يوسف جريس شحادة
كفرياسيف_ www.almohales.org
{غريبة القوانين مقارنة وارض الواقع دون تعميم، لكن هناك كهنة تقبّل وتعانق النسوة عند المذبح وأثناء تهيئة الذبيحة قبل الخدمة للقداس والرجال على حدّ سواء وكل هذا ليقولوا عن الخوري الفاسد محبوب هو وقريب للناس فإذا كانت هكذا المسيحية فلا تعاليم قويمة ولا رئاسة ساهرة صاحية لضبط الفساد والانفلات الليترجي وغياب الرئاسة اكبر دليل لهروب الناس من الكنيسة الأم، ضبط الأمور الليترجية واجب ملح على كل خوري وأسقف إذا كان يدرك المبنى الليترجي}
منع الكلام: أعطت الكنيسة للهيكل قدسية تليق به، فمنعت الكلام فيه، وفي القانون السابع للبابا أثانسيوس الرسولي نقرأ : “إن كان الله قد منع موسى وهارون اللذين يخدمانه أن يجتازا الحجاب في أي وقت يريدان، فكم بالأكثر الذين يتحدّثون في الموضع المقدس بقلة حشمة، أو الذين يتخاصمون من أجل أواني المذبح بغير حياء، أو الذين يسرقون بكور المذبح، لأنها روحانية وليست فضة أو ذهب أو حجارة أو أخشاب، لسبب أن الرب قائم على المذبح”، وفي القانون السابع والعشرين، يقول البابا أثانسيوس الرسولي : “إذا تضارب الشمامسة في المذبح أو قالوا كلام هُزء أو لعبوا أو تحدَّثوا بحديث رديء بطال، يقيموا شهرا خارجا، ويقيموا أسبوعا صائمين إلى العشاء، ولا يتكلموا بشيء من الكلام غير النافع، بل يتكلموا بكلام الله”، وفي قانونه السابع والسبعين يقول البابا أثانسيوس الرسولي: “من أجل هذا خافوا من المذبح ومجِّدوه لئلا تتقدّموا إليه بقلة حشمة، بل بطهارة وخوف، لأن المذبح هو روح وليس هو نفساني كما سبقت أن قلت لكم”
ومن قوانين القديس “باسيليوس الكبير”، {قانون رقم 3} يقول :”لا يتكلم أحد مطلقًا في المذبح {الهيكل} خارجًا عما تدعو إليه الضرورة
الدخول إلى الهيكل أصبح ممنوعا على العلمانيين منذ القديم، سواء من الرجال أو النساء ، وممنوعا أيضا على الإكليروس إلا في حالة دخولهم إلى الهيكل لتقديس الأسرار ورفع القرابين، وهذا هو السبب الوحيد الذي تجيزه القوانين الكنسية للإكليروس لكي يدخلوا إلى الهيكل، وعلى ذلك أيضا لا يجوز للقسوس أن يدخلوا إليه ويجلسون فيه قبل دخول الأسقف، بل يدخلون معه
عدم دخول العلمانيين إلى الهيكل هو تقليد تعرفه كل الكنائس، ففي القانون الأول للبابا أثانسيوس الرسولي يقول : “لا ينبغي أبدأ أن يقترب جميع الناس إلى المذبح، إلا الذي يختاره الرب فقط لهذا العمل، وهذا يَخدِم بخوف ورعدة، لأنّه من تقدَّم قط إلى المذبح بغير خوف ونجا .”
دخول الهيكل:”حافي القدمين” وهذه العبارة وردت عدة مرات في الكتاب المقدس، والتحفي يرمز إلى الحزن والألم { 2 صمؤيل 15:30 وَأَمَّا دَاوُدُ فَصَعِدَ فِي مَصْعَدِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ. كَانَ يَصْعَدُ بَاكِيًا وَرَأْسُهُ مُغَطَّى وَيَمْشِي حَافِيًا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ غَطَّوْا كُلُّ وَاحِدٍ رَأْسَهُ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ وَهُمْ يَبْكُونَ.}، والنواح {ميخا 1:8 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَنُوحُ وَأُوَلْوِلُ. أَمْشِي حَافِيًا وَعُرْيَانًا. أَصْنَعُ نَحِيبًا كَبَنَاتِ آوَى، وَنَوْحًا كَرِعَالِ النَّعَامِ.}، والمذلة والهوان {إشعياء 20:3 فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِيًا ثَلاَثَ سِنِينٍ، آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ،}، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان يُشير إلى المهابة والوقار عند السير على أرض مقدسة {خروج 3:5}. : “وَأَمَّا دَاوُدُ فَصَعِدَ فِي مَصْعَدِ جَبَلِ الزَّيْتُونِ. كَانَ يَصْعَدُ بَاكِيًا وَرَأْسُهُ مُغَطَّى وَيَمْشِي حَافِيًا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ غَطَّوْا كُلُّ وَاحِدٍ رَأْسَهُ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ وَهُمْ يَبْكُونَ. من أجل ذلك أنوح وأولول امشي حافيا وعريانا اصنع نحيبا كبنات آوى ونوحا كرعال النعام. فَقَالَ الرَّبُّ: «كَمَا مَشَى عَبْدِي إِشَعْيَاءُ مُعَرًّى وَحَافِيًا ثَلاَثَ سِنِينٍ، آيَةً وَأُعْجُوبَةً عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُوشَ، فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى ههُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ”.
كانت شعوب الشرق تعتبر أنه من غير اللائق بل ومن النجاسة أن يطأ الإنسان أرضًا مقدّسة بحذاء متّسخ أو قدم غير نظيفة، ولم يكن الكاهن في العهد القديم يلبس حذاء في قدميه في أثناء خدمته، كان كهنة بني إسرائيل يصعدون للخدمة أمام تابوت العهد سواء في خيمة الاجتماع أو في الهيكل أو في المجمع حفاة القدمين، ولم يكن مسموحا لأحد أن يسير على أرض الهيكل وحذاؤه في رجليه، أو بقدمين متّسختين. كانت العادة منذ القديم هي دخول الكنيسة للصلاة بأرجل حافية، تعبيرًا عن تقديس بيت الرب وتكريمه، وتوجد إشارة منذ القرن الثالث الميلادي عن تلك الممارسة في حديث العلامة أوريجانوس الذي يقول: “في العهد القديم إن رفض إنسان ما أن يتزوج أرملة أخيه، كوصية الله ليُقيم نسلاً لأخيه الميت، تأتي الأرملة إليه في حضرة الشيوخ وتخلع حذاءه من رجليه ويُسمي “بيت مخلوع النعلين” {تثنية 10 _ 9 : 25 تَتَقَدَّمُ امْرَأَةُ أَخِيهِ إِلَيْهِ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّيُوخِ، وَتَخْلَعُ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ، وَتَبْصُقُ فِي وَجْهِهِ، وَتُصَرحُ وَتَقُولُ: هكَذَا يُفْعَلُ بِالرَّجُلِ الَّذِي لاَ يَبْنِي بَيْتَ أَخِيهِ. فَيُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ «بَيْتَ مَخْلُوعِ النَّعْلِ».}، هكذا إذ خلع موسى نعليه أشار إلى نفسه أنه ليس عريس الكنيسة، وهكذا في كل مرّة يخلع الأسقف أو الكاهن أو الشماس حذاءه عن رجليه عند دخول الهيكل إنما يدرك في نفسه أنه ليس العريس، وإنما هو صديق العريس، وخادم يسوع المسيح”
وفي القرن العاشر الميلادي، تتأكد لنا تلك الممارسة عند قراءة قوانين البابا “خريستوذولوس” (1047-1077 م.} الذي يقول “لا يدخل أحد إلى الكنيسة إلا حافيًا مكشوف الرأس”، لذلك كان يوجد في مؤخرة الكنيسة حوض للاغتسال كان يُستخدم في غسل الرجلين على وجه الخصوص قبل دخول الكنيسة، ولكن بطل استخدامه الآن.
شرقية الهيكل: {حنيّة الهيكل} الشرقية هي قبو في الحائط الشرقي للهيكل ويُحيط بالدرج محتضنًا له، وتمثل الشرقية حضن الآب المفتوح دائما، يتدلى من الشرقية سراج موقد دائما، ويُعرف أحيانًا باسم “القنديل الدائم”، وهو يُشير إلى النجم الذي ظهر للمجوس، ولكن منذ القرون الوسطى أصبح هذا القنديل يوقد فقط لحظة فتح باب الهيكل للصلاة، ثم يُطفأ بعد انتهاء الصلاة، وهو ما نقرأه عند “أبو البركات” {1324 م}، في كتابة {مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة، الجزء الثاني، باب 16} الذي يقول : “لا يجلس أحد في المذبح ولا يقدس إلا بعد إيقاد قنديل المذبح أو ما تيسَّر من الشمع”، وهذا أصبح عرفًا بعد ذلك في معظم الكنائس
درج الهيكل: وهو سبع درجات نصف دائرية، باستدارة حائط الشرقية للهيكل، وهي تُشير إلى سبع طغمات الكهنوت، والدرجات متسعة بحيث تكفي لوضع كراسي للكهنة للجلوس عليها، وأعلى هذه الكراسي وفي منتصفها يكون كرسي الأسقف، ويُسمى “ثرونوس”، أي عرش، وتحيط بهذا العرش كراسي الكهنة حسب ترتيبهم. منظر جلوس الأسقف وحوله الكهنة يشبه ما ورد في سفر الرؤيا عن جلوس السيد المسيح وحوله الأربعة والعشرون قسيسا {رؤيا 4:4 وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ.}، وهذا أيضًا يوافق التعاليم الرسولية {الباب 25} الذي يقول “ليكن في شرقي الهيكل “سنثرونوس” مرتفع وله درجات بمقدار ارتفاعه”، ومن هذا الكرسي كان الأسقف يُلقي عظته على الشعب، وحسب التقليد في الكنيسة، يجلس على هذا الكرسي البطريرك أو الأسقف بعد الرسامة، لكن الآن، وبعد اتساع الكنائس وكثرة عدد المؤمنين، انتقل كرسي الأسقف إلى مقدمة صحن الكنيسة. في الكنيسة والكنيسة السريانية خصوصا كانت هناك غرفة ملحقة بالهيكل الرئيسي وإلى الجهة القبلية منه، تُسمي “باستوفوريا ” παστοφόρια ، وهي كلمة يونانية قديمة في صيغة جمع تعني “أروقة جانبية”، ومفردها “باستوفوريون”{ παστοφόριον} أي “رواق”، وتُعرف في اليونانية باسم “دياكونيكون” ،{διακονικόν} والتي تعني حرفيا “الشيء المتعلق بالدياكون أي الشماس”، وتُعرف باللغة الإنجليزية باسم {Vestry}، كانت الغرفة تُسمى أيضا “موضع الخدمة” أو “بيت الخدمة”، تُستخدم هذه الغرفة في معظم الكنائس السريانية والبيزنطية ليومنا هذا لحفظ القرابين المقدسة تحت شكل الخبز فقط، للتناول منها في الأوقات التي لا تُقام فيها قداسات بالكنيسة، وتُسمى في الكنيسة السريانية أيضا “الخزانة”
{ من كتابنا قيد المراجعة:” القداس الإلهي” والمادة هنا مختصرة لعدم الاطالة}