رد عـلى مقالته ( رتبة الـقـداس الكلداني في زمن نرسَي)
الاب ﭘـيتر لورنس
ليس من الممكـن أن يصبح الأجـير سيداً، وإذا أصبح يوماً ما سيداً، فإنه يـبقى أسير عـبوديته، ويفـرض إرادة عـبوديته عـلى الآخـرين، ويوهـمهم بأنه السيد الأصيل، لكـنه يتبع المثل (الإناء ينضح بما فـيه). بهـذه الكلمات نصِفُ غـبطته، لأنه يستخـدم مار نرسَي لتبرير تأوينه في طقس الـقـداس، الذي هـو من أرض الرافـدين في الأصل، لكـنه أنطاكي الفكـر ويتبنى نسطوريوس وتيودورس في تعـليمه. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يستعِـن غـبطته بالكـتاب الكـلـدان الأصلاء المفسرين للطقس الكلداني مثل جـبرائيل القـطري، والمؤلف المجهـول؟ والجـواب عـلى هـذا السؤال بسيط جـداً: إما غـبطته لا يعـلم (فهـو ناقـص المعـرفة) وهـذا ليس عـيـباً إذا إعـترف به، أو إنه يحاول أن يحـرّف الحـقـيقة ويُـبعِـد القارئ والمؤمنين عـن أصالة كـنيستهم الكلدانية المشرقـية. وفي كلـتا الحالتين يرتكـب جـريمة لا نستطيع السكـوت عـنها.
الهـدف من مقالة البطريرك ساكـو:
1- رسالة المجـمع الشرقي الموجهة له بخصوص تأوين الطقـوس، هذا ما وضحـناه سابقاً في مقالـتـنا (ما هو مضمون رسالة المجـمع الشرقي لغـبطة البطريرك ساكـو؟).
2- تبرير عـلى موعـظته بتأريخ 22/10/2020 التي بها تعَـدى حـدود اللياقة الأدبـية عـلى الكـتاب المقـدس وطقـوس الآباء.
3- السؤال الذي طرحه غـبطته في بداية مقالته: (القـداس الذي يشرحه الملـفان العـظيم نرسَي مخـتـلف كـثيراً عـن القـداس الحالي. هل نعـود إليه كما هـو لأنه جـزء من التراث؟).
غـبطة البطريرك ساكـو: سؤالك منذ البداية هـو خـطأ، وما يُـبنى عـلى خـطأ فهـو خـطأ. لماذا؟ نحـن لسنا مدعـوّين إلى أن نـقـدس قـداس نرسَي في ــ القـرن السادس الميلادي ــ الذي هـو من الـتـقـلـيد الأنـطاكي لأنه من التراث (من أنافـورا نسطوريوس و تيودورس)، بالرغم من أن هـيكلية وترتيب الـقـداس هي من الـقـداس الكلداني. نعـم نحـن مدعـوّون اليوم إلى أن نـقـدس قـداسنا الكلداني بهـيكـليته وترتـيـبه المبني عـلى أنافـورا الآباء الكلدان مار أدّاي ومار ماري بكل أصالة وفكـر لاهـوتي يصيب هـدف الخلاص كما أسسه رب المجـد يسوع المسيح.
دراسة تحـليلية:
بعـد الإطلاع عـلى نص مقالة مار نرسَي (ميمرا) رقم 17 بخـصوص تـفسـير القـداس وباللغة الكلدانية، إتضح لنا ما يلي:
1- مار نرسَي في مقالته أراد أن يشرح رتبة (الذبـيحة) القسم الثاني من القـداس، لذا أهـمل القسم الأول من القـداس (الكلمة) بكل تـفاصيلاها ورموزها. إنه لم يشرح القـداس بالكامل. لأن في طقس القداس هـناك رتبتان أساسيتان (رتبة الكلمة أولاً، ورتبة الذبـيحة ثانياً). أهمل القسم الأول من القـداس، لأنها ليست موضوعه في المقالة، وليس كما تـدّعي لأنها صلوات من صلاة الصباح ولا يمكـن أن تـتكـرر، لأن مَن يقـرأ مقالة مار نرسَي يفهم من البداية أن موضوعه (قسم الذبـيحة).
2- ألغـيت رتبة خروج الموعـوظين (من دلا شقـيلاايه معموديثا نيزل…) لسبب بسيط جداً، هو لعـدم وجود الموعـوظين في الكـنيسة اليوم، وأن جميع الحاضرين هم معـمدين.
3- أهمل غـبطته في مقالته رتبة التقادم في الذبـيحة التي مادتها الخـبز والخمر فـقـط لا غـير، كما أسسها ربنا يسوع المسيح في ليلة خميس الفـصح، التي ترمز إلى آلامه، وموته، ودفـنه. أهـملها لغاية في نفس يعـقـوب، لأنه لا يوجـد في التقادم (لا نـفـط، ولا تمر، ولا عَـلم عـراقي، وإلى إلخ)، فـقـط خـبز وخمر.
4- لم أسمع يوماَ ما خلال حياتي الكهـنوتية ــ الواحـد والعشرين ــ وعشر سنوات في السمنير، أن هـناك رتبة في القـداس تدعى (رتبة الحـوار). غـبطة البطريرك هذه الرتبة تدعى (رتبة الـتـقـديس) الأنافـورا، سواءاً كانت لـ (أدّاي وماري) أو لـ (تيودرس أو نسطوريوس).
5- رتبة الـتـقـديس في نص نرسَي هي بعـيدة كل البعـد عـن رتبة التقديس في نص أدّاي وماري. نلاحـظ مار نرسي يعـطي وصف طويل لتمجـيد (الآب والإبن والروح القدس) بواسطة الملائكة (الكاهـن مثل الملائكة بخـوف قائمين، ليسبحوا الآب والإبن والروح القدس، الملائكة بسجود يقربون المجـد لعـظمتك، والقوات تصعـد المجد إلى الأبد، الكاروبـين يهللون، والسرافـيم يقدسون بقدسيتهم، والسلاطين والعـظماء بتهليلهم، الكل بصوت واحد يصرخـون قائلين: قـدوس قدوس قدوس…) لكـنه لم يمجّـد هو. عـلى عكس أنافورا أدّاي وماري (لك المجد يا إسم الثالوث المجـيد، والمسجود له، الآب والإبن والروح القدس،…. ومع الكاروبيـين القديسين والسرافيم الروحانيـين يقدمون السجود لعـظمتك). نلاحظ في نص أدّاي وماري ليس هـناك وصف للتمجـيد، الكاهن يمجّـد الثالوث الأقـدس مباشرةً، ويشترك أيضاً مع الملائكة بهذا التمجـيد.
لعـل البطريرك ساكـو يستطيع أن يفهم الفـرق بين الأنافـورا التي قام نرسَي بشرحها، وأنافـورا الآباء الكلدان لأدّاي وماري. حـتى يصل البطريرك ساكـو إلى هذه المرحلة من الفهم عـليه أن يولد من جـديد داخل كـنيسته وفكـرها الروحي، كما قال الرب يسوع لنقاديموس: (عـليك أن تولد من جـديد).
للمقال تتمة
الاب والاخ العزيز بيتر
انت تقول بأنك منذ أيام التنشئة الكهنوتية وطيلة سنوات خدمتك الكهنوتية لم تسمع برتبة الحوار ؟!.
أما انا فأقول ليس في التاريخ أحد قام بإحتقار وازدراء عرش الرب على مسامع الجميع وهو منصوب على كرسي أعرق كنيسه في التاريخ ويصول ويجول ويقرر وينفذ والكل له صاغرون؟ فتحضر لتسمع وتشاهد كل شيء لان كنيستنا الكلدانية الان في عصرها الذهبي كل شيء مباح فالحق باطل والباطل لايعلو عليه. ههههههه وشر البليه مايضحك
كان الله في عوننا