المقدمة : في كل مناسبة يعطينا الرب يسوع المسيح حكمة موضوعنا اليوم يخص الآية : ( دع الموتى يدفنون موتاهم ، وتعال اتبعني ) قالها الرب لشخص تحجج بأبيه الميّت الذي جعله عائقاً لدعوة الرب إليه . بالتأمل بهذه الآية نصل إلى تساؤل .. أي تعليم أراد الرب ايصاله من هذه المقولة …؟ تأملنا باختصار هو
اولا ) ليس كل ميّت بالجسد بل هناك اموات بالروح … وهنا اموات الروح الذين لا يتفاعلون مع التطوّر الحضاري للمجتمعات فيعيشون بعقلية وقوانين الأمس بل ويفرضونها على الشعب وحجتهم ( قداستهم )
ثانيا ) كلمة الرب : اترك الموتى يدفنون موتاهم … وهنا التأكيد انه آن الأوان لكي تفرزوا بين الأحياء والأموات في الروح ( بالعقل الناطق المفكّر الذي وهبه الرب الإله للإنسان لكي يتفكّر وبه ومعه يخلص او يهلك … لا تأكل من هذه الشجرة وكل من تلك … سفر التكوين )
ثالثا ) تعال اتبعني : أي انظر لما اقدمه لك وهو الطريق إلى الحق والحياة .. الحياة التي ارادوها لك ذلاً وتبعيّة وعبودية واردتها لكم حرية تزهو بالقداسة والكمال ( تاجها )
ان تمجيد القبور وتقديس الأموات ( هو احدى الديانات الوثنيّة التي وجدت على المعمورة وآمن بها كثيرون ولا يزال آخرون يمارسون طقوسها ليومنا هذا ) … وسنخصص اليوم زيارة اخينا في المسيح غبطة البطريرك لويس ساكو لقبر ابيه في تركيا وتصريحه هناك
لأكون صريحاً جداً معكم … لا يهمني ان ارتدى رجل الدين ملابسه التقليدية او قميصاً وبنطال ولا حتى تعليقه الصليب للتعبير عن هويته الدينية من عدمه وهذه حرية شخصية تعبر عن مكنونات ذاك الشخص من هذا ، كذلك لم يهمني التصريح لأسباب كثيرة ، لكن الذي استوقفني فيه هو موضوع ( البراءة …!! )وتعني تبرأة الجيل الجديد من دماء اكثر من مليون ونصف مليون شهيد مسيحي بمجازر بشعة تعبر عن كينونة فكر الإرهاب في دولة تتبنى فكرياً هذا المفهوم في أديباتها
لم تكن هذه البادرة جديدة ولا استحدثها الفكر المتميّز ولا هي بصمة مضافة وانما كان تثبيت لفكر الاستنساخ الذي عوّدنا عليه غبطته مستوردة من اخونا في المسيح البابا يوحنا بولس الثاني في تبرئته ليهود اليوم من دم الرب يسوع المسيح … والآن لا بد لنا كأحرار في المسيح ان نتساءل
ا) ما هي القاعدة الإنسانية التي دعتكم لهذا التصريح …؟
ب) هل من حقك الشرعي الديني والمجتمعي ان تصرّح مثل هكذا تصريح خطير … ؟
ج) ما هي المترتبات القانونية الدولية التي ستستغلّها تركيا للدفاع عن ادراج تلك المذبحة كتطهير عرقي للمجتمعات …؟
د ) هل هناك احتساب للحقوق التي ستهدر من جراء هكذا تصريح واي شعب تضرر وسيبقى متضرراً من تلك المذابح وماذا يعني لك هذا الشعب …؟
ه ) ما هو الهدف الحقيقي من وراء هكذا تصريح … ؟
اليوم سنجيب فقط على السؤال ( ه ) وسنترك بقية اجابتنا على التساؤلات الأخرى للتداخلات وان لم يتم فسيكون لنا مواضيع لها علاقة مباشرة بها
الجواب بسيط جداً عندما تكون قد سبرت دواخل الآخر ستفهم الغاية من قوله بدون ان يعلنها مباشرة لك … يعلم اخينا البطريرك الكاردينال أن تركيا بلد الخلافة الإسلامية اليوم والمعروف والمشهور عن ذاك التاريخ هو ( نبش القبور ) لمن لا يعجبهم او يختلفوا معه في الرأي ويمثلوا بالجثث انتقاماً وحقداً وهذا موروث ادبي أخلاقي اجتماعي ولهذا تجد قبور الكثيرين من الخلفاء والقادة والصحابة مجهولة لدى العامة وهذا الموروث لا يزال ساري المفعول ليومنا هذا كون الفكر لا يزال هو هو ذاته لم يتغيّر عبر تلك السنين … إذاً نستنتج ان غبطة البطريرك الكاردينال قام بتصريحه الخطير هذا لحماية قبر ابيه من الانتقام والنبش وانطلاقاً من مبدأ ( من اجل عين الف عين تكرم ) … نقول (( من اجل قبر ملايين القبور فلتحفر ))
حكمتنا لهذا الموضوع : (( الذي يساوم على مبادئ السماء تهون عليه دماء الشهداء ))
ولهذا الكلام ربّاط رائع اليوم له علاقة وثيقة بهجرة الشعب المسيحي من ارضه
الرب يبارك حياتكم جميعاً
اخوكم الخادم حسام سامي
26 / 6 / 2019