يوسف يوسف
عندما تستحيل الحلول يصبح جلد الذات تنفسا للفرد .. كاتب المقال
ليس من عهد أو حقبة تمر بالبلدان ، كما يمر بها الوضع المأساوي في عراق ما بعد 2003 ، فالعراق ليس عراق ! ، وحكام العراق ليسوا بعراقي الأنتماء ! ، لا دستور ولا نظام ولا تقليد ولا عرف ولا علاقات مجتمعية ولا وشائج أنسانية، وحتى المستوى الأخلاقي قد تدنى بشكل لافت للنظر!، أما علاقات أهل القربى والرحم فقد أندثرت!، ما يسود الأن حقبة لا يمكن توصيفها، وحتى لا يمكن تعريفها لا سياسيا ولا أجتماعيا ولا أقتصاديا!، لأنها متخبطة المنهج ومفتقرة الهدف . والطامة الكبرى، بل المصيبة العظمى، أن رجال الدين الأسلامي تحديدا، على أختلاف ألوان عمائمهم، وطول أو قصر جلبابهم، ورشاقة أو كثافة لحاهم، هم من عملوا وباركوا وساعدوا وشاركوا في تدمير العراق: شعبا وأرضا وثروة وثقافة وحضارة، وساهموا في أعطاء الضوء الأخضر للحكام وللساسة وللنواب وللقضاة .. للتنكيل بالوطن!.
وأرى أن أبلغ مقطع شعري يعبرعن هذه الحقبة هو قول شاعر العراق الأكبر “معروف الرصافي 1875 – 1945م”:
كان لي وطن ابكي لنكبته .. واليوم لا وطن لي ولا سكن
ولا ارى في بلاد كنت اسكنها .. الا حثالة ناس قاءها الزمن
الأسلام كعقيدة أستخدم أسوأ وأفظع أستخدام في تسخير كل موارد وخيرات العراق من أجل تقسيمه على رجال السياسة ورجال الدين وعلى أحزاب وميلشيات تحت أغطية دينية!، بل الأحرى كل ما يحدث في العراق مسكوت عنه مرجعيا / شيعة وسنة ! – الساكت عن الحق شيطان أخرس ، وأذا كان هناك من تعليق من قبلهم ، فهو تعليق من أجل حفظ ماء الوجه ، هذا أذا ظل وجه ، لأن الوجوه باتت ممسوخة.
أن الأسلام السياسي ، بات هو الغطاء للأحزاب وللمليشيات وللحركات وللتجمعات .. ، فلا خير في أمة تسيرها العمائم ! ، أن العراق بات في قعر التأريخ ، وأصبح مضرب الأمثال في التفنن بالسرقات والرشاوي والفساد ، وأصبح المثقف سبة ، وأصبحت العمامة ميزة ورفعة ، حقبة عراق اليوم ، هو أسوأ عراق مر على شعب العراق المغدور به عقائديا ، والمطاح به من قبل رجال وحكام الأسلام السياسي ! .
خلاصة الوضع : أن رجال الأسلام السياسي وحتى شيوخ الدين ، يتقاسمون الكعكة مع لصوص حقبة ما بعد 2003 م .