من كاهـن ، إلى الـتـشـرد والتسوّل … قـصة حـقـيقـية  

بعـد قـراءة قـصة حـقـيـقـية هل يعـترف البطرك ساكـو بخـطاياه أمام أبونا نوئيل ، أو أبونا بـيـتـر ؟ كما فعـل قـداسة البابا يوحـنا بولس الثاني ؟؟

أرسل أحـد الكهـنة الكـلـدان هـذه القـصة الحـقـيقـية الى موقع الحق والحقيقة (انا كلدايا) وكـتب هـذه الأسطر :

كان غـبطة البطريرك لويس ساكـو قـد قال عـن الأب نوئيل كوركيس بأنه سوف يكـون في الشارع (حاشاه)! والبطرك يجـهـل أنّ أبـونا نـوئيل هـو من عائلة محـترمة وليس قاصرا أبدا. إنه ناجح في حـياته ويعـيل نفسه مادياً، وأكـيد عـنـده مصدر رزق وليست من شيمته أن يمدّ يده لكائن من أجـل لـقـمة العـيش، ولكـن ــ والحـمـد لله ــ ليس مشردا مثل بقـية الناس الـذين نـراهم في الشوارع ولهم ظروفهم الخاصة مع إحـترامنا لكل شخـص منهم، كأيّ إنسان حـتى نـصل إلى مقام الملك والملكة. وهـكـذا الأب بـيـتر لورنس يعـيل نفسه وعائلته بعـرق جـبـينه.

واليكم القصة الحقيقية

من كاهن إلى التشرد والتسول ..قصة حقيقية.

شاب كان لديه دعوة إلى الكهنوت، لذلك أرسله أسقفه للدراسة في روما .. بعد أن رُسم كاهنًا وخدم في الأبرشية، أرسله أسقفه إلى روما مجددا لاكمال الدراسة .. أثناء زيارته لكنيسة صغيرة هناك.. عند الباب جلس مجموعة من المتسولين يطلبون الصدقات، أحدهم جعله يشعر بعدم الارتياح لسبب ما لم يستطع تفسيره..

فرجع إليه وسأله: هل أعرفك؟ .. قال المتسول: نعم، لقد درست معكم الكهنوت هنا في روما ورُسمت كاهنا..

سأله الكاهن بذهول: وماذا حدث لك؟ .. اجاب لقد واجهت أزمة تلو الأخرى في حياتي، وفي النهاية تخليت عن الكهنوت .. سحبت مني رتبتي الكهنوتية .. لقد فقدت كل شيء وأصبحت أتسول..

لم يستطع الكاهن أن ينسى المتسول واستمر يصلي لأجله .. كانت الدورة الدراسية التي كان يحضرها تقترب من نهايتها ودُعي الطلاب لتلقي بركات فردية من البابا يوحنا بولس الثاني .. لم تكن هناك فرصة للتحدث إليه شخصيًا، ولكن عندما ركع الكاهن لتلقي البركة، كان عقله مشغولا بالمتسول لدرجة أنه صرخ قائلاً: أيها الأب الأقدس، من فضلك صل من أجل فلان الذي يجلس يتسول خارج كنيسة في روما .. رُسِمَ كاهنًا، لكنه استقال وحذفت درجته الكهنوتية .. لم يكن لدى الكاهن الوقت الكافي للانتهاء من حديثه لأن الجموع تنتظر خلفه..

بعد أيام قليلة تلقى الكاهن دعوة فاجأته .. فأسرع إلى الكنيسة ووجد المتسول .. قال: تعال بسرعة، علينا أن نتعشى مع البابا .. أجاب المتسول: مستحيل، كيف لي أن أزوره في هذه الحالة؟ .. ساعده الكاهن في ترتيب مظهره ودخلوا من بوابات القديس بطرس الكبرى، حيث التقى بهم المونسنيور دزيويسز سكرتير البابا وقادهم إلى غرفة الطعام حيث كان قداسته ينتظرهم..

بعد التقديم، جلسوا لتناول وجبة لذيذة .. أثناء الحلوى، أشار البابا إلى سكرتيره الذي قام وطلب من الكاهن أن يتبعه، وغادر الغرفة .. بعد حوالي 15 دقيقة اتصل بهم البابا مرة أخرى .. لم يقال شيء عما حدث في غيابهم..

أثناء عبورهم ميدان القديس بطرس، سأل الكاهن المتسول بفضول شديد عما حدث أثناء خروجه من الغرفة..

قال المتسول إنه عندما كانا بمفردهما، التفت إليه الأب الأقدس وقال يا أبت، اسمع اعترافي .. أجاب المتسول في ارتباك وضيق: لا أستطيع أن أفعل ذلك لم أعد كاهنًا..

نظر إليه البابا بحنان .. ثم رفع يده اليمنى واشار بإصبعه وقال: مادمت رسمت كاهن فانت كاهن للأبد.. بعد وقفة طويلة تابع قائلاً: بصفتي أسقفًا لروما ورئيسًا للكنيسة الكاثوليكية، يمكنني إعادة رتبتك الكهنوتية إليك … ولكن عليك أن تسأل .. قال المتسول الغارق في البكاء “من فضلك أيها الأب الأقدس …

ثم سمع البابا اعترافه وأعاد إليه كهنوته .. بعد ذلك كرر (البابا يوحنا بولس الثاني) طلبه الأصلي بأن يسمع الكاهن اعترافه .. وعندها قام المتسول الكاهن بسماع اعتراف البابا..

بعد وقفة للصلاة والتأمل، قال البابا يوحنا بولس الثاني عندما تغادر، أريدك أن تذهب إلى الكنيسة حيث كنت تطلب الصدقة وتبحث عن كاهن الرعية .. أنا أقوم بتعيينك مشرفًا في تلك الرعية، مع مسؤولية خاصة عن المتسولين الذين يطلبون الصدقات عند باب الكنيسة..

خطة الله دائما افضل .. قد نختبر رحلة مؤلمة لكن لاينبغي ان ننسى في الوقت الذي نعتقد إن الله صامت هو بالحقيقة يهيء لنا ما يفوق توقعاتنا..

الان هل يعـترف البطرك ساكـو بخـطاياه أمام أبونا نوئيل، أو أبونا بـيـتـر؟ كما فعـل قـداسة البابا يوحـنا بولس الثاني ؟؟

*كلدايا مي: لا نعتقد بسبب اصابته بداء العظمة