يوسف تيلجي
( هذا ليس مقالا سرديا لما يحدث في العراق ، وذلك لأن أي متتبع يستطيع معرفة ما يجري في العراق من أحداث من خلال مواقع التواصل الأجتماعي والقنوات الأخبارية .. ولكنني سأسجل مجرد أضاءة خارج النص !! )
مقدمة
أمتنعت عن الكتابة منذ بداية الحراك الجماهيري في العراق / من أكتوبر 2019 ولحد الان 22.11.2019 ، وذلك لأن الوضع الكارثي أصابني بصدمة ، فالحكومة تغتال شعبها الذي فوضها بواسطة الدستور ، وكنت فقط أدون بعض الهوامش في صفحتي على
التي تؤرخ للمظاهرات ، وأخيرا شعرت بأن الوضع في العراق قد بعث في الأمل من جديد / مظاهرات أكتوبر – لأنها دليل على ان العراق ممكن أن ينهض من جديد ، ولكن من ناحية أخرى ، أصابني الغثيان بسبب موقف المرجعية الدينية السلبي من الحراك الجماهيري ، أما رد فعل حكومة عادل عبد المهدي فـأنه أثبت موقفا أجراميا و دمويا تجاه قمع المتظاهرين العزل ، ومن ثم تتبعه موقف الاحزاب الدينية والذيول العميلة لأيران ، التي قامت بقنص وتصفية الثوار
الموضوع
عجبا يا أمة العرب ، ذكرت بالقرأن ب (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110 سورة آل عمران ) ، ولكن كل الأحداث تبرهن بأن هذه الأمة ليست كذلك ! ، ” لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر ” ، والدليل : أن الثوار العراقيون يذبحون والأمة العربية حكومات وشعوبا لا تحرك ساكنا ! ، فلا حراك قومي ولا أي رد فعل أيجابي ممكن أن يحسب للدول العربية تجاه ثوار العراق ، ولا حتى على مستوى الدبلوماسية ! بما فيها موقف جامعة الدول العربية الهزيلة مضمونا وفعلا ! . أمة لا تنظر ألا الى مصالحها وعلاقاتها الأقتصادية والسياسية ! ، لذا فأنتم أمة لا تستحق الذكر في الشدائد ، ولا تذكرون بمواقف التأخي والتعاون والتعاضد ! ، والتساؤل : الذين يذبحون يا أمة العرب ألم يحسبوا أخوة لكم في الدين والعرق
من ناحية أخرى ، أرى من كل ما سبق أن الأسلام لم يوحد العرب ، ولكنه دفع العرب / خاصة في حقبة التأريخ المعاصر ، الى تشكيل وتكوين دويلات ، هم قادتها السلطة والحكم ، والتاريخ يسطر عموما من زمن رسول الأسلام والى الأن ، حروبا وثورات غاية قادتها السيطرة على مقاليد الحكم وكان الأسلام آخر همها ، حتى وأن كانت بعض الحروب كانت ذا غطاء مذهبي / كحروب نجد وحجاز – الوهابية الصبغة ، في تشكيل مملكة آل سعود .. لكن العرب كقوم كانوا دوما يقاتلون ويقتلون في سبيل السلطة والحكم
كانت بعض الأحزاب تنادي بالوحدة / كحزب البعث ، ولكن العرب في عقلهم الباطن يميلون دوما الى الحلقة الأضيق وصولا الى العرق والأثنية والقبيلة .. لذا بقى ثوار أكتوبر في العراق الى الأن يصارعون وحدهم طواحين الأستبداد متمثلة بالسلطة الحاكمة ، ومن المضحك المبكي أن الحكومة العراقية تستعين بأيران / التي دخلت مع العراق بحرب طاحنة ، لتقمع شعبها تحت مرآى من المرجعية الدينية ، التي تغرد خارج السرب ، لأن عمائمها ذو أصول غير عراقية ، بل أن أيران تتحكم بقراراتها ، كما أن المرجع الأعلى السيستاني نفسه أصوله أيرانية ، والباقين معظمهم غير عراقيين
أخيرا يجب أن تدرك الجماهير الثائرة ، أن العراق أمانة في أعناقهم ، وأن التضحيات جسيمة ، وأن هذا الطريق لا رجعة فيه ، وأن الدم المسال في الشوارع والساحات سيكون بمثابة ” حناء لجدائل العراقيات ” .. أن هذه الثورة الجماهيرية السلمية قد كشفت الغطاء عن العملاء من سياسيين وأحزاب دينية ورجال دين ، وقد بانت عورتهم للعالم أجمع ، والمهم أن العراقيون أدركوا أن رجال الدين والمرجعية ، الذين باركوا هذه الحكومة ، هم تجار سلطة ، هدفهم جمع ” الخمس ” ، ودم العراقيين أخر همهم ، وليهلك من يهلك
ختاما .. لا بد أن تبزغ شمس الحرية من زوايا ساحة التحرير في بغداد الصمود