الحلقة الأول – رجل الدين والسياسة
المقدمة : بات الجميع يعلم اننا لا نكتب بطراً انما استفزازاً وعندما نرى ان هناك تجاهل او تحريف في المبادئ من اجل اعلاء شأن او اتباع مصالح … لقد غبنا عن الساحة لفترة ليست بقليلة وكانت هذه الفترة من اجل مراجعة الذات اولاً وتقييم المرحلة ثانياً … لقد استفزتنا آخر مستجدات خرجت عن غبطة البطريرك يدعوا فيها إلى ( تشكيل مرجعية سياسية لشعبنا تمثله وتدافع عنه … ) وهذه الرسالة منشورة على صفحة البطريركية الكلدانية وسننقل عنها ما سنعقب ونعلّق عليه …
*****************************************************
عودة الى مقترح ” مرجعية سياسية ” مسيحية
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
قبل ايام اتصل بي اشخاص من بلدات سهل نينوى غاضبين بسبب توزيع قطع اراضٍ لشهداء ليسوا من سكان هذه البلدات، فتحركت وكتبت رسالة الى فخامة رئيس الجمهورية ،فقام مشكوراً بالغاء الاجراء..
ثمة مديرة عامة في احدى الدوائر، اتصلت بي تتشكى من مضايقة زملائها حتى يجبروها على ترك المنصب.. وحالات اخرى لا اود سردها. وقمت بما يلزم.
(( امام هذا الهّم يتهمني بعض المعلقين بالتدخل في السياسة! اي سياسة هذه ؟ اني لا ابحث عن منصب أو مال، ولا أنوي تشكيل حزب سياسي أترأسه! )) انما سعيّ هو للحفاظ على بقاء المسيحيين على ارضهم وتواصل تاريخهم ، وتراثهم وايمانهم، والا يغدوا لاجيئن – غرباء في بلدان الشتات.
لماذا لا يشكل المسيحيون مرجعية لهم على مثال التركمان والشبك والايزيين، خصوصا ان ليس لهم تنظيماً قبلياً يدافع عنهم!. هذا التنظميم سيرسخ خصوصيتهم ويحسن أوضاعهم!|
أخي في المسيح غبطة البطريرك جزيل الأحترام اليوم سنعلّق على موضوع مهم طرحته في رسالتك ( الجديدة القديمة ) وهو اتهامكم من قبل ( البعض من المعلقين … ! ) في يوم ما اطلقت عليهم تسمية ( الأقلام الصفراء ) بالتدخل بالسياسة واعطيت مثالين مضحكين لتستخدمهما لتبرأة ذاتك من هذا المنهج المرافق لكم طيلة حياتكم في السلك الكهنوتي (( فأما انكم تجهلون معنى السياسة او ترغبون في خلط الأوراق لتمرير افعالكم في التدخل الصارخ فيها وفي محاولة تسييس المؤسسة الكنسية الكلدانية لتكون فيها الرائد الأول لهذا المنهج … والثانية هي بيت القصيد )) ولهذا سنشرح لكم اولاً ان كنتم لا تعلمون ” وحاشاكم من ذلك ” ولجميع الأخوة من مؤمنين وآخرين اين تكمن مواطن تدخلاتكم الغير محدودة في السياسة ولكيّ نبيّن كيف تستغلون طروحاتكم السياسية من اجل مصالح شخصية ولتمجيد ذاتكم .
اولاً : لقد سبق وان شرحنا ان السياسة جزء من فعالياتنا العامة كل يوم فنحن نأكل ونشرب ونتكلم ونعمل وندرس ونجامل ونصادق بالسياسة ان ( علمنا او لا نعلم ) وهذه ندعوها سياسة تنظيم حالتنا المجتمعية او ( كيف نسيّس علاقاتنا المجتمعية ) وبذلك فالسياسة هي من صلب تلك العلاقات والتي تكون مشتركة بين ( مصالحنا ومصالح الآخرين ) في تنظيم متساوي وان تجاوزت مصالحنا مصالح الآخرين نكون حينها قد أخلينا بهذا المنهج وانتقلنا بالتسييس إلى خدمة مصالحنا وهنا سنكون قد انتهجنا مبدأ تسييس يخضع لنظرية ( ميكافيلي ) والتي ملخصها ( انا ثم انا ومن بعدي الطوفان ) فهل مثاليك ينطبقان على هذا الشرح … ؟ كلا ومن هنا نقول لحضرتكم انكم لم تأتوا بأمثلة صحيحة تمثل ما نعنيه من تدخلكم في السياسة وفي محاولة تسييس المؤسسة .. وسنأتيكم بها نحن …
ثانياً : تدخلكم بالنسبة للمثال الأول وهو موضوع محاولة التغيير الديمغرافي لمنطقة سهل نينوى فهذا من أقل واجباتكم التي يفرضها عليكم الكرسي المؤسساتي ولا يمثل أي فضل من حضرتكم ولا من أي مؤسسة كنسية لها اتباعها في السهل لأن هذا لا يشملكم وحدكم بل جميع الكراسي المؤسساتية في وحدة واحدة لأن هذا الموضوع يمس أراضي مسيحية وليست ( قومية كون الأراضي القومية تفوق تلك المساحة بعشرات الأضعاف بل تصل لمئاتها ) وهنا يجب ان نتوقّف لحظة لنذكّر ان ( اتحاد الكنائس قد تم نسفه من قبلكم وليس آخرين بسبب ” الأغلبية ” وكأننا في برلمان وليس في عقيدة ).
