بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
يستـقي الإنسان معـلوماته بالـبحـث أو الإستماع أو نـتيجة لـتـراكم الخـبرة ، وقـد يكـون إيحاءً من الخالـق وفي كـل الأحـوال يصبح شخـصية مؤهـلة لخـدمة الغـير عـن طريق إرشاد التائهـين وإبـداء الـنـصح للعاجـزين وتوضيح المسار للسالكـين الزائغـين دون أن يـحـسب نـفـسه بالضرورة من بـين المستـشارين .
ذكـرتُ في العـنـوان كلمة شجعان عـن قـصد لـتـشمل فـقـط مَن يتمتع بتلك الصفة من بـين المطارنة الكلـدان ، وللأمانة كان مطران كـركـوك لـويس ساكـو شجاعاً حـين إستـطاع أن يخـدع ويجـرّ وراءه كـتلة مطارنة الشمال معـظمهم يحـملـون ــ دكـتـوراه ــ وذلك عـن حجج تافهة بكـل معـنى الكلمة ، وللأسف إقـتـنـعـوا بها في حـينها والأيام أثـبتت تفاهـتها . وبالمناسبة كـنتُ قـد كـلمتُ أسقـفاً بشأنها ووعـدته بأن الأيام ستـثـبتُ لهم سخافـتها وفعلاً هـكـذا كانـت نـتـيجـتها واليوم يتـذكـر كلامي … بالإضافة إلى أن تلك المفاهـيم إستـطعـتُ إيصالها إلى الـﭘتـرك لـويس عـن طريق صديق ، ونـظراً لرصانـتها ، فـهـو أيضاً إتـضحـت له وتأكـد لاحـقاً من صحـتها وفـطارة تلك الإدعاءات وسـذاجـتها .
تـفـيـد معـلـوماتي العامة أن الإكـلـيريكي بكافة درجاته يُـزاح من الكـنيسة الكاثـوليكـية ــ بمعـنى يُـطـرَد ــ في حالـتـين : (1) إذا يتـزوّج بعـد رسامته الكهـنوتية ((2)) إذا يجـحـد بإيمانه بـبدع تخالـف أصول الـدين فـيكـون مُهَـرطِقاً .
فالنـقـطة (1) الزواج هـو مشروع إجـتماعي يربـط ذكـر بأنـثى يـباركه الناس وتـتـرتب عـليهما حـقـوق وواجـبات مشروعة وهـذا الزواج يكـون عـلـنياً مألـوفاً في المجـتـمعات . أما الزواج السري كما يحـدث ويعـرفه الجـميع ، فـمهما كان سـرياً فإن رائحة أغـلب حالاته تـفـوح بصورة أو بأخـرى ( ﭬـيـديـو … شـهـود … حـديث الـناس ) وفي النهاية يشـمّها الكـثيرون فـتـتـداولها الأفـواه بصوت خافـت ، أو تـبقى في طي الكـتمان . إن الشأن العـلماني في هـذا الحـقـل متروك للسلطات العـلمانية .
أما في الشأن الكنسي فـقـد قـرأتُ عـن إكـليريكي عـبـقـري علّامة ذائع الصيت إنـتـقـل إلى ربه ، وسألـتُ عنه المعـجـبـيـن به :
ما مصير الـدار التي كان يمتـلكها بإسمه في شارع فـلسطـين / بغـداد ؟؟؟ فـلم يتجـرّأ أحـد عـلى الإجابة إمّا لـفـضاحة الأمر أو لعـدم المعـرفة ! …………. والـيوم تـوجـد حالات مماثـلة وبأشكال متـنوعة ليست أموراً مخـفـية ولكـنها محـصورة وموثـقة بـين أصحاب السلطة الكـنسية يسكـتـون عـليها لأسباب يمكـن تعـليلها ومشابهـتـها ــ كـمثال ــ بما نطق بها (( النائب الـﭘـرلماني مشعان الجـبـوري )) حـين إعـتـرف بلسانه وشهـد عـلى نـفـسه في الـقـناة الفـضائية قائلاً : أنا آخـذ رشـوة ، والحاكم يسمعه دون أن يتجـرّأ عـلى مقاضاته !!! لماذا ؟؟ أتـرك الجـواب البسيط للقارىء اللبـيـب وتكـفـيه الإشارة …. ولا نـنسى مقـولة المطران شـلـيـمون وردوني للـﭘـتـرك لـويس : ((( لـيش مـنـو منـكم ما كِـن باق ))) ؟؟ .
