مرت اسابيع أليمة على الكرة الأرضية، تتخبط مفاهيمنا وافكارنا بين الرغبة فى إنكار الواقع وبين الإجبار على التعايش مع فلسفة الألم، كلا مننا يسعى للتأمل ومحاولة إدراك ما هو ابعد من الوباء والمرض، اصبحت الكنائس خاوية من المؤمنين وكذلك قلوبنا من الشفقة، لم نفقد البصر لرؤية حجم الدمار الإقتصادى والصحى والنفسي الذى وقع على الشعوب والأمم، لكننا فقدنا البصيرة لنميز بين الرحمة والمحبة التى تقوم على أساسهما عقيدتنا المسيحية وبين الولع بالتبجيل والثناء على كل فعل رحمة مصطنع!
امس، قامت احدى إبراشياتك بالتبرع بمبلغ ربع مليون …. لدعم الدولة والشعب! كما قرأنا منذ اسبوعان بصفحة البطريركية ان غبطتك أودعت مبلغاً من المال لدى كهنة الرعايا لمساعدة العائلات الأكثر احتياجاً، ثم كتبت بحسك الأبوى مقالا ذكرت به ان: “كورونا الخبيث، يجب ان نتغلب عليه بملازمة البيت، والصبر والصلاة وعمل الاحسان“!
ثم عدت لتكتب فى مقالا آخر : “نقد الذات والامل: على كل شخص أن يحلل (ينتقد) سلوكه الخاص. فأخلاقنا تراجعت: فساد، وطمع، وسرقة المال العام، وعنف وتهديد وقتل وتهجير، وطلاق واجهاض إلخ. لقد أقصينا الـله عن عالمنا أو استخدمناه غطاءً لتصرفاتنا السيئة!
فالفصح ودرسُ كورونا دعوة للاهتداء الكامل إلى اللـه، والى مباديء إيماننا والى الروحانية والأخلاق الحميدة، وتهيئة غدٍ أفضل”.
وهنا استوقفتنى عدة تفاصيل، هل باقى إبراشياتكم بالعالم وميزانيتها فى افضل حال؟! هل اعمال الرحمة المادية يقابلها اعمال رحمة إنسانية بما انك ذكرت بمقالك ان العنف والتهديد والقتل جرائم يجب مراجعة الذات بسببها؟! ، ألم يتم تهديد إحدى اعضاء البرلمان العراقى السابقين ليبتعد عن طريق غبطتكم ويصمت؟!! ألم تقتل معنويا عددا لا بئس به من أكليروس الكنيسة الكلدانية بالخلافات والنزاعات والتلفيق والقضايا؟؟! أليس جميعها جرائم ايضا تستحق نقد الذات؟! كفى عشق للظهور والإطراء والثناء ! كفى كتابة مقالات بعبارات محفوظة لإستقطاب القراء، عميقة المضمون لكنها ضحلة الإحساس! اؤكد لك إن فكر احدنا فى تحليل مكنون نفسك، سنكتشف ان سيكولوجية العنف البشري قد تولد لنا حالة من حالات ال Catatonic schizophrenia او الفصام الجامودى!
وهنا اتذكر قصة حية لاشهر تاجر كوكايين عبر التاريخ (بابلو اسكوبار) الذى حقق بلايين الدولارات من إنغماسه فى عالم المخدرات ورغم ذلك استغل بابلو فيما بعد ثروته في تطوير مدينته الفقيرة وبناء المستشفيات الخيرية والكنائس رغم ما اقترف من أجل الوصول لأعلى سلم الثروة حيث قتل الآلاف من الاشخاص يُقدر عددهم بحوالي 4000 شخص! وبعد وفاته أكثر من 25 ألف شخص احتشدوا لتشييعه إلى قبره بعد ان وجدوا فيه بطلًا لم يتوانى عن مساعد الفقراء من أبناء شعبه وعنايته الحانية الحقيقية لكل محتاج يلجأ إليه!! رغم كل شئ ظل يحتفظ ببعض المبادئ البشرية العميقة وهذه حالة يعجز البعض عن فهمها !!!!
رغم قبحنا “أنت أبرع جمالًا من بني البشر” : – كثيرًا ما كتبنا هذه العبارة على دفاترنا ورددناها مع داود النبي على أوتار قيثارته كلما تذكرنا “الـله”
ولكن…هل حقًا اختبرنا جمال الـله؟ فنحن من ظننا أننا أسياد العالم ولسنا كاهنوها! فبدلًا من أن نقود الخليقة نحو الـله في مسيرة خلاص ومحبة ورحمة ….تردينا بها إلى باطن جحيم من الألم. جلسنا ندافع عن ألوهية يسوع…..ولكن ماذا عن إنسانيته؟ ننعته بالحنان والحب والجمال ثم ندير ظهورنا لننعت المحبين والطيبين والرابتين على أكتاف المتألمين بالخنوثة!!
إن كنتم تبغضون كل هذا ما مفهومكم عن “الأبرع جمالًا من بني البشر” اذًا!!!؟ أذالك الرجل الأشقر أبيض البشرة أزرق العينين الذي صورته لنا التماثيل الغربية متقنة الصنع؟ أو ذلك الوسيم المبتسم دائمًا في فيلم يسوع؟ هل اختبرنا يسوع الجمال؟ هل عرفنا انسانيته حقًا؟ هل يسكن داخلنا بالفعل؟ كيف يمكننا أن نصرخ ليسوع من الألم ونحن نخشى أن نصرخ معبرين عن حبنا تجاه بعضنا البعض؟؟ كيف نقول أن “اللـه محبة” ثم نبغض الحب وندخل كنائسنا ممتلئين بالإنتقام والرغبة فى جلد الآخرين؟!
يسوع الذي مجدّه داؤود بأعذب ألحانه على القيثارة.. وأنت تشنع الآخرين وتشوطنهم بحجة أنك (حامي الإيمان) و(مثبت أساس الكنيسة) يسوع الذي اخذ انسانيتنا بالكامل كي يشاركنا ألوهيته، هذا يسوع الذي عرفته!! أي يسوع هذا الذين تدافعون عن ألوهيته وأنتم قد مزقتم انسانيته تمزيقًا!!؟ هل أحببتم الحياة؟ أو بالأحري هل أحببتم يسوع؟ يسوع الإنسان، يسوع الاروع من بنى البشر !!!
مؤمنة تريد خلاصك
كل ما يهم جلالته المكانة و الكاردينالية ، ماكو معنى للرئاسة الشريفة بالكنيسة
القسان مو آلهة وليس مفترض يصيروا جميعهم قديسين
خاصة اننا نطلب من القسان إنكار و زهد كل ما هو حق طبيعى للإنسان. لكن كل المطلوب ان تحترم اخاك الإنسان ولا تستتر بصور الرحمة المزيفة
عـزيزي إبن الفـرات
جـميع أقـوال جلالة ساكـو الموقـر …. هـو يناقـضها في تـصرفاته الشخـصية أو في إدارته لمؤسسته الكـنسية
هـو يعـتـبر الكـنيسة مثل أية مؤسسة إقـتـصادية وهـو نـفـسه مديـرها
و بذلك يتضح لنا ان الإنسان لا يحتاج من اخيه فى الإنسانية سوى الرحمة و العون ، لست بحاجة ان استمع منك لعظات و انت لم تقدم لي ابسط تجسيد لصورة الله الذى تتحدث عنه و هى الرحمة و العدل ، ارفع القبعة بشدة
هل تأمل كاتبة المقال من ــ سماحة ــ البطرك ساكـو رحمة من قـلبه ؟
ألا تعـرف أن ــ فاقـد الشيء لا يعـطيه ــ ؟
فـمن أين يأتي بالـرحـمة ؟؟
قـرأتُ هـذا المقال فـكان له وقـعاً خاصاً في داخـلي …. إنه ليس فـقـط موضوعا بل هـو صاعـقة (( إنْ كان يفـقـهه ساكـو الموقـر ))
هـنيئا لـلـكاتبة عـلى أسـلـوبها والأكـثر منه قـريحـتـها وإحـساسها المرهـف العـميق … نأمل منها المـزيـد
يعـجـبـني كلامها حـين تـقـول
(( فـقـدنا البصيرة لـنميّـز بـين الرحمة والمحـبة التى تـقـوم عـلى أساسهما عـقـيدتـنا المسيحـية ، وبـين الولع بالتبجـيل والـثـناء عـلى كل فعل رحمة مصطنع! )) !!
إنها صادقة في قـولها… (( فـعـل رحـمة مصطـنع ))…. أنا أؤيـدها ، لأنّ أكـثـرهم يتـصنـعـون
عـزيزتي المؤمنة
إن مقالي قادم بشأن كلام البطرك ( نـقـد الـذات ) … وأرافـقـك الآن وأقـول
هـل البطرك لـويس ينـقـد ذاته ؟ أين إنسانيته ؟ و إنْ قال : (( أنا إنـسانيّ الـنـزعة )) ….فـنـقـول له : أين الـدليل؟
رائع كلامكِ وأنتِ تـقـولـيـن : (( إنه عاشق للظهـور والإطراء والثـناء )) … نعم إنه ديـدنه ، بسـبـب معاناته الـنـفـسية منـذ طـفـولته
*****************
أكـتـفي بهـذا الـتـعـلـيق البسيط لأكـمل ما بـذهـني في مقالي القادم
عاشت أناملـكِ ولـتـدُم قـريحـتـكِ … ولـيـقـوى إيمانـكِ
أخوتي في موقع الحق
وإذ نحن في زمن الصوم والاستعداد للعبور الى القيامه والحرية استوقفتني هذه التأملات الجميلة بصيغه مقال لفحص الضمير وعدم التبجح بما هو ليس فيناوانما الإسراع في اتخاذ القرارات والإجراءات التي من شئنها ان ترجعني الى أحضان الآب والفردوس الأبدي . ولم أرى قمه في الخداع وهذا الكم من الانحطاط والزلف أكثر من موقع البطريركية حيث يشيد ويقتبس كلمات البابا فرنسيس في موقعه وكأنه يقول انا على هذه الخطى امشي حيث قال” البابا فرنسيس يصلي من اجل الأبرياء الذين يتعرضون لأحكام ظالمه متذكرًا الاضطهاد الذي تعرض له يسوع ويصلي من اجل الأشخاص الذين يتألمون بسبب تعنت احكام ظالمه” ماهذا الاستخفاف بعقول المؤمنين.
اطلب من الرب المتألم والمائت القائم من بين الأموات ان يغفر لنا ولك ياغبطه الكاردينال
أعياد وأيام مباركه للجميع
استمتعت بقراءة هالموضوع الحقيقة
نحن ندرك ان الإنسان بطبيعته لا يسير على خط مستقيم دون ان يحيد عنه طول الوقت و لكننا ضد ان يطالب البطريرك بالمثالية و هو مقصر فى عدة نواحى هامة كأب للكنيسة الكلدانية .
ثم اخذنا كاتب الموضوع فى رحلة لنتأمل معنى الرحمة الذى جسدها السيد المسيح طيلة حياته على الارض ، و إن كنا لا نستطيع التشبه به له المجد إلا ان اقل ما يمكن تنفيذه ان نكون رحماء كشعب و آباء للكنيسة و شكرا
الى صاحبة المقال
المؤمنة التي تطلب الخلاص للاخرين
اولا
لا تدينوا لئلا تُدانوا
ثانيا
اطلبي خلاص نفسك، قبل ان تطلبي خلاص الاخرين
اولا : تشرفت بتعليقك سيد “تلكيفى اصيل ”
ثانيا : انا لست بطريركا ، معلق برقبتى عدد بالآلاف من المؤمنين و يليهم الاكليروس ، فإن اسأت التصرف او افتقدت إلى الحكمة ، قد اتسبب فى معثرة احدهم
ثالثا : انا لم ادينه بل انى حزينة عليه كأب للكنيسة.. و الهدف من مقالى هو عتابه و ليس الهجوم عليه
رابعا : خلاص نفسي من عدمه لن يؤذى ابناء و بنات الكنيسة الكلدانية فى شيء
((( تلكيفي أصيل
April 9, 2020 at 6:36 am )))
تعليقي موجه فقط الى تلكيفي اصيل وموجود هنا بالرابط
شكراً
http://kaldany.ahlamontada.com/t12563-topic#18880
انا لست كاتبا وانما اقرأ مايكتب في هذا الموقع ومواقع اخرى للأستطلاع في ما يدور حولنا ووحول العالم،وبعد قرأة هذا المقال شعرت بأحساس غريب قد هز كياني وشعرت بشعور حزين لما يجري ويدور في كنائسنا الكلدانية بمن كان ويكون السبب لما توصلت إليه كنيستنا المقدسة , وبهذا اتوسل واطلب من غبطة الكردينال البطريرك مار لويس روفائيل ساكو كلي الطوبى ،ان هذا المقال يكون بداية اعادة النظر نحو الاحسن في قيادة سدة الكنيسة الكلدانية نحوة الأفضل بما ان غبطتك جالس على كرسي الرسولي وانت الراعي الصالح للأمة الكلدانية فمن هذا الكرسي المقدس يجب ان تنبثق الرحمة والحب والأعفاء عن من غلط ونقد الذات ودعوة للأهتداء الى الله وعمل الأحسان وتغير التصرفات وبهذا نكون قد بدينا خطوة الى الأمام وليس للخلف.اعتذر من غبطة البطريرك الموقر اذا أجتازيت الخط الأحمر بتعليقي عن هذا المقال
فـــؤاد بلـــو
أخي فـؤاد بـلـو الموقـر
نـداؤك مع نـداء كاتبة المقال المؤمنة … أراه صوتا صارخا لمعالجة وضع كـنيستـنا المتهـرّىء
وستـقـرأ مقالي القادم بالإتجاه ذاته
شكـرا لكـليكـما