ليون برخو
كتاب القس كمال وردا بيداويد “لماذا لم أصبح أسقفا” من أهم ما صدر ضمن نطاق مؤسسة كنيسة المشرق الكلدانية على مدى سنوات. وما يزيد في مصداقية المحتوى، والذي يوقف شعر الرأس أحيانا، أن المؤلف قامة معروفة ومثقفة ومطلعة وملتزمة يكن لها كل من عرفها جل الاحترام والتقدير ومشهود لها خشوعها وورعها وممارستها الانجيلية وتشبثها بميراث وهوية ولغة وتراث شعبها وكنيستها.
أهمية الكتاب تأتي في الدرجة الأولى من صدق وأمانة الكاتب في سرده لمسيرة هذه المؤسسة في العقود الثلاثة الأخيرة وتركيزه على الدور غير الحميد الذي لعبه رجل دين فيها والذي يتحمل مباشرة وزر “ الحالة المتردّية … الصورة المريبة التي نراها اليوم، ولم تصل الحالة بالرؤساء ولا بالمؤمنين الى أن يتطاول أحدهم على الأخر بهذا الشكل المعيب.” (ص 66)
هناك صراحة واضحة في الكتاب حول مجريات الأمور في العقود الثلاثة التي يركز عليها بيداويد وعلى الخصوص السنين السبع الأخيرة منها.
وفي الكتاب جهد كبير لتعزيز وتوثيق الوقائع المحزنة والمزرية والمسيئة والمؤسفة ليس للسلوك الإنجيلي ومبادئ المسرة والبشارة، بل لأبسط الأخلاق الإنسانية في التعامل ضمن الإطار الإنساني.
الكاتب كاهن أمضى أكثر من نصف قرن من الزمن في خدمة كنيسته الكلدانية ومؤمنيها ويشهد له الكل تقريبا أين ما حل إن في العراق او اوروبا او أمريكا او أستراليا بالنزاهة والصدق والأمانة وبذل الذات والعطاء.
والقارئ لما أراه واحدا من أهم الكتب في التاريخ المعاصر لمؤسسة الكنيسة الكلدانية، لا بد وأن يثمن إماطة المؤلف اللثام من خلال توثيق صارم وهوامش ومصادر عن أحداث ووقائع مدهشة، محزنة، مؤسفة، تظهر الانحطاط في التعامل وكأن القائمين بهذه الأمور المخجلة لا علاقة لهم بالكنيسة والبشارة فحسب بل وكأنهم يعملون ضمن نطاق مؤسسة سائبة لا تحكمها أي قوانين أو أية اعتبارات أخلاقية.
ويروي الكتاب، بالأدلة الدامغة، كيف تتكسر الأخلاق ومبادئ السلوك الإنساني السليم تحت وقع “الإغراءات” و”النميمة” و”الفساد” و”شراء الذمم” و”التزوير” و”السيمونية” والاتكاء على الدخيل والأجنبي والغريب لهدم مقررات المجامع الكنسية وصرح واحدة من أعظم كنائس الدنيا تاريخا وتراثا وميراثا وبشارة.
صدور هذا الكتاب قبل أشهر ورواجه الكبير في صفوف الكلدان يتزامن مع الذكرى السابعة للجالس سعيدا على كرسي بابل. وبينما أصدر الجالس على الكرسي بيانا ورديا غير موثق يفتقر الى أبسط مبادئ المصداقية يمتدح فيه عهده (رابط 1)، فإن الكتاب يقدم صورة قاتمة للوضع الذي تمر فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية معززا بالوثائق والأدلة والبراهين الدامغة التي تربو على ستين هامشا ووثيقة.
وشخصيا أرى أن الكاتب لم يوفق في عنوان الكتاب، لأن المتن (248 صفحة) لا يتطرق الى “لماذا لم أصبح أسقفا؟” فحسب. الكتاب فيه من التاريخ الكثير، وعلى الخصوص تاريخ مجامع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ومجامع كنيسة المشرق وفيه سلال من المواثيق والقيم الإنجيلية ولأخلاقية التي تحدد التصرف والسلوك ضمن نطاق مؤسسة كنسية، وبعدها يحاول الكاتب تطبيقها على الحالة التي هو في صددها.
في البدء يبدو وكأن الكاتب يخشى ان يشير الى الذي يقصده مباشرة حيث يكرر عبارة “”أتحفظ عن ذكر اسمه حاليا،” او “بالمناسبة البطريرك (أحتفظ باسمه)” … (ص 60).
وقد يسأل القارئ لماذا التحفظ على الاسم؟ أظن ان التحفظ جزء من التشويق والأسلوب السلس الذي يتبعه الكاتب في سرد الأحداث، لأنه يذكره باسمه الصريح بعدئذ.
ولكن سرعان ما يفصح عن اسمه قبل تقليبنا للصفحات التي تشير الى منتصف الكتاب ويذكر منصبه ككاهن قبل رسامته الأسقفية، التي عليها علامات استفهام كبيرة، ومن ثم تنصيبه بطريركا قبل سبع سنوات ولها من علامات الاستفهام ما لها، حسب ما يرد من أدلة في صفحات الكتاب.
المقدمة التاريخية للكتاب تأخذ حوالي نصف صفحاته والتي يجعل منها بيداويد بمثابة الأساس لسرد ما وقع من سلبيات قد لا تغتفر على يد الكاهن ومن ثم المطران وحاليا البطريرك لويس ساكو؛ حيث يذكره باسمه الصريح بعد صفحات من الإيماءة وعدم المباشرة.
والمقال هذا ليس عرضا مسهبا للكتاب، بل عرض موجز لأهم ما ورد فيه من نقاط موثقة تفصح لنا لماذا وكيف وقع الكلدان وكنيستهم في الأزمة الشديدة التي يمرون بها حاليا.
والكتاب فيه من الجراءة ما لم نشهده في تاريخ هذه المؤسسة من نشر علني لما يدور وراء الكواليس وما يقوم به بعض الإكليروس من دسائس ومؤامرات في الخفاء – ربما لم يدر في خلدهم أن سيكون هناك شخص يحمل من الغيرة على كنيسته وشعبه ما يجعله يضع نفسه في فوهة المدفع دفاعا عنها وعن إرثها وتراثها ووحدتها بعد أن صارت، حسب الكاتب، في وضع لا يحسد عليه.
في مقدمة الكتاب، يعرّف الكاتب بنفسه (ص 11)، قائلا: “نعم، أنا ابن كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية، الكنيسة التي وصفوها بالشاهدة ويسمونها شهيدة – لأنها عين الحق والحقيقة.”
وله نظرة أراها منطقية حول ما يعصف بشعبنا الواحد المنشق على نفسه من حيث التسمية وكنيسته المشرقية الواحدة مشتتة مذهبيا ومناطقيا حيث يقول: “نعم لم يكن المسيحيون الأوائل بحاجة الى تسميات خاصة تعرفهم، عدا تسمية “مذنحايي، مشرقيين” وكنيستهم (عيتا دمذنحا، كنيسة المشرق)” (ص 12).
ويعزو الأزمة العارمة التي تعصف بمؤسسة الكنيسة الكلدانية الى “الأنانية، الطائفية، السيمونية، المنفعة الشخصية ….” (ص 54). وفي الصفحة 56 يثير سؤالا مهما للغاية: “”هل كانت سينودوسات كنيستنا الكلدانية شفافة ومستسلمة للروح القدس؟ أم كانت منقادة وتحت المؤثرات الخارجية التي ورد ذكرها في أعلاه؟”
ومن ثم يعود الكاتب مقدما الدليل تلو الدليل أن لا علاقة بما يشاع أن الروح القدس يقود المجامع التي هو في صددها، بال الأنانية والمصلحة الشخصية والسيمونية.
وفي ذات الصفحة (54)، يبدأ الكاتب بوضع النقاط على الحروف للسبب والمسبب لما آلت إليه الأوضاع المؤسفة التي تمر بها مؤسسة الكنيسة الكلدانية، ولا نحتاج الى دليل لمعرفة الشخص الذي يعنيه، لأنه يسميه باسمه او بما يشير إليه دون لبس: “أريد قول ما أراه حقاوحقيقة، كفى للمداهنة وكفى للتملق، فمن هو المسؤول عن كل هذه الأخطاء والتجاوزات التي حصلت وتحصل في كنيستنا العزيزة وخاصة في هذا الزمان بالذات؟”
ويستمر في سرده للأوضاع في الصفحات اللاحقة: “العلمانيون لا وجود لهم … الكهنة المساكين لا شأن لهم … إن رفعوا صوتهم فالويل لهم، التهديد بالعودة إلى أبراشياتهم ليتلقوا درسا في الطاعة، او يوصفون بصفات غير لائقة ويعتبرون مارقين عصاة .. وإن رفع أسقف صوته معارضا … اعتبروه شاذاً ومريضاً نفسياً يحتاج الى معالجة ويمنحوه سنة أو أكثر إجازة (سبتية sabbatical) حتى يتوب ويرجع الى الحضيرة وأن يتعهد …. وإلا فالآتي أعظم.”
