أعـمى يـقـود أعـمى كلاهـما يقعان في حـفـرة

الاب ﭘـيتر لورنس

يحاول غـبطة البطريرك لويس ساكو تـوجـيه أصبع الإتهام الى المنـتـقـدين دون مواجـهـتهم بصورة موضوعـية أو فـكـرية ، لسبب بسيط جـداً وهو أن فاقـد الشيء لا يعـطيه (بمعـنى هـو عاجـز) . فهـو يعـبّـر عـمّا في مكـنوناته الغـريـبة عن واقع كـنيستـنا الكلدانية ، ويقحمها في إطار الأصالة ، والـتجدد ، واللاهـوت ، والروحية المشرقـية ، وأصحاب الإخـتصاص . حتى يوهم المتـلـقي ان ما يقـوم بتـشريعه هو صحـيح .

القانون 28 من مجموعة قوانين الكـنائس الشرقـية في تسمية الكـنائس ، يورد إسم كـنيستين فقط مرتبطة بشعـبهم (الكـنيسة الارمنية ، والكـنيسة الكلدانية)، هذا يعـني ان للموضوع أهمية كـبرى .

ق. 28

البند 1 – الطقس هو التُراث الليتورجي واللاهوتي والروحي والتنظيمي المتّسم بثقافة الشعوب وظروفها التاريخية، ويُعبّر عنه بالطريقة الخاصة التي تعيش بها الإيمان كل كنيسة متمتعة بحكم ذاتي.

البند 2 – الطقوس المعنيّة في هذه المجموعة، هي المنحدرة من التقليد الأرمني والإسكندري والأنطاكي والقسطنطيني والكلداني، ما لم يتضح غير ذلك. (مجموعة قوانين الكنائس الشرقية/ الكنائس المتمتعة بحكم ذاتي والطقوس)

في هذه المقالة أنا لست في إطار الإنـتـقاد كما يـدّعي غـبطته ، لكن في اطار الفكـر والتوجه إذا إستمر بهـذا الشكل سـيؤدي الى ضياع جوهر ، وأصالة ، ولاهـوت ، وطقس ، وروحـية كـنيستنا الكلدانية المرتبطة بشعـبها منذ الـقـدم.

القوة :

القوة الحـقـيـقـية تكمن في بناء شعـب أولاً ، وليس في بناء مؤسسة غايتها السيطرة على الشعـب لأجل مصالحها حتى تصبح هي قـوية .

القائد أو الراعي الحـقـيقي والأمين لشعـبه ، هو الذي يدخل الى كل بيت من ابناء شعـبه ويشعـرهم بالإنـتماء وفعالية عـضويته وأهميته ضمن مجموعة الشعـب الذي ينـتمي إليه ، ليس بايولوجـياً ، ولكـن ثـقافـياً وفكـرياً ، وليس بالإجـبار أو بالإقـناع والترغـيب ، لكن بأهمية الوجود وإثبات الذات . عـند ذلك نفهم بعضنا البعض ونصبح شعـباً . بعـد ذلك يجمع القائد العلماء ، والمثـقـفـين وليس (المستـثـقـفـين) ! والعـقلاء ، حتى يـبني هـيكلية أبناء شعبه الذي ينـتمي في الماضي إلى حضارة وثقافة آبائه ، ويطورها ويجعلها حية لأجل بناء مجتمعه الذي يعيش فيه .

كـنت أتمنى ان يكـون الأساقـفة أمناء متاحـف كما يدعي غـبطة البطريرك ، أقله ممكن ان يكونوا أمناء على تأريخ ، وحضارة ، وثقافة ، وفكـر أبناء شعـبهم الكلداني . نـراهم غـير قادرين عـلى الصغيرات ، فكم بالأحرى على الكـبـيرات ، كما يقول الرب يسوع . لهـذا لا يمكن أعـمى أن يقـود أعـمى . لأن القائد الاول لا يمتلك هذه الثقافة الفكـرية لبناء شعـبه ، ولو انه يحمل شهادات من السوربون ، لأن رؤيته محـددة فـقـط في المؤسسة وكـيفـية تـقـويتها ، فأهمل الجانب المهم وهو أبناء شعـبه الذي إسمه بموجب القانون الكنسي (كلدان) .

مع الأسف قادة الكـنيسة في العراق مثل حكامهم السياسيـين ، الشعب رفضهم في ثورة تـشرين بسبب مصالحهم ومغانمهم وإنـتمائهم للغـريب ، هكـذا سوف يرفضونكم أبناء شعـبكم الكلداني ، لنفس الأسباب .

إخـتيار الأساقـفة :

موضوع إخـتيار الأساقـفة مرهـون بالمؤسسة وقادتها . أنا شخصياً لا دخـل لي بهذا الشأن . لكـن أقـول كلمة فـقـط للتأريخ : إذا كان القائـد أعـمى في رؤيته لأبناء شعـبه ، فكم بالأحـرى أن يكـون في إخـتيار اساقـفة جـدد لكـنيسته .

الطـقـوس :

إذا أردنا التحدث عن الطقـوس ، فحـدث بلا حرج . نلاحظ غبطة البطريرك والسادة الاساقـفة الغـير مخـتصين بالطقس الكلداني ، يقحمون كلمات وجمل في نص أنافورا أدي وماري وطقس الـقـداس ، دون مراعاة الأمانة لأصحاب النص بما يحملوه من فكـر ، وثـقافة ، ولاهـوت ، وروحـية كـنيستهم ، التي ترتكـز عـلى مؤسسها الرب يسوع المسيح ووصيته لهم (إصنعـوا هذا لـذكـري) .

ولا تـقـول كما تـدّعي أنـنا نعيش في بيئة مسلمة ، مع كل الإحـترام للـفـكـر ، والـثـقافة ، والإنسانية للإسلام . نحن كلدان ، لنا فكـرنا ، وثـقافـتـنا ، وحضارتنا ، ومسيحـيتـنا ، نقطة رأس السطر . ألا يكـفي من الـتـشوه الذي إقـترفـته في قـداسك المؤون ؟ إنّ مار أدي ومار ماري بريـئـون من نص قـداسك المشوه الذي هو خارج نطاق فكـر ولاهـوت الآباء واصالتهم . وإذا انت هكذا شاطر لماذا لم تعمل قداس خاص بك وتطلق عليه إسم (قـداس غبطة البطريرك الكردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى) ، يكون لكم الشرف ، وأقله تكون أمين على ما صنعه آباء كنيستـنا الكلدانية الاوائل دون تحريف أو تـشويه .

خاتمة :

في الخـتام لا يسعـني إلاّ أن أقـول : الله يكون بعـون كـنيستنا الكـلـدانية على هكـذا قادة) . حقاً قالها الرب يسوع : (أعمى يقود أعمى كلاهما يقعان في حـفـرة)