الاب نوئيل كوركيس
برهـن وباء كـورونا المجهـري أنْ لا سلطة أو (إله) تمكـن من الوقـوف عـلنا أمام جـبروت هـذا الفايروس القاتل ، فـيأتي السؤال هـنا : هل أنّ هـذا الـوضع يزعـزع إيماني ؟؟؟ لأن هـناك آلاف الـقـداديس ، بل وأكـثر من الصلوات والمواعـظ تُـبَـث عَـبر الإنـترنيت تضرّعاً إلى الـله كي يـوقـف هـذا الوباء الشرير ، وفي الـوقـت ذاته يستـنجـدون العِـلم والأطباء والسلطات لـذات الهـدف ! .
لقـد رأينا إنهـيار المؤسسة الدينية (غلق فاتيكان، كعبة، نجف وكربلاء، اورشليم…) حـتى عـنـد أعـلى درجاتها كـبرياءاً (السُـلطة) أمام وباء كـورونا الجـرثـومة ، والكل ينـتـظر بفارغ الصبر من المخـتـبرات الطبـية ــ وإنْ كانوا مِن الذين كـفـروا ــ عسى أن يكـتـشـفـوا لـقاحاً لشفاء “الـذين آمنوا” ( بالرغـم من أنهم تأخـروا كـثيرا هم أيضا ).
لـقـد أتـت هـذه المقالة بعـد نقاش ليلي (تعـليلة) مع والدي وعـمره 94 سنة ، والذي يعـتـقـد بأن هـذا الفايروس هـو قـصاص من الـله عـلى الـبـشر . وهـذه هي ذهـنية الغالـبـية العـظمى من الكـلدان الكاثوليك وغـيرهم من المسيحـيـين في مجـتمعات العالم ، وأيضا من الأديان الأخـرى . فـقـلت له : بابو ، هل لك إيمان ؟ قال نعم ، فـقـلت : إذن أطلب من الرب إلـهك أن يوقـف هـذا الوباء . ألَم يقـل يسوع المسيح في إنجـيله المقـدس :
فَالْحَـقَّ أَقُـولُ لَكُمْ : لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْـلُ حَـبَّةِ خَـرْدَل لَكُـنْـتُـمْ تَـقُـولُونَ لِهذَا الْجَـبَلِ : إنْـتَـقِـلْ مِنْ هُـنَا إِلَى هُـنَاكَ فَـيَـنْـتَـقِـلُ ، وَلاَ يَكُـونُ شَيْءٌ غَـيْـرَ مُمْكِـنٍ لَـدَيْكُمْ.” (مت 17: 20)
حـينها أجابني قائلاً : “بابو” ( وهكـذا كـلمة متـداولة في قـرى زاخـو الكلدانية وقـرى كـلـدانية أخـرى ، يناغي بها الأب إبنه فـيـدعـوه بابو لـلـدلال ، وأيضا يدعـو إبنـته ” يمي” ) . فكان جـوابه لسؤالي : لستُ أسمعـك جـيدا لأن سمعي صار ثـقـيلاً ( فـغالـبـية الآذان تكـون ثـقـيلة تجاه موضوع “الـله” عـند أكـثـرية الشعـب المؤمن المطيع الذي يعجـز عـن الإجابة المصيرية إذا أتـته المحـنة ).
بالطبع وأنا إذ أفـتخـر بأنـني كاهن إلى الأبد في الكـنيسة التي أسسها المسيح عـلى (كـيـﭘا) في الأرض ، أقـدم صلاتي له بأن يوقـف هـذا الوباء كـورونا وغـيره من الكـرة الأرضية بكاملها ، وثـقـتي به كاملة بأنه قادر ” لتكـن مشيئـتـك “، ولكـني أبداً لـن أخـطىء ولا أظن لحـظة بأنه هـو سبب إنـتـشار كـورونا في العالم ، بل بالأحـرى إنه مِن فِعل الشيطان عـدو الإنسان . ( وهـنا أؤكـد أني لستُ أعـني عـما نعـتـقـده بالديانة الإيزيدية) .
إن هـذه تكـون أول مرة في التأريخ المسجـل للبشرية ، أن وباءاً مثل كـورونا شمل غالـبـية ساكـني الكـرة الأرضية من بلدان العالم ( يـبلغ عـدد الدول الأعـضاء في الأمم المتحـدة193 دولة) والدول الباقـية منها تُـعَـد عـلى أصابع اليد ، لربما في المستـقـبل القـريب سوف يشملها أيضا.