وفي الصفحة 59 يتساءل الكاتب: “ومن سيصدق البطريرك؟” ويومئ هنا قبل سرد مستفيض في الصفحات القادمة الى الطرائق الملتوية التي استخدمها ويستخدمها لنيل الحظوة لدى دوائر الفاتيكان والمتنفذين فيها لنيل رغباته الشخصية والوقوف في وجه البطاركة الذين سبقوه وتخويف أقرانه وعدم الاكتراث لكل السلبيات لأن ظهره مسنود.
ويعرج الكاتب على القوانين الكنسية التي يخصص لها صفحات كثيرة وعلى الخصوص تلك التي تنظم العلاقات ضمن القوانين المرعية، ويرى من خلال ما يقدمه من وقائع أن القانون موضوع جانبا والسائد هو الفلتان تقريبا في كل شيء حيث صار العمل “حسب المعادلات الشخصية والصفقات المشبوهة والتعليمات المفبركة … وهناك من خان ضميره الإنساني والمسيحي والكهنوتي في آن واحد” (ص 61) .
والإشارة في الفقرة في أعلاه واضحة وضوح الشمس، لأن ما أن يدنو القارئ من الصفحة 63 حتى ينتهي، بعد سرد جميل وموثق، الى “إننا في هذا الزمان السيء نتألم جميعا عندما نرى ونتلمس أين وصلت كنيستنا الكلدانية العظيمة.”
ويضيف في ذات الصفحة أن الزمان السيء وعلى الخصوص السنين السبع الأخيرة صارت فيه “وسائل الإعلام تنهش فينا وتفضحنا” ويردف “نعم هذه هي حال كنيستنا،” ويشتكي بعد إيراد الدليل ” من بعض الممارسات والقرارات المتسرعة … في ظروف عصفت بالكنيسة الكلدانية نتيجة الإدارة اللاحكيمة والمزاجية.”
وفي الصفحة 66 يميط اللثام الكاتب عن الشخص الذي في ذهنه والحالة والزمن الذي يقصده حيث يؤشر الى السبب الرئيسي الذي دعاه الى تأليف الكتاب: ” الحالة المتردّية التي وصلت إليها كنيستنا في عهد البطريرك لويس روفائيل ساكو … الذي وصلت الكنيسة في زمانه الى الصورة المريبة التي نراها اليوم، ولم تصل الحالة بالرؤساء ولا بالمؤمنين الى أن يتطاول أحدهم على الأخر بهذا الشكل المعيب.”
وكم هو الكاتب صادقا ولا يتجنب الواقع قيد شعرة عندما يصف خطاب البطريرك ساكو (يذكره بالاسم بعد الصفحة 66) بأنه ” خطاب وتصريح للإعلام والدعاية الذاتية بكل امتياز.”
ويخاطب البطريك مباشرة: “ألا تعتقد أن هذه التصريحات والمقابلات والأحاديث وعقد المؤتمرات وحضور الندوات الداخلية والخارجية لم تعط ثمارها حتى الآن؟”
وعن أسلوب معالجة ما يعصف بالكنيسة الكلدانية من أزمات ومشاكل، بعد ذكر العديد منها، يتساءل الكاتب: “ماذا فعلتم لحد الآن في حلّها؟ لا شيء، فأنتم ترون بأمّ عينكما أن الأمور ساءت أكثر من قبل وتعقدت الأوضاع.”
وفي الصفحة 69 يعزو الفشل المريع للإدارة البطريركية الحالية الى الانفرادية بالقرار والاعتداد بالنفس وتجاهل النقد، ويخاطب البطريرك قائلا: “”أنكم أنتم فقط الحاكم بأمر الله؟”
وبعد تقديم ادلته، يقول الكاتب: “إن الرئاسة في هذا الزمان الرديء أصبحت دائرة لجمع معلومات مغرضة ومدمرة لكل شخص لا يعلن وفاءه وولاءه المطلق لها، لكي تغطي فشلها في إدارة شؤون البطريركية والكنيسة بصورة صحيحة لائقة معتمدة. والدليل على ذلك راجعوا تصاريح وبيانات البطريركية منذ تسنم غبطته سدتها، إنها مليئة بالمتناقضات، مما يدل على ضحالة الإعلام وعدم تماسك المعطيات فيما بينها. إنها باختصار عاجزة ومزاجية، فلأمور لا تدار بهكذا صورة يا صاحب الغبطة.”