ثالثاً : ليس من واجب ولا حتى مطالب أي حزب او تكتل سياسي ان يتكلّم بموضوع سهل نينوى اليوم لأن كل واحد منها يمثل جهة حزبية متبناة من عقيدة تختلف الواحدة عن الأخرى فكلٌّ يمثل عقيدته ومنهجه السياسي في نظرته وتعامله في موضوع السهل ( من يمثل الشيعة يتكلّم باسمهم ومن يمثل الأقليم ومن يمثل أمريكا ومن يمثل غبطتكم… الخ وكلٌّ على همه الله يعينه … ورزقهم جميعاً على الله ومن ينوبون عنه …!! ).
رابعاً : اما هذه المديرة العامة فموضوعها ( طائفي ) أي محاربتنا على أساس الطائفية وهذا ايضاً من صلب عمل الكرسي ومن واجباته ان يحافظ على وجودنا كمسيحيين وحماية مواقعنا ان كانت وظيفية او جغرافية وإلاّ من اين ستأتي المؤسسة بدعمها معنوياً ومادياً وحماية منشآتها ( كنيسة مدرسة مستشفى … الخ ) (( فأن ذهبنا سيذهب هذا كلّه معنا )) وحضرتكم تعرفون يقيناً هذا وتناضلون من اجله .
خامساً : اعتقد ان هذا اصبح واضحاً لماذا يجب ان يكون هناك تدخل من حضرتكم وجميع المؤسسات المسيحية في حماية وجودنا في العراق انه ايضاً يخص حماية مصالح المؤسسات الكنسية التي لها مصالح في العراق والمنطقة لعدم تجاوز الآخرين عليها ومن هنا نقول (( ان هذه الأعمال ليست تدخلاً في السياسة فلا نخلط الأوراق )) وانما هي من صلب واجباتكم بل وتفوقها لحماية مصالح المؤسسة.
انتظرونا في الحلقة الثانية … الرب يبارك حياتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي 4 / 2 / 2020
لماذا انتم تستعملون آيات من القرآن، وانتم لا تؤمنون به
أخي عبد الله الشيخ
أنا أجـيـبـك عـوضاً عـن الأخ حـسام
أنا أيضا أستـخـدم بل أستـشـهـد بالآيات القـرآنية
أتـدري لماذا ؟
لأن (1) حـضرة البطرك ساكـو معـجـب بها فـسماها بـديعة
لأنه (2) طلب بفـمه من المسلمين أن يقـرأوا في قـداسـنا الإلهي الآيات التي تـسب المسيحـيـيـن
لأن (3) إلهه وإله المسلمين واحـد
هـل تـريـد المزيـد
أرجـو أن تـردّ عـليّ لتسمع مني أكـثر
الأخ الفاضل عبد الله الشيخ المحترم ..
تحية انسانية وبعد
نحن باحثين في التنظيمات المجتمعية ومختصون بالمسيحية … وهذا يعني اننا دارسون للتنظيمات السياسية والدينية لأنهما تنبعان من المجتمع لذلك فنحن نستعين بكل ما يرد في تلك التنظيمات من مفاهيم وشعارات … ليس اننا نستخدم ايٌ منها يعطي انطباع بأننا نؤمن به ولا الذي لا نستخدمه يعني اننا ننبذه من هنا يأتي تعاملنا مع النصوص ( الدينية وكذلك الشعارات والمناهج السياسية ) سنعطيك مثالاً بسيطاً … ان استشهدنا بمقولة لغاندي هل هذا يعني اننا بالضرورة نوصف بأننا هندوس وهل ان استخدمنا مثال عن بوذا يعني اننا يجب ان نكون بوذيون … التواصل الحضاري لا يحتاج ان تكون منتمي لتقليد أي دين او منهج سياسي … بل يحتاج ان تكون ( إنسانياً )
شكراً عزيزي الأخ عبد الله الشيخ على قراءتك لموضوعنا وتعقيبك عليه نرجوا تواصلكم في القادمات منه … تحياتي والرب يبارك حياتك وعائلتك