الشعوب الاصيلة بين مطرقة حيتان السياسة وسندان رجال الدين
تلقيت اخيرا الكثير من الطلبات على شبكات التواصل الاجتماعي طالبين بعض التوضيح عن ما آلت اليه الامور عن موضوع حقوق الشعوب الاصيلة بعد المؤتمر الاول الذي عقد عام 2015 في مدينة لوس انجلس
سادتي الافاضل
لا اريد اقحامكم معي بما يجري خلف الكواليس لخنق هذا المشروع في المهد والحد من نشاط المنظمة الفاعل على الساحة لقد مرت اربعة اعوام على انعقاد المؤتمر الذي شرفني ان ارفع علم الكلدان الى جانب علم الامم المتحدة علم هذا الشعب الذي عاصر الويلات والمجازر والابادة ولازال صامتا حي يرزق وله ابناء يدافعون عنه
على مدى الاعوام الاربعة عملنا بدون ملل واستطعنا اقناع صناع القرار في الحكومة الامريكية للوقوف الى جانبنا واعطاءنا الضوء الاخصر للتوجه الى العراق عام 2017 لمناقشة امر حقوقنا المسلوبة مع الحكومة العراقية وفي لقاءتنا مع رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان بالاضافة للمرجعيات الدينية وقادة الكتل السياسية والاحزاب من الموالات والمعارضة… الجميع اقر مشروعية حقوقنا استنادا الى الدستور وايدوه في العلن ولكن تحت الطاولة كان الضرب تحت الحزام على قدم وساق والامعان في القتل والتهجير والاقصاء مستمر بأتفاق مسبق ما بين المركز والاقليم مدعوم من حيتان السياسة في الساحة لتفريغ العراق من ابناءه الاصلاء، من الكلدان والاشوريين والسريان والصابئة والايزيدية. وعلى مدى عشرة ايام بحركة مكوكية في لقاءتنا تكونت لنا القناعة بهذا الامر وعلى ضوء هذه القناعة قدمنا تقرير من 32 صفحة شارحين الامر بدقة وسلمناه للبيت الابيض ونسخة منه لوزارة الخارجية واوصلناهم الى قناعة تامة انه لا امل لهذه الشعوب للعيش بامان وكرامة الا باستحداث منطقة آمنة محمية من الامم المتحدة والحكومة الامريكية… تسرب الخبر في عجالة وكانت ردة الفعل سريعة
كان اول المعترضين هو صاحب الغبطة البطريرك لويس ساكو ادام الله ظله معلنا رفضه القاطع لمنطقة امنة محمية من الخارج بثها في وسائل الاعلام العراقية موضحا ان الكلدان وبحسب مفهومه مواطنين من الدرجة الممتازة في العراق اما الدماء التي سالت والمآسي التي واجهوها والذل الذي لحق بهذه الشعوب فهي فدية من فخامته للنظام القائم
ثم تحرك سريعا ليطلق مشروعه القومي تحت مسمى الرابطة الكلدانية لقطع الطريق امام اي تنظيم فاعل في الخارج
لكن هذه لم يثنينا عن المظيء قدما في المشروع منطلقين من مبدأ الكنيسة لا تمثل رأي الشعب، تحركنا لتشكيل لوبي قوي من اعضاء مجلس الشيوخ والنواب لدعم المشروع وعلى مدى عامين من العمل مع الخارجية تبنت الوزارة مؤتمر للدفاع عن الحقوق الدينية والشعوب المضطهدة ايام 16- 18 تموز 2019
تم دعوة 1200 شخصية ومنظمة حقوقية ومرجعيات دينية من كافة اقطار العالم لطرح الموضوع واقرار الحلول وبحسب معرفتنا الشخصية كان الجزء الاكبر مخصص لشعوب وادي الرافدين التي انهتكها الحروب والدمار… تقاطر المدعوين من كل حدب وصوب خاصة الدينية منها ممثلة بالكرادلة والبطاركة والمطاريين ورجال الدين ماعدا الكنيسة الكلدانية بشقيها العربية والكردية. وكان سبب المقاطعة ان صاحب السمو لويس ساكو يقص شريط مقره الصيفي في اربيل الذي منت به عليه حكومة الاقليم، اما زعيم الكنيسة الكلدانية الكردية مار بشار وردة كان اخر همه ان يحضر المؤتمر وهو على موعد لاستلام لقب الدكتوراء الفخرية من الاكاديمية الكاثوليكية في استراليا ليثبتوا للجميع ان الكنيسة في عالم والرعية في عالم آخر. علما ان المطران وردة عام 2018 (شك هدومه) في البيت الابيض عندما كانت الصكوك على الطاولة متباكيا على مظلومية الكلدان وانقراضهم. ناهيك ان الحبر ساكو لم يزعج نفسه بأن يكلف واحد من قادة الابرشيات الثلاث المتواجدة قاب قوسين من العاصمة واشنطن ولا حتى من نفاخ نار واحد من قادة الرابطة الكلدانية فالمؤتمر لا يعينهم بشئ ما دام الكلدان بالف خير يشحتون الامن والامان في بلاد المهجر ودول الجوار فالمؤتمر اصلا للشعوب المضطهدة والكلدان في ارغد عيش
اما في الندوة الخاصة بالعراق لم يكن من يمثل الشعوب الاصيلة سواي والوفد المرافق لي والسيد والسيدة وليم وباسكال وردة ممثلين عن منظمة حمورابي مما احرجني امام اصدقائي في الخارجية اللذين صدعت رؤوسهم بمظلومية هذه الشعوب ومعاناتهم
كان اليوم الثالث مقرر لتكريم الناشطين في مجال حقوق الانسان انسحبت بهدوء تاركا تكريمي لعدم قدرتي النظر في عيون معارفي في الخارجية لاستقل اول طائرة عائدا الى كاليفورنيا
نتيجة هذا الاحباط تم نقلي الى العناية المركزة على اثر سكتة قلبية مفاجئة ولكن ما اشد اوزري رسالة مساعد وزير الخارجية مسؤول الحقوق والحريات الدينية متمنيا لي الشفاء العاجل والعودة الى الساحة لايمانه بعمل المنظمة وقدراتها في خدمة الشعوب الاصيلة، منتظرا فترة النقاهة لتحديد موعد لنا مع السيد السفير الامريكي في العراق للاجتماع به لوضع النقاط على الحروف
سادتي المتابعين من المهجرين والمهاجرين والمشردين في بقاع الارض ما حيلة الشعب اذا كان سماسرة الدين يتاجرون بدمائكم ولهم الحصانة الالهية وما ضرهم اذا مات الشعب او انقرض ما دامت الحقائب الدبلوماسية تطوف العالم دون ان تمسها يد الرقيب الى متى يبقى الكلدان في سباتهم العميق اما آن الاوان لثورة بلشيفية اخرى لتنظيف الكنيسة من القياصرة الجدد مِن مَن افسدوا الدين والحياة… لك القول ايها الشعب المسلوب الارادة بأسم الرب
موفق السناطي
سفير سلام
سكرتير عام منظمة الدفاع عن الشعوب الاصيلة
ساكو وشعوره بالنقص هو وراء كل تصرف ليس في مصلحة للكلدان