وبعد سرد شيق ومثير والمثبت بالأدلة، يخلص الكاتب في الصفحة 73 إلى أن ” القاصي والداني من المؤمنين أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية يعرفون تمام المعرفة ان حالة كنيستنا قد ازدادت تدهورا وتعقيدا في زمن البطريرك ساكو.”
ويرى الكاتب بعد طرحة لوقائع جديدة وبالدليل القاطع إن خوف الاكليروس الكلداني من البطريرك ساكو يعود الى بداية تسنمه درجة الكهنوت حيث كان يستقوي بالمتنفذين خارج مؤسسة الكنيسة الكلدانية وكان يخافه حتى البطاركة السابقين والعاملين في معيته وضمن نطاقه وذلك للدور غير الحميد الذي لعبه في جمع المعلومات والعمل كمخبر لدى دوائر متنفذة في السفارة ودولة الفاتيكان للإيقاع بالأخرين وتعزيز مراميه الشخصية: “وكنتم متيقنون أن الشعب يخافكم ويخاف طروحاتكم ومن مزاجيتكم لأنه على يقين بمواقفكم تجاه البطريركين المثلثي الرحمة بيداويد ودلّي.” (ص 74)
ويرد أمثلة حية على سطوته واعتداده بنفسه، حيث يضيف الكاتب في الصفحة 75 قائلا: “ألم تقصوا أساقفة لأنهم لم يكونوا حسب مرام غبطتكم ونرجسيتكم في إدارة أمور كنيستنا الكلدانية … الكهنة … الذين تحاولون ليل نهار ضربهم وإشهارهم كعصاة مارقين لسلطتكم، وما ذنبهم وخطأهم إلا كونهم ليسوا من خطكم ومؤيديكم، كم كاهن ترك الكهنوت في زمانكم وبسببكم.”
ومن الأقوال الشائعة للبطريرك ساكو ينقل عنه الكاتب قوله: “إلما يقتنع خلي ينقلع” ويعقب: ” أنتم بهذا التصرف الغير المتوقع أبدا من غبطتكم، أبعدتم ذاتكم من الوداعة الأبوية بالمرة.”
ولا يجافي الكاتب الحقيقة عند قوله إن النشاطات السياسية للبطريرك لا تقدم ولا تؤخر شيئتا وأن غايتها حب الظهور و”تخدير الناس البسطاء … لم أسمع ولم أقرأ يوما أن صدر بيان من المسؤولين الحكوميين العراقيين ولا من السفراء الدوليين المعتمدين ولا من المبعوثين الخاصين نتيجة اللقاء مع غبطته، أن اللقاء تمخض عن كذا وكذا قرارات ومواقف حتمية مصيرية وجب تنفيذها بالسرعة الممكنة لمصلحة الشعب والوطن.
في اعتقادي لم تتعد البروتوكولات والمجاملات والمصافحات اليدوية والتقاط صور تذكارية وبثها عبر وسائل الإعلام لتخدير الناس البسطاء في أن البطريرك ومنذ تسنمه المسؤولية الكبيرة (رئاسة كرسي بابل العظيمة) وهو لا يهدأ، يصول ويجول، ويتحرك كالمكوك في كل حدب وصوب من أجل شعبه ووطنه الجريح العراق. ولكن الحقيقة تبقى على أرض الواقع، لم يتحقق شيء يذكر.” (ص 88)
وبعد عبورنا منتصف الكتاب يدخل القارئ في الدهاليز المظلمة، أصفها بالمظلمة لأن لا أظن أن أمورا كهذه تحدث في أكثر المؤسسات فسادا في العالم حيث نقرأ عن وقائع تظهر “أن الكذب والنفاق هما ديدن الرئاسات … والتمادي في ممارسة اللامصداقية واللّف والدوران … ” (ص 138)
ونقرأ في الصفحة 141 عن رسالة البطريرك ساكو المهينة والمنتقصة من مكانة البطريرك الراحل روفائيل بيداويد. وبالمناسبة الرسالة هذه معروفة على نطاق واسع في صفوف الكلدان وعنونها “لا بد من كلمة” والتي وجهها القس ساكو حينئذ الى جمهوره بتأريخ 17/6/2001 فيها ينتقد ويكتب “وبعنف وتطاول” لأن البطريرك أقاله من إدارة المعهد الكهنوتي. نص الرسالة متوافر في ملحق الكتاب.
