الاب پـيتر لورنس
إنّ بعـض ( الناس ) من الشخـصيات البشرية يمتازون بتـقـمّـصهم بكـفاءة عالية دور الحـرباء المتـلـوّنة ، وذلك بقابلـيتهم عـلى تغـيـير مواقـفهم وإتجاهاتهم بما يخـدم مصالحهم آنياً !! حـتى إذا تـطـلـب منهم الـتـنازل عـن مبادئهم وقـيَمهم الأصيلة التي كانـوا يـرفعـون رايتها ويـتـشـدّقـون بها في عهـد ــ سلطان حـكـيم ــ فات عـهـده، والـذي كانـوا يمجّـدونه سواء في أقـوالهم أم في أفعالهم ، ويلحـسـون أسـفـل حـذائه
ومن النماذج المخـزونة في ذاكـرتي : حـدّثـنا والدي رحمه الـله عـن أحـد زملائه الجامعـيـيـن غـير منـتـمي سياسياً وأيضاً معـروف في عهـدنا ( رحمه الـله ) ويهـوى الشعـر ، حـيث كان ــ في الماضي ــ يتغـنى بشعـره لصاحب الـفخامة جلالة الملك في العهـد الملكي . وبعـد قـيام ثورة 14 تموز 1958 وبـروز التيار الشيوعي في ذلك الزمان ، لاحـظه زملاؤه أنه إنـقـلب 180 درجة نحـو التيار الشيوعي . ثم عـنـدما جاء البعـثيون بثورة 8 شباط 1963 فإن شاعـرنا الرائع هـذا صار يطبل للبعـثيـين ، طبعاً ولا شـك للـقـيادة الحكـيمة المتمثلة بالقائـد الضرورة . لـقـد كان بارعاً في الـتـلـوّن وفـق الظرف والحاجة الآنية ، متـنقـلاً مَن مرحلة إلى أخـرى حـتى سـقـوط البعـثيـين في عام 2003 ووافاه الأجل
لـقـد شاهـدنا هـكـذا نماذج من الـبـشر في أبرشية مار ﭘـطرس عـنـدما كانت في أوَج عـظمتها وإزدهارها أثـناء رئاستها المتمثـلة بسيادة المطران سرهـد جـمو الجـزيل الإحـترام لِما كانت تحـمله الابرشية وتجـسّـده مِن مبادئ وقـيَم سواء كانت روحـية طقسية ، أو شعـبـية قـومية ، فكانوا يُغـنّـون أمامه إعـتـزازاً به ، ويُـطبّـلون له ــ تملـقاً ــ لكي يتسنموا منصباً أو يكـونوا في واجهة الأبرشية ومن وُجهائها ، وبالتالي حـتى يتباهـون ويمجّـدهم الناس
ولكـن بعـد تـقاعـد سيادته لاحـظناهم إنـقـلبـوا عـليه وصاروا مع المدمّـر الرسولي ، وبعـدها إنـقـلـبـوا مرة أخـرى وصاروا يتـلـوّﮔـون لـمطران الأبرشية الجـديد بكل بساطة ، لأنهم مربوطين بـرباط ربطته …. وشتان ما بـين الأمس واليوم ( من دعاة الـقـومية الكـلدانية إلى دعاة الربطة الساكـوية ) ، سبحان الله مغـيّر الأحـوال
في الحـقـيقة ، إنّ لمثل هـؤلاء الاشخاص أستطيع أن أقـول وبكـل ثـقة إنهم (( أشباه رجال )) لأن الـنقـص والضعـف الكامن في شخـصيتهم يجعـلهم يلـتجـئـون إلى صاحـب السلطة ــ أياً كانت السلطة الآنية ــ ويخـتـبـئـون خـلفها حـتى يُـغـطـّـون عـوراتهم ، لئلا تـنـكـشف فـينـفـضحـون أمام الناس
كلدايا مي، شعار هولاء الناس: بروح بالدم نفديك ياهو لي كان
أخوتي في كادر موقع الحق ولرواده الاكارم
عالمنا مليء بهذا النموذج الغير انساني فهم كالمحضيات وبنات الهوى للبيع فتراهم يقفزون من احضان هذا وذاك اما للقمه العيش أو لعله نفسيه يداويها التجديد . ومثل هؤلاء لايجب التكلم معهم بمبادىء وقيم لانها ليست في قواميسهم ولن يعرفوا عن ماذا تتكلمون. الحاكم الفاشل والمهزوز فقط هو من يجمع هكذا نماذج حواليه ليزداد غرورا ويقنع نفسه انه اسد مع انه فار