ظاهرة استفحلت واستشرت وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الجهل الذي نحن فيه والذي لا نرغب بمغادرته على الرغم من قناعتنا بأنها خاطئة ومعرفتنا بأنها ليست صحيحة لكن البعض منّا لا يزال ( يسير مع التيار ) بسبب التهديد والترغيب لها ألا وهي ( الصلاة ).. لا زلنا وسنبقى نحارب ( الأتجار بالدين ) ومحاولات مستميتة لتسييسه وخاصة ما يتعلّق بالإيمان المسيحي بالسيد المسيح له المجد وقناعتنا الكاملة بأن ( المسيحية ) ليست ديانة وانما مبادئ أخلاقية إنسانية سامية لذلك لنا في هذا الموضوع كلمة :
الصلاة لا تعلّم وانما تستنبط من رحم الحاجة… والصلاة هي : تكوين صلة خاصة مع الرب ألهك وفتح قناة للحوار معه ( بينك وبينه فقط )… يقول الرب : اذا اردت ان تصلي فأدخل مخدعك واغلق بابك وصلي للرب إلهك فهو يسمعك … وكلما التصقت به فهو يكون معك لا يتركك ، اشكي له احتياجك والمك ومعاناتك … يقول الرب : تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وكثيري الأحمال وانا اريحكم… ارمي على الله احمالك فهو قادر على حملها بدلاً عنك … عندما تكون حزيناً كلّمه فهو المعزي وعندما تكون سعيداً اشركه في سعادتك فهو المستحق وهنا يقول الرب : صلي إلى (( ابيك الذي في السماوات )) نعم فإلهك هو ابيك السماوي الذي يحزن لحزنك ويفرح لفرحك يقول الرب : هل يعطي الأب ابنه الذي يطلب منه سمكة حيّة او اذا طلب خبزاً يعطيه حجراً هذا ابوك الأرضي فما بالك بأبيك السماوي الذي هو ارحم واعظم واروع وأحب واقرب إليك من نفسك ..
من هنا نقول :
1 ) هل هناك من يعجز ان يكلّم اباه السماوي فيستعين بالمواقع الألكترونية ليعلّموه كيف يكلّمه
2 ) لقد نخروا رؤوسنا بإعلانات للصلوات ( للصباح اعلان صلاة وللمساء رقعة للصلاة وللظهيرة وقبل النوم وبعد النوم وقبل الأكل وبعد الأكل وقبل الخروج من البيت وبعد العودة وقبل دخول الحمام وبعد الخروج … حتى في الأحلام وقبل ان تبدأ بأحلامك يقترحون عليك صلاة ) لقد صدّعوا رؤوسنا بخزعبلات لا يقبلها الرب الإله … يقول الرب : ليس كل من قال يا رب يا رب ، يدخل ملكوت السماوات بل كل من عمل مشيئة الآب … ويقول : ليس بالتكرار واللجوجة يسمع منكم إلهكم … فالله يعلم احتياجك حتى قبل ان تفضي له به… وعندما طلب منه التلاميذ ان يعلمهم الصلوات … علمهم صلاة واحدة ( واحدة فقط ) افهموا ( واحدة فقط والباقي انت من يهندس ويستنبط ويكتشف صلاته ) (( فالصلاة تعبير عن الأحتياج وهي علاقتك الشخصية مع الرب إلهك )) صلّي كل حين وكل لحظة في تعاملك مع الآخرين ( انت تصلي ) في محبتك ( انت تصلي ) في حنانك واحترامك وصدقك واخلاصك في عملك في احكامك في تربيتك لأبنائك وللآخرين ( انت تصلي ) في احسانك للفقراء ( انت تصلي ) في تواضعك ( انت تصلي ) في متابعتك للفساد وكشفه وتعريته ( انت تصلي )… العالم في اكتشافاته لخدمة البشرية ( هو يصلي ) القائد والسياسي الأمين الذي يحسّن طبيعة مجتمعه وينقله نحو الأفضل ( هو يصلي ) المعلم المهندس الفلاح العامل … الخ ان احسن في عمله ( هو يصلي )… هل عرفت الآن كيف تصلي …؟
اعملوا للآخرين ولأنفسكم اكثر من ان تنصحوهم … هذا الذي يعلّمكم اشكال الوان الصلوات صدقاً اقولها لكم : هو لا يعرف كيف يصلي.
الذي يتاجر بالدين والمبادئ ان كان ( رجل دين او سياسي او ” فيسبوكي ” … الخ ) لا يهتم بك ولا بصلواتك بل يهتم لما سيجنيه من ورائك من أموال وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يفترض ان نتجنبه … فعلاقتك مع إلهك علاقة خاصة جداً ومتفردة كفرادتك لا تشوهها وتجعلها علكة يلوكها آخرون … نعم اطلب من اخوتك ان يصلوا لك ومعك لصليب صعب عليك حمله كذلك انت صلي من اجل اخوتك … يعلّم الرب ذلك ( صلّوا من اجل بعضكم لبعض ) والصلاة كما الرحمة والمحبة والغفران ( ارحموا بعضكم … احبوا بعضكم .. اغفروا بعضكم لبعض )
هذا هو إلهكم فلا تظللوا عنه بأعمال واقوال يقوم بها البشر من اجل المصالح ( شهرة ، كرسي ، مال … الخ ). الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي 23 / 7 / 2020