ونقرأ أيضا بذهول كيف صار الكاهن لويس ساكو ندا للبطريرك حينئذ وفي الصفحة 151 يذكر الكاتب نقلا عن البطريرك ساكو ذاته قوله إنه كان وراء قرار الفاتيكان ومن خلال علاقاته مع السفير جوزيبي لازاروتو وكذلك من خلال التوسط لدى أصدقائه في الفاتيكان بينهم المونسنيور كوجيرتو إلغاء مقررات مجمع الكنيسة الكلدانية الذي انعقد في بيروت في شهر آب عام 1999
ويؤكد الكاتب ان المضبطة التي قدمها الكاهن ساكو في حينه للسفير لازاروتو وصديقه المونسنيور كوجيرتو ضد البطريرك الراحل كان فيها تزوير واضح لتواقيع كهنة من الموصل الذين أقسموا إنهم لم يروا المضبطة ضد البطريرك ولم يوقعوا عليها. وهذا ما ينقله الكتاب عن البطريرك ساكو في حديث مباشر معه:
“التقيت البطريرك روفائيل بيداويد وقلت له: أنت تريد أن تجعل القس كمال مطرانا لأنه من أقاربك، أنا سأعمل جهدي لإلغاء المجمع وقرارته … وأضاف غبطته البطريرك ساكو القول: وفعلا قدرت على ذلك لأن السفير كان معي … وأيضا كان لي صديق يعمل في دوائر الفاتيكان، وهو المونسنيور كوجيرتو، حيث بمساعدته استطعنا الغاء قرارات المجمع.” (ص 177)
علاقة البطريرك ساكو بالمتنفذين الحكوميين في العراق منذ مستهل الثمانينات لغايات شخصية وسياسية لها أكثر من دليل وبعضنا شهود على ذلك. وأستخدم هذه العلاقات ولا سيما علاقاته وخدماته المجانية للسفراء والموظفين في دولة الفاتيكان للإيقاع بالأخرين وتقوية مركزه وتمرير سياساته ومشاريعه دون اكتراث من أحد، حسب ما يرد في الكتاب.
وينوه الكاتب بالرسامة الأسقفية للبطريك ساكو في تشرين الثاني 2003 وفي دير ما كوركيس في الموصل وذلك في الصفحة 144. هنا لا أعرف لماذا يخفق الكاتب في إيراد الوقائع كما هي من حيث الرسامة ومن حيث الترشيح للأسقفية، لأن هناك أكثر من علامة استفهام وسؤال محير لا يزال يحوم حولهما.
وتعد الرسامة الأسقفية للبطريرك ساكو سابقة غير حميدة في الرسامات الأسقفية في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لأنها ربما الوحيدة تتم والكرسي البطريركي شاغر، أي بدون وجود بطريريك كلداني جالس سعيدا على كرسي بابل. كيف تم ذلك وكيف حصل ولماذا، كلها أسئلة كبيرة تحوم حول الترشيح والرسامة الأسقفية؟ أمل أن يتم تجاوز غياب المعلومات الموثقة هنا لأنها متوافرة ومعروفة لدى المطلعين عند طبع الكتاب ثانية او نشر نسخة إلكترونية منه.
وكذلك أظن أن أي قارئ لهذا الكتاب الرصين والمهم والمؤثر كان سيتمنى إلقاء مزيد من الضوء على لماذا وكيف تمت إزاحة البطريرك الراحل عمانوئيل دلي في 15 كانون الأول من عام 2012، في سابقة أخرى غير حميدة في تاريخ الكنيسة الكلدانية لأن القاصي والداني يعرف أن الإزاحة كانت بسبب تيار معارض يسمى “مطارنة الشمال” كان يقوده مطران كركوك أي البطريرك الحالي ساكو (أنظر ص 178). للكلدان الحق في معرفة الشكاوى والمضبطات وربما غيرها من الأمور مثل التي حدثت مع البطريرك الراحل بيداويد في التعامل الخفي والمراسلات التي لا أظن من العسر الحصول عليها.
