يعرف الجميع بأنني غير معني بالعمل السياسي ولست داعياً دينياً وإنما أنا شخص مختص في مجال الفن التشكيلي وتاريخ وادي الرافدين، كما أعتبر نفسي (ناشطاً مستقلاً) في مجال التنوير الكلداني (الثقافة القومية الكلدانية)، لهذا أنا أدعم الأتحاد الكلداني الدولي، لأنني أؤمن بأنه واجهة كلدانية تشير خطواتها الأولى الرصينة والقوية إلى أنه سيكون واجهة عظيمة الأهمية في حياة الكلدان (المستلبة حقوقهم المدنية) في الوطن الأم، وأيضاً واجهة مفيدة لعموم الأطياف العراقية التي تتطلع بمحبة إلى تناغم ما بين المكونات العراقية من أجل عراق حر، موحد، ومزدهر.
هنالك حكمة تقول بأن “المقدمات الناجحة تؤدي إلى نتائج ناجحة بالضرورة”، ومقدمات الأتحاد قد تجلت بشكل واضح وجلي في زيارته الناجحة للعراق، التي تؤكد ومن دون جدال على أهمية وضرورة دعم الأتحاد الكلداني الدولي، بخاصة بعد أن خذلتنا منذ تغيير عام 2003م الغالب الأعم من واجهاتنا الدينة والمدنية المحسوبة على الكلدان.
أنا أفهم جيداً بأن القوى التي يشكل قيام (الأتحاد الكلداني الدولي) تهديداً لوجودها الهش، ستحارب الأتحاد بشتى الأشكال من أجل أن تلوي ذراعه، لاسيما إستخدام أبواق جيوشهم الألكترونية للتقليل والتشكيك في قدرة الأتحاد على تحقيق ما فشلت فيه تلك القوى المتسلطة على الساحة الكلدانية. بخاصة، بعدما أثبتت السنوات العشرين العجاف الأخيرة، الفشل الذريع للغالب الأعم ممن يقدمون أنفسهم بصفتهم ممثلين للأمة الكلدانية على الصعيدين المدني والديني.
هنا لا يسعني إلا أن أقول لجميع الكلدان في العالم: بأنه عليكم أن تتوقفوا عن إجترار الكلام والشكوى غير المجدية ومطالبة الأتحاد بأن يحقق ما بين ليلة وضحاها ما عجزت كل تلك المؤسسات الكلدانية المترهلة (مدنية ودينية) عن تحقيقه في العقود الثلاثة الأخيرة. لذلك، بدلاً من أن تلعنوا الظلام أوقدوا شمعة الأمل. وبدلاً من أن تزرعوا طريق الأتحاد بالشوك ساندوهم وأعملوا معهم تيمناً بما قاله رب المجد (من ثمارهم تعرفونهم). أيها الأعزاء، لنمنح هذا الأتحاد الوليد وقيادته الحكيمة التي تضحي بالوقت والمال وتسعى بكل مثابرة لتحقيق الحلم الكلداني ووضع النقاط على الحروف، وأن غداً لناظرهِ قريب.
تذكروا أيها الأحبة، المراهنة الفاشلة للقوى الكركدنية التي تحكم الولايات المتحدة عندما قاموا بمحاربة (دونالد ترﻤﭗ) بحجة أنه رجل أعمال لا ينتمي إلى عالم السياسة، متجاهلين تاريخه الذي يشهد بقدرته على تحويل أي عمل متعثر وفاشل إلى قمة النجاح. لذلك فأن قناعتي الصلبة متأتية من تمكن الأستاذ سام يونو رجل الأعمال الخبير والناجح في حقل العلاقات المحلية والدولية ومن بمعيته من شباب كلداني غيور إلى قلب الطاولة على المنتفعين والفاشلين والمتقاعسين، وتحقيق نجاحات ينتظرها الكلدان منذ عقود.
شخصياً، أنا أدعو جميع الكلدان الغيارى في الوطن الأم والعالم إلى دعم الأتحاد الكلداني الدولي، ومن ناحيتي فأنني أيضاً برغم تعدد مسؤولياتي ومشاغلي على إستعداد لدعم الأتحاد ضمن إمكاناتي في مجال تخصصي التشكيلي ومجال خبرتي الأكاديمية في مجال تاريخ وادي الرافدين. آملاً بالعمل سوية (قلب على قلب ويد بيد) من أجل الدفاع عن حقوق الكلدان في الوطن الأم والعالم ، لاسيما في مجال تمييزنا في الدستور العراقي بصفتنا نحن الكلدان (سكان العراق الأصليين)، وما سينعكس عن هكذا قرار من تشريعات تدعمها قوانين الأمم المتحدة.
من البديهي، أن المرائين والمنتفعين والفاشلين سيعملون على وضع العصي في عجلة الأتحاد، لكنهم لن يحصدوا في آخر المطاف إلا الخيبة والفشل والخذلان، أما الطيبون والأصلاء من الكلدان فأنهم مدعون لمؤازرة الأتحاد الكلداني العالمي، لأن اليد الواحدة لا تصفق، ولأن الأهداف لا تتحقق إلا بالعمل المثابر والجاد.
للأمة الكلدانية بإخلاص/ د. عامر حنا فتوحي
فنان تشكيلي ومؤرخ
المؤسس التنفيذي لمنظمة المركز الثقافي الكلداني الأمريكي