بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
ملاحـظة ملـفِـتة للـنـظـر: إذا سألـتم رجـل الـدين أياً كانت درجـته الإدارية ــ درغا ــ : لماذا تخـتارون سكـرتيرة وليس سكـرتيراً لمكاتـبكم ؟ سـيجـيـب بما لا يُـقـنِع إنْ لم نـقـل (( يتهـرّب عـن الإجابة )) .
إليكم بعـض الـتعـلـيقات كـتبها الـقـرّاء عـلى فكـرة زواج الكـهـنة أو عـزوبـيّـتهم وكما يلي :
أولاً: كـتـب أحـدهم مقالاً مطـوّلاً عـن أنّ الخـيار بـين زواج أو عـزوبـية الكاهـن يتـطـلـب بحـثاً وإحـصاءً . فـعـقـبـتُ عـليه بما يلي:
لا يحـتاج إلى كـتابات مطـوّلة ولا بحـوث ولا إخـتـصاصيـيـن .
الموضوع هـو: أنّ ألله منح قابلية أو غـريزة أو إمكانية أو فـرصة أو رغـبة … الإستـمتاع ! وهـذه ( مسألة الإستـمتاع ) صارت تحـفـز كاهـنـنا الـيـوم أكـثر من ذي قـبل بفـضل وسائل التـواصل المتاحة بسهـولة من جانب ، ومن جانب ثان فإن الكاهـن يضعـف أمام مظاهـر الإغـراء والتـفـنـن (( لـدى الجـنس الجـميل)) خاصة وهـو مشحـون بهـذه الطاقة المكـبوتة ــ بإخـتياره أو إلـزاماً ــ … فالأكـتاف العارية ، والصدر 80% منه عارٍ ، والفسـتان فـوق الركـبة والشفاه الحـمراء والتسريحة المشـوّقة (( مع شـوية دلاعة!))، كـلها تـثير الكاهـن وهـو يعـطي الـقـربان للفـتاة أو يـباركها أثـناء مراسيم زواجـها أو يلـتـقـيها في إجـتماع الأخـوية أو الجـوقة … فـهـل هـو حـديـد أصم أم كـونكـريت مسلح بعازل يقاوم الحـرارة ؟ وإذا أخـفى ذلك فـهـو مراوغ !! إن كـل ذلك يقـوده إلى التـفـكـير لماذا هـو محـروم منها طالما ألله منحـها له!! وبعـد تـفـكـيره بهـذا الأمر فإنه يتـصرف ! أما كـيـف يتـصرف ؟ فـكـل له طريقـته، مثـلما تـصرّف كاهـنـنا الكـلـداني في ألمانيا حـين قـبّـل فـتاة في الأخـوية من شـفـتـيها وليس من خـدّها ( موثـقة ) . أليس يعـني هـذا أن الكاهـن رومانسي جـداً وقـلـبه حْـنَـيّـنْ ؟؟؟؟؟ .
وإذا أحـد قال أن الكاهـن بإخـتياره إخـتار الكـهـنـوت وهـو ملـزم عـلى نـبـذ كـل تلك المحـفـزات … عـنـدئـذ فـسيكـون لي رد عـليه .
بإخـتـصار
الرجـل أمامه طريقان (1) عـزوبـية الكـهـنـوت (2) الزواج … ولا مانع من دمجـهـما . الرجـل هـو الـذي يقـرر إستـناداً إلى : حـواسه ، رغـبته في التـبشير … وهاتان الـنـقـطـتان هما اللتان تجـولان في خاطره وتخـتـلجان في صدره وتـدوران في ذهـنه ثم تـقـرران الإخـتـيار في داخـله . أما دراسة الـبعـض لهـذه الحالة فهي متاحة ، مثـلما يمكـن لأي باحـث أن يعـمل دراسة عـن تـصرّف طائر الكـناري وهـو يغازل شريكـته في الـقـفـص ، أو عـن سلـوك النمل ، أو أية فاكهة يفـضلها الـناس … وهـكـذا
ثانياً: كـتب معـلـق ثانٍ … أن الكاهـن ( ويقـصد رجـل دين ، أياً كانت درجـته ، درغه ) بحاجة إلى قـمع جـنسي وليس كـبت جـنسي ، وأضاف : لو تـمّ وضع رعاة الكـنائس في غـربال فحـتماً سيتغـربل معـظمهم لعـدم إلـتـزامهم بالعـفة المطلوبة .
ثالثاً : في سنة ما وفي مكان ما ، كان شاب مقـبلاً عـلى الرسامة الكـهـنـوتية قـلـتُ له((بحـضور شاهـد)) : أنت شاب كامل الحـواس الجـسـدية والرغـبات الشخـصية والغـرائـز الطبـيعـية، كـلها محـفـزة لك وتـثـيرك ، ولكـن حـين تـتـقـدم إلى الكهـنـوت ــ بإرادتـك ــ كخارطة طريق لمستـقـبلك ، يجـب أن تعـلم أنّ : (1) الجـنس ممتع (2)والمال جـذاب (3)والمنـصـب مغـري وتباهي !!! هـل عـنـدك إستـعـداد لترك جـميع تلك الأمور من أجـل كـهـنـوتـك؟
قال : نعـم…… قـلت : إذن ، سِـر عـلى بركة الله وكـلـنا معـك
كما أضفـتُ للشاب المقـبل عـلى الكـهـنـوت :
إذا كـنـت منـدفعا ومتحـمساً الـيـوم للكـهـنـوت وفـق الشروط ، وبعـد سنـوات ــ لا سمح الله ــ نـدَمـتَ لإخـتيارك … فـليس هـناك أية مشكـلة ، قـل لمطرانـك أنـك لا يمكـنـك التحـمل أكـثـر .. وليس بـينـك وبـينه أي عـقـد إلـزامي … أتـرك كـهـنـوتك وألله معـك ، ولكـن إن بقـيتَ كاهـنا وتـلـف وتـدور يمينا ويسارا خـلـف ظهـرنا ، سـنـفـضحـك .
إنه إخـتيار شخـصي ! كان بإمكانه أن يتـزوج ثم يقـتـبل الكـهـنـوت ، والكـنيسة تسمح بـذلك منـذ عـشرات السنين . فـلم تكـن هـناك أية حاجة إلى بحـوث. وكما قـلتُ في بـداية هـذا التعـليق أنه لا مانع من الـدراسة والإحـصاء لمن يرغـب بذلك .
الأخ الفاضل مايكل سبي المحترم
تحية مسيحية
اثرت في موضوعك قضيتين مهمتين …
الأولى : زواج الكهنة ومن الذي فرضه واسباب ذلك … ؟
بداية نذكر ما أكّده الرسول بولس على نظام تأسيس الكنائس فقد أكد على (( ان يتم اختيار الأسقف من قبل جمهور الكنيسة وبشروط اولها ان يكون ” حسن السيرة والسلوك ” وثانيهما ان يكون متزوجاً لأمرأة واحدة لكي يعرف قيمة العائلة ويستطيع ان يكون ابأص مثالياً لجميع المؤنين في تلك الكنيسة وان يكون افضلهم بالإيمان بالرب يسوع المسيح ليقودهم إلى تحقيق مشيئته …. وان زل فتتم اقالته وتعيين آخر غيره يقود المسيرة الإيمانية )) من هنا نعلم ان الكاهن يكون باختيار الملّة ويكون سلوكه دائماً مراقب من قبلها
وهنا لا بد ان نؤشر ان شروط القديس بولس لم تثبت او تؤكد انه يجب ان يكون متزوّجاً بل من الممكن ان يكرس نفسه للخدمة وهنا قضية الزواج تصبح اختيارية وليست اجبارية كون الزواج ( مسؤولية مقدسة وشراكة من اجل الخلق ) وهنا كان اختيار العزوبية وتكريس الذات من اجل خدمة المؤمنين رغبة وليست ( فرض ) اما لماذا اكدت المؤسسة الكنسية على عدم زواج الكاهن فهذه قضية تتعلّق بـ ( الأدارة والأموال ) فهم يعرفون جيداً ان الكاهن سيبدأ بجمع الأموال بطرق شتى ولهذا فهم يريدون ان تكون تلك الأموال مسيطر عليها من قبل المؤسسة ولا تتبع نظام الأرث العائلي حيث تذهب اموال الكاهن إلى اهله وهذا يدلل على تأكيد المؤسسة ( سلخ الكاهن من اهله وعشيرته ليكون ملكاً لها ) هذا ما يتعلّق بالشطر الأول … اما
الثاني : لماذا يخطأ الكاهن … ؟
بما اننا وصلنا إلى زمن ان يكون الكاهن موظفاً لدى المؤسسة فكثير من الكهنة يأتون لا على اساس ( الدعوة ) للخدمة وانما على اساس ان يحصلوا على ( وظيفة تؤمن حياتهم المادية … مركزاً مرموقاً يعطيهم ” الحصانة ” بداعي ” القداسة ” وهذه تؤمنها لهم المؤسسة وبالتالي فأن اخطأوا لا مشكلة فهناك من يدافع عنهم ويحميهم من المسائلة … لأنهم كما يدّعون ” وكلاء الله على الأرض ” فلا مشكلة ) …
الرسالة المسيحية ليست كذلك وعلينا ان نفهمها بدقّة … الرسالة المسيحية تعبر عن اخلاقية قائدها الرائع العظيم وهي رسالة انسانية لكل البشرية … قادتها كما وصفهم الرسول بولس مختارون من قبل الشعب مؤمنون حقيقيون بالبشارة لأسم سيدهم يسوع المسيح مؤمنين بطريقه الخاص لبناء مجتمع انساني عادل لكل البشر لا يوجد بينهم نخبة بل نخبتهم من يعمل الروح القدس فيه اكثر من آخر وهذا هو تحدي الإيمان في المسيحية … ( خير لي ان ارحل وان رحلت ارسل لكم الروح القدس ليسكن فيكم ليبكتكم ويوجهكم ويستحسن فيكم اعمال الإنسانية … الروح القدس هنا سيكون ضميركم الإنساني لتحقيق مشيئة الرب يسوع المسيح الذي ليس كمثله شئ …
تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك وخدمتك اخوكم الخادم حسام سامي 20 / 2 ) 2020