إلى جماعة ” لا تدينوا كي لا تدانوا ” وجماعة ” من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر” أقول
اولا- الكتاب المقدس يحتوي على آلاف الآيات إضافة إلى هاتين الآيتين، ليتكم تتعبون قليلاً وتقرأون فتتعلمون ومن ثم تتكلمون أو ليتكم تسكتون كي لا تسيئون إلى الرب ووصاياه من حيث تدرون أو لا تدرون فتُدانون
ثانيا- من قال ” لا تدينوا كي لا تُدانوا ” قال أيضاً على لسان رسوله بولس” تَكَلَّمْ بِهذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ.” ( تيطس: 15:2) وآيات كثيرة أخرى في نفس المعنى.
ثالثا- المسيحيّ الحقيقي لا يكره الخاطيء ولا يدينه، بل يكره الخطيئة ويدينها، وبالمحبة يحبّ أخاه ويعظه مهتماً أولاً باستقامة العقيدة وثانياً بخلاصه الذي هو أهم من محاباة الوجوه أو ” تمسيح الجوخ أو المسايرة”
رابعا- من قال في حادثة المرأة الزانية “من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر” قال لها أيضا بعد أن رحمها وأنقذها ” لا تُخطئي فيما بعد.” هل في هذا إدانة؟؟؟ لم يتركها في ضلالها ولم يدنها لكنه وعظها لينقذها إلى الأبد
خامسا- المسيحية ليست على مقياس فهمنا لها ومقياس عواطفنا وآرائنا و”العيش المشترك”وما نظنه لائقاً و “بسيطة ولوو وشو فيها ولوو” ، المسيحية ليست مُلكنا بل هي وديعة وأمانة في أعناقنا لنعيشها ونسلّمها وسنُعطي عنها جواباً يوم الدّين. إنها المسيح الحيّ بذاته الذي يحيا فينا وبيننا وإلى الأبد
نحن نعيش في زمن مريضٍ صار الإنسان فيه حساساً في كل شيء على حساب الحرّية الشخصية، لا أب ولا أمٌ يجرؤان على توبيخ ابنهما بكلمة بحجّة الحرية الشخصية والخوف على مشاعرة حتى لو انحرف أو جدّف، كذلك مع الأقرباء والأصدقاء ومع من يقولون إنهم أخوة في المسيح
من لبس المسيح ليس هو من يحيا بعدها بل المسيح يحيا فيه، يعني أن المسيحيين صاروا حضور المسيح في العالم في كل ما فعله وقاله وعلّمه
إلى أن تقرأوا الكتب وتفتّشوا وتستنيروا لا تتكلموا بالمسيحية لئلا تصيرون معثرة وتجلبون دينونة لأنفسكم
يا أحبة، إن كُنتُم ترفضون أن تساموا على كراماتكم وأعراضكم فلما تقبلون المساومة على كرامة المسيح
يكفي مساومة على المقدسات. أنظروا حولكم ببصيرتكم وبسرّ الميرون المقدس ووجدانكم لتعلموا أنكم تخسرون كل شيء وأنكم إن أكملتم المساومة على مسيحكم وعلى الكنيسة الرسولية ستصيرون عاراً بين الأمم
لا تصدقوا اللاهوت الجديد ولا المضلّين الآتين بثياب الحملان لا الملتحين كبرياءً منهم ولا الحالقين المتعطرين ولا الممثلين ولا الصابغين ولا المتفلسفين ولا المتلوّنين
أبقوا شهوداً حتى النهاية وإن اضُطهدتهم أو عُيرتم أو شُتمتم، إنها بركة الشهادة الأخيرة في الأزمنة الأخيرة
الأب ثاوذورس داود
كاهن في الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التقليدية
منقول من صفحته
@Abouna777