“إذا لا تـرغـبون في بقائـنا مواطنين متساوين في بلـدنا العـراق، قـولوا لـنا صراحةً لـنـتـدبَّـر الأمر قـبل فـوات الأوان“
.. إنـتهى الإقـتباس
الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس
أضافات ولمسات: مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
أين أصبحَـتْ نـداءاتك ((يا مهاجـرين إرجعـوا))!!؟؟ وخـوّنـتَ مَن يترك الوطن؟؟ قائلاً: كـلكـم تعـيشـون عـلى مساعـدات حكـومية؟؟ عِـلماً أنـنا نعـيش بعـرق جـبـينـنا! هـذه مِن ناحـية، أما مِن ناحـية ثانية قـولك ــ أنّ الكـنيسة الكـلـدانية أقـوى من أيّ زمن مضى ــ واليوم كـشـفـتَ بلسانـك أنّ الكـنيسة الكـلـدانية في عهـدك هي أتعـس مِن أيّ وقـت في تأريخها الماضي!!.
وماذا نـقـول عـن زياراتك السياسية إلى أعـضاء الحكـومة العـراقـية الفاسدة، إبتـداءً مِن أعـلى منصب إلى أسـفـله، ولم تـترك أحـداً إلّا وقـمتَ بزيارته والتباهي بمقابلته، واليوم تـشـكـو رداءة حالك له؟؟!!!
كأنّ ذلك الإنسان الكلداني البسيط الذي ترك بلدته وقـريته، كان يعـرف أكـثر ذكاءاً منـك حـين قـرر أنْ يحـقـبَ أغـراضه للرحلة، آملاً الوصول إلى بـلـد الإسـتـقـرار الـذي يضمن له ولعائـلـته العـيش بأمان. إنّ إولـئـك كانـوا قـد قـرّروا منـذ سـنوات قـبل إطلاق جملتك! فـقـد كانـت لهم نظرة أبعـد وأوسع بكـثير من نظرتك وأنانـيّـتـك الضيقة. إنّ ذلك يعـني أنـك فاشل في الـقـيادة طيلة تلك السـنوات مِن تـدخّـلك في (عـوجايات السياسة) بحجة عـنـدك كـلمة في السياسة!!!، فأين كـلمتـك تلك يا ماجـستير الـفـقه الإسلامي؟.
إعـلـم وكُـن واثـقاً، لـو أنّ شخـصاً بمنـصبك في دولة غـربـية، وتـوَصّـلَ إلى ما توصّلتَ إليه الـيـوم، لإسـتـقال حالاً، فهـل لـديك الشجاعة لـعـمل مثـله؟ ولكنك جبان على نفسك، واسد على اساقفتك الجبناء!!!
أيها الـناس:
إضحكـوا بحَسرة “ألم” عـلى هـذا الشخـص الـذي ــ بسـبـبه ــ يتعـذّب آلاف المهاجـرين المسيحـيّـين العـراقـيّـين في دول: أردن ولبنان وتركـيا ووو…
ألم يكـن أفـضل لك منـذ سـنوات مساعـدتهم لو ذهـبتَ إلى السـفارات لـتـشـجّع السـفـراء عـلى قـبولهم بـدلاً من أنْ يعـيشوا حـياة يُـرثى لها؟ وكم من الأطفال ضاع مستـقـبلهم بسبب تأخـيرهم في الوصول إلى بلـد (يكـون بـلـدهم الثاني)، عـوضاً عـن إسـتـقـبالك سـفـراء تلك الـبـلـدان في (مقـرك، بغـداد) وتلمّح لهم أن لا يقـبلوهم؟ لأنك أنـت تـشجّع بقاء المسيحـيـين في العـراق، لكي تستمر هـيمنـتـك عـلى حـياتهم ومقـدّراتهم!!؟ …. واليوم فـقـتَ من نـومـكَ لـتـقـول: (لـنـدبِّـر الأمر قـبل فـوات الأوان)
أيها البطرك ساكـو:
أنت في سبات ولا تحـس!! لأنّ منذ زمن بعـيد وقـبل فـوات الأوان، كان هـناك مَن دبّـرَ أمره عـلى مسؤوليته في تلك الحـقـبة، نـراه الـيـوم يعـيش في أمان وإسـتـقـرار، ونـتمنى أن يصل بقـية المهاجـرين الذين قـرروا الرحـيل.
