بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ
بناءا عـلى رغـبة أعـزاء عـليّ وإحـترامي الفائـق لشخـصهم وإقـتراحاتهم ، وضعـتُ في ذهـني أن أمشي الهُـوَينا في نـشر مقالاتي المركـزة المألـوفة لـديهم ، ولكـن سيادة السيـد الكـردينال ساكـو الموقـر أراه مغـرماً بالظهـور المستمر في الإعلام ، مصرحاً بالغـريـب من أنماط الكلام ، فـيحـفـزنا حتى إذا كـنا غائـرين في المنام . إنه يطل عـلينا بتـصريح أو مقالة شكـلية ، فـيـدفـعـنا إلى متابعـته والتـفاعـل مع كـتاباته الشبه يومية ، لا لغاية عـنـدنا سوى إنها هـوايتـنا الأدبـية . حـقاً كان صادقاً أحـد قادة كـنيستـنا الكلـدانية يوماً حـين إستمع إلى تـذمر ساكـو من كـتاباتـنا ، فـقال له (( إنك تظهـر في الإعلام كـثيراً وناسياً ماذا قـلـتَ البارحة فـتعـرّض نـفـسك للأخـطاء ! والكـُـتاب الـنـبهـون يراقـبونك فـيكـتبـون )) …. وفي مقال آخـر لي قـلتُ : إذا غاب الـﭘـطرك عـن الإعلام هـل سنكـتـب عـن الحـيطان ؟؟ … ولكـن يـبـدو أنّ إللي بـيه ما يخـليه ، إحـنا هـمينا إللي بـينا ما يخـلينا فـنكـون متكافـئين
رجـوعاً إلى مقالته السبتية بعـنـوان ((كلماتـنا تكـون عِـبر الحـقـيقة)) يجـرنا الـﭘـطـرك إلى التمعـن فـيما يـريـده فـنـقـرأه ونـنـدمج معه مثـلما هـو يعـمل مع مقالاتـنا دون الإشارة إلينا ــ وهاى ما تعـبـر عـلينا ــ وبالمقابل إذا كانت كـلماته عِـبر الحـقـيقة فإن ((كـلماتـنا هي الحـقـيـقة )) لأنـنانـكـتب عـما يـريـده شعـبنا الكـلـداني والمؤمنون أبناء كـنيستـنا الكـلـدانية ، عـلماً أنـنا لسنا من هـواة أهـزوجة (( منـوّر سـيـدنا )) لأن سـيـدنا شبع من اللـواﮔـة وقالها بنـفـسه !! ويعـرف أنها ليست في معـدنـنا بل نحـتـرم كـل إنسان عـلى أرضنا . شاهـدوا هـذه الشاعـرة وهي تـشهـد عـلى حـقـيقة القـليلين ، لا مثـل الـمتملـقـين الخائـفـين من الحـقـيقة
نعـلم أن حـضرة الكـردينال لـويس ينـتـظر بشوق مقالات بعـض الكـتاب ويـبحـث عـنها بالفانـوس ويقـرأها بإمعان ويرى فـيها الحـق ولكـنه كـﭘـطرك شـرقي فإن عـقـليته تبقى شـرقـية رغـم تكـرار حـضوره مؤتمرات غـربـية ، فـيصعـب عـليه الإعـتـراف بالحـق الـذي يثيره غـيـره ، لأنّ (1) كـبرياءه ــ هـو وغـيـره ــ يمنعه من التـفاعـل والإنصياع للحـق الـذي يُـنيره له شخـص آخـر ، ظـناً منه بأنه تـنازلٌ عـن هـيـبته مثلما كان شعـور الكـتبة والـفـرّيسيـيـن (2) هـمّه الأكـبر ديمومة هـيمنـته عـلى أبناء الله الموكـلين عـنـده ، لملء الفـراغ الـذي يلازمه ويـؤرقه (3) وبالنـتيجة نـقـول له أنْ لا فائـدة يجـنيها من قـراءته تلك المقالات ، فـليتجـنبها راحة له (4) وفي زمن المرحـوم الـﭘـطرك دلي كان سيادة لـويس الـمطران المتمرد ــ وسبق أن وصف المطران سـرهـد جـمو بالكلمة ذاتها ــ وعـنـد قـيادته مجـموعة مطارنة الشمال ، كانت له تصريحات وآراء غـير متوقعة من مسؤول شـرقي وخاصة كـنسي مثل (((رفـضه إطاعة سلطة النخـبة…المسؤول الشريف لا يكـتم كـلمته))) واليوم نلاحـظه يناقـض أقـواله السابقة في إدارته الحالـية طالباً من الجـميع الطاعة العـمياء له وكأن أنـفه لا يُخـطىء ، مما يقـودنا إلى الإستـنـتاج أن تصريحاته تلك كانت مرحـلية ، تـبريـراً لمشاعـره السلـبـية ضد ﭘـطركه آنـذاك . فاليوم نـرى حـوله مسؤولـين كـثيرين شرفاء الشخـصية ولكـنهم يكـتمون كـلمتهم ويطيعـون سلطته النخـبـوية ، فـما الـفـرق بـين ساكـو ودلي في منـصب الـﭘـطـركـية ؟
أولاً
الـﭘـطرك لـويس أعانه الله يقـول في مقاله : (( هـناك كـتَّابٌ ينـشرونَ كـتابات غـير معـقـولة ويرفـضون كل ما يرَونه مناقـضاً لآرائهم )) … (( هـؤلاء الكـتاب يعـدّون أنفسهم معـلمين للآخـرين ))
نـقـول له
أسفا عـلى كـتابتـك فـقـد تكـون زلة من قـلمك وأنت تـدري كـلـنا معـرضين للخـطأ ، أنت تـراني في مقالاتي أطـلب من القـراء ــ وفي ذهـني أقـصد جـماعـتـك ــ أن يؤشـروا إلى أي خـطأ يرونه في كـتاباتي كي أعـتـذر أولاً ثم أصحح الخـطأ …… فـعـن أية فـقـرة تـقـصد ورأيتها ــ غـير معـقـولة ــ ؟ ثم مثـلما كان لك رد عـلى : ناصر عـجمايا ، كـوركـيس مردو ، يوهانس ، ليون برخـو ، ظافـر شـنّـو ، السناطي …… أين ردّك يا عـزيزي ، أين جـماعـتـك الدائـرون في خـط إستـوائك ؟ لـقـد تـورط أحـدهم من ملبـورن يوماً فجاءه الرد الشافي الـذي لا يقـبل الخـطأ إطلاقاً فأسكـته ، وآخـر من سان ديـيـﮔـو في عام 2015 فأجـبناه بما ألجـمه منـذ تلك السنة وحـتى اليوم
ثانياً
أنا أعـتـرف أنّ لك الحـق في بعـض إدعاءاتـك ولكـن ليس جـميعها ، حـين تـقـول
ما نُشِر عن طريقة اختيار العلمانيين للمشاركة في السينودس الماضي، وتدَخُّل الكنيسة في السياسة، وتأسيس الرابطة وعملها، وتسمية شعبنا، وطقوس العبادة التي يتصورونها مقدسة “أبدية”، لا يمكن مسَّها، والأصالة والتراث والُّلغة
فـنـقـول
ما فائـدة العـلماني الـذي يحـضر سنهادُسِـك حـين يخـتاره رئيس أبرشيته ؟ هـل سيعـبّـر عـن رأي العـلمانيين الكـلـدان ؟ وخـلي بـبالك أن المسألة لا تحـتاج إلى خـبـيـر صاحـب شهادة فـوق الدكـتـوراه وهـو لا يمتـلك الجـرأة عـلى التكـلم ، أو يجـيـد الـنـقاش بأدلة ووثائـق ولكـن ليس مسموحاً له التـكـلم ؟ … أما مسألة الطقـوس الـقـديمة والجـديـدة فأنا متأكـد أنك لن ترضى بتـبـديل أمك العـجـوزة بإمرأة شابة
ثالثاً
تـقـتـرح كـتابة مقالات رصينة تكـشف حـقائق ، تـتـرك أثـراً جـميلاً
فـنـقـول
وهـل أنت تكـتـب برصانة أكـثر مما نكـتـبه ؟ أليست كـتاباتـك كـلمات إنشائية ، مصطلحات منمقة مُعـبأة ــ عـلى ﮔـولـتـك عـبّي بالخـرَج ــ ؟ أما فحـوى مقالاتـنا وصياغـتها ــ ليس مـدحاً للـذات ــ بل يعجـب بها الكـثيرون وبإعـتراف أناس متمكـنين فلان وفلان لا داعي أن تعـرفهم … ولعـلمك فإنها تـتـرك آثاراً جـميلة في نـفـوسهم بل ويجـتمعـون لمناقـشتها في عـقـر دارك (( لـن نـفـضح جـماعـتك الـذين في داخـل العـراق )) لأنهم جـنـود في نـظـرك وأنت الآمـر
رابعاً
تـقـول : (( أشخاصٌ قـليلون يدركـون أن الكلمة تستحق أن تُحترم مثلما يحترم الشخص نفسه، وَتُصانُ كما يُصانُ الشرف ))
نـقـول
إن كلامك هـذا منـطقي ولكـن يا أخي ، إن العـلة فـيك !!! أنت تجـمع حـولك أينما تجـد لـوﮔـياً وتـشعـر بأنه هـو المناسب لك وهـو يُـسعـدك ولكـنـك متـوهم ونـتـيجـتها هـو إضطرارك إلى كـتابة مقالك السبتي ! وكم مرة قـلـنا لك : (( قـل لي مَن هـم أصدقاؤك أقـول لك مَن أنـتَ )) … ولا تسمعـنا ، إذن ماذا تـتـوقع ؟
عـزيزي : أنا صريح معـك ، أنـت بحاجة إلى مستـشارين لمعاضدة دكـتـوراهـك التي يعـتـمـد عـليها الكـثيرون من حامليها !!! ولكـنهم يفـتـقـرون إلى الثـقافة العامة ولا يعـرفـون كـل شيء ، وحـتى ﭘاﭘا الـﭬاتيكان أكـد ذلك وهـذا ليس عـيـباً فأنا أيضاً لا أعـرف كـل شيء . وحـين أكـلمك هـكـذا فأنا عـنـدي دليل ملموس بالـيـد وتـراه العـين ومستـعـد أن أبعـثه لك شخـصيا …. فأقـول لك كأخ : فـيما يخـص الـثـراء إعـتـمـد عـلى الأثـرياء الـذين ليست لـديهم مَصالح شخـصية ، فـيما يتعـلـق بالبناء إعـتـمـد عـلى المقاولين الأمينين الشبعانين اللاطماعـين ، إعـتمـد عـلى مَن لم تهـزّه إغـراءات الوزير الشمالي الفلاني !!! وقـس عـلى ذلك، إسألني أنا المجـرّب ….. لا تكـن مثل ذلك المطران الكـلـداني وهـو حي يُـرزق حـين عـيـنـوه في أبرشيته ، نصحه أهـله بأن يعـتمـد عـلى فلان الكـفـوء والآخـر الـعـبـقـري والثالث الـرائع … فكان رده : أنا أريـد جماعة لا يقـرأون ولا يسمعـون ولا يـبـصرون ( كي يحـقـق غايته ) … وهـكـذا كان ، حـتى حـقـق غايته فعلاً
أخي : إفـرز الـزؤان من الحـنـطة ، كي تـزرع الحـنـطة وتحـصد الحـنـطة فـيكـون قـمحـك نـظيفاً
خامساً
في نـقـطـتـك الخامسة أراك كما قال الشاعـر : لا تـنهَ عـن خـلـق وتأتي مثـله
لـن أطيل عـليك ولكـن دعـني أقـول لك وأنا بعـمرك ، أنـصحـك ، أقـدم المشورة لك ، أرشـدك ، أعـلـّمك …. قـل ما تـشاء فالجـميع أخـطأوا وأعـوزهم مجـد الله … أنا وأنت من بـينهم
كل هـذا المشهـد الـذي تـراه مزعـجاً مؤلماً جارحاً لك ، كان بإمكانـك حـله لـو كـنتَ ذكـياً غافـراً مُصالحاً متواضعاً بعـض الشيء . كـيـف ؟
إن الإجـراءات التي طبقـتها عـلى المـذنب خـدور: أوقـفـته بـبـيان … رجّعـته شـفـوياً … أحـلته عـلى الـتـقاعـد بـبـيان … رجّـعـته شـفـوياً … هـل أنت مقـتـنع بهـكـذا إدارة ؟ وهل تعاتبني حـين قـلتُ : ((هـل أنت صاحي لو سكـران)) ؟ إسأل مطارنـتك ــ الأحـرارــ وإسمعهم ماذا سيقـولـون لك بهـذا الشأن
طيب لو كـنـتَ طبّـقـتَ الإجـراءات نـفـسها عـلى الآخـرين الـنـزيهـين اللامذنبـين!!! لكـنتَ أغـلـقـتَ الباب عـليهم وعـلى كافة الكـُـتاب ولا يـبـقى سبـباً للكـتابة … أما الآن تـرى الأجـواء مملة مقـرفة ، فـمن الطبـيعي أن يجـتمعـوا حـول النار المشتـعـلة للـتـدفـئة والألـفة ….. دمت سعـيـداً