يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_www.almohales.org
إطلالة:
من مشاكل الطائفة {ليست كنيسة حسب اعتراف احد الأساقفة بمنشوراته} الرومية الملكية الكاثوليكية تخبّطها بين الأصل الاورثوذكس والتبعيّة اللاتينية، وفي السنوات الأخيرة أصبح الأمر مقلقا كثيرا وخصوصا بعد غياب فطاحل وفحول في البطريركية لتقف أمام الغزو اللاتيني البابوي وينعكس على رجال أساقفة فحول لاهوت وعقيدة في أغلبية الأبرشيات لتواجه هذه التحديّات، وبتنا نشكّ باهتمامه بالشرق المسيحي وعلى الخصوص الناطقين بالعربية ممّن ينتمون للكنيسة البيزنطية.
يتضح الأمر حتى في البطريركية داخليا، كانت كتب ليترجيا قديمة فقام اللحام بتغيير وإضافة وجمع وبورك بهذا العمل، إلا ان المتتبّع والدارس لفحوى الكتب يجد الكثير من المغالطات والاختلاف لغويا وليترجيا بين كتاب وآخر وقد نشرنا قضية “إدخال الطفل للكنيسة وبالمجد والكرامة كللهما”.
بطريركية وأبرشيات تحترم ذاتها، يجب ان تعمل على توحيد النص ومراجعة الكتب من مختصين لغويين باختيار الألفاظ الدقيقة وفهم المعنى الدلالي العقائدي للكلمة والعبارة، وتوحيد النصوص والخدم الكنسية.
راجعنا في السابق قضية إدخال الطفل إلى الكنيسة، ورأينا كم من التناقض وعدم الوحدة الأمر المخزي والمشين، وكذلك في خدمة سر الزواج المقدّس نعرض أدناه فتات من كمّ هائل من تناقضات ولم نقم بالعرض الكامل لسير السرّ.
نأمل من الأساقفة ان تعمل على توحيد الكتب والنصوص والخدم في الأبرشية المؤتمنة عليها، وهذا عمل الأسقف واللجنة الليترجية والنائب، وللأسف في غياب فهم وإدراك وغيرة واهتمام، فسيبقى الوضع من محرج لمشين ولمخزي لعار لفساد، وهجرة الناس من الكنائس والبحث عن بديل، وكم هُم كثر هذه الأيام. واكبر إثبات لذلك كم عدد الحاضرين “لمبنى الخدمة” كنسبة مئوية من الرعية هل يتجاوز أل 3% ؟ وليفهم من يفهم.
على صعيد البطريركية يمكن إيعاز للبطرك بمتابعة الكتابة وضبط الليترجيا وكذلك بالأبرشيات، لو هناك أسقف يغار على الكنيسة، يمكنه توكيل كهنة ذات خبرة لاهوتية وليترجية للعمل على إصدار كتب صلوات تغطّي حاجة الأبرشية، كل أبرشية، لكن للأسف اهتمام أغلبية الأساقفة بجمع المال والحجر للبناء، فهذا فانٍ لا محال ولينظر كل خوري لرعيته وأسقف بأبرشيته نسبة الحاضرين للكنيسة لا تتجاوز 3% في أحسن الحالات فبئس وبؤس الحال.
“بالمجد والكرامة كللهما”
++”توضع أمام الباب الملوكي طاولة عليها الإنجيل المقدس وصليب وشمعتان مضاءتان وإكليلان وكاس خمر” {راجع الافخولوجي الصغير ص 75 المطبعة البوليسية 1979 و الافخولوجي الكبير ص 299مطبعة قلفاط بيروت 1955وخدمة سر الزواج للطفي لحام ص 9 د.ت والانثولوجيون ص 843 فاريا 1988 } وهنا لا بدّ من توضيح كم خوري رومي كاثوليكي يقوم بهذا الترتيب؟ من يضع الطاولة المنضدة أمام الباب الملوكي؟ كنا قد اشرنا انه في حال عدم احترام الكتاب المتداول في الكنيسة اقلّه حذف وجمع الكتب لئلا تبقى بين ابدي الناس، عندها لا تعلم بكذب الخوري وفساده الليترجي، أين تعلّم الخوري وكيف يجرؤ ان يقول انه خريج جامعة ايطالية أم ألمانية أم بيت ساحورية وبيت جالية وبيت لحمية وحسب العامية: سواحري وبجاجلي وتلاحمي؟ والسؤال الانكى، هل الخوري يشرح لماذا الشمع وكل هذا؟
++ “جرت العادة ان يستقبلهما عند باب الكنيسة… ويدخل أمامهما حاملا المبخرة” {كل الكتب أعلاه تذكر ذلك}. أي مبخرة وأي بطيخ؟ لا بخور ولا تبخير، فأغلبية الخوارنة على عجل لإنهاء الخدمة والحصول على الظرف باليورو فيحسب المبلغ ووقت الخدمة وكلما كان الوقت اقصر الربح أكثر، فعملية حسابية بسيطة قسمة “مائتان دولار” على ربع ساعة ليس كما تقسم على نصف ساعة؟ هذا الواقع المحزن المشين لأغلبية الخوارنة. وحتى قبل الإنجيل لا يبخّر الخوري؟
++ : ” فأنت … فاقرن عبدك..وأمتك..” { جرت العادة ان يعقد الكاهن عند هذه العبارة خنصر يد العريس اليسرى بخنصر يد العروس اليمنى، الافخولوجي الصغير ص 91 كتاب لحام ص 25 والانثولوجيون ص 847 }. أغلبية الخوارنة تلتصق أصابعها بخنصر الأمَة لا تفصيل للسبب.
