الحقيقة تبعد الشيطان .. وليم شكسبير
يوسف تيلجي
الموضوع :
وفق الموروث الأسلامي ، أن القرآن ، كلام الله ، المُنزّل على محمد نبي الأسلام ، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس ، أطول سورة فيه هي سورة البقرة ، وأقصر سورةٍ فيه هي سورة الكوثر ، يُعرَف بأسماء عديدة ، مثل : الفُرقان ، والكتاب ، والذِّكر ، واستمرّ نزوله ثلاثاً وعشرين سنةً ، وهو مقسم لثلاثين جزءاً ، في كلّ جزءٍ حزبان ، وكل حزبٍ منها أربعة أرباع ، أي أنّ مجموع أرباع القرآن الكريم 240 ربعاً ، ويبلغ عدد آياته 6236 آيةً ، أمّا عدد سوره فيبلغ 114سورةً منها : 28 سورةً مدنيةً ، و86 سورةً مكيةً . / نقل بتصرف من موقع موضوع . كوم .
في هذا البحث المختصر سأسرد بعض التساؤلات ، في عملية مراحل نقل الأيات من الله عن طريق الوحي جبريل الى محمد نبي الأسلام .. ومن ثم الى حفظة القرأن ، ليكون قرأنا !! .
تمهيد :
من الممكن أن نقسم الموضوع الى مرحلتين ، الأولى ” الله والوحي / جبريل ” والثانية ” محمد وحفظة القرأن ” .
* فلو أبتدأنا بالمرحلة الثانية – للضرورة : أرى أن الموضوع بدءا به أشكالية ، لأن المتلقن للوحي يجب أن يكون على مستوى جيد من التعليم والمعرفة / يقرأ ويكتب ، ولكن الموروث الأسلامي يبين أن محمدا كان أميا ، لا يقرأ ولا يكتب ! ( حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال “اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ .. ” ) وقال ابن كثير : ( وَهَكَذَا كَانَ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمًا أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَا يُحْسِنُ الْكِتَابَةَ وَلَا يَخُطُّ سَطْرًا وَلَا حَرْفًا بِيَدِهِ ، بَلْ كَانَ لَهُ كُتَّابٌ يَكْتُبُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْوَحْيَ وَالرَّسَائِلَ إِلَى الْأَقَالِيمِ .. ) ، ويؤكد ما سبق النص القراني : ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) الأعراف / 158. و ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) العنكبوت / 48 .
ولكن بعض الأحاديث تبين أن الرسول كان يقرأ ويكتب ، فمن موقع / سلف للبحوث والدراسات ، أنقل التالي وبأختصار ( فى صحيح البخاري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال : لما حُضِر رسول الله وفي البيت رجال ، فقال النبي : « هلمُّوا أَكتب لكم كتابًا لا تضلُّوا بعده»، فقال بعضهم : إن رسول الله قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله .. ) * ومن سياق الحديث يتاكد من أن الرسول كان يتقن الكتابة ، حيث قال : ( أكتب لكم كتابا ) ولم يقل : ( أكتبوا عني كتابا ) ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل يعقل أن تاجرا أن يكون أميا ، حيث كان محمدا يتاجر بأموال زوجته خديجة بنت خويلد ، يسافر ويتعاقد مع التجار ، يبيع ويشتري ! .. أيعقل كل ذلك كان شفاهة دون أي مواثيق . أذن من البداية المتلقي / محمد ، مشكوك في أمره ، هل كان أميا أم لا ، وهذا له الكثير من التساؤلات حول عملية تلقي النصوص ومن ثم نقلها للصحابة ! .
