Articles Arabic

الحـلـقة الثالـثة- مَن يُـفـحِـمـنا لـنـفـهم إنجــيـلـنا ومبادئـنا ، وأهـل العِـلم لا يُـسعِــفــونـنا

بقـلـم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

ذكـرتُ في الحـلـقة الماضية ، أني سألتُ مطـراناً موقـراً من جـيل المتوسط وهـو راعي أبرشية …  فأجاب بتأريخ 22 آب 2018  بكـل وقار وتـواضع بما يلي نصاً كما وصلني :

 شكرا على الرسالة :

يسوع يقصد عـدم ابعاد الخاطئ مباشرة بعـد الخطا بل الصبر وبروح محبة . ان اولا نفكـر بالنصح الفردي لا امام الناس كي لا يجـرح الشخص .

وهنا من الممكـن ان نربحه ويبقى عضو في جماعة الكـنيسة التي اصلا قد لا تعرف ما هو الأمر.

والكـنيسة حسب يسوع ممكن ان تكون التلاميذ او جماعة الخدمة

وكـونه بـينهم يعني ان المجـتمعـين هدفهم رسالة يسوع لا كل اجتماع

فـقـد يجتمع المسيحيين لأهداف سياسية مثلا لا علاقة لها برسالة الرب او يجـتمعـون لهدف اقتصادي او في نادي للعـب .. الخ  ….

ولكـن الإجتماع يكـون باسم الكـنيسة ولرسالتها المقـدسة بخصوص الغـفـران فيتطلب التوبة والرجوع عن الخطيئة

ثم الإعتراف امام الكاهن وتناول القربان (سر المصالحة) ، وليس كل خطأ خطيئة يجب ان نميز …

اليوم هناك اهتمام بعلم النفس ونقاط ضعـف الشخـصية وطبـيعة الحياة الجماعـية وغيرها …. ليباركـك الرب …………….. إنـتهى جـواب سيادة المطران

إن جـوابه هـذا لم يُـروِ عـطشي ، فأعاتب نـفـسي قـد يكـون السبب هـو غـموض صيغة سـؤالي ، لـذا كـررته له بطريقة مفـصلة في الـيـوم نـفـسه بـديـباجة مماثـلة لطريـقـته ، وكما يلي :

شكـراأيضا

(1) أولاً : إذا كان المقـصود بالكـنيسة .. التلاميـذ و( جـماعة الخـدمة  فـقـط )إذن  نحـن المؤمنـون الآخـرون مَن نكـون ؟ وما موقـعـنا في الكـنيسة ؟ هـل أنـنا متـفـرجـون فـقـط والأمر لا يخـصنا ؟ ولماذا في ظروف معـيـنة معـروفة ، يقـولـون لـنا أن الكـنيسة ( كـنـشا !!! ) هي نحـن المؤمنـون ؟

(2) ثانياً : لا شـك أن المجـتمعـين المسيحـيـيـن المقـصود بهم ، هم أولـئـك الـذين يجـتـمعـون لأهـداف دينية صِرفة لأنها محـددة بإسم يسوع .

(3) ثالـثاً : أرى في الكـنيسة أن الإعـتـراف ــ الميكانيكي الـبـبغائي الروتيني ــ عـنـد الكاهـن لم يعـد ضرورياً ، بـدليل أن أمواج الحاضرين إلى الـقـداس ( ومنـذ سـنـيـن) يتـناولـون القـربان المقـدس بـدون عـملية إعـتـراف ولا أحـد يعـتـرض عـليهم … عـلى إعـتـبار أن الإعـتـراف فـقـط بـين الخاطىء ويسوع .

(4) رابعاً : المسيح حـين قال كـلمته في الآية المـذكـورة لم يكـن يقـصد التلاميـذ فـقـط ولا جـماعة الخـدمة فـقـط …. إنه يتـكـلم عـن أي إثـنين أو ثلاثة إذا إجـتـمعـوا بإسمه وليس التلاميـذ فـقـط …. ويقـصد كـل مَن أخـطأ إلى أخـيه وليس التلاميـذ فـقـط …. ويقـصد مَن يطلب حاجة ، لا فـقـط التلاميـذ وإنما ( كـل واحـد محـتاج ) …. وإلاّ ، إذا كان في كـل ذلك يقـصد التلاميـذ فـقـط ، فـنحـن نجـلس في البيت ونـتـرك التلاميـذ يجـتمعـون فـيما بـينهم ويخـطأون ويطلـبـون ويغـفـرون أحـدهم للآخـرونحـن لا دخـلَ لـنا بالموضوع .

(5) خامساً : أما موضوع عـلم الـنـفـس وضعـف الشخـصية فهـذه خـطيرة ! لأنها قـد تـستـغـل كـحـجة للـقـيام بأبشع الأعـمال ، وعـنـدها نـقـول أن المرتكـب ضعـيف الشخـصية أو معـقـد الـنـفـسية أو عـنـده ظروف خاصةوبالتالي لا حاجة إلى إعـتـرافه ، ولا إلى إدانـته ، حـتى مِن قِـبَـل المسيح .

(6) سادساً : في يوم ما ، وعـيـد الميلاد يقـتـرب وفي إجـتماع للشمامسة ، طـلب منا سيادة المطران جـبرائيل كـساب أن نعـتـرف في العـيـد ( عـلى الأقـل مرة واحـدة في السنة ) …. في الحـقـيقة أنا لم أعـتـرف وقـد هـيّأتُ الـدفاع عـن نـفـسي ،  حـيث كـنـتُ أتـوقع  منه في إجـتماع مقـبل بعـد العـيـد أن يسألـنا مَن لم يعـتـرف منا ؟ لكـنه لم يسأل ….. ودمت سـعـيـداً ………….

إنـتهى الإيميل إلى المطران دون أن يجـيـب عـليه .

*************

سيادة المطـران يعـرف أن بعـض الحـق مُـرٌ ( بل أن كـل الحـق مرٌ) لـذا لم يعـقـب !  … لأنه إنْ إعـتـرف به ، يا وَيل من مرارته ….. وإن لم يقـل الحـق ، فـيا ويْـلـَـين من قـيوده ( إنْ عـرفـتم الحـق فالحـق يحـرركم ) … لـذا فـضّلَ السكـوت عـلى الإجابة ، وهـذا نهـج الـﭘـطـرك لـويس أيضاً وأبـواقه الكارتـونية ، وبقي سؤالي معـلـقاً ، فـهـل مِن متـطـوّع يُجـيـب ؟ .

* للإستـزادة بشأن مَن هي الكـنيسة إقـرأ المقال (كـنيستـنا الكـلـدانية بـين الـدكـتاتـورية والـديمقـراطـية) ، الـفـقـرة (( ثانياً : الكـنيسة .. مَن هي ؟ ))  https://kaldaya.me/2018/08/29/11061 جاء فـيه :

(1) إذا كان للإكـلـيروس حاجة عـنـد الناس ، فالناس يمثـلـون الكـنيسة وعـليهم أن يـبـنـوها بكـل مرافـقها ويُـرفــّهـوا عـن قادتها !!

(2) أما إذا كان الناس بحاجة إلى الإكـلـيروس ، فالإكـلـيروس هم الكـنيسة لا غـيـر ، وما عـلى أبناء الله إلاّ تـقـديم طاعة عـمياء وولاء الأذلّاء وخـنوع العـبـيـد التعساء .

** أما بشأن الإعـتـراف ، نحـن نـفهم من قـصة المرأة الزانية أن المسيح غـفـر ذنـوبها وجهاً لـوجه بـدون واسطة عامل مساعـد ... لأنه هـو المخـلـص غافـر الـذنـوب …. فإنْ كان هـناك مَن يعـتـرض عـلى هـذا الـتـفـسير ، فـلـنـسمعه ونستـفـيـد منه فـنحـن تلاميـذ ، لا زلـنا في طـور التعـلــّـم .

*************

سـؤالي السادس : …… إلى المعاون الـﭘـطريـركي الشاب

بتأريخ 19 تموز 2017 نـشر المعاون الـﭘـطريـركي الشاب مقالاً بعـنـوان ( وصايا الله العشر ، نحـن اليوم بحاجة إلـيها ) يمكـن قـراءته عـلى الرابـط   https://saint-adday.com/?p=18519

وكان قـد نـشره عـلى صفحـته في الفـيسبوك وكـتـبتُ هـناك سـؤالي :

هـل أن وصايا الله العـشر هي أوامر مُـلـزمة ، أم إرشادات عامة ( غـيـر إجـبارية ) ؟

إن حـضرة المطران لم يُـجـب !! لماذا ؟

تحـلـيلي : إنّ سـؤالي الساذج لـيس من إنـسان ساذج ولا من واحـد محـشّـش ، وهـو يعـرفـني أني لا أدوس تخـتة ﭼُـرّك وعـليه يتـصوّر أنّ تحـت سـؤالي قـد  تكـون حـفـرة مجهـول عـمـقها ( بالك تهـوى وتـوﮔـع بـيها ) ! ، فـفـكــّـر في نـفـسه :  

(1) إذا قال : وصايا الله هي ــ أوامر ــ بمعـنى يجـب ! ويجـب الأخـذ بها ومَن يخالـفها يستحـق العـقاب … فهـنا يكـون حـذراً مما قـد أفاجـئه به ( بما لا يتـوقعه ) فـيقع في الفـخ ويغوص في ورطته !!

(2) وإنْ قال : ليست أوامـر ، سـيكـون مستمسكاً عـليه ينـسف الكـتاب المقـدس ونـتحـرّر من قـيـوده بتـوجـيه منه ، أي بمعـنى نـسرق ونـزني ونـقـتـل … إلى آخـرها ، والله لا يحاسـبنا لأنها مجـرد إرشادات إخـتيارية إيجابـية ، وليست تعـلـيمات واجـبة إلـزامـية …….. إذن :

 (3) الأفـضل أن لا يُجـيـب . 

وعاش الجـميع عـيشة سعـيـدة .

 

Follow Us