Coronavirus Disease 2019 (COVID-19)
World Map
https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/cases-updates/world-map.html
نـقـرأ في كـتب التأريخ أن هـناك أوبئة كـثيرة عـصفـت في دول متـنـوعة وبأسماء مخـتـلفة مثل ( جـنون البقـر ، أنـفـلونزا الطيور والخـنازير ، سارس ، وإيـبولا ) هـذا عـدا الحـرائق والفـيضانات والأعاصير والزلازل ووو… والحـروب التي لا تـنـتهي أبدا مِن عـلى وجه الأرض (هابـيل وقايـين) ، فـقـد إخـتـبرناها جـميعها في زمانـنا وأيامنا القلائل من عـمرنا القصير ، وماذا لو تصفحـنا الكـتب سنرى الكـوراث ذاتها بأسماء غـيـرها ، فهـل هـذه يا ترى علامات نهاية العالم ؟؟؟
يقـول لنا الإنجـيل ، إذا حـدثت هـذه فسوف لا تكـون (نهاية العالم) ، “وسوف تسمعـون بحـروب وأخـبار حـروب . أنظروا ، لا ترتاعـوا . لأنه لا بد أن تكـون هـذه كـلها ، ولكـن ليس المنـتهى بعـد” متي 24: 6)
ونحـن كـكـلـدان ، لنا تأريخـنا المسجل منـذ 7320 عاما ولحـد اليوم ولم يـنـتهِ ، فهـل أنّ الإنسان هـو الذي يقـرر نهاية العالم أم الـله ؟ لا شك أنّ هـذا السؤال يطرحه المؤمنون عـلى أنفسهم وكأنهم يعـرفـون أكـثر من ربهم الذي قال لتلاميذه عـندما سألوه متى يأتي إبن البشر (الإنسان) ؟ فأجابهم : أن نهاية العالم لا يعـرفها إلّا الـله وحـده : ” وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعـلم بهما أحـد ولا ملائكة السموات إلّا أبي وحـده .” متى 24: 36 ….. ” إسهـروا إذن لأنكم لا تعـلمون في أية ساعة يأتي ربكم .” متى 24: 42
الخلاصة: هنا هي المشلكة ، حـين يضع الإنسان المؤمن نفسه في مكان الـله ، كما أراد آدم الإنسان الأول أن يضع نفسه في مكان اللـه . اليس كذلك يا ايها رؤوساء الكنيسة الذي ازحتم المسيح منها ونصبتم انفسكم عليها؟؟؟
وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلًا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ». تكوين 2: 16-17
نكمل خطئية الانسان في الفصل 3: 1- 24
وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟»
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ،
وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا».
فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا!
بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».
فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.
فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.
وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ.
فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».
فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ».
فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»
فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».
فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ».
فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ.
وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».
وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».
وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ.
وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ.
بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».
وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.
وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.
وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ».
فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا.
فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ.
الأب الفاضل نوئيل:
ان عنوان مقالتك يشير بان الايمان قد أصابه وباء كورونا الخبيث…ونزولا في المقالة يظهر ان اعراض الاصابة هي اعراض خطيرة ومدمرة للايمان، وطرق المعالجة التي تؤخذ تبدو نتائجها بانها اخطر من الاعراض، ولربما ستقضي على الانسان وعلى ايمانه بالمرة. من هذا اعلل اسلوب تفكير وجواب والدك الكريم “بابو” واشبهه بتفكير امي العزيزة وحماتي الموقرة (وقد اقتربتا عمر 100 سنة). انهم يخافون تحدي خبث الشر، فيلجأوا الى فكرة قصاص اللـه للشر الذي غلب الانسان كي يبعده عن إلهه وعن فعل الخير والبر، وبهذا عندما يبتعد الانسان عن اللـه يستحق القصاص حسب تفكير الانسان المؤمن لانه يثق باللـه ثقة كاملة
والخبث يأتي بالتأكيد من الشر… والذي يريد شر الانسان هو يكون عدو اللـه، وبما ان اللـه خلق الانسان على صورته، فكيف له ان يدمره بهذا الشكل، وخصوصا بعد القيامة الممجدة التي انتصر بها الرب على الموت، ومن كثرة محبة الرب الخالق للانسان، اعطانا يسوع جسده ودمه في القربان لكي يكون معنا دائما، وبدون حضورنا الفعلي في القداس الالهي وتناول القربان المقدس لا تكون لنا حياة في وجودنا (انجيل يوحنا الفصل السادس أية 56)، هكذا قال الرب في انجيله المقدس، وهذا هو جوهر ايماننا المسيحي… فالى متى سنبقى نشاهد اعراض كورونا وهي تزعزع الايمان بحجة المناولة والغفران من على الشاشة