هل السنة الثامنة ستشهد نهاية العهد الساكوي ام بداية انشقاق المؤسسة الكلدانية: الفصل الأول

(السلطة الكنسية وتصرفات بعض الكهنة وانتقادات المؤمنين)

المقدمة:

سلسلتنا هذه ستكون دراسة وتحليل للسنوات السبع العجاف والدخول في السنة الثامنة من الحكم الساكوي للمؤسسة الكلدانية بمحاولة تغيير منهجها الروحي إلى المنهج السياسي اسوّةً وتقليداً لمنهج (دولة الفاتيكان) والذي يفترض ان تكون وحدها كدولة تمارس هذا المنهج ولا ينعكس على تابعيها ممارسة هكذا منهجية لعدم تطابق الظروف الذاتية والموضوعية عليهم ( الظرف الموضوعي عدم تكامل شرط الدولة في مؤسسات اساساً خاضعة لسلطة دولة والظرف الذاتي عدم توفّر شرط “القائد” المحنك لقيادة المرحلة لعدم توّفر ثقافة القيادة المؤسساتية وهذا ما اسقط قائد المؤسسة بالتخبط بين المنهج “الروحي” للمؤسسة والمنهج الهجين “السياسي” الذي اريد فرضه كمنهج خدمة وتملّق ودعم لإدارة الدولة مقابل امتيازات شخصية وحماية مضمونة من الدولة “الظهر الذي طالما طلبه غبطة البطريرك بفمه ومن خلال علاقاته بحكامها هو يعطيهم الشرعية الدولية وهم يعطونه الحماية الداخلية”).

نحلل في هذه الدراسة ما مرّ به شعبنا المسيحي في العراق بصورة خاصة والمنطقة بصورة عامة ومؤسستنا من اهوال (الصعود إلى الهاوية) يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة وسنبدأها من آخر حدث وهو خطاب غبطته (السلطة الكنسية وتصرفات بعض الكهنة وانتقادات المؤمنين) وسنبيّن متعلقات هذا الخطاب (لاهوتياً وسياسياً ومجتمعياً كنسياً) الخطاب تحت الرابط (( https://saint-adday.com/?p=43654 ))

البعد اللاهوتي للخطاب

اقتباس: الكنيسة مؤسسة مقدسة، لكنها تقوم على أشخاص متنوعين، وليسوا قديسين، لهم قوتُهم وضعفُهم، طبعهم وطموحاتهم …

بداية نقول ان هذه الفقرة لا تعتمد على لاهوت عميق … ولنناقش ذلك:

الكنيسة مؤسسة مقدسة: الكنيسة وحسب الإيمان المسيحي ليست مؤسسة بل جماعة المؤمنين هذا ما جاء في نص الرب يسوع المسيح (متى اجتمع اثنان باسمي أكون معهم) إذاً فالكنيسة هي مجموعة المؤمنين التي تجتمع باسم الرب يسوع المسيح فيكون حاضراً بينهم يقدسهم ويباركهم. ويكمل غبطته (تقوم على اشخاص متنوعين .. وليسوا قديسين … !!) وهنا يتبيّن التناقض والتخبط (كيف تكون مؤسسة مقدسة واعضائها ليسوا قديسين) فأي مؤسسة تأخذ صفة أعضائها فتكون مقدسة عندما يكتمل أعضائها بالقداسة وتفقد قداستها عندما يكون أي واحد منهم ليس قديساً فكيف نقول ان المؤسسة مقدسة وهي ترفل ببائعي الأسرار ولاعبي القمار وتجار مخدرات ومغتصبي نساء وأولاد … الخ إذاً اين القداسة من هكذا أفعال … القداسة تعني: الطهارة والنقاء … فأين القداسة ورائحة الفساد في هذا المكان (ازكمت انف الله) فكيف نحكم ان هكذا مؤسسة مقدسة … وهنا لا بد ان نعلم ان أعضاء المؤسسة هم يقدسون المؤسسة بقداستهم فان كانوا مقدسين انعكست قداستهم على المؤسسة فتقدست المؤسسة بهم وان كانوا فاسدين انعكس ذلك على المؤسسة ففسدت. في حوار للرب يسوع المسيح مع الكهنة الفاسدين نقتطف منه هذه الفقرة لكيّ نعرف كيف يتم تنسيب القداسة ((متى 23 : 16 – 23)) (أيها القادة العميان! تقولون: من حلف بالهيكل لا يلتزم بيمينه. ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم بيمينه، فأيما اعظم، أيها الجهّال العميان؟ الذهب ام الهيكل الذي قدّس الذهب؟ وتقولون: من حلف بالمذبح لا يلتزم بيمينه، ولكن من حلف بالقربان الذي على المذبح يلتزم بيمينه. فأيما اعظم، أيها العميان؟ القربان ام المذبح الذي يقدس القربان؟ اما ترون ان الذي يحلف بالمذبح يحلف به وبكل ما عليه، والذي يحلف بالهيكل يحلف به وبالله الساكن فيه، والذي يحلف بالسماء يحلف بعرش الله وبالساكن عليه؟) إذاً فالقداسة تتبع الأصل وليس الفرع وما دام (الإنسان هو غاية الله وهدفه ) إذاً هو الأصل والمؤسسة هي الفرع فالإنسان هو من يقدس المؤسسة وليس العكس كما ان (الهيكل هو الأصل وذهبه هو الفرع والمذبح هو الأصل والقربان هو الفرع …) … من هنا يحق لنا ان نقول وما دام ان المؤسسة تحوي (اشخاص متنوعين لهم قوتهم وضعفاتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم .. إذاً فالمؤسسة ليست تحمل طابع القداسة بمفهوم الله انما وضعت لنفسها قداسة (فصّلتها لها هي القداسة المؤسساتية) التي تعكس قداستها على افرادها والمصيبة انها لم ولن تنجح في ذلك لكون أصحابها لديهم (طموحات وتطلعات …!!) فالذي نذر نفسه كما ذكرت حضرتك فيما بعد لأن يكون للمسيح يسوع يفترض ان (يخلي ذاته للرب وللرب فقط وليس لطموحاته وتطلعاته الشخصيّة كما عهدناها عند غبطتك) …؟ وهنا نقول (ان مطلع القصيدة كفر) انها وكما عهدناها من غبطتكم (تخبط) والهدف منها ان تضرب كل من خالفك لتظهر نفسك (المؤمن الرائع المتواضع المضحي الذي لا يتوانى الآخرون من انتقادك حسداً وحقداً وكرهاً وغيضاً بينما الحقيقة عكس ذلك مع شديد الألم والأسف) ولنذكركم بقسمكم … اقتباس: (( وان خِصلة الشعر التي قصَّها من رأسي إشارة الى تكريسي، الى ارتباطي الأبدي بالمسيح والكنيسة، التزم به كارتباط الزوجين“ إخلاء الذات تعني لستُ بعدُ مُلكاً لنفسي”)) وهنا نكتشف عدم التوازن في شخص غبطته وانفصام واضح في شخصيته. وهل الذي ليس ملكاً لنفسه يكون لديه طموحات غير تحقيق مشيئة الرب يسوع المسيح فيه … يقول الرسول الكبير بولس (ليس انا بل المسيح الذي فيّ) عندما يقوم بأي عمل من اجل المؤمنين وخدمة للرب وليس لذاته وطموحاته.

اقتباس: ((هناك كهنة قليلون، غير مستقرين، مجروحون يتحسرون بمرارة لأنهم لم يبلغوا ما يطمحون اليه. فقدوا محبة الرعية وبساطة التعامل الراعوي، بالرغم من انهم يعلنون انتماءهم للمسيح!. يتظلمون ويبحثون عن المال والمناصب، ويستغلون كهنوتهم لفعل ما يشاؤن، ويتعاملون بقسوة مع المؤمنين وينتقدون تعليم الكنيسة الرسمي والسلطة الكنسية لان ليست على هواهم! هكذا أشخاص عليهم اولاً ان يتصالحوا مع انفسهم!))

انظر بنفسك عزيزي البطريرك كيف تخلط الأوراق: الذي يبحث عن المال لا ينتقد مؤسسته لأنها هي التي تؤمن له ذلك وتستره في حالة كشفه بل وتساعده لذلك فليس من مصلحة (بائع الأسرار مثلاً ان ينتقد مؤسسته لأنها هي من تسمح له بذلك بل وتشجعه على ذلك، تاجر المخدرات كذلك لاعب القمار ومبدد أموال المؤمنين كذلك إذاً المؤسسة تحاسب فقط من يدنوا لأموالها اما المؤمنين فمستباحة أموالهم) نعم الذين يفتشون عن المناصب هؤلاء هم من يشكلون تكتلات ويعملون المعارضات ضد رؤسائهم لكيّ يصلوا إلى كراسي السلطة وبعدها يحاربون أي تكتل ضدهم ويتوعدون بتدميره (اتعرف كيف وصفهم الدكتور عبد الله رابي في موضوعه الذي نفنده نحن وصفهم بـ “المرضى النفسيون” المصابون بأنفصام الشخصية) .. فمن هم الذين قادوا تلك التكتلات واسقطوا الزعامات واحتلوا المواقع … ؟ اعتقد انك تعرفهم وتعرف من يحارب اليوم من تسوّل له نفسه لعمل أي تكتل ضدك حتى وان كانت الملائكة نفسها.

هنا نتوقّف إلى الفصل الثاني لنبيّن لكم ما هي الرسالة التي أراد غبطته ارسالها ولمن …؟

الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم

اخوكم الخادم حسام سامي 1 / 6 / 2021