وقـف البرنامج بالكامل بناءاً عـلى نصيحة البطرك بـيـداويد

موفـق السناطي

 في خضم عـملنا بهـمّة للـبدأ بدوران عجلة البرنامج … تفاجأنا بزيارة المطران (إبراهيم إبراهيم) مع السيد (سامي يتوما) رئيس النادي الكلداني الأميـركي والذي أكـنّ له كل الإحـترام وتربطه صلة قـرابة بالمطران إبراهيم، وإستـقـبـلـناهما بترحـيب كـبـير، فهـذا شرف للمنظمة أن يزورها مطران عـموم أميركا بدون سابق إنـذار. والمعـروف عـند الجالية من يوم تـنصيب المطران إبراهيم عام 1982 أنه يزور سانديـيـكـو مرة في العام لمباركة إحـتـفالات الـتـناول الأول لتلاميذ الكـنيسة … والمعـروف أيضا أن نرجسيته لا تسمح له بزيارة أحـد عـلى الإطلاق …

إذن ! ما هو سر الزيارة المفاجـئة ؟ وبعـد الضيافة فاتحـته عـن سبب زيارته فـكانت حجـته واهـية لا يقـبلها أي عاقـل حـين قال: لـقـد تم تعـيني مطراناً متجـولاً في أوربا وليس لي معارف فـيها، ولمعـرفـتي بعلاقاتك مع الكـثير من المنظمات فأحـتاج مساعـدتك لإسـتـقـبالي ((مع أني لم أقـتـنع ولكـني لم أكـذّبْ الخـبر)) فحـملتُ سماعة التلـفـون وإتصلتُ بإحـدى المنظمات الألمانية التي يترأسها مطران، وأخـبرته بالأمر فأجاب: عـلى الرحـب والسعة سنستـقـبله بـ ــ لـيـموزين ــ مِن المطار إلى دار ضيافـتـنا. ثم حاولتُ الإتصال بـبلجـيكا، وعـندها قاطعـني قائلاً: أنا في عجلة من أمري وعـليّ المغادرة إلى ديترويت وسأبقى عـلى إتصال بك للـتـنسيق عـندما أقـرر السفـر … وهَـمّ بالمغادرة.

إنه من الكـياسة واللـياقة أن أرافـقه إلى السيارة، وفي الطريق توقـف ولـفّ ذراعه حـول رقـبتي وأخـذ يكـيل المديح أمام ــ سامي ــ عـن شجاعـتي ونـشاطي، ثم توقـف لـيـباغـتـني قائلاً: طرق مسمعي أن هـنالك خلافاً بـينك وبـين أفـرام الريس، وبالإمكان أن أكـون رسول محـبة وأتـدخل مِن أجـل التراضي … أجـبته: لا يوجـد أي إشكال بـيني وبـين أفـرام لأنه لا يهمني إطلاقا ولا يوجـد أي رابط بـيني وبـينه فهـو زعـيم سياسي وأنا أديـر منظمة هجـرة وحـقـوق الإنسان! فأضاف: أنا عـلى عِـلم بالإشكال، أليس هـو موضوع الـفـيز وبرنامجها؟ … وعـندما أكـدتُ معـلـوماته، قال: هل ممكـن أن أحـصل عـلى نسخة من البرنامج؟ وبصورة غـير إرادية كان الرد: بكـل سرور! بعـد أن تـتم الموافـقة عـليه مِن الخارجـية وإعادته لي. قال: إذن سنبقى عـلى إتصال، أرجـو أن تـفي بوعـدك …. ثم إسـتـقـل السيارة وغادر .

إذن، الزيارة لم تكـن لوجه الله بل للحـصول عـلى نسخة من البرنامج ظنا منه إني بلعـت الطعم! تيـقـنـتُ أن المطران جـزء من البلاغ الكاذب ولكـن لم يخـطر بـبالي أنه المحـرّك الأول للبلاغ وأن أفـرام هـو الأداة التي إستعـمَلها …. وتأكـدتُ من الأمر بعـد أن فـضح جميع أوراق البطرك (روفائيل بيداويد) الذي كـنت في ضيافـته في مقـر إقامته في روما بعـد أسبوعـين من زيارة إبراهيم إبراهم لي، والذي كان يضع البصمات الأخـيرة مع مهـندس إيطالي لتصاميم مقـر البطركـية الجـديدة في بغـداد والتي إستولى عـليها لاحـقا عـدي صدام حسين وحـوّلها إلى مضمار لسباق السيارات .

