بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
مطارنـتـنا الكلـدان : إنّ جـميعـكم شـباباً وكـهـولاً أجلّاء أينما تكـونون ، دون أن نسأل كـيف تم إخـتـياركم أساقـفة ، ولكـن لعِـلمِكم فـقـط ، أنّ مِن بـينكم كاهـناً كان يتـفاخـر بإبتعاده عـن الكـنيسة الكـلـدانية ، واليوم نـراه أسـقـفاً كـلـدانياً ! وهـذا هـو شأن بعـض رجال الـدين لا يستحـون .
الـيـوم أنـتم وكلاء يسوع المسيح الرب ، الـذي قال عـن نـفـسه جاء لـيَخـدِم لا لـيُخـدَم ، فـكم بالأحـرى تكـونـون أنـتم خـدَماً لأبناء الله ، بتـوصية من ربّـكم الـذي تـقـتـدون به ، فلا سادة ولا عـبـيـد بعـد اليوم بل إخـوة . قـولـوها بشجاعة عـلناً في كـرازاتكم ولن تـفـقـدوا مناصبكم بل يـزداد إحـتـرامنا لتـواضعكم لأنكم أؤتُـمِنـتم عـلى هـدف سامي ــ بإخـتياركم الشخـصي ــ هـو إيصال رسالة المسيح إلى جـميع الأمم وأنـتم أكـفّاء لها ، فـكـونوا عـنـد حـسن ظـنـنا بكم وأنـتم مُـكـرّمون .
إبتـدأتْ المسيحـية بعـد قـيامة المسيح بإنـتـشار رسُـله تلاميـذه وحـمْـلِـهم رسالة التـبشير إلى الخـلـيقة كـلها حـيثما أمكـنهم الوصول بتعَـبـِهم وكـدّهم بلا مقابل أجـرة نـقـدية (( كما أشار مار ﭘـولس في رسالته الأولى إلى أهـل تسالـونيكي الإصحاح الثاني 9 )) كل ذلك إيماناً وحُـبّاً بـربّهم يسوع ولم يضعـوا تاجاً عـلى رؤوسهم للإستعلاء ولا خاتماً في أصبعهم لإستعـباد الـبُـسطاء ! فـتاج المسيح كان أشـواكاً ولم يُـقـبّـل أحـد يـده إطلاقاً !!!!!!!! .
وتفاوتـت درجة إستـقـبال الأمم لتلاميـذه وتـقـبُّـل رسالتهم ممّا أدّى إلى تـباين نهاية نشاطهم الشخـصي ، فـمنهم مَن نال الإستحـسان والترحـيب ، ومنهم مَن إسـتُـشهـِد وآخـر نُـفِيَ وثالث تـقـدّم به العـمر حـتى وافـته المنيّة وهـكـذا إنـتـقـلـوا جـميعهم بـفـرح غامر إلى الحـياة الأبـدية التي وعـدهم بها المسيح .
وبمرور الأيام ظهـرَت الحاجة إلى بعـض الإستـقـرار المحـلي لمواصلة الـوعـظ وديمومة الإرشاد للمؤمنين ــ كلٌ جـماعة في بـيـئـتها ــ فـكانت التجـمّعات الأولى بـيـتـية محـدودة بإدارة بسيطة ، إزدهـرَت يوماً بعـد يوم نـتيجة إقـبال المؤمنين ، فـتحَـوّل مكان حـضورهم إلى قاعة كـبـيـرة والتي نسميها الـيـوم ( كـنيسة ــ كـنْـشا ) كـلمة كلـدانية تعـني : مَجـمَع ، تجَـمّع ، جـماعة … وعـنـدها دعَـت الحاجة إلى مسؤوليات إدارية أوسع ذات رُتـب متـدرّجة (( درجة = درغا …….. لا تعـني قـداسة لأن الرب هـو الـقـدّوس لـوحـده )) …. فـمثـلما نـرى في المؤسّسات العـلمانية الـدرجات الوظيـفـية : كاتب ، ملاحـظ ، رئيس ملاحـظين ، مدير … وعـلى غـرارها درجات الإكـلـيريكي ( كاهـن ، أسـقـف ، ﭘاطريرك ، ﭘاﭘا ) .
وكـما نعـرف الـيـوم أن القائمين عـلى إدارة المؤسّسات العـلمانية وتـوجـيهها ، يتباينـون في درجة عـملهم وحـماسهم وكـفاءتهم بل وإخلاصهم في واجـبهم ، فإنّ ذلك ينـطـبق عـلى الرتب الكـنسية : كاهـن درغه بسيط ، أسـقـف درغه وسط ، ﭘاطريرك درغه عالي ، ﭘاﭘا درغه أعـلى ، هـذا من ناحـية الـدرجات الإدارية ولا علاقة لها بالـقـداسة بل الله يعـرف ما في الـقـلـوب …. وفي الوقـت ذاته هـناك من بـينهم المتحـمس والمنـدفع والمتكاسل والخامل ، والكـتاب المقـدس يقـرّ بأنّ الجـميع أخـطأوا وأعـوَزهم مجـد الله .
