الهـوية المسيحـية قائمة على الغـفـران والحـب غـير المشروط وغـيـر قابلة للتـفاوض ، حيث لا يمكـن لـقـوى الشر ان تـنهـزم إلّا بالحـب ، ولا يمكـن لـقـوى البغـضة ان تـنـدحـر إلّا بالغـفـران ، وهـذا الغـفـران ليس وسيلة نـنال بها معاملة بالمثل من إلهنا الحـبـيب فـقـط ، ولكـنه وسيلة لشفاء أنـفسنا التي هـشمَـتها نيران الرغـبة في الإنـتـقام ونحـرتها سكاكـين المرارة حتى تركـتها متـقـطعة الأوصال جريحة . إنّ المسيح لم يجـرح أحـد حـتى مخالفـيه ، ولم يقسُ على أحـد حـتى أعـدائه ، ولم يعمم خطأ أحـد حتى لو إشترك في الخطأ الكـثيرون ، ولم يرفع سيفاً في وجه أحـد وإنْ صُوبَت عـليه سهام الجميع ، نعـم إنه لم يقابل الإساءة بإساءة وإنْ كانت جارحة ، ولم يرفـض البدء بعهـد جـديد مع أحـد وان كان تأريخه محمل بالجـرائم .
إن مسيحَـنا كما نعـرفه يُعـلن الحق ولكـنه لا يجـرح أحـداً عـنـد إنـتـزاع الحق ، فالرسالة المسيحـية النابعة من هـويتـنا المسيحية ، هي رسالة إنسانية تستهـدف تحـويل البشر الى أحجار حية في الكـنيسة ، وخـلـق مجـتمع أفـضل من خلال أعـضاء الكـنيسة ، والهـوية المسيحية لا تـقـف ضد المطالبة بالحق المشروع .
خالد مركـو
عسى ان يفهم الكاردينال ساكو معنى الغفران ويطبقه بدلا من تعنته واصراره بالانتقام ممن لايطيع اوامره التي ليس لها اي صلة بتعاليم السيد المسيح