( الحلقة الأولى : المقدمة )
نزولاً عند رغبة البطريرك ساكو في تنقية صلواتنا من الكلمات والعبارات المسيئة لكرامة الإنسان ودعماً لمبادرته في ارتقاء اول سلّم لإصلاح ما جاء في تراثنا المؤسساتي المسيحي بصورة عامة قلنا في موضوع نشرناه حينها جواباً لمبادرته الإصلاحية … انكم يا غبطة البطريرك سوف لن تستطيعوا الأبحار في هكذا مغامرة خطيرة غير محسوبة العواقب لكونكم ( مربوطين بقانون مؤسساتي لن يسمح لكم بتجاوز خطوطه الحمراء ) لهذا قلنا ان ( الإصلاح لا يمكن تجزئته لكونه سيكون ناقصاً ) وقلنا ايضاً انكم حاولتم استثمار هذا الموضوع لمصلحتكم الخاصة ولهذا توقفت غبطتك على اول الدرجات ولن تستطيع ان تكمل …
اليوم سنبحر في ذاك المحيط الكثير الأعاصير والأمواج وغايتنا (( الإصلاح )) بعد ان اعيانا التعب في مناشداتكم للإصلاح ونحن نعلم انكم لا ولن تستطيعوا ان تحرّكوا ريشة للسير بهذا الاتجاه فاضطررنا مجبرين ان نسلك هذا الطريق عساه يسهم في نهضة رجالات الله فيكم ومنكم مدفوعين من غيرتنا ومحبتنا للحفاظ على مؤسساتنا الدينية وما تبقى من مؤمنيها والانطلاق في رحاب أوسع للبشارة بالرب يسوع المسيح ( كلمة الرب الإله وعلامة الوصل بيننا وبين إلهنا )… ونحن على يقين اننا لا نستطيع اختراق الجدران العصيّة التي فرضتها المؤسسات الدينية كأبراج حماية لها وخاصةً عندما يتعلّق الموضوع بقداستها المؤسساتية من اختراق ( العلمانيين كما يطلق علينا عموم الشعب المؤمن ) وهنا نعلن بكل جرأة ومحبة لجميع تلك المؤسسات بضرورة انتهاج منهج بديل متطوّر يتواكب مع التطوّر الإنساني لتبقى ( قائدة ) في مجالها ، لقد كانت كلمتنا ( التطوّر وحش يبتلع النظريات القديمة المتخلّفة فلا بديل لنا إلاّ لتطوير نظرياتنا تلك لتواكب عقل الإنسان الجديد )… العالم اليوم يمر بأزمة أخلاقية يمثلها صراع المصالح ووقودها الإنسان إذاً الإنسانية تمر في ازمة كبيرة وخطيرة جداً بين ( الاستعمار الكهنوتي الذي يمثل التخلف والاستعمار التقني الذي يمثل التطوّر ) فلمن ستكون الغلبة … ؟ لهذا كان كتابنا الأخير الذي لا يزال في طور استكماله (( المسيح ” الإنسانية ” بين استعمارين الكهنوتي والتقني )) هذا الكتاب يبحث في أصول نشأة الكهنوت وتبعيته وصولاً لعهد السيد المسيح .. وهل كان للسيد المسيح دور في نشأته ومن كان وراء نشأة الكهنوت المسيحي وما كانت شروطه وامتيازاته ؟ كذلك عن نشوء الكهنوت اليهودي والإسلامي وبمن تأثر.
( فنشوء الكهنوت كان نتيجة خوف من المجهول ومحاولات لاستقراء المستقبل … وبهذا استطاع الكهنة من توظيف جهل الإنسان لاستعمار عقله ) لهذا استعان الكهنة بقوّة خارجة عن البشر تتحكم بمستقبله وحياته من هنا كانت ( الآلهة المتعددة والتي لا تزال إلى يومنا هذا … ) وهنا لا بد ان نشير إلى الأديان الإبراهيمية التي تكتلت لعبادة إله إبراهيم أبو الأنبياء ومن سلالته خرج انبيائها
من هنا نقول ان كهنوت الأديان عبارة عن تكتلات لعبادة إله معيّن يلبي حاجات كهنته فيجعلهم نخبة تقود الشعب الذي يؤمن بهم فيستعمروا عقولهم ، ومن الآلهة ما لا يحصى عددهم ولكل منهم ( انبياء ورسل وتابعين و” كهنة ” ) ولا بد لنا اليوم ان نستشهد بحكمة السيد المسيح يسوع في محاورته مع رسله وتلاميذه في وداعه الأخير لهم استيداعه للروح القدس ليسكن فيهم وفي كل من آمن به من جميع البشر باختلاف اديانهم ومللهم ونحلهم … (( قال لهم : خير لي ان ارحل وان رحلت ارسل لكم الروح القدس ليحل فيكم ليكون لكم الضمير الأخلاقي الإنساني ليوبخكم على زلاتكم ويستحسن فيكم اعمالكم الصالحة … قالوا له : أننتظر نبياً من بعدك … ؟ قال : وما حاجتكم لأنبياء … انتم الأنبياء )).
من هنا ألغى السيد المسيح دور الأنبياء ومن خلفهم الكهنة بعد ان جعلنا أبناء الله فأبناء الله لا يحتاجون لأنبياء ولا كهنة لأنهم عارفين إلههم وحافظين كلمته .
تحياتي الرب يبارك حياتكم جميعاً واهل بيتكم
إلى اللقاء مع الحلقة الثانية والتي سنتطرق فيها إلى موضوع إهانة السيد المسيح وامه العذراء المقدسة مريم في كتبنا وصلواتنا واناشيدنا فمن الذي اهانهم واهان الشعب الذي يتبعهم ومن سمح بذلك ولماذا وبالأدلة والبراهين . وهنا لا بد ان نسأل غبطة البطريرك ساكو (( أوليس خير لنا ان نبدأ برفع الكلمات المسيئة والمهينة لسيدنا وسيد العالم كلّه من كتبنا والسنتنا قبل ان نطلب رفع تلك الكلمات المهينة لكرامة الإنسان من صلواتنا فالذي يهين سيدنا ويمس كرامته بالحقيقة يقصد اهانتنا وتحقيرنا وتدنيس هيكل الله فينا ))
اخوكم الخادم حسام سامي3 / 1 / 2023