تجاذبنا أطراف الحـديث فـنحـن نرتبط برابط قـربى عائلية، وسألني عـن مشكـلتي مع الكـنيسة في أميركا، أجـبته بأنه لا توجـد لي مشكلة مع الكـنيسة بل مع شخـص إسمه أفـرام الريّس ــ فكانت إجابته قاطعة للشك بالـيـقـين ــ وقال: أعـلم هذا وأنها تخـص موضوع الهجـرة! وعـند إستـفساري منه عـن كـيـفـية وصول هـكـذا معـلـومة إلى مسامعه؟ قال: أن المطران إبراهيم مقـيم هـنا الآن! وهـو عـلى إتصال مستمر مع أفـرام ويسأل عـن البرنامج … ثم أضاف: هـل تريد أن أطلب منه الحـضور لنحـل الإشكال؟ عـندها طلبتُ منه أن يسمح لي بالمغادرة!! ليستوقـفـني وهـو يقـول: إسمع، إعـمل بنصيحـتي !!! وإلغ العـمل بالبرنامج فـبإمكان رجال الدين أن يُـشوّهـوا سمعـتك! بل من الممكـن أن يحـرموك من الكـنيسة!.

كـنتُ مشدوها وأنا أسمع نصيحـته، غادرت إيطاليا إلى أميركا لأتصل بالخارجـية لوقـف البرنامج بحجة أنـنا غـير مهـيئين الآن. ولـتـتأكـد معـلومة البطرك بإنـتـشار خـبر تحـريمي من الكـنيسة وأكـّـده القس (عمانؤيل شليطا) الذي أصبح مطران كاليـفـورنيا لاحـقا عـندما جمعـتـنا جلسة عائـلية في منزل السيد جميل النجار لإستضافـته لـقس قـريب زوجـته من بلدتها ديريـبون قادما من لبنان مع مجموعة عـوائل إحـتـفاءً بالضيف مع القس عـمانؤيل، وبعـد أن عـملتْ ــ مُـنعِـشات الويسكي عـمَلها ــ سأله أحـد الحاضرين عـن وضع الجالية، كانت إجابته صاعـقة حـين قال: يوجـد شخص يجـب أن يُحـرم من الكـنيسة. القس عمانوئيل لا يعـرفـني في الشكل ، وعـند السؤال عـن الشخص المقـصود، أجاب بحِـدّة (يدعى موفـق السناطي) مما أحـرج صاحـب الدعـوة، فأجابه: أبونا، هذا هو موفـق السناطي … وعـند إستـفساري عـن المعـصية التي فعـلـتـها لأحـرَم من دخـول الكـنيسة .. بلع لسانه وخـنـقـته الإجابة رادّاً: أنت تعـمل دون إسـتـشارة الكـنيسة! فأجـبته: سيدي العـزيز، ما هو الخـيط الذي يربط مؤسسة دينية مع منظمة هجـرة؟ أليس هـذا تـدخل سافـر في شؤون الرعـية؟ ثم غادرتُ لكي لا أسـبّـب حـرجا لصاحـب الـدعـوة. عـندها أيقـنـتُ أنها أوامر المطران وهـو صاحـب البلاغ الكاذب لـقـطع الطريق أمام أية بارقة أمل أمام أبناء شعـبنا وأصبحـتُ أشك فـيما إذا كان البطرك بـيداويد عـلى دراية بالأمر.

خـتاماً … المطران إبراهيم إبراهيم حي يرزق والمطران عـمانؤيل شليطا حي يرزق والأب الجـليل ميخائيل بزي حي يرزق أطال الله بأعـمارهم . لقائـنا القادم يخـص البطرك لويس ساكـو، فلا تبخـلـو عـلى أنفسكم لإستكـشاف الحـقـيقة …..!!!