مطـرانـنا الجـديـد إلى أستـراليا لا نعـرفه .. لكـنه قادمٌ ــ الحـلقة السادسة
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 26 نـوفـمبر 2014
سـيـدنا العـزيـز
(1) – حـين قـدِم راعي أبرشيتـنا الحالي سيادة المطران جـبرائيل كـساب إلى أستراليا في 10 تـشرين الثاني 2006 … بـدأ بزيارة الشمامسة في دورهم ثم واصل زياراته بـيوت العائلات…
وحـين زارنا برفـقة الشماسَـين ( لويس وجـورج )، سألته سؤالاً ساذجاً بسيطا جـدا ، فـعـرف قـصدي ! فأجاب بطريقة ذكـية قائلاً :
إسأل الشماس لـويس ( رحـمه الله ) عـن إجـراءاتـنا … وهـو يؤشـر إليه
وخلاصة الموضوع أن أمراً كان معـروضاً في أبرشيتـنا يمثـل خـطأ ( في المعـتـقـد الكاثـوليكي ) عالجه المطران فـوراً دون تأخـير حـتى وإنْ كـلـف بعـضاً من المال ، فـسيادته تـرك بصمته منـذ مطلع عـهـده الجـديـد ، وشكـرا له.
اليوم…. وحـين تأتينا بخـير وسلام وعـلى كـل الرحـب والسعة ، ستـتعـرّف أو سنعـرّفـك عـلى خـطأ أو أكـثر و( إنْ تـطـلب النـقاش ) سنـناقـشها معـك بالـدلائل والمنـطق لتـصحـيحها ، كي تـتـرك بصماتك عـلى أبرشيتـنا في عـهـد مطرانها الثاني سيادتـك ويحـسب لك إنجازاً .
وعـنـدها لن نكـون في حاجة إلى الكـتابة عـنه ، هـكـذا هي مسيرة الحـياة نـصيـب ونخـطىء فـنـصحِّـح ، وكـل خـطأ يمكـن تـصحـيحه حـتى إذا كان كـونـكـريتياً مسلحاً بالفـولاذ ويكـلف مالاً ، فـنحـن لسنا نـزيهـين ولا كاملين وكـلنا خـطأة إلاّ الرب يسوع.
(2)- منـذ القِـدَم نسمع كـليشة أنّ الشمامسة زينة المـذبح ، ورغـم أن دَورهم صار ثانـوياً في العـصر الحـديث حـيث إحـتـلت جـوقة الفـتـيات محـلهم وأخـذت أدوارهم ، بل نخـمن للمستـقـبل لن تكـون الكـنيسة في حاجة إلـيهم ، ومع ذلك يمكـنـك أنْ تـنـظر اليوم إلى كـل واحـد منهم كـعـنـصر مكـمّـل للآخـر يمثـلون قلادة جـميلة تـفـتخـر بها كـمجـموعة كـنسية مهـيـبة ، إذا إقـتـطعـت فـصوصاً من العـقـد يصبح نـشازاً مبتـوراً!! .
مار ﭘـولس يقـول أن لكـل منا موهـبة منحه الله إياها … وخـبرتـنا الإجـتماعـية عـلـَّـمتـنا أنّ مَن يحـتـفـظ بمهارة أو فـن أو مقـدرة أو موهـبة لـنـفـسه فـقـط ، دون أن يفـيـد منها غـيره ، فإن أقـل ما يُـقال عـنه هـو ( بخـيل ، أناني …. ) لا يريـد الخـير لغـيره ، والغاية هي تـشـويه صورته…
ولكـنه إذا أراد إنْ يستـثمرها ــ و ﭼـمالة مجاناً ــ فإن هـناك مَن يتهمه بأنه يـبحـث عـن الشهـرة ( شـوهارا ) وحـب الظهـور ، وغايتهم الكامنة هي إحـباط حـماسه ، فالشخـص صار بـين نارَين …
إذن سيادتـك ستـكـون أمام هـذين المشهـدَين ، فـهـل ستخـتار أحـدهما أم سيكـون لك رأيك الحـر وتـرضي الجـميع ؟
(3)- قـرأتُ العـبارة التالية في إرشاد كـنسي رسمي : (( محـبِّـذ أن يرتل من له صوت جـميل الصلوات وليس المناداة ))
فـهـل ستأخـد به أم تعـطي أذنـيك لأنانيّـين أصحاب إجازات يحجـبـون مشاركات الغـير بحجج فـطيرة كي يضمنـوا لهم فـرص الظهـور أمام الناس ؟
أنا أشـبِّـههم بآمر الكـلية العـسكـرية أيام زمان لم يكـن طويلاً ! وعـليه كان يرفـض قـبول أي طالب أطول منه … وباقي القـصة عـليك.