القراءة :
أولا – لو أتبعنا النص القرأني ، وسلمنا جدلا أن محمدا كان أميا ! ، فهل يعقل أميا أن ينقل ما يوحى أليه من أيات ، التي تصعب حتى قراأتها – وهو أمي ، فكيف حفظها ، ك : ” الْحَاقَّةُ(1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ(3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) / سورة الحاقة ” ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، أننا نتكلم عن عدد هائل من النصوص : ” 6236 آيةً ، أمّا عدد السور فيبلغ 114سورةً ” ، فهل يعقل أميا ، لديه هذه القابلية في الحفظ والنقل والترتيب والتنظيم !! ، وحتى لو كان محمدا يقرأ ويكتب ، فأن الأمر صعب وشبه مستحيل ، في تلك الظروف الزمانية والمكانية ، ومحمد ليس لديه الوقت الكافي ، حيث كان مشغولا بغزواته وبالسبايا والغنائم وبنسائه ! . ألا أذا كان لديه فريق عمل !!! .
ثانيا – من سمى سور القرأن ، هناك أختلاف كبير في هذا ، فمنهم من قال الرسول نفسه والصحابة من سميا السور ، وأنقل التالي من موقع موضوع . كوم ( اختلف أهل العلم من أهل السُّنة والجماعة في تحديد من سمّى سُور القرآن الكريم ؛ فقيل الرَّسول هو من سمّاها جميعًا لتسهيل حفظها وتذكرِّها ، وقولٌ آخر أنّ الصَّحابة هم من سمّوها ، أمّا أرجح الأقوال فهو أنّ النَّبيّ سمّى بعض سُور القرآن كسُورة الفاتحة ، وسورة البقرة وآل عمران والمعوذتيّن والمُلك ، أمّا باقي السُّور فقد سمّاها الصَّحابة .. ) ، أما موقع أبن باز ، يبين أن أكثر التسميات بأجتهاد الصحابة ، فيقول ( وسمي بعضها باجتهاد الصحابة ، فسميت سورة البقرة لأن فيها ذكر البقرة ، وآل عمران لأن فيها ذكر آل عمران ، والنساء لأن فيها ذكر النساء، والمائدة لأن فيها ذكر المائدة .. ) ، أما موقع منتدى الكفيل ، فله رأي أخر ، فيحسرها بالرسول فقط ( أن الذي قام بالتسمية هو النبي عن طريق الوحي أي بوحي من الله أوحاه له عن طريق جبرئيل وكذلك الترتيب ، ترتيب الايات وترتيب السور والدليل على عدم تدخل اي بشر في ذلك الامر هو ان الله قد تحدى كل البشر على أن يأتوا بأية من القرأن فكيف يضع التسميات بيد البشر وهو يتحداهم أذن بطبيعة الحال ان التسمية والترتيب كان في عهد النبي ) .
* أذن لا أتفاق على من قام بتسمية السور ، وسؤالي أليس من المفروض أن ينزل القرأن كاملا وبسوره المسمات ، ما دام هو من عند الله وكان باللوح المحفوظ ! .
ثالثا – هناك حشو في الأيات في بعض السور ، دون أن يكون لها أي أرتباط أو علاقة للسياق العام لموضوع السورة ، فمثلا : سورة البقرة التي هي من أطول سور القرأن ، وأياتها 286 أية ، نلاحظ مثلا أن الأيات من 221 الى 237 ، تتحدث عن النساء والمحيض والطلاق و .. ولكن الأيتين 238 و 239 تتحدث بموضوع ليس له أي علاقة بالنساء ، حيث أنها تتحدث عن الصلاة ، ثم يرد الى موضوع السورة وهو النساء في الاية 240 وما بعدها ! : ” وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ” .
* أن هذا يدل على أرتباك في تنظيم السور والأيات ، وحشو لأيات في صلب سور بعيدة موضوعها عن سياق السور ذات العلاقة ، والتساؤل لم الفقهاء وشيوخ الأسلام لم يعالجوا هذه الأشكالية ببعض الفتاوى !! ، ومن المؤكد الشيوخ والفقهاء قد لاحظوا هكذا أشكال .
