الإصحاح الثاني
الجزء الأول
نظراً لمواكبة الحدث ارتأينا التقديم والتأخير في عرض الإصحاحات ولأهمية هذا الموضوع تقرر تجزئته ليتسنى شرحه بدقّة وضرب الأمثلة لإيصال بحثنا هذا لكم بكل أمانة ومصداقية … ولهذا تجدون تغيير عنوان الإصحاح .
سنتكلّم اليوم عن أيديولوجية (القائد الضرورة او شخصية السوبرمان او رجل المرحلة) فهذه التسميات جميعها تقع ضمن مفهوم (صناعة المنقذ) ولنسوق لكم الأمثلة:
القصّة الأولى: من ملفات الحرب العالمية الثانية وعندما بدأت روسيا ستالين تنهار امام ضربات الماكنة الألمانية .. كان لا بد من إيجاد مخرج لهذا التقهقر باستنهاض روح المقاومة التي انهارت وهذا المخرج تجسد في صناعة ( بطل وطني قومي ) تسلّط عليه الأضواء ليقود مشروع مقاومة ضد الاجتياح الألماني … فكانت قصة القنّاص ( السوبر ) تغزو جميع روسيا تحدّث بروح الشجاعة والتصدي لقوات الاحتلال … نعم أحدثت هذه الدعاية الإعلامية خضّة في الشعب الروسي انمت فيه روح المقاومة والتصدي فكانت النتائج الكبيرة على ساحة المعارك ضد الألمان … المخابرات الألمانية اكتشفت اللعبة فما كان منها إلاّ ان جاءت ببطل الماني ( قنّاص ) ليقضي على القناص الروسي لتثبت التفوّق الألماني فرصدوا اموالاً طائلة لاصطياد بطل المخابرات الروسية … هذه القصص تستخدمها مخابرات المؤسسات الحكومية دائماً لتمرير مشاريعها . والأمثلة كثيرة على ارض الواقع نذكر منها الشخصيات الحقيقية والخيالية منهم ابطال عالميين (( فلاش كوردن … سوبر مان ، سوبر كيرل ، وصولاً لكابتن أمريكا … الخ )) والصنف الآخر ابطال وطنيين او قوميين مثل (( جان دارك ، نيلسون مانديلا ، غاندي ، شمشون … الخ … وصولاً للرئيس الأسبق صدام حسين ولرئيس ليبيا الأسبق القذافي … الخ )) ( لقد تقصدنا ذكر اسم الرئيس الأسبق صدام حسين لكي نسرد لكم كيفية صناعته ونقارنه مع شخصيات مستحدثة الصناعة ) ان صناعة شخصية القائد المنقذ لأحداث تغيير في ميزان الأحداث تحتاج لدراسة ذكيّة معمّقة للساحة المقرر احداث التغيير فيها وشخصية الشخص ومواصفاته التي تتحمّل استخدامه لهكذا مهمات لكي تصل دوائر الفعل لهدفها المنشود وعندما تصل لذلك الهدف تلغيه او تنحيه او تدمّره …
القصّة الثانية : سنستقيها من ارض الواقع العراقي …
لم يجري مثل هكذا صراع وفي أي بلد في العالم ” على حسب علمي المتواضع “ تغييرات في نظام قيادة الدولة منذ ان أصبحت دولة حديثة بعد الحرب العالمية الاولى على يد بريطانيا وجعل نظامها ينطبق مع نظام دولة الاستعمار ( ملكياً ) … ففي العام 1920 اعلن العراق دولة مستقلّة على النظام الملكي وبذلك وضع أساس قيادة هذه الدولة بشريعة ( دستور ) يحكمها والغاية اشراك جميع مكوّنات الشعب العراقي بنظام حكم يكفل العيش المشترك الآمن الكريم لأبناء الشعب ، لقد كان واحداً من أهم الأسباب التي عجّلت في اعلان الدولة هو انتفاضة الجنوب ( ثورة العشرين وشعارها ” الطوب احسن لو مكواري ” ويقصد بالطوب هي المدافع البريطانية اما المكوار فهو العصا التي يكون على رأسها كرة من القير والحصى الناعم تستخدم كسلاح شخصي بسيط لحامله ) التي شعر الاستعمار فيها فقدانه للسيطرة على العراق ولأجل معالجة ذلك كان لا بد من تغيير هيكلية قيادة الدولة من هنا نستطيع ان نطلق على هذا الأجراء (( مشروع صناعة الدولة )) …. لقد كانت القيادة الفعلية للدولة تدار من قبل دولة الاحتلال بواسطة ( المندوب السامي البريطاني ) فهو من كان يقرر سياسة دولة العراق يعيّن من يخدم مصالح بريطانيا ويبعد من يراه يشكّل حجر عثرة امامها وهو من يمتص الغضب الجماهيري كلّما اشتعل في الشارع العراقي بأجراء عمليات تغيير صورية في تشكيل الوزارة من رئيسها لأصغر عضو فيها وكانت للملك حصانة فوق الدستور لأنه يمثل رمز البلد وصمام امانه ، حكم النظام الملكي لمدّة ( 38 ) عاماً تخللