المطران د. انطوان يعقوب
الكاهن هو الشخص الذي دعي لخدمة اسرار الرب يسوع المسيح ورعاية رعيته والسهر عليها من اجل خلاصها ودخول ملكوت السماوات فالمفروض انه رجل اللـه المختار للخدمة
وخدمة الكاهن ليست وظيفة بحال من الأحوال للتعايش والاثراء، كما هو الحال الان … اذ ان المال قبل الخدمة لأغلب رجال الدين!! وهذا ضد تعليم المسيح القائل مجانا أخذتم مجانا أعطوا
فهل هذا ما نراه اليوم في كنائسنا؟
طبعا لا … فالكل زَاغُوا وضلوا يركضون وراء الدولار … فلا يعيلون ولا يساعدون ولا يعطون بل يأخذون من الغني ومن الفقير من اجل انفسهم
والكهنوت هو السر السابع من اسرار الكنيسة السبع التي أسسها الرب يسوع المسيح وهي ثلاث درجات
الشموسية والقسيسية والاسقفية
وضمن كل درجة رتب ادارية فقط
هذا وعمل الكاهن الأساسي يتمحور حول
خدمة الكلمة: فيجب ان يكون الكاهن متعلما العلوم المدنية واللاهًوتية حتى يستطيع ان يفيد رعيته …ففاقد الشيء لا يعطيه … ومن هنا نرى اغلب الإكليروس لا يقرأون ويعتبرون انفسهم حكماء عصرهم
وانا حين اسمع عظات بعضهم اترحم على الرعية بسبب جهل اكليروسها
خدمة الأسرار: تحتاج الى إيمان وتقوى الكاهن وإتقانه للطقس
خدمة الرعية: في الإرشاد والحكمة والتعليم والافتقاد
هذا ومازالت علاقة الرعية براعيها تتوقف على قدرة ونجاح الراعي في كسب ثقة ومحبة رعيته، برعايته وبمحبته وبعلمه وبحكمته
فمازلت الرعية تربط علاقتها باللـه وبالكنيسة وفقا لنجاح الراعي وقبوله
فان أحبته احبت اللـه واستمرت في ذهابها للكنيسة
وان نفرت من راعيها بسبب ديكتاتوريته او جهله او سوء سلوكه، امتنعت عن الذهاب الى الكنيسة وابتعدت عن اللـه ويكون سبب ذلك سوء علاقة الراعي برعيته
لذلك اصبح الكاهن مسؤولا عن حضور او غياب الرعية عن الكنيسة وابتعادها عن اللـه وسيكون مسؤولا عن ضياعها وابتعادها امام الـله الذي استودعه هذه الأمانة ففشل في الاحتفاظ بها والسهر على ارشاهدها وتعليمها وخلاصها
ومن هنا نقول من شروط نجاح الكاهن لكي يكون مقبولا من الرعية يجب ان يبتعد تماما عن :
اولا -حب المال والاتجار بالأسرار بغية الربح المالي
للاسف الشديد هذه احدى سمات اغلب الإكليروس بكل درجاته اليوم لانهم يعتبرون الكهنوت وظيفة ووسيلة للتعايش والإثراء فيكونوا سبب الاساءة الى السر بل والى الكنيسة ككل
ومن واقع خبرتي فان الاسقف المتكالب على جمع المال ورفضه الاشتراك في افراح وأحزان الرعية الا مقابل المال، يكون السبب الرئيسي في افساد كهنته لانه قدوة سيئة لهم فسيقلدونه في التكالب على المال مقابل الطقس او منح السر
ثانيا -سوء سلوك الكاهن وانحطاط اخلاقه وتخصيصه لزيارة أشخاص بعينهم لأسباب خاصة به
كم وكم من كهنة وأساقفة تنحط اخلاقهم فيقيمون علاقات جنسية وعاطفية مع بعض بنات رعاياهم فتنتشر هذه العلاقة فيخاف الناس من ويبتعدون. فيكون قدوة سيئة للرعية
ثالثا – الميول السياسية والحزبية فيكون سبب تقسيم الرعية
فكم راينا أساقفة وكهنة ينضمون للمأسونية او الحزب القومي او الاشتراكي او الشيوعي فيكون سبب ابتعاد أبناء الرعية عنه
وهنا أضع امام الكاهن ثلاثة عوامل تساعد على نجاحه بالاضافة الى ابتعاده عن شروط ابتعاد الرعية عنه التي ذكرتها سابقا
اولا- ان يحب رعيته كحبه لاسرته. .. لا يفرق بينها بسبب احوالها الاقتصادية او مركزها الاجتماعي – وهو ما نراه اليوم من الأساقفة والكهنة فلا يزورون الا الأغنياء واصحاب المراكز للاستفادة. ماديا. واجتماعيا
ثانيا- ان يتقدم رعيته في المواقف فيفديها بدون تردد او خوف- وهذا ايضا ما لم نره فاغلب. الأساقفة والكهنة هربوا مع عليهم اثناء الاضطهادات تاركين رعاياهم يذبحون ويسجنون ويغتصبون
ثالثا- حضور الاسقف والكاهن والاشتراك الدايم في افراح وأحزان الرعية بمحبة بعيدا عن حب المال والمحسوبية
ياليت رجال الإكليروس يسمعون ويعملون من اجل خلاص رعاياهم
من له أذنان للسمع فليسمع
ولالهنا السبح والمجد الى الأبد امين