اليكم مقالة البطرك ساكو الذي يذرف فيها دموع التمسايح على مأساتكم ايها المهاجرين:
تجاوزات على المسيحيين العراقيين، وإقصاء متعمّد
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
أوَد أن أتقاسم معكم بعض هموم المسيحيين الذين هاجر أكثر من نصفهم، والباقون على قائمة (الاحتياط، stand by) بسبب عدم الاستقرار وغياب تكافؤ الفرص وعدالة القانون، من دون الأخذ بنظر الاعتبار أنهم أهل البلاد الأصليون وشركاء في الوطن!
مسرح اللامعقول
بين حين وآخر يخرج سياسي مسيحي ليعلن بشكل لا يُصدَّق ان الحشد الهي؟ رغم ان المرجعية الشيعية الرشيدة نفسها لم تستخدم كذا وصف.. كما يستعمل صوراً للعذراء مريم وللسيد المسيح وصلباناً في مسيرات وكأننا في حرب صليبية. استعمال الرموز الدينية في غير محلها ووقتها يُعَد تدنيساً لها!
خرج قبل فترة نائب مسيحي على قناة العهد يقول أن: “الشيخ الخزعلي طبَّق تعاليم المسيح وأخلاق المسيح …” مع كل احترامي لسماحة الشيخ الخزعلي… هذا الوصف يتقاطع مع الآداب العامة. فالشيخ الجليل مسلم شيعي، يطبق الشريعة الإسلامية وليس التعليم المسيحي؟ لا أفهم لماذا تُقحَم الديانات في السياسة وتشوَّه؟ هذه الأقنعة يجب ان تُرفَع!
المسيحيون يعيشون حالة من الإحباط بسبب قوانين الأحوال الشخصية المُجحِفة: كأسلمة القاصرين، وأسلمة أشخاص اُكرهوا على الإسلام من قبل القاعدة أو تنظيم داعش تحت التهديد بالقتل. سعيتُ شخصياً لاعادتهم الى ديانتهم المسيحية تلبية لطلبهم، لكن من دون جدوى بحجة الرَدّة.. هذه ليست بِرَدّة، و انما إكراه علني، ذلك ان اختيار دين ما يتم عن قناعة وحرية وليس عن إكراه!
حالات موجعة
ثمة قانون بموجبه يُعوَّض موظف مسيحي (بعد تركه للوظيفة بسبب التقاعد أو الهجرة…) بمسيحي آخر، لكن هذا لم يُنفَّذ، بسبب الطائفية والرشوة والاستحواذ على الوظائف… أذكر على سبيل المثال لا الحصر، أن في إحدى الحالات وقَّع الوزير على طلب توظيف 5 شباب مسيحيين، إلا ان المدير المسؤول رفض التنفيذ وطلب مبلغاً كبيراً (رشوة)!
قيل إن كلية الشرطة قبلت 3000 طلب للانخراط في الشرطة، لا يوجد بينهم مسيحي واحد، في حين كنتُ قد قدَّمتُ عشرة أسماء.
جاءني قبل اسبوعين مسيحي يحمل شهادة دكتوراه وهو مدير في احدى الوزارات، وقال انهم يحاربونه حتى يتخلى عن منصبه ليستولي عليها غيره! وعُيِّنَ شخصٌ آخر بدرجة لواء في احدى السفارات، تؤهله لهذه المهمة، لكن بعد اسبوع، تعين مكانه آخر.. وسيدة معروفة ومحترمة ومهنية، نالت مدح رؤسائها، تمت محاولة اقصائها، لكنها بقيت لأنها دافعت عن حقها بقوة…
قبل أيام قدَّمت رئيسة هيئة الاستثمار استقالتها، وهي بشهادة العديدين إنسانة مخلصة ونزيهة لوظيفتها وللعراق… وبعد استقالتها بدأت حملة التشكيك بصحة شهادتها وتشويه سمعتها… والقائمة طويلة. هذه التصرفات اللأخلاقية ستبقى في الذاكرة إلَّم تُعالج.
في سهل نينوى كثُرَت هموم المسيحيين حتى انهم اخذوا يهاجرون، إذ قيل لي انهم يغادرون الى خارج العراق بوتيرة 20 عائلة شهرياً، وذلك بسبب الفوضى الطاغية والتشرذم والمحسوبيات التي خلقتها الميليشيات الطائفية!
كيف يمكن لمسيحي او مسلم مؤمن بالله أن يقترف مثل هذا التعدِّيات؟
من يحمي هؤلاء المسيحيين المسالمين والأوفياء لوطنهم، اذا الدولة لا تحميهم؟ هذه انتهاكات موجعة، ولها تداعيات على سمعة العراق؟
وبكل ألم أقول: اذا لا ترغبون في بقائنا مواطنين متساوين في بلدنا العراق، فقولوا لنا صراحةً، لندبِّر الأمر قبل فوات الأوان.