يوسف تيلجي
الموضوع
في يوم 6.1.2019 ألقى شيخ الأزهر د . أحمد الطيب كلمة في أفتتاح كنيسة ميلاد المسيح ، فيما يلي ملخصها ، بعد حذف الجمل البروتوكلية !! ( .. حذر شيخ الأزهر من استدعاء فتاوى قيلت في زمن معين وظروف خاصة للقول بأنه لا يجوز في الإسلام بناء الكنائس ، فهذا ليس من العلم ولا الحق في شيء ، وهذا خطأ شديد واسألوا التاريخ ينبئكم أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين . وتابع شيخ الأزهر ” ستقف الكاتدرائية صامدة شامخة بجوار المسجد يتصديان لمحاولات بعث الفتن الطائفية ” .. / نقل من موقعي الوطن الألكتروني والبوابة ) .
القراءة
المتابع للغة الجسد للشيخ أحمد الطيب / ” إن لغة الجسد هي لغة تواصل لا تستخدم الكلمات، وتعني قيام الإنسان بأي فِعل يقوم شخص آخر باستقاء معنىً محددٍ منه ” ، نلاحظ أن وجه شيخ الأزهر كان مكفهرا عابسا متعصبا ، يبان على أنه مجبرا على ما يقول بالرغم من أنه لم يكن صادقا وأمينا على ما قال !! .. وفيما يلي بعض الأضاءات
اولا. أن مصر يا شيخ الأزهر .. قبطية / مسيحية ، قبل الغزو الأسلامي لها عام 640 – 642 م ( الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمِصْر ، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، وانتُزعت على إثرها ولاية مصر الروميَّة من يد الروم ودخلت في دولة الإسلام، وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر ، وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين .. / نقل بأختصار من موقع الويكيبيديا ) ، وأنا على يقين أنك تعرف ذلك جيدا !! .
ثانيا. الكنائس في مصر موجودة قبل وجود الأسلام كدين وقبل أنشاء الأزهر كمؤسسة الذي أنت شيخه ! ، حيث أن الأزهر كان جامعا ، أنشأ في عهد الفاطميين ، أما تحوله الى جامعة فكان عام 988 م ، وقد جاء في موقع / المعرفة بهذا الخصوص التالي ( ولم يلبث الأزهر الشريف أن أصبح جامعة علوم ، يتلقى فيه طلاب العلم مختلف المعارف والفنون ، ففي سنة 378هـ / 988م أشار البعض على الخليفة العزيز باللـه بتحويل الأزهر الشريف إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والعقلية حرصاً على جذب طلاب العلم إليه من كافة الأقطار . وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون. ) ، ولكن التأريخ يشير الى وجود كنائس في مصر قبل ذلك بقرون عديدة ، منها كنيسة السيدة العذراء ( تم بناء الكنيسة فى القرن الثالث الميلادى فى المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة ، وتهدم معظمها فى القرن السادس عشر الميلادى إلى أن أمر محمد على باشا والى مصر بإعادة بنائها مرة أخرى مع الحفاظ على الطابع الأثرى لها والحفاظ على الأجزاء الأثرية المتبقية منها ، وتم إعادة بناء الكنيسة أيام الرئيس جمال عبدالناصر، وفى عام 1968 أعيد بناء صحن الكنيسة ، وخلال عملية البناء ، وتم العثور على رفات أجساد بعض القديسين منهم القديس البطريرك الانبا ساويرس الانطاكى والقديس الانبا زخارياس أسقف سخا إلى جانب رفات أخرى / نقل من موقع اليوم السابع ) .. وهناك كنائس قديمة أخرى منها : ( الكنيسة المعلقة : سميت بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى الذي بناه الإمبراطور “تراجان” “حصن بابليون” ، وتعتبر من أهم آثار مصر القبطية . وكذلك كنيسة مار جرجس : دير وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بكوتسيكا هو ما تبقى من آثار الدير الديم الذى كان فى تخوم جبل طرة وكان يمتد من باطن الجبل الشرقى حتى نهر النيل . واستمر هذا الدير عامراً حوالى ما يقرب من سبعة قرون وقد بناه الامبراطور اركاديوس الرومانى الذى تولى الحكم سنة 395 م ، حبا واكراما للقديس ارسانيوس معلم اولاد الملوك الذى قضى اخر ثلاث سنوات داخل كهف بة وتوفى فيه / نقل من موقع مصراوي)
فيا شيخ الأزهر أقرأ التاريخ بحيادية وعلمية قبل أن تتكلم ، وأذكر ما بني من كنائس على سبيل المعلوماتية ، وحتى تظهر للعالم أنت شيخ ودكتور وموسوعي وملم بالتاريخ ومنفتح على باقي الأديان ، وليس أمام جامع يردد كالببغاء ما يحفظ
ثالثا . شخصيا أرى أنه هناك ثلاث محاور ، أما أن تكون أنت صادقا ( بجواز بناء الكنائس في بلاد المسلمين وفق فهمك للأسلام ) ! ، أو أن تكون غير أمينا على معتقدك وموروثك الأسلامي ، لأن دينك الأسلامي لا يبيح بناء الكنائس ! ، أو أن تكون ممارسا للتقية ( أي تعرف الحقيقة وتسكت عنها لزوم المنصب والخوف من السلطة !)، وسأورد لك بعض الأمثلة على عدم جواز بناء الكنائس في موروثك الأسلامي الذي أنت ضليع به، وأنت من المؤكد خبير بما سأسرد ، منها التالي
في موقع الشيخ د . صالح الفوزان / حول بناء الكنائس في بلاد المسلمين، أورد التالي بأختصار (ما يجوز هذا ، ما يجوز أن تبنى الكنائس في بلاد المسلمين ؛ لكن المسلمون إذا استولوا على بلاد فيها كنائس وعاهدوهم ، عاهدوا النصارى أو اليهود تبقى كنائسهم ؛ لكن “ما يمكنون أن يحدثوا كنائس جديدة ” إنما الموجود منها فقط بموجب العهد الذي بينهم ، فلا يجوز للمسلمين أن يبنوا كنائس للنصارى ، ولا يجوز لهم أن يمكنوا النصارى من إحداث كنائس في بلاد المسلمين هذا في البلاد غير جزيرة العرب .. ، أما في جزيرة العرب قال الرسول : لا يبقى في جزيرة العرب دينان ، أما في جزيرة العرب ما يجوز أن يبقى فيها كنائس ، ولا دين غير دين الإسلام
أما في مركز الفتوى ، فأنقل التالي (وقال السبكي أيضاً: فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها ، وكذلك قال الفقهاء : لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة ، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها ، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً ، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية – مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً- هذا شرع النبي صلى اللـه عليه وسلم
أما في السعودية فالرئاسة العامة للأفتاء والبحوث ، تورد التالي بهذا الشأن (كل دين غير دين الإسلام فهو كفر وضلال ، وكل ” مكان للعبادة على غير دين الإسلام فهو بيت كفر وضلال ” ، إذ لا تجوز عبادة اللـه إلا بما شرع سبحانه في الإسلام ، وشريعة الإسلام خاتمة الشرائع ، عامة للثقلين الجن والإنس ، وناسخة لما قبلها ، وهذا مجمع
رابعا. ولكن شيوخ الأسلام ، بالرغم من كل ذلك ، ووفقا لمصالح الحكام يجوزون ذلك ، فمثلا يوسف القرضاوي / المصري القطري الجنسية ، المستقر في قطر ، ولأن في قطر هناك كنائس فبرر الأمر بما يلي / أنقله من موقع صيد الفوائد وبأختصار ( بخصوص فتوى الشيخ د. يوسف القرضاوي – حفظه اللـه – عن حكم بناء الكنائس في بلاد المسلمين ، ومشاركة المسلمين في ذلك ، والتي نُشرت في موقعه بناء على سؤال ورد إليه ، وكان جوابه – عفا اللـه عنه – بأن أجاز ذلك الفعل ولكن بشرطين :- الأول : إذا كان للنصارى حاجة حقيقة لذلك ! ، الثاني : إذا أذن ولي الأمر بذلك
أذن الشيوخ يفتون وفقا لسلطة الحكام ! ، فالحلال عندهم حراما أحيانا، والحرام نفسه حلالا أحيانا أخرى
خامسا . ولكن الشيخ الطيب ، نسى أو تناسى أو تجاهل ما فعله المسلمون تجاه سكان مصر الأصليون / الأقباط ، فهو ذكر ” أن كنائس مصر معظمها بنيت في عهد المسلمين ” ، ونسى أن يقول عن أضطهاد المسلمون لأقباط مصر في عهد الحكم الأسلامي ، وأورد ما حصل فقط خلال السنوات الأخيرة ( رصد اتحاد شباب ماسبيرو اعتداءات جماعه الإخوان على الأقباط ، وأصدر بيانًا موثقًا بالفيديوهات والصور وشهادات شهود العيان ، وبلغ عدد الكنائس المعتدى عليها 38 كنيسة تعرضت للحرق ونهب محتوياتها وتفجير بعضها ، كذلك الاعتداء على 23 كنيسة اعتداء جزئيا بإلقاء الحجارة والمولوتوف وإطلاق الأعيرة النارية وحصارها ، وعن مدارس الأقباط التى تم حرقها بالكامل ، فقد وثق الاتحاد حرق 6 مدارس فى مختلف المحافظات ، بالإضافة لحرق 7 منشآت تابعة للكنائس ، وبالنسبة لممتلكات الأقباط ، فقد رصد الاتحاد الاعتداء على 58 منزلا بمناطق متفرقة بالجمهورية ، تم تهجير بعض أصحابها إلى خارج المدن ، و85 محلا تجاريا ، و16 صيدلية ، و3 فنادق ، و75 أتوبيسا وسيارة مملوكين للكنائس والأقباط . / نقل من موقع اليوم السابع )
الخاتمة
وأختم مقالي بما قاله وليم شكسبير ” الكلام وحده لا يكفي لا بد من نطق الحق ” ، وأنا أقول لك .. الحق بعيد كل البعد عنك أيها الشيخ ! فأنت الذي لم تكفر داعش ، التي ذبحت وصلبت وحرقت الأبرياء !! ، فما الذي يرتجى من قولك ! ، وقلت بالحرف الواحد ” داعش لا استطيع أن اكفرها ، ولكن احكم عليهم أنهم من المفسدين فى الأرض ، فداعش تؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون حلال دمه ، فأنا أن كفرتهم اقع فيما ألوم عليه الآن ” ، فأي حق يؤخذ من قولك يا شيخ الأزهر w