بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
قـرأتُ عـلى موقع الـﭘـطـركـية الكـلـدانية المقال ( كـردينال في الـتـوك تـوك ) للصحافـية إنعام كـﭼـﭼـي ذكــّـرَتـنا بسنين مضت منـذ بـزوغ فجـر الجـمهـورية العـراقـية ــ بل وقـبلها ــ عـن أحـداث حـضرها ممثـلـو الكـنيسة والسلطة الـدنـيـوية ، وكـيفـية تـفاعـل قادة الحـكـومة معها ، وردود أفعال رجال الـدين المسيحـيـيـن إزاءها ، دون أنْ تـتـطـرّق إلى أخـبار الأعـوام التي سـبـقـتها
لـقـد إستـطاعـت إنعام إخـفاء ما يخـتـلج في صدرها من رؤىً ! وهـذه المرة عـبَـرَتْ عـلى الـﭘـطـرك وإعلامه مثل سـدىً ، وراحـت فـلـوسك يا صابـر ! إنها ذكـية حـين مـدحـته ولم تـذكـر معه الأعـظم منه منافـساً له ! فإنخـدع بها ونـشر مقالـتها ، ولكـن بـين ثـنايا أضلعها يكـمن إنـتـقادها في تعابـيـرها عـن تـصرفاته الشبابـية ذاتها …. وإليكم أقـوالها ، وملاحـظاتـنا عـليها
أولاً) كانت الكـنيسة تـلـتـزم بقـول السيد المسيح : « أعـطوا ما لله لله وما لـقـيصر لـقـيصر ». أي الإنضباط بقانون البلاد دون مخالفة قانون السماء …. هل هـناك إنـتـفاضة داخل الكـنيسة ، ورياح جـديدة تهـبّ من تحـت الجُـبـب السود للرهـبان ؟؟؟
ثانياً) حـين تغـير نظام الحكم في العـراق من الملكـية إلى الجمهورية ، ذهب الزعـيم عـبد الكـريم قاسم لإفـتـتاح كـنيسة مار يوسف في الكـرادة عام 1959. وألقى خطاباً تـناول أحـداثاً وحشية وقعـت في كـركـوك ، متسائلاً : « هل فعل ذلك جـنـﮔـيز خان أو هـولاكـو مِن قـبل ؟ » . كان التـشبـيه قاسياً حـين أعـلن موقـفاً سياسياً يليق بمنـصته الشهـيرة أمام وزارة الدفاع ، ولا يليق بمحـفـل ديني وبـيت من بـيوت العـبادة . يـومها ، شعـر رعايا الكـنيسة بأن ــ قاسم ــ خـرج عـلى النص ، وورّطهم في نزاع أكـبر منهم . لم يكـن الخـطاب المناسب في المكان المناسب
ثالثاً) في زمن صدام حسين ، جاء إلى رأس الكـنيسة الكـلـدانية ﭘـطريرك مثـقـف هـو روفائيل بـيداويـد . جـرى ترسيمه في منصبه الكـنسي العالي والبلـد يلعـق جـراح حـرب إيران والنبرة الطائـفـية عالية . وكان رأي الـﭘـطريرك أن عـلى الكـنيسة البقاء بمنأى عـن تلك الحـزازات وقال : « إذا تقاتل الشيعة والسنة فإن المسيحـيـين سيـذهـبون تحـت الأرجـل » . لم تخـرج الكـنيسة عـلى طاعة قـيصر
********
الملاحـظة الأولى
