هـل هـناك جهة سـتـدفـع أثمان جـرائم داعـش ؟

إن إسم داعـش سوف يُمحى قـريـباً ( وليس جـرائمه ) ، ولا أحـد يعـرف علنا مَن الـذي أتى به وبقـوته الكـبـيـرة هـذه التي تدعـمه ؟

وبغـض الـنـظر عـن أية تـكهـنات كما يـروّجها الـبـعـض ــ بأن وراء داعـش قـوى ضخـمة تُـسـيّـر العالم ــ نـتساءل : يا تـرى هل هي الولايات المتحـدة الأميركـية (سي آي أي) وبريطانيا وموساد إسرائيل ؟ أو كما يقال إنها بتمويل من دول عـربية وإسلامية مثل السعـودية وقـطر وتركـيا؟

كـيف إستطاع زعـيم داعـش أبو بكـر البغـدادي

Who came out of no where

أن يجـمع كل هـذا الجـيش الجـرار مِن جميع أنحاء العالم وبوقـت قـياسي قـصير لـيحـتل أراضي شاسعة لدولة العـراق وسورية وتوسعَ في بلدان أخـرى ؟ ويعـتبر هـذا أحـد أسرع إحـتلال في التأريخ ، وزال أيضاً بسرعة ، والعجـيب أن الـزعـيم إخـتـفى !!!؟؟

هل حـقـق داعـش نـتائج أسياده الباقـين في الـقـوة بالميدان ؟

هل سوف يخـلـقـون تـنظيماً أشرس من هـذا ؟

لربما سوف يـبقى إسم داعـش لـفـترة ما ، وأجـنداته ستستمر ، لأنها مبنية عـلى كـتاب الإسلام ولكـن بأسماء أخـرى مخـتـلفة ، تلك المنـتـشرة في العالم مثل : ( بوكـو حـرام في نايجـيريا ، جـبهة التوحـيد الوطنية في سيريلانكا ، أبو سياف في الـفـيـليـپـين ….. )

ومتى أراد أسياده خـلق تـنظيم آخـر أشرس من داعـش في نفس المنطقة ، فهـل من الحكمة في تلك الدول بقاء الجـماعات التي دفـعـت أثماناً باهـضة لجـرائمه ! كالكـلـدان مثلاً ؟ وبقـية الأقـليات والـديانات والمذاهـب هـناك ؟ أليست الهجـرة هي الحـل الأمثـل لصيانة الكـرامة وحـق العـيش والأمان ؟ لأن دم الإنسان المسفـوك هـدرا ، لا يُـثمن مقابل كل عـقارات الأرض والـبـيوت . وإن النفس هي أغـلى بكـثير من ذلك ، وخاصة نحـن المسيحـيـون ، إذا كـنا حـقـيقة نطيع كلام الرب له المجـد يسوع المسيح الذي قال : إذا إضطهـدوكم في هـذه المدينة تحـوّلوا إلى أخـرى ، وأيضا كما تـقـول عـونيثا من صلاة الشهـداء في طقسنا الكـلداني لصباح يوم الثلاثاء

ܐܬܪܐ ܘܐܬܪܐ ܫܢܝܬܘܢ. ܘܡܢ ܡܪܟܘܢ ܠܐ ܫܢܝܬܘܢ. ܘܟܠ ܐܬܪܐ ܕܥܒܪܬܘܢ ܒܗ. ܣܝܡܬ ܚܝ̈ܐ ܣܡܬܘܢ ܒܗ

( أثـرا وأثـرا شـنـيتون ومِن مَرخـون لا شـنيـتون، وكل اثرا دعبرتون بِه، سيمَث حَيي سمتون بِه) وخاصة اليوم بعـد الـتوقـف (تماما) من التبشير بالإنجـيل حسب ما تـوعـظ به الكـنائس الرسولية مِن قِـبَل أعـلى زعـمائها
مَن الـذي سيتحمل جـرائم داعـش ؟؟؟ هل هـناك محكمة دولية تحـكم عـليه وتـدفع تعـويضات لكل مَن تعـرّض للـتـدمير وخاصة الشعب الإيزيدي والمسيحي في العـراق وسورية ؟ أم سيكـون حاله مثل حال جـرائم الدولة العـثمانية الأردوﮔانية 1915 ؟

أم أن العالم سوف يعـوض دم هـؤلاء بدموع التماسيح ؟ أو بإستلام جائـزة معـنوية لا نفع منها أكـثر من تصدّر عـناوين فارغة في الإعلام ؟
كما يحـدث ويأتي زعـيم مثل البطريرك ساكـو لـيقـول للتأريخ ولأحـفاد الكلدان الشهـداء ، بعـد مرور فـترة من زمن إبادة شعـبهم ، بأن قـتلة هـؤلاء الأبرياء ليسوا بالضرورة مسؤولين عـما حصل لهم في الماضي

ليتصور الإنسان كـيف أن هـذا الـفـكـر تحـت غـطاء الدين لا يخـتـلف كـثيرا عـن جـرائم داعـش

الاب نوئيل كوركيس