رابعا – هناك الكثير من النصوص القرأنية تدل على أن القرأن ، يكتب وفق سياق الأحداث والوقائع ، وهذا ينفي أن القرأن كان في اللوح المحفوظ منذ البدأ ، كقصة زواج الرسول من زوجة أبنه بالتبني زيد بن محمد ، التي أشتهاها !! ، قال ابنُ إسحاق : (( مَرِض زيدُ بنُ حارثةَ فدخَل عليه رسولُ الله يعودُه وزينبُ ابنةُ جحش امرأتُه جالسةٌ عندَ رأس زيد ، فقامتْ زينب لبعض شأنها ، فنَظَر إليها رسولُ الله ثم طأطأ رأسَه ، فقال : سبحان الله مقلِّب القلوبِ والأبصار ، قال زيد : أُطلِّقها لك يا رسولَ الله ؟ فقال : لا ، فأنزل الله: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [الأحزاب: 37] ، أمَّا الطبري : فقدْ ذكَر عِدَّة روايات ، ملخصها : أنَّ رسولَ الله رأى زينبَ مرةً فأعجب بها ، فقال : سبحان الله العظيم، سبحان الله مصرِّف القلوب . )) .. ولعائشة حديث بهذا الصدد ، حيث قالت للرسول : ما أرى ربك يسارع في هواك ، فقد جاء قي صحيح البخاري ” عن عائشة أنها قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله ، وأقول : أتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله تعالى : ( ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ) قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك ”
* هذه النصوص تؤكد ، أن القرأن ، أياته لها أسباب نزول ولها ظروفها الآنية في تلك الظروف الزمانية والمكانية للحقبة المحمدية / وهذا معترفا به من قبل الفقهاء ، ومن المستحيل أن تكون باللوح المحفوظ منذ البدأ ! / فهل يعرف الله أن الرسول سيعجب بزينب بنت جحش ، ويطلقها من زوجها – أبنه بالتبني ، ثم يتزوجها ! .
خامسا – أما بالنسبة لحفظة القرأن ، أهم تساؤل هو : كيفية نقل النص شفاهة من الرسول الى الأخرين ، فقد جاء في موقع بصائر ، التالي (فكان الرسول بعد ذلك إذا نزل عليه الوحي ، ينتظر حتى يسمعه كاملاً ، ثم يقرؤه على جبريل ؛ حتى يتثبت من حفظه ، ثم يعود فيقرأ ما نزل على أصحابه ، ويأمرهم أن يقرأوا عليه ، ليتم التلقي بالعرض والسماع على الهيئة التي نزل بها القرآن ، ثم يأمر بعضهم بكتابة ما نزل .. ) ، فهل يعقل بهكذا طريقة ينقل بها كتاب عدد صفحاته 600 صفحة / القرأن ، الى صحابة الرسول ! ، علما أن حفظة القرأن – فيما بعد ، قتل الكثير منهم في حروب الردة ! ، ويحدثنا موقع / الكاملة . نيت ، عن واقع القرأن بعد أن قضى الرسول ومقتل أكثر حفظته : ( قد قتل حفظة القران في موقعة بئر معونة، وفي معركة اليمامة كانت السبب الاساسي في جمعهم للقران . اضف الى ذلك ان نبي الاسلام وقد ترك الأمة بعد وفاته بقرآن مشتت مبعثر هنا وهناك بعضه كتب في رقاع ، وبعض كتب على اللخاف وبعضه كتب على العسب والرقاع وقطع الاديم والاقتاب والكرانيف . وقد كانت ملقاة في بيوت الصحابة ، وجملة منه في صدور القرّاء وهكذا ، والنتيجة أن نبي الاسلام ترك الأمة الإسلامية بلا مصحف مجموع ولا كتاب مرتب يحوي القرآن ، وحيث كان بعض الصحابة يحفظونه وكان عدد كبير منهم قُتِلوا في حرب اليمامة ، فخيف ضياع كثير من القرآن مما حفظ هؤلاء القتلى ، فـأُمـر بجمعه فجمع ) .
* فكيف لهكذا وضع وحال أن يكتب قرأن تاهت الكثير من أياته في صدور القتلى من الصحابة والأخر فقد ، ومصدر ومرجع القرأن قد مات / أي محمد ! .
* المرحلة الأولى ” الله والوحي / جبريل ” : المرحلة الاولى ، نوعا ما ، تستحق التفكير والتحفظ والتروي في السرد لأنها محشوة بالخيال ، بداية أن ” الله ” كان على أتصال مباشر مع بعض الأنبياء عدا محمد ، وهذا تسال ! – وفق النص القرأني ، ومنهم : أبراهيم ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ 260 / سورة البقرة ) ، وكذلك موسى ( وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ (11) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن َيقْتُلُونِ (14)قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)/ سورة الشعراء ) . أما المسيح ، فهو كلمة الله ، وأعتقد هذه دلالة للمكانة الألهية له ، ” إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ” (النساء 171). هنا ، يدعى المسيح “كلمته”، وفي آية أخرى نجده يقول : ” إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ” (آل عمران 45) .
* والتساؤل أن محمدا بالرغم من كونه خاتم الانبياء (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ الأحزاب / 40 سورة الأحزاب ) ، يضاف الى ذلك أيضا ، أن الله فضل معتقده على كل المعتقدات ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)/ سورة آل عمران ) .. بالرغم من كل ما سبق لم يكلم الله محمدا قط بالمباشر ! ، بل أستخدم وسيطا ! وهو الوحي – جبريل ! . وهذا الأمر عوضه محمدا ، بأن قال أن القرأن كان محفوظا في اللوح المحفوظ ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)/ سورة البروج ) ، ليبين الرسول نوعا من التمييز عند الله في قرأنه ، عوضا عن الأتصال المباشر معه !! ، الذي لا يستطيع محمد أدعائه دون قرائن وأثباتات !! .
الخاتمة :
في الخاتمة ساتكلم عن الوحي / جبريل ، وأتساأل هل من أثبات أو دليل على وجوده ! ، علما أنه أذا أردت ان تكون تحت الأضواء تكلم عن موضوع لا يمكن التأكد منه ، وللرسول تجارب في هذا ، فمثلا الرحلة الخيالية للأسراء والمعراج ، ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ُ) [الإسراء: 1] و ( وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى*عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى*عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى*لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ) [النجم: 13-18] ، على الدابة الأسطورية ” البراق ” ! ، فهل من تأكيد لهذه القصة ! ، أنها ضرب من ضروب الخيال !! ، وكذلك كان جبريل وميكائيل من المرافقين للرسول في رحلته !! ، ولكن الرسول في سياق الرحلة كان في دار عائشة وفي فراشها ، ولدى عائشة حديث بخصوص الإسراء والمعراج تقول فيه : ( ما فقدت جسد رسول الله ولكن أُسري بروحه ) !! . فقضية الوحي كقضية الأسراء والمعراج ، قضية تستحق التأمل قبل أعتمادها وتأكيدها ! .
* أما القرأن – ذاته ، فهل هو منزل من الله أم لا ! ، وهل كان في اللوح المحفوظ أم لا ، وبالأصح هل القرأن كلام الله أم لا ، أم هو كلام من وجدان محمد ، وهل شارك النصارى في كتابته ، كالقس ورقة بن نوفل أم لا ! ، وهل قرأن اليوم هو قرأن محمد أم قرأن عثمان بن عفان ، وهل أضيف لنصوص قرأن اليوم الأمويين والعباسيين أم لا .. أعتقد أن الموضوع أصعب وأعقد أن يجيب عليه كاتب المقال أو غيره ، وكل ما كتبته هو دعوة للتفكير ، وتساؤلات قابلة للنقاش ، عن قرأن اليوم ! .