Articles Arabic

العالم فى يد الإنسان وليس في يد اللـه فقط

لا للإتكالية والقضاء والقدر ولا للحتمية، فالإنسان يستطيع أن يخلق عالم كله حب أو كله كراهية، عالم فيه تضامن أو أنانية .
أمام المرض لا تقل: هذه إرادة الـله، بل كافح المرض.
أمام الفقر لا تقل: إنها مشيئة اللـه، بل كافح الفقر.
كذلك أمام الأمية لا تقل: هذا قدرنا، بل كافح الأمية.
نكافح جميع أنواع العذاب والآلام والشر، سواء كانت بدنية أو معنوية أو اجتماعية.
وأين دور الـله مادام الإنسان هو وحده يملك زمام التغيير وبالتالي يملك مصيره بيديه؟
هل يقف اللـه موقف المتفرج؟
يمكن القول أن الـله يتصرف، لا من فوق، بل من داخل الإنسان.
ليس اللـه إذاً بمتفرج ولا بغائب، بل هو حاضر، ولكن من خلال عمل الإنسان، من يده وعقله وقلبه. يحب من خلال قلبي و يعمل من خلال يدي ويفكر من خلال عقلي.
الـله يعمل ويغير العالم من خلالي.
إذاً أنا مع اللـه وليس اللـه بمفرده ولا الإنسان بمفرده.
إذا تصورنا أن اللـه وحده هو الذي يغير العالم، نقع في الاتكالية وهو مفهوم غير مسيحي للتاريخ، وإذا قلنا الإنسان بمفرده، نقع في الغرور وهو المفهوم الماركسي للتاريخ.
أما المسيحي فيقول: الـله والإنسان يتضافران معاً. اللـه فى الإنسان والإنسان فى الـله، وكلاهما يصنعان التاريخ والعالم الجديد.

الأب هنري بولاد اليسوعي

Follow Us