رغم الشرح المقتضب لهذه المعلومات المهمة إلا أن الكاتب يضع علامات استفهام ثلاث وبالخط الغليظ والعريض عند اقتباسه عبارة من البيان الذي صدر في حينه وأزيح البطريرك دلي من منصبه بموجبه، حيث ترد “وذلك لأسباب صحية؟؟؟ (وردت هكذا في الصفحة 147)، والخط الغليظ في الكتابة الرصينة دليل وجود علامات استفهام كبيرة على كون أن الأمر كان محض أسباب صحية كما ادعى صاحب البيان في حينه.
وكذلك أظن على الكاتب تقديم مزيد من الإيضاحات والوثائق حول المجمع الاستثنائي الذي عقده البطريرك ساكو في 20 شباط عام 2015 والذي كان من مقرراته “عزل المطران سرهد جمو – وأن 14 أسقفا قد وافقوا على هذا العزل.” (أنظر ص 168). هذه معلومة خطيرة، رغم أن القارئ سيرى في حياكة المؤامرات والدسائس من خلال الغش والخداع والاستقواء بالغرباء على بني الجلدة وكأنه صار أمرا عاديا منذ بروز الشخصية موضوع الكتاب.
ويصف الكاتب في الصفحة 159 المسيرة في العقود الثلاث الماضية وعلى الخصوص السنين السبع الأخيرة بمسيرة “المساومات وشراء الذمم الخسيسة.”
وهو يقترب من نهاية سرده (ص 158) الذي يأخذ بالألباب ويدمي القلوب ويبلل المأقى على الفاجعة التي حلت بمؤسسة الكنيسة الكلدانية، يسطر الكاتب فقرة ربما هي على لسان كل محب لهذه المؤسسة: “كنا نأمل ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين، أن العنصرية، الانفرادية، الحزبية، الصفقات الشخصية المنفعية قد انتهى عهدها وتأثيرها السلبي ومفعولها التخريبي … وذلك بمجيء بطريرك جديد، وهو غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو. لكن مع الأسف فان المعطيات على أرض الواقع تشير الى أن هذه الأمور… باقية … لا بل ستزداد وتكون نتائجها أمرّ من الأول.”
أظن أي قارئ لهذا الكتاب، الذي اراه فتحا في أدب النقد الكنسي في إطار مؤسسة كنيسة المشرق الكلدانية الكاثوليكية وإماطة اللثام عن الخبايا والمستور وكشف السبب والمسببات لما حل ويحل بمؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية، لا بد وأن يتفق مع العبارة التي ترد في الصفحة 158 حول مواقف وسياسات وأعمال الكاهن وبعدها الأسقف ومن ثم البطريرك ساكو التي جرى ويجري طبخها في “مطبخ غير نظيف البتة.”
كتاب القس كمال بيداويد مهم وممتع ومفيد ومؤثر وأمل أن يزيد في منّعَة وقوة المعارضة الكلدانية للوضع الحالي، ويؤدي في النهاية الى تغيير تستعيد فيه مؤسسة الكنيسة الكلدانية الهيبة التي افتقدتها في السنين السبع العجاف الأخيرة والخسارة التي قد لا تعوض بسبب سياسات التأوين التي عربت وحورت وهدمت الإرث الثقافي والكتابي والفني والموسيقي والأدبي والإداري والعمراني الذي تحمله هذه الكنيسة المجيدة، السياسات التي شتتها لا بل مزقتها وجعلت كل يعمل على هواه من حيث اللغة والطقس والإدارة والتراث والتراتيل واللجان الخورنية والمالية والجوقات وغيره.
ويأتي الكتاب – وهذه نقطة مهمة جدا – ومؤسسة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في الفاتيكان – التي تتبعها مؤسسة الكنيسة الكلدانية – صارت تعتمد في عهد البابا فرنسيس الشفافية تقريبا في كل شيء، وتفتح خزائن الوثائق والمراسلات للباحثين عن الحقيقة. البابا فرنسيس يقول إن الكنيسة تحب التاريخ ولا تخشى من الكشف والمحاسبة، ويؤكد أننا كلنا في حاجة الى شيء من التاريخ كي نعرف أنفسنا.
القس بيداويد في كتابه هذا طبق موقف البابا فرنسيس في عدم الخشية من التاريخ مهما كانت التبعات وكشف بذلك النقاب عن أسرار المهنة وأماط اللثام عن المخفي والمستور وما وراء الكواليس في مؤسسة الكنيسة الكلدانية لا سيما في السنين السبع العجاف الأخيرة.