أما الـنـقـطة ((2)) أتساءل : كـيـف يتعامل المطارنة الكلـدان بحـق كاهـن مهـرطق جاحـد بالإيمان ؟
نـفـتـرض أنا إكـلـيريكي (( وما أحلاها لـو كـنتُ )) ومعـروف في مجـتـمعي بأني كاثـوليكي ، متـوقع مني بل يجـب أن أؤمن بأسس الإيمان المسيحي المألـوفة في الكـنيسة الكاثـوليكـية . أقـول نـفـتـرض أن الظروف شاءت أن أكـون مرشـد الأخـوية المريمـية أو الشباب المسيحي مما يتـطـلـب مني الإلـتـزام الكامل بما تملـيه التعاليم اللاهـوتية . فإذا تمردتُ عـلى تلك الأسس والتعاليم الكاثـوليكـية وكما يلي :
أولاً : يتميـز الـديـن المسيحي بأعـجـوبة فـريـدة وهي ولادة المسيح من عـذراء ــ بتـول ــ والتي كان النبي إشعـياء قـد تـنبأ عـنها ، ولا غـيـره في التأريخ وُلِـد بالطريقة العجائـبـية تلك . فإذا نـكـرتُ بتـوليتها وقـلتُ أن المقـصود بها أمر معـنـوي وليست حـقـيقة مادية ! فإن ذلك يعـتـبر جـحـوداً في الإيمان ونكـراناً لأساس المسيحـية وهـدماً لـبنيانها . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ؟ هـل أحـتـفـل بالـقـداس أو أشارك فـيه ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
ثانياً : إن المسيح وهـو عـلى الصلـيـب وعـد اللص الـذي آمن به بقـوله : (( الحـق أقـول لك ، إنك الـيـوم تكـون معي في الـفـردوس )) وهـذا هـو رجاء كـل مسيحي ، فإذا نـكـرتُ وجـود هـكـذا ملكـوت أبَـدي بعـد الموت أكـون قـد جـحـدتُ بالإيمان المسيحي . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
ثالثاً : شاءت العادة أن تـصوّر لـنا مغارة بـيت لحم كمأوى للحـيـوانات ، فإذا قـلتُ أني أعـتـقـد أن يسوع المسيح أرقى من أن يولـد بـين الحـيـوانات وروائحها الـقـذرة فلا بيت لحم ولا حيوانات أكـون قـد جـحـدتُ بمفاهـيم الإيمان . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
رابعاً : يقـول مار يوحـنا أن المسيح هـو كـلمة الله …… ولكـني لو إدّعـيـتُ أن تلك الكلمة التي قالها مار يوحـنا ليست المسيح لـوحـده ، وإنما يقـصد بها كـل شخـص ممكـن أن يكـون كـلمة الله ، أكـون قـد جـحـدتُ بالإيمان . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
خامساً : نـقـرأ في الإنجـيل أن الجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله ، ولكـن المسيح هـو الـوحـيـد غـير الخاطىء ولـذلك قال : مَن يُـبـكــّـتـني عـلى خـطيئة . فـهـو ــ كإنـسان ــ شخـص متكامل من جـميع الـنـواحي . طيب ، فإذا قـلتُ عـن نـفـسي أني أكـثر بشاشة من يسوع أو أكـثر محـبة أو أكـثـر لـطـفاً ، أكـون قـد تجاوزتُ عـليه وجـحـدتُ بإيمانـنا وبنـظـرتـنا إلى يسوع . فـماذا سيكـون موقـف الأساقـفة الكاثـوليك الكـلـدان مني ,,,,, وأنا إكـلـيريكي مرسـوم ؟؟؟؟؟ .
سادساً : أنـتـظر الجـواب من أسـقـف كـلـداني كاثـولـيكي شـجاع ، لا من غـيـره … دام الجـميع بخـير .
للأسف
لا يوجد مطران شجاع؟؟؟؟؟؟؟؟
وأنما كُلهم خرنگعية هذا الزمن الوسخ والعفن
كلهم منحرفين عن واجباتهم الحقيقية
ولهذا انا اقول دائما اطرقوا على رؤوسهم العفنة بالقنادر العتيقة
لان السكوت لا ولن يفيد
الأخ مايكل سيبي المحترم
الشجاعة ليست بتطبيق قوانين دكتاتورية والتشبث بها على اساس الأصالة … انما الشجاعة بتصحيح المفاهيم بما يتناسب وتطوّر المجتمع ومتطلبات ذاك التطوّر … لذلك فالأقرار بأن التطوّر هو وحش يبتلع النظريات القديمة باحلال تصويبات وتصحيحات تتناسب ونمو فكر الإنسان هو ضرورة دائمة لإستمرار اي نظرية لتأخذ مكانها الطبيعي في المجتمع … لذلك فأي قانون او دستور دكتاتوري سوف لن ينجح بل سيؤدي إلى نهاية مأساوية ) كما حدث في ثورة اوربا على نظام رجال الدين ) ففقد الله مكانته المقدسة بسبب نظام المؤسسة القداسي الظالم ونظرية النخبة الذي لا تزال المؤسسات الكنسيّة تعمل به لحد يومنا هذا على الرغم من ان تجارب الفشل والخذرن الذي اصابها في القرون الماضية … إذاً وضمن هكذا قوانين يكون هناك تكتلات ويقود المؤسسة من ليس اهلاً بها لذلك ( لن يكون هناك اساقفة تستطيع ان تغيّر من الداخل ) فالحل الوحيد يكون ( ثورة تبدأ وتنتشر من الخارج … اي خارج الأطار التنظيمي برفض القوانين القديمة البالية ) وهذا على غرار ما قدمه رب المجد يسوع المسيحلا …. تنحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك وخدمتك
اخوكم الخادم حسام سامي 13 / 11 / 2021