السيدة إنعام غـيـر ملمة ولا متابعة لـذكـريات عـميقة ذات صِلة برجال الكـنيسة والحـكـومات ، بـدليل أن مواقـف عـديـدة مهمة حـدثـت خلال المدة التي حـدّدتها في مقالها ــ مائة عام ــ ولم تـتـطـرّق إليها ( الـﭘـطريرك عـمانوئيل تـومكا 1933 .. مثالاً ) … كما لم تميّـز الـتـناقـض بـين مشاعـر ممثـلي الطوائـف المسيحـية عـنـد حـضورهم حـفـل تـتويج فـيصل الأول ملكاً عـلى العـراق في ساحة القشلة بـبغـداد إبتهاجاً به قـبل حـوالي مائة عام ، وبـين دور الـﭘـطريرك لـويس المسرحي بمشاركـته الشعـب المظلـوم مظاهـراته المناهـضة للحـكـومة في عـراق الـيـوم ، والتي يـداهـنها عـلـناً أو خـلـف الكـواليس بحججه المتـنـوعة … كما لا تـدري السـيـدة الصحافـية إنعام بأن تـسنّـم بـيـداويـذ منـصبه الكـنسي الرفـيع جاء رضوخاً غـير مباشر لإرادة السيـد رأس الحـكـومة ، فالخـوف يقـود إلى الخـطأ !… أما في قـضية ساكـو فالآلـية تغـيّـرت حـيث الخـطة عـن بُـعـدٍ وُضعـتْ ، وخـريطة الإيحاء الهادف رُسِـمـتْ ، والنـتيجة المرجـوّة حُـسِمَـتْ وبانـت ، ومَن لا تـسِـرّه فإن تـذكـرة مغادرته مدفـوعة مهما غـلـتْ
الملاحـظة الثانية
عـن الـنـقاط الثلاث المذكـورة في أعلاه ، تكـرر الكاتبة إنعام المبـدأ المعـروف في تعاليم المسيح والموجّه إلى رجال الـدين : (( أنْ لا يتـدخـلـوا في الشأن الحـكـومي )) مع تـقـديم الطاعة لـتـشريعات السلطات الزمنية الأرضية ! وفي الـوقـت ذاته فإن رجال الحـكـومة لا يتـدخـلـون في أمور الكـنيسة ضمن مساحـتها الجـغـرافـية ! وذكـرَت أحـداثاً بالأسـماء
ولكـن السـيـدة إنعام إنـتـفـضت تـتساءل بتخـوّف : هل هـناك إنـتـفاضة داخل الكـنيسة ، ورياح جـديـدة تهـبّ من تحـت الجُـبـب السود للـرهـبان ؟؟؟ …… مما أثار الرغـبة عـنـد قارىء مقالها في تـساؤلات كـثـيرة عـنها ، فـهـل سـيكـون لـديها إجابات عـليها ؟
الملاحـظة الثالـثة
وكـوسيلة ذكـية منها لـمداهـنة ساكـو ، تجـنــّـبَـت الصحافـية الموقـرة متعـمدة ! ذِكـرَ مآثـر الـﭘـطريرك شـيخـو ، لأن ساكـو بفـقـهـياته وبـديعـياته ويعـنياته سـتـذبل أوراقه وتـتساقـط أمامها (( نعـم سـتـذبل أوراقه متلاشـية أمام مآثـره )) ، والتي تمثـلـتْ في
أ) تحـدّيه للـدكـتاتـور ــ صدام ــ برفـضه عـلـناً الـقـبـول بتـدريس الـقـرآن لطلابنا المسيحـيـيـن ، وكان له ما أراد … بعـكس ساكـو
ب) إمتـناعه عـن قـبـول مكـرمة ــ صدام ــ بتخـصيص رواتب شـهـرية لكـهـنة كـنيستـنا ، لأن مِن شأنها ضمنياً أن تجـعـل الكاهـن موظفاً لـدى الـدولة ، مما سيتـرتـب عـليه إلـتـزامات بعـيـدة عـن واجـبه الكـهـنـوتي ، إن الرجـل شـيـخـو كان ذا بُـعـد نـظـر !… أما ساكـو يتـلهـف لها
ج) لم يتهاون ولم يساوم حـين تـوفـر أسـباب موجـبة ومثـبّـتة ، فـعـزل مطراناً ــ مقـرّباً إليه ــ … بعـكس إدارة ساكـو التي شجـعـتْ الزائغـين بإجـراءاته الإدارية الشاذة ، إقـرأ المقال عـن ــ الـبُـطـل