لم ولن سيكتب اي كاتب كلداني آخر مهما كانت شخصيته وقدرته مثل هذا الوصف الكامل والأنيق والصارم والدقيق بتعابيره من ألفه الى ياءه عن كتاب او بالأحرى عن كاتب كاهن فريد من نوعه. لقد ابكيتنا وطعنتنا، وايقضتنا وحزمتنا، وألهبت فينا نخوة الغيارى الأمناء على بيتهم، ولكن تبقى الضمائر بركانا لابد وان سينفجر بإرادة الله من اجل انقاذ امة بكاملها وكنيسة بميراثها ووديعتها المفتداة بدم آباءها وشهداءها الكلدان الأبرار
ايها الانسان الكلداني المسيحي الاصيل والغيور ليون برخو، الذي من اصالتك لمسنا غنى الفضائل ونقاوة الايمان وروحانية الفكر الذي تربيت فيه وتربوا ايضاً الذين من أمثالك (معروفين ومعدودين) في الرهبنة الهرمزدية الكلدانية (طوبى لما قدَّمَتْه الرهبنة لله وللانسانية).
انك اذ تحاول ان تعطي دواءً لكل جرح في كل كلمة عاشها الكاتب ودوّنها بعد كل هذه السنين، انما انتَ بنفسك شاركت الكاتب بغيرتك على بيتك، فنخرتَ جرجا جديداً واعمق في صميم كل الرئاسات الكنسية الكلدانية التي لعبت ادوارها، الصالحة والطالحة، على مر السنين، فوصلوا بنا نحن ابناء الرعية البسطاء كما وصفتنا، الى ما نحن عليه من دمار ومذلة وتشويه وظلم
انها حقيقة لا بد ان تقال هنا، بأن من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها… والذي ينعت أخيه بالخارج عن القانون، وهو الأب الروحي، ويستعمل كلمات سائبة، وهو الجالس على كرسي مقدس، انما ليبعد النظر عن رذائله وعقدته، لانه هو بنفسه وكل من مثله خارجون عن القانون بجرائمهم واعمالهم الدنيئة التي اصبح من الصعب التستر عليها في هذا الزمان
سادتي الكرام
تحية طيبة للجميع
عندما تظهر هذه الاسماء ادناه وتحديداً في موقع عنكاوة وتدافع عن ولي نعمتها
فأعلموا بأن ساكو واقع بالحيص بيص
ولهذا أوعز لهذه المرتزقة للنيل من كاتب الموضوع
نذار عناي سرياني كاثوليكي من بلدة بغديدي واذا كان يدافع عن ساكو فهذا سواد وجه منه وتدخل فيما لايعنيه .
الآخ العزيز والشماس القدير ليون والآخوة في موقعنا موقع الحق والحقيقة .
بالرغم من ماقدمه الآب العزيز كمال بيداويد من طرح لمشكلة لها جذور في الماضي الآ ان الآشخاص المعنيين بالمشكلة لازالوا موجودين في الساحة ويتبوئون مراكز متقدمة في السلطة الكنسية.فأذا المشكلة ومسبباتها لازالت قائمة لابل أخذت حيزا أخر وتفاقمها أصبح وشيك الانفجار . زها قد خرج علينا مرة ثانيه ليصفنا بنواطير المتاحف لاننا نحاول أن نبقي ونحافظ على المتبقي من ارث الآباء. لغتنا المحكية التي توارثناها منذ الالاف السنين من امهاتنا ولأجدادنا الذين تعلموها بدورهم من غير مدارس ولا جامعات ولا معاهد أصبحت صنما بنظر سيادة البطريرك, وطقسنا أصبح معيبا وثقلا لابد من التخلص منه متناسيا وبعمد ان هذا الموروث متجدد لانه يزينا التصاقا بربنا والاهنا يسوع المسيح من خلال حبرتهم الروحية التي جاءت بعد تهجير وقتل واضطهادات وأوبئة وغيرها من الكوارث وها نحن نمر بها جميعا؟
أشدد على أيديكم لقول الحق والافصاح عنه مهما على الطغيان واشتد الحقد فالرب يرعى كنيسته
لم ولن سيكتب اي كاتب كلداني آخر مهما كانت شخصيته وقدرته مثل هذا الوصف الكامل والأنيق والصارم والدقيق بتعابيره من ألفه الى ياءه عن كتاب او بالأحرى عن كاتب كاهن فريد من نوعه. لقد ابكيتنا وطعنتنا، وايقضتنا وحزمتنا، وألهبت فينا نخوة الغيارى الأمناء على بيتهم، ولكن تبقى الضمائر بركانا لابد وان سينفجر بإرادة الله من اجل انقاذ امة بكاملها وكنيسة بميراثها ووديعتها المفتداة بدم آباءها وشهداءها الكلدان الأبرار
ايها الانسان الكلداني المسيحي الاصيل والغيور ليون برخو، الذي من اصالتك لمسنا غنى الفضائل ونقاوة الايمان وروحانية الفكر الذي تربيت فيه وتربوا ايضاً الذين من أمثالك (معروفين ومعدودين) في الرهبنة الهرمزدية الكلدانية (طوبى لما قدَّمَتْه الرهبنة لله وللانسانية).