وتجـدر الإشارة وأنـتم تعـلـمون أنّ سَهـوَ الجـنـدي ليس خـطيراً بمستـوى زيغان الـقائـد العـسكـري ، وهـكـذا فإنّ زلـّـة المؤمن الساذج ليست جـسيمة بمستـوى خـطأ الرئيس الكـنسي القائـد ، فالمطلـوب منكم أنـتم الأساقـفة القادة الوكلاء ، أخـذ الحـذر والإعـتـبار في وعـظكم وقـراراتكم وكـتاباتكم وحـتى في تأمّلاتكم الشخـصية ، وإلّا فإنّ أيّ إلـتواء أو إنزلاق يـبـدو فـيكم ، أو قـرار سـلبي يصدر عـنكم ــ لا سمح الله ــ فإنّ أقلام الكـتاب الشرفاء الواعـين تـكـون بالمرصاد لكم ــ ليس تجاوزاً عـليكم ــ ….. بل منـطـلـقـين من :
(1) غـيرة بـيت الرب تـثـيرهم (2) الـنـفاق بَعـيـدٌ عـنهم والتمـلـّـق ليس في جـيناتهم . (3) لا يستعـطـفـون الناس بل الله !! لا يطلـبـون رضى الناس بل الله ! وإلّا لن يكـونـوا من أتباع المسيح . (4) ليست مصالحهم الشخـصية من أولـويّاتهم ، سـواءاً مادية كانت أم معـنـوية ، بل الإيمان والضمير والأخلاق هي المبادىء الأساسية عـنـد أولـئك الكُـتــّـاب الشرفاء .
لا شـك تعـترفـون فـيما بـينكم بالإنحـرافات الطارئة والتجاوزات الغـريـبة الظاهـرة في ممارسات وقـرارات القائمين عـلى إدارة كـنيستـنا الكـلـدانية اليوم ! إلّا أنّ ما يـدعـونا إلى الـدهـشة هـو صمتُـكم دون ردّة فـعـل عـقلانية من جانبكم وأنـتم قادة وكلاء مسيحكم ! فـما هي أعـذاركم ومار بولس يقـول : مَن يفـصلني عـن المسيح ؟ أشِـدة أم ضيق أم إضطهاد أم جـوع أم عُـريٌ أم خـطر أم سـيف ؟ ……….
من جانب آخـر ، لا محاباة عـنـد الله ولم يـرد في نهج المسيح مفهـوم ــ حُـكم الأغـلـبـية ــ ولا العـولمة ولا عـبارة سياق تأريخي !! وإلّا سـنـسأل (( هـل إنـدثـر المسيح ولم يعُـد قائـماً الـيـوم كي نـتـرك كـلماته ؟ إن المسيح هـو السياق التأريخي بـذاته وإلى الأبـد )) فكـيـف تعـتـمـدون في كـل شيء عـلى مبـدأ التـصويت الغـدّار والـوهـمي ؟ في حـين أنّ المنـطـق الإيماني العـقلاني الأزلي ، أقـوى من التـصويت العـلماني الفاني ؟ … تـذكـّـروا !! أنّ رؤساءَ تـسـلـّـطوا ورحـلـوا ، والمتـسلـّـط الـيـوم سيرحـل غـداً ، إذن مِـمّ تـتـوجّـسون ؟ كـونـوا عـنـد حُـسـن ظن المسيح بكم ، فإن صَعُـبَ عـلـيكم الإقـتـداء بـربّـكم ، أتـركـوا مواقـعكم وإستـقـيـلـوا من مناصبكم ورؤوسكم مرفـوعة .
الاستاذ العزيز مايكل سيبي المحترم
“اقتباس : “ان رؤساء تسلطوا ورحلوا، والمتسلط اليوم سيرحل غداً”
تعليقنا على هذه النقطة هو ان المتسلط مهما بلغ شأنه وعظم مركزه ومهما بلغ من قوة وطغيان وجبروت فانه سيرحل عاجلاً ام آجلاً ورغماً عن انفه ، حاله حال غيره من بني البشر ( الحياة الأبدية تكون بعد الموت )، ولكننا نود ان نطرح السؤال التالي : ماذا سيكون مصير متسلط لم ينكر وجود ملكوت السماوات بعد الموت فقط ، وانما حاول تضليل الناس الذين يحقد عليهم ، وخداعهم واقناعهم بهذه الهرطقة ، وهو يعرف بأنه زائغ عن طريق الحق ، ولا يلتزم بتعاليم ووصايا ربنا والهنا يسوع المسيح له المجد، ولا يعترف بكونه ابن الله ، ويسجد لاله المسلمين بدلاً من السيد المسيح ؟
سنجيب نحن على هذا السؤال وبالنيابة عن المتسلط البطريرك لويس الأول سكو :
ان مثل هؤلاء المتسلطين يعرفون بأنه لا مكان لهم في ملكوت السماوات ، وعندما يحين أجلهم ويتم دفنهم في قبورهم ، تأتي الأرواح الشريرة مباشرة وتاخذ ارواحهم وتنزل بها الى الجحيم ، حيث يوجد الشيطان الذي بدوره يستقبلهم ويستقبل جميع الفاسدين والملحدين والفاسقين والزناة وغيرهم ، ويرحب بهم في دار العذاب الأبدي والنار الأزلية المهلكة