د) إيمان شـيخـو قـويم يعـتـرف به القاصي والـداني إمتـد صيته حـتى خارج كـنـيستـنا الكـلـدانية ، ولم ينـطـق يـوماً بتـصريح يـدل عـلى جـحـوده بالإيمان الكاثـولـيكي … بعـكس إعـتـقاد ساكـو السلبي
الملاحـظة الرابعة
كما لم تـذكـر عـن حـوار الكاردينال دلي مع القـناة العـربـية الفـضائية حـين سألـته المذيعة عـن حال المسيحـيـيـن في العـراق ، فكان ردّه منطـقـياً مع صراحـته الواضحة متمثـلة في قـوله
أ) نمارس طـقـوسـنا بحُـرّية ولكـن ليس لـنا حـق الـتـبشـيـر … ساكـو لا يتجـرّأ عـلى قـول ذلك
ب) في مناسبة أخـرى سأله المذيع ، هـل يُـفـضل أن تكـون البلـدات المسيحـية ، تابعة للحـكـومة المركـزية أم للأكـراد ؟؟ فالكاردينال دلي لم يـبـتـذل إجابته رخـيصة للمذيع الـذي ليس مِن صُـنّاع الـقـرار ولا يمكـنه ضمان حـياة المسيحـيـيـن ! ولم يـنـثـر دلي جـوابه هـباءاً أمام الكاميرا ، بل أبـدى موقـفاً مبـدئياً قـيادياً شجاعاً ، حـين حـدّد حجم المذيع ، قائلاً له : (( حـيـن يسألـونـني بصورة رسمية سأجـيـب )) … لكـن ساكـو فـرّط بتـصريح خـطير قـد يكـون وخـيما عـلى أبناء الكـنيسة مستـقـبلاً ، بجـوابه للمـذيع عـن هـكـذا سـؤال ، متـلهـفاً للـظهـور في قـناة فـضائية
*********
وتـواصل الصحافـية إنعام مضيفة
رابعاً) الكـردينال ساكـو يجاهـر برفـض الطائـفـية ويطالب بالإحـتكام للمواطنة . لم يكـتـفِ بالـنزول مع عـدد من مسؤولي الكـنيسة إلى ساحة التظاهـر متـوشحاً بالعـلم إلى جانب الصليب ، بل ركـب التـوكـتوك ، رمز الإنـتـفاضة عـلى الفساد . أعـرب الرجـل السبعـينيّ ، أمام الكاميرات ، عـن إعجابه بالشباب الذين كسروا حاجـز الطائـفـية وإستعادوا الهـوية الوطنية العـراقـية . دعا للصلاة والصيام من أجل أن يتحلى الجميع بالحكمة ويعـود السلام إلى العـراق . قال : ” لا أحـد أكـبر من الوطن
ملاحـظـتـنا الأولى
إن الـكاتبة ، أبـيّة معـروفة ، إلاّ أني (( إنْ لم أكـن مخـطئاً )) أشـمّ بعـضاً من رائحة ــ الـرياء ــ عـنـدها حـين تـراه بـين متـظاهـرين وهم في حالة ثـورة وهـيجان وإعـتـصام وإضراب ووو ، فـتـصفه قائـلة : كان متـوشحاً بالعَـلم إلى (( جانب الصليب )) !!! دون أن تـدري بأن مضيـفه ( حـيث الهـدوء والطمأنينة والـوقار ) خالٍ من علامة الصليـب ! خـوفاً من أنْ يـراه المسلمون من ضيوفه فـتـستـفـز مشاعـرهم لأنهم لم يقـتـلـوه ولم يصلـبوه
ملاحـظـتـنا الثانية
إنّ ركـوبه ــ الـتـوك تـوك ــ لم يكـن تـواضعاً منه وإنما إضطـرارياً حـين وصلـوا إلى مكان لا يُـسمَح للمركـبات بالمرور إلاّ بتلك الـوسيلة
ملاحـظـتـنا الثالـثة