انك اذ تحاول ان تعطي دواءً لكل جرح في كل كلمة عاشها الكاتب ودوّنها بعد كل هذه السنين، انما انتَ بنفسك شاركت الكاتب بغيرتك على بيتك، فنخرتَ جرجا جديداً واعمق في صميم كل الرئاسات الكنسية الكلدانية التي لعبت ادوارها، الصالحة والطالحة، على مر السنين، فوصلوا بنا نحن ابناء الرعية البسطاء كما وصفتنا، الى ما نحن عليه من دمار ومذلة وتشويه وظلم
انها حقيقة لا بد ان تقال هنا، بأن من يحفر حفرة لأخيه يقع فيها… والذي ينعت أخيه بالخارج عن القانون، وهو الأب الروحي، ويستعمل كلمات سائبة، وهو الجالس على كرسي مقدس، انما ليبعد النظر عن رذائله وعقدته، لانه هو بنفسه وكل من مثله خارجون عن القانون بجرائمهم واعمالهم الدنيئة التي اصبح من الصعب التستر عليها في هذا الزمان
سادتي الكرام
تحية طيبة للجميع
عندما تظهر هذه الاسماء ادناه وتحديداً في موقع عنكاوة وتدافع عن ولي نعمتها
فأعلموا بأن ساكو واقع بالحيص بيص
ولهذا أوعز لهذه المرتزقة للنيل من كاتب الموضوع
1- د.عبدالله رابي
2-د.نوري بركة
3- كوركيس أوراها منصور الهوزي
4- عبد الاحد سليمان بولص
5- زيد ميشو
6- غانم كني
7- يوحنا بيداويد
8- سلام مرقس
9- سام ديشو
10- ريان لويس
11- قيصر السناطي
12- أوشــانا نيســان
13- متي اسو
14- بولص ادم
15- كوهر يوحنان عوديش
16- نذار عناي
وشكراً
نذار عناي سرياني كاثوليكي من بلدة بغديدي واذا كان يدافع عن ساكو فهذا سواد وجه منه وتدخل فيما لايعنيه .
الآخ العزيز والشماس القدير ليون والآخوة في موقعنا موقع الحق والحقيقة .
بالرغم من ماقدمه الآب العزيز كمال بيداويد من طرح لمشكلة لها جذور في الماضي الآ ان الآشخاص المعنيين بالمشكلة لازالوا موجودين في الساحة ويتبوئون مراكز متقدمة في السلطة الكنسية.فأذا المشكلة ومسبباتها لازالت قائمة لابل أخذت حيزا أخر وتفاقمها أصبح وشيك الانفجار . زها قد خرج علينا مرة ثانيه ليصفنا بنواطير المتاحف لاننا نحاول أن نبقي ونحافظ على المتبقي من ارث الآباء. لغتنا المحكية التي توارثناها منذ الالاف السنين من امهاتنا ولأجدادنا الذين تعلموها بدورهم من غير مدارس ولا جامعات ولا معاهد أصبحت صنما بنظر سيادة البطريرك, وطقسنا أصبح معيبا وثقلا لابد من التخلص منه متناسيا وبعمد ان هذا الموروث متجدد لانه يزينا التصاقا بربنا والاهنا يسوع المسيح من خلال حبرتهم الروحية التي جاءت بعد تهجير وقتل واضطهادات وأوبئة وغيرها من الكوارث وها نحن نمر بها جميعا؟
أشدد على أيديكم لقول الحق والافصاح عنه مهما على الطغيان واشتد الحقد فالرب يرعى كنيسته