++ بعد الانتهاء من صلاة العربون الوحيد الذي يذكر التبخير للمنضدة هو الافخولوجي الكبير ص 302 وباقي الكتب فتتجاهلها كذلك الافشين.
+ “يعربن عبد الله.. على امة… ثم يضعه في بنصر الخطيبة اليمنى…ثم يضعه في بنصر الخطيبة اليمنى… يجعل الخاتم الذهب في بنصر الخطيبة والخاتم الفضة في بنصر الخطيب فيقول الكاهن الافشين التالي…”.
باقي المصادر تتجاهل النص. هل الخوري يضع المحبس أو الخاتم في اليد اليمنى؟ ولماذا اليمنى؟ ولماذا البنصر؟ ولماذا يضعه الخوري باليد اليسرى؟ ولماذا الفضة للرجل والذهب للعروس؟ لعبة “بنانير” ما التفسير؟
++ الدوران يكون حول المنضدة، راجع كل المصادر أعلاه.
السؤال الذي طرحناه أعلاه هل كل خوارنة الروم الملكيين الكاثوليك يتمسّكون بالنص الكتابي؟ ويقومون بالتطواف حول المنضدة؟ والسؤال لماذا؟ وما معنى التطواف؟ وما الأصول التوراتية؟
لو قارنا مبنى الخدمة بين الكتب أعلاه لوجدنا اختلافات حتى من ناحية النص والترجمة والمبنى وهذا سوف ننشره بمادة منفصلة.
فتات مما ذكرنا مقارنة بين بعض الكتب المعتبرة مرجعية وموثوقة في الطائفة الرومية الملكية الكاثوليكية، تثبت مدا الانحراف الليترجي حتى في الأسرار المقدسة والأمر الأصعب هو غياب السلطة، هل زار مرة واحدة أسقف خوري فجأة في رعيته وسأله وطلب منه تقريرا خطيا لعمله؟ أو كيف يُقيم هذه الأسرار والخدمات؟ هل الانفلات في أغلبية الأبرشيات نابع من غياب سلطة كنسية حازمة صارمة تفهم وتعي الكتاب والمكتوب؟ أم ان الانفلات نابع ووليدة ان الطائفة الرومية الملكية هي بدون أب وأم؟ هل هي تعتمد على التراث البيزنطي او لا على اللاتيني بينَ بينْ فأصبحت “لا” خير الأمور الوسط بل عاهة وعائق أمام المؤمن وحجر عثرة لكل ذي عقل وفهم وإدراك.
هل من بزيغ أمل ليترجي ؟ هل من تفاؤل حول مكانة المسيحي في كل بلد وأبرشية؟ هل تعيينات البابا على يقين لتدمير الأبرشيات بالشرق؟ هل من قيامة لأبرشيات الروم الملكيين الكاثوليك؟ وأسئلة كثيرة والحديث هنا على أغلبية الأبرشيات قلناها ونرددها لا تعميم ولا شمل، لكن الأغلبية الساحقة في الهاوية والى الجحيم ولا عتب لمن يهجر الكنيسة الأم البيزنطية، فحين تتولى الجهلة وضعاف النفوس والعقول الإدارة مصيرها مصير الغابة حين قرّر الأسد تولية إدارة الغابة للجهّال فهربت كل الحيوانات حتى الأسد.
وضع “خاتم الزواج” في بصر اليد اليمنى حسب الكتاب ليس هو من باب الصدفة، حسب التقليد اليهودي هناك المعاني للأصابع وكذلك حسب التقليد الروماني واليوناني، كذلك حسب التقليد اليهودي هناك المعاني لكل إصبع وأصبع، الإبهام والسبابة والوسطى والبنصر والخنصر، ومن هذه المعاني أخذت المسيحية رسم إشارة الصليب باستخدام الإبهام والسبابة والوسطى، وأعطتها المعاني المسحيّة بناء على الخلفية اليهودية، وكذلك وضع البنصر والخنصر على راحة اليد عند رسم إشارة الصليب للمعاني لهذين الأصبعين وبالمفهوم المسيحي بناء على المعنى اللاهوتي اليهودي.
لن ندخل هنا بمعاني الأصابع، سوف ننشر المادة في موضوع منفصل.