أحـداث ذات مغـزى:
(أ) : حادث سيارة في بغـداد أدّى إلى كـسور في أطراف شاب .. كان عـمه طبـيب أخـصائي الكـسور ! لم يستـطع هـو وزملاؤه الإخـتـصاصيّـون من معالجـته طيلة ثلاثة أشهـر في المستـشفى بالطرق الدراسية الأكاديمية.. فـنـصحه قـريب لي ، بأخـذه إلى رجـل شعـبي من عامة الناس في ألقـوش من عائلة ـ يقـونـدا ـ كي يعالجه … وهـكـذا بـزيارة واحـدة أتم العـمل وأرشـدهم إلى كـيفـية متابعـته دونما حاجة إلى معاناة السفـر لزيارة ثانية ، وكانـت النـتـيجة نجاحاً باهـراً وخـيراً وافـراً
(ب) : في معسكـر ــ كـركـوك 1973 ــ أنا فـيه ، سأل الآمر عـن حاجـته الآنية إلى جـنـدي خـبـير بميكانيك السيارات لمعالجة خـلل في عـجـلة الجـيش ، فـقام أحـدهم وقال أنا ميكانيكي … فسأله الآمر:
من أين لك الخـبرة ؟ قال : إنها مهـنة العائلة متـوارثة أباً عـن جـد ، وعـنـدنا ورشة واسعة … وهـنا إنـبرى العـنـصر المتـذبـذب اللوﮔـي رأس عـرفاء الـوحـدة وقال للآمر:
سيدي ، هـذا لا ينـفـع لأنه لم يـدخـل دورة آليات الجـيش ، وليست لـدية إجازة ممارسة مهـنة وفـق السياقات العـسكـرية !!!!!!!! فأهـملـوا الجـنـدي … ولما لم يتمكـن الآلـيّـون خـريجـو دورات العـسكـر من معالجة الموقـف ، إضطروا فإستـدعَـوا الجـنـدي المشار إليه فأنجـز المطلوب بجـدارة وهـو لا يحـمل إجازة.
أوردتُ هـذين المثالين ، ممَهـداً الأرض لك فأضعـك في الصورة وتـكـون عـلى دراية ، وتـتحـسّب فـيما لو واجـهـتَ موقـفاً أو مشهـداً مماثلاً ، فالعـبرة ليست بمَن عـنـده إجازة ولا بالتملـق أمامك ، ولكـن العـبرة بمَن ترى فـيه الكـفاءة العـملية والـنـظرية حـتى إذا ليس عـنـده ذيل للهـز ….. نحـن بإنـتـظارك .
كان لي حـدسٌ ، قـبل وصول المطران الجـديـد
صار حـدسي صحـيحاً وعـلى أرض الـواقع ، بعـد وصول المطران الـجـديـد
يكـمن السبب في
(1) فـسـح المجال للأنانـيـيـن والمتـمـلـقــّـين
(2) ضعـف الخـبرة الإجـتـماعـية لـدى القائـد … وبأكـثـر من موقـف !!
(3) فـقـدان الجـرأة لـدى القائـد (( إن لم أقـل شـيـئاً آخـر )) !!!!!