كعادتك تـتهـرب ولا تـقـول الحـقـيقة يا غـبطة الـﭘـطـرك ساكـو- الحـلقة الخامسة والأخـيرة

الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس

هـنا وصلتُ إلى الحـلقة الخامسة والأخـيرة من هـذه السلسلة التي فـضحـتُ من خلالها فـقـرة بفـقـرة عـن الإتهامات والشكـوك التي تـزرعها غـبطتك ضد كهـنة المسيح والكـنيسة وفي نـفـوس المؤمنين البسطاء ، وذلك عـن طريق كـتاباتك المسمومة والمبطنة بأسلوبك الرقـيق ــ اللّا رجالي ــ تـدسها في ” موضوع السبت ” وهـنا أقـصد المنـشور بتأريخ 17 اكتوبر 2019

تـقـول غـبطتك في الجُمل الأخـيرة من الموضوع عـني وعـن المؤمنين الذين لسنا بحاجة إليـك لأية تأشيرة أو شهادة للدخـول إلى ملكـوت الـله ، والفـضل للـه ، ولا كلداني يحـتاجك . ( كـفاك من خـدعـتهم ) ولا تـبحـث لك عـن ضحايا غـيـرهم

تـقـول عـني : ” هـذا الشخص يركّـز عـلى ذاته ولا تهمُّه الكـنيسة ولا الجماعة ولا يعـرف معـنى الطاعة والتضحـية من أجل وحدة الكـنيسة وتـقـدمها!  فـوضع نفسه بالتالي خارج الكـنيسة الكاثوليكـية . وليعـلم مَن يشترك معه في خـدمة الأسرار كالـقـداس ، أو يشجِّعه أو يدعـمه ، يضع نفسه هو أيضاً خارج الكـنيسة الكاثوليكـية “! ….. ( إنـتهى الإقـتباس )

وأنا أقـول لغـبطتك ، ولكل مؤمن بالمسيح : إن العلاقة ما بين الكـنيسة والمسيح أعـمق بكـثير من مقـولتك المضحكة يا صاحـب الغـبطة البطريرك ، فـربنا قال : ” لأَنَّهُ حَـيْـثُمَا اجْـتَـمَعَ اثْـنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُـنَاكَ أَكُـونُ فِي وَسْطِهِمْ » .” (مت 18: 20)”، ومن هـذا المنطلق نجـتمع لكسر الخـبز الروحي بموجـب طقس الكـنيسة الرسولية الكـلدانية ، ونؤمن بأن إلهـنا يسوع المسيح إله إبراهيم وإسحق ويعـقـوب ، هو بـينـنا ، لأنه وحـده هـدفـنا وغايتـنا ، لا أكـثر ، ومركـز عـبادتـنا وصلاتـنا ، وطاعـتـنا له وحـده

إن كل ما فـعـلتُ وأفعـله أنا ، والأخ أبونا ﭘـيتر والشماس الإنجـيلي صباح حـنا الشيخ مع بقـية الشمامسة والمؤمنين ، هو أنـنا حافـظنا عـلى أصالة إيمانـنا المسيحي المشرقي المبني عـلى كلام الـله في الكـتاب المقـدس بدون أن ندخل فـيه أية شائبة في الطقس الأصيل لآبائـنا . هل هـذا جـرم ؟ إني أعـلن بشارة الإنجـيل ؟ وهل تـدينـني أنا وإخـوتي لأنـنا نصلي ، ونـتعـبّـد لإلهـنا وربنا يسوع المسيح له المجـد … وليس لك ؟؟؟

“ لأَنَّهُ حَـيْـثُمَا اجْـتَـمَعَ اثْـنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُـنَاكَ أَكُـونُ فِي وَسْطِهِمْ ” . (مت 18: 20)… نعـم ، هـكـذا نريد أن يكـون معـنا ربنا وفي وسطنا إلهـنا

وللعـلم إن الكـنيسة الرسولية الكلدانية ليست منقسمة عـن الـله ولا عـن التعـليم الكاثوليكي ، ولها كـنائس أخـرى مثيلاتها في العالم خـرجـت لتصحح المسار بعـدما شهـدت في عهـدك خـروجا عـن الإيمان والعـقائـد . وما دام الرب معـنا ، فـمن عـلينا ؟ كما يقـول مار ﭘـولس ، أنا متأكـد بأنه سيكـون لنا في المستـقـبل فـروع أخـرى في العالم

وهـذه الكـنائس ( كـنائس الرب ) سوف تكـون بذرة حـية للإصلاح والـتـقـويم ، غايتها كغايتـنا هي المحافـظة عـلى كـنيستـنا الكـلدانية البابلية من تـدميرك لها . وسوف يأتي يوم وأتمنى أن يكـون قـريـبا ـ لنكـنس كـتبك المؤوّنة من الكـنيسة ، وإيقاف إستعمالها عـوضا عـن الكـتب الطقسية الأصيلة ، ومِن ثم حـرقها كما فـعـلتَ غـبطتكَ أنت عـندما كـنت مديرا للسمنير البطريركي مار شمعـون في بغـداد

بالتأكـيد تعـلم غـبطتك وليس مخـفـياً بأن كـثيرا من الكاثوليك قـد تحـرروا من سلطة المؤسسة الكـنسية وبقـوا أمينين عـلى إيمانهم بعـد المجمع الفاتيكاني الثاني وحافـظوا عـلى طقسهم التـقـليدي وعـقـيدة إيمانهم المسيحي الأصيل بدون إدخال عـناصر عجـيـبة غـريـبة إليه . وبالرغم من أن وضعهم أصبح خارج السلطة الكـنسية إدارياً ، ولكـن يحـق لهم ممارسة طقسهم اللاتيني بكل بساطة وأمانة

كـذلك ، كم هـناك من رجال يرتسمون خـفـية كهـنة مِن قِـبَـل مطارنة تـقـلـيديـين ، وبعـضهم عـلنا ، كـرئيس الأساقـفة ﭘـيـيـر مارتن ثاك الـﭬـيـيـتـنامي (1897- 1984) الذي لم يمنعه من ذلك حـتى حـرم من قـبل الـﭬاتيكان

وبالمناسبة ، لـديّ كاهـن صديق في شيكاكـو المرسوم من اساقفة من خطه ويمارس كهـنوته ، إنه الأب رولانـد براون كاهن كاﭘـيلاّ الوردية المقـدسة ، وهـناك المئات مثله ، ما عـدا كهـنة جمعـية الـﭘاﭘا ﭘـيوس الذي لنا من ضمنهم كاهن كلداني في فـرنسا ويقـوم بتـقـديم الذبـيحة الإلهـية بطقسنا الكلداني الـقـديم

إن إنقسامات الكـنيسة التي ذكـرتها غـبطتك كانت أولا وآخـيراً بسبب غـباء رؤسائها وغـطرستهم في سلطتهم المطلقة ، فهم الذين يتحملون المسؤولية أمام رب الكـنيسة عـندما سيقـفـون أمامه في يوم الدين وحسابهم يكـون قاسياً إلى نار جهـنم وبئس المصير

كما وانكَ تعـترف ضمنيا بأني مساوٍ لك كـرئيس الكـنيسة ، مع أني لا أقـول ذلك وليس في نيتي تأسيس كـنيسة ، بل لأني مؤمن برب الكـنيسة التي أخـدمها وهي الكـنيسة الكـلدانية من حـيث أمانـتها لربها أولا وثم للميراث الروحي لآبائها ، وأنت بأعـمالك لست أمينا لربها ولا لميراثها . لهـذا فالكـنيسة الرسولية سوف تكـون بذرة الرجاء لكـنيستـنا الكلدانية ( وكـرسي بطريرك بابل ) من حـيث الحـفاظ عـلى قِـيَمها وأصالتها وميراثها الروحي

إلى متى ستبقى غـبطتك تستغل سلطتك لتمويه الحـقـيقة ؟؟ فهل أن المؤمن بحاجة إلى سلطة كـنسية للصلاة إلى ربه ؟؟؟ … وعـندما تـقـول للمؤمنين ” إنهم خارج الكـنيسة الكاثوليكـية ” هل تـقـصد أنّ صَلاتهم لا يقـبلها اللـه إلّا بعـد أن تمـر من خلال سلطتك وبتوقيعك ؟؟؟ أم أنك بعـدك لا تـزال في ذهـنية أن الإنسان لا يدخـل الى ملكـوت الـله إلا أن يكـون في الكـنيسة الكاثوليكـية وتحـت سلطة رؤسائها ؟؟؟ أين أنـتم من هـذه الآية من إنجـيل مار متي ( وَأَقُـولُ لَكُمْ : إِنَّ كَـثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّـكِـئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيعـقـوب مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَـيُـطْرَحُـونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِـيَّةِ . هُـنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ ( 8: 11-12) ، كـفى ضحكاً عـلى البسطاء في الإيمان . إن إنسانـنا اليوم وفي هـذا الجـيل أكـثر حكمة منك ومن تهـديداتك ، وهذه لا تعـبُر بعـدُ عـلى أحـد لأن دستور البلد يحميهم ، وليس بمقـدور ﭘـطرك أو غـيره تجاوزه

فهل تملك غـبطتك جـواز سفـر مباشر للملكـوت مع تأشيرة ﭬـيـزا ؟ كالدجالين ( أمثال بعض رجال الدين ) وغـيرهم ؟؟

أؤكـد لغـبطتك ( بما أني لست تحـت سلطتك ، وهـذه أتت منك وأشكـرك عـلى ذلك ) إنني مع إخوتي هـنا ، لسنا عـبـيدا للطاعة العـمياء ، بل طاعـتـنا للـه لأنـنا أحـرار نسمع صوت الحق كما يقـول المسيح ، والمسيح يحـررنا

وأقـول لغـبطتك : نحـن في الكـنيسة الرسولية الكلدانية كـنيسة ودولة وعـلم كما يقـول المثل

وفي خـتام هـذه الحلقات أهـدي لغـبطتك ما قـلته أنتَ بلسانك في هذا الـﭬـيديو : ” خـلي ينـقـلعـون ” فإسمع وتمتع