إنّ كلامها عـن (( إنـتـفاضته عـلى الـفـساد )) مُـضحِـكة حـقاً ، لأن الكاتبة الموقـرة لا تعـرف أو تـتجاهـل زيارته قـبل أيام لرئيس جهاز المخابرات ، ولا عِـلمَ لها بزياراته السابقة التي لا تـحـصى إلى جـميع المعـممين الفاسـدين والسياسيـيـن المارقـين سُـرّاق قـوت الشعـب ، بالإضافة إلى إستـقـباله لهم … وخلاصة الكلام ، ومن خلال مقارناتها لأحـداث الماضي مع الحاضر ، تـريـد الصحافـية إنعام إيصال رسالة إلى ساكـو الـﭘـطريرك : إن شأن المظاهـرات السياسية ليس من شـؤون واجـباته الإكـلـيريـكـية
وأخـيـراً ملاحـظـتـنا الـرابعة
حـبـذا لو كانت الصحافـية إنعام أثـنـتْ عـلى ساكـو الـﭘـطريرك في جـوانب أخـرى من أنـشطته ، كي نأتيها بالردّ المناسب والموثـق لكـل جانب ، فـلـدينا الكـثير مما لا تـتـوقعه … ومع ذلك نـقـول لها ، إنها في غـنى عـن كـتابة مقالها
الاستاذ مايكل سيپي المحترم
تحية طيبة لك ولجميع متابعي مواضيعك المشوقة
لا تستغرب من كل ما يحصل لان هذه هي اللواگة بالجينات الموجودة بقسم من البشر
**فما أكثر اللوگيه حول كرسي الشخص في المنصب ، وما اقلهم أو انعدامهم عندما يغادر المنصب**
اعتقد كل موضوع ينشر بموقع المظرطية الغير كلدانية له هدية خاصة من الرئيس القائد
ولكن انا أستفسر
هل أنعام كچةچي هي من أقرباء رعد كچةچي لو تشابه أسماء هي بالصدفة؟؟؟؟؟
وشكراً
عـزيزي يوهانس
ليس لـدي عِـلم بمسالة القـرابة بين الشخـصين
ولكـن من إجـتهادي سأجـيـبـك بما يلي
إن إسم (( كچة چي )) ليس من الأسماء المألـوفة والمتـداولة
بمعـنى ليس مثل إسم :: الصـرّاف .. الـنجار .. الصفار
لكي نـقـول أنه إسم مكـرر يـدل عـلى مهـنة معـروفة ولكـن لأشخاص ذوي مهـنة متماثـلة
وإنما هـذا الإسم نادر ولا أتـوقع أن يكـون مكـرراً لغـرباء
وبالتالي فإن قـرابة ( عـلى الأكـثـر ) متـوقعة بـين الشخـصين
وأهـل الموصل ربما يعـرفـون أكـثر
للعلم ولست ادري كيف فات ذلك الأخ مايكل سبي أن إنعام من مدينة كركوك واللبيب يفهم
وهي الأن في باريس تعمل مراسلة لجريدة الشرق الأوسط وهي واحدة من عدة جرائد ومحطات تلفزة ووسائل إعلامية عربية كبيرة تديرها السعودية منها الحياة والنهار والاقتصادية والعربية والحدث وغيرها كثير
سبحان مغير الأحوال والتبدل الواضح في الموقف من مروج لمشروع سياسي شيعي الى احضان الشرق الأوسط
وهذا رجل دين مسيحي يحمل درجة البطريرك وليس رجلا عاديا
آسف …. أنا قـلتُ سأجـيب من إجـتهادي الشخـصي
فأنا لا أعـرف كـﭼّـﭼـي ولا مـﭼّـﭼـي … ولا أعـرفـها شخـصيا ولا أعـرف من أين هي
إن كانت من كـركـوك أو من محافـظة أخـرى
كـلما أعـرفه عـنها … أنها كانت كاتبة في العـراق سابقاً