׁת הִתְרוֹעָעִי.” واللفظة بالعربية “المِرحاض ” هي :”מרחץ”.