المطران الدكتور أنطوان يعقًوب
المحبة اساس حياة الفضيلة
يحكى ان خرجت إمرأة من منزلها فرأت ثلاثة شيوخ لهم لحى بيضاء طويلة وكانوا جالسين في فناء منزلها.. لم تعرفهم ولم تتعرف عليهم
فقالت لهم: لا أظنني اعرفكم ولكن لابد أنكم جوعى! أرجوكم تفضلوا بالدخول لتأكلوا
فسألوها: هل رب البيت موجود؟
فأجابت: لا، إنه بالخارج
فردوا: إذن لا يمكننا الدخول في غيابه
وفي المساء وعندما عاد زوجها أخبرته بما حصل
فقال لها: إذهبي اليهم واطلبي منهم أن يدخلوا
فخرجت المرأة وطلبت إليهم أن يدخلوا
فردوا: نحن لا ندخل المنزل مجتمعين
سألتهم: ولماذا؟
فأوضح لها أحدهم قائلا
هذا اسمه “الثروة” وهو يومئ نحو أحد أصدقائه وهذا “النجاح” وهو يومئ نحو الآخر وأنا “المحبة
وأكمل قائلا: والآن ادخلي وتناقشي مع زوجك من منا تريدان أن يدخل منزلكم
دخلت المرأة وأخبرت زوجها ما قيل. فغمرت السعادة زوجها وقال: ياله من شئ حسن، وطالما كان الأمر على هذا النحو فلندعوا (الثروة)!. دعيه يدخل ويملئ منزلنا بالثراء
فخالفته زوجته قائلة: عزيزي، لم لا ندعو (النجاح)؟
كل ذلك كان على مسمع من زوجة ابنهم وهي في
أحد زوايا المنزل
فأسرعت
باقتراحها قائلة: أليس من الأجدر أن ندعوا (المحبة)؟
فمنزلنا
حينها سيمتلئ بالحب
فقال الزوج: دعونا نأخذ بنصيحة زوجة ابننا
اخرجي وادعي (المحبة) ليحل ضيفا علينا
خرجت المرأة وسألت الشيوخ الثلاثة: أيكم (المحبة)؟ أرجو أن يتفضل بالدخول ليكون ضيفنا
نهض (المحبة) وبدأ بالمشي نحو المنزل فنهض الإثنان الآخران وتبعاه !. وهي مندهشة
سألت المرأة كلا من (الثروة) و(النجاح) قائلة: لقد دعوت (المحبة) فقط ، فلماذا تدخلان معه؟
فرد الشيخان: لو كنت دعوت (الثروة) أو (النجاح) لظل الإثنان الباقيان خارجاً، ولكن كونك دعوت (المحبة) فأينما يذهب نذهب معه
فلنتعلم انه أينما توجد المحبة، يوجد الثراء والنجاح، خصوصا اذا كان الانسان فعلا محبا للـه وخير للبشرية وعليه نقول أينما حلت المحبة سترافقه محبة الـله والناس والكون اجمع وسترافقه البركة في الرزق حتى لو كان قليلا ذاك هو الثراء الحقيقي
رزق حلال مبارك فيه
هذا والنجاح الحقيقي هو نتيجة حتمية لكل من سعى للخير
من له أذنان للسمع فليسمع