ألف شكـر لمؤسس صفحة فـيسبوك السيد ــ مارك زوكـربـيرك ــ فـلـو لا إبتـكاره ، ماذا نـتـوقع أنْ يكـون حالنا اليوم ونحـن ملزمون عـلى البقاء في البـيت طيلة هذه الأسابيع في زمن كـورونا ؟ ألا يستحق السيد مارك مؤسس الفـيسبوك الشكـر حقاً ؟ ماذا كان سيحـصل للإنسان إن لم يكـن هـذا الإنسان إخـتـرع الفيسبوك ؟ لكانت تـصل إحـصائيات الوفـيات ومشاكل أخـرى في العالم إلى أكـثر بكـثير من هذا الرقم الذي نحـن عـليه اليوم ( رغـم أنه عال جـدا أيضا )! ولكـن نـشكـر مرة أخـرى السيد مارك عـلى إخـتراعه هـذه الطريقة للتواصل الإجـتماعي. كما ونـشكـر أيضا جميع المخـترعـين في كل الأزمنة وفي كل أنحاء العالم ، ولا زلنا نـنـتـظر المزيـد بفارغ الصبر كي يخـترع أحـد البايـولـوجـيـون أو العـلماء لقاحا لهـذا الوباء الخـبـيث ( كـورونا ).
حقاً إنه أركع سلطات العالم بكـل قـواها الدينية والسياسية والإقـتصادية والطبـية وووو… وحـبَسَـنا نحـن في بـيوتـنا ، وهذه هي الطريقة الوحـيدة كي نـرفـضه ولا نستـقـبله إذا طرق بابنا ، فلا أهلا ولا وسهلا بكـورونا في بـيوتـنا ، رجاءاً لا تجـلبوا مثل هذا الضيف الخـبـيث ليدخل بـيوتكم ، وذلك بملازمة البـيت وعـدم خـروجكم خارجه ، وإلـتزموا بنصائح وإرشادات الصحة العامة من أجل سلامتكم. هذا من جهة ، ومن جهة أخـرى ، وبالرغم من بقائـنا في مكانـنا ، فـبإمكانـنا التجـول في جميع أنحاء العالم عن طريق الفـيسبوك ، فألف شكـر لمخـترعه السيد مارك ، وهكـذا فـليـتـقـدم كل مَن له إبداع ، وفي كل المجالات ، لـنـتـواصل مع أعـزائـنا أينما كانوا.
نرى في هـذا اليوم ، أن الفـيسبوك هو أول وسيلة للتواصل الإجـتماعي بـين الناس حـول العالم ، حـيث نجـد فـيه كل ما يخـطر عـلى البال وما لا يخطر أيضا. وقـبل كل شيء فهـو أوسع ألـبوم للصور ، ينـشرها أصحابها وأغـلبهم لمجـرد تبادلها مع الأقارب والأصدقاء ، ولكـن هـناك مَن ينـشرها لغاية معـينة لصالحه مع القـصد بإلحاق الضرر بالناس الذين لا يهمونه. كـذلك أن الفـيسبوك هو ساحة مفـتوحة للتعـليقات والردود اللامتـناهـية ، منها الجـيدة ومنها الرديئة (وأغـلبها عـلناً أمام الملأ) . وبهـذا يصبح سلاحاً للخـير أو للشر بـيـد الإنسان وهو في مكانه ، يمكـن تـفعـيله للخـير ، أو إستغلاله للشر ، وعـلى مدى واسع وسريع.
بالحـقـيقة إن مِن فـوائـد هذا الـتـقـدم الإلكـتروني ، أنه يعطي للإنسان فـرصة فعالة ليـثـبت وجـوده ، ويُعـبر عـن مبدئه وحكـمته ، ويضم الناس إليه بأعـداد هائلة في لحـظة واحـدة، وليس فـقـط كـفـرصة عابرة وسريعة لكل مَن له خـبر ليذيعه ، أو صورة ليعـلق عـليها ، أو أغـنية ليهـديها ، أو بضاعة لـيـبـيعها ، أو رسالة ليوصلها ، أو صلاة ليشارك بها ، أو موعـظة ليلـقـيها ، أو نكـتة ليحكـيها، أو إخـتراع ليشتهـر به ، أو دعاية ليربح منها ، أو كـذبة لينـشرها أو حـقـيقة ليكـشفها.
إن الموضوع الحاسم هـنا ، والمناسب جداً بما يخـصنا نحـن الكـلدان ، وإثر الحَـظر بسبب كـورونا ، يتطلب ممّن له دعـوة وهـو لا يزال حـياً بأن ينـزل إلى هـذا الميدان الفعال ، ومِن بـيته يعطي حـلوله بشجاعة في جانب إخـتصاصه كي يسمع السامعـون نداءه. فالقضية هي أكـبر من بقائـنا في البـيت وإنـتـشار وباء كـورونا ، وأكـبر من الكـنيسة بأجمعها والتي عادة نـقـصد بها البابا والبطرك والمطران والكاهـن…. أما يسوع المسيح رأس الكـنيسة ، فهـو الذي بنى كـنيسته الأرضية المسماة بإسمه وحـده فـقـط ، واليوم يعاني من الحجـر الصحي في إحـدى زوايا بناية تسمى “كـنيسة” لأن وكلاءه عـلى الأرض نصبوا أنـفـسهم مكانه وزاغـوا عـن الطريق بترك إنجـيله (كلمة الله) التي يجـب عـليهم أن يـبشروا بها أولاً بدون مساومة ولا تـبديل للميراث المقـدس للرسل الأطهار والآباء القـديسين ، بالمؤوّن والجـديد الغـريب.
ومن هـذا نفهم بأن الوباء قـد إنـتـشر في الكـنيسة بكاملها اليوم ، فهل سوف يخـترع الأصلاء الباقـون لقاحاً للرجـوع إلى ينبوع الأصالة المسيحـية الأولى ؟ نـنـتـظر قـيامة ممجـدة للكـنيسة الرسولية إن شاءَ اللـّه.
لنأمل ونصلي أنه بعـد إخـتراع الفـيسبوك ، أن يكـتـشف شخـص ما ، في حـقـل الطب ، لقاحا لهـذا الفايروس القاتل كما توصّل في الماضي المخـترعـون الذين إكـتـشفـوا لقاحات يتلقح بها الإنسان، وإكـتـشفـوا لقاحات للأوبئة الفـتاكة الأخـرى.
والمهم في هذا الوقـت العـصيب أن نبقى في بـيوتـنا ونـتجـول مجانا في كل أنحاء العالم ، إلكـترونياً.
فألف شكـر لك ، السيد مارك زوكـربـيرغ لأنك ملتَ وقـتـنا فلا داعي للكآبة والإنزعاج ، مع أنـنا في مرحلة الشلل هـذه ، تحـت غـيمة ثـقـيلة سوف تـزول عـنا قـريـبا بعـون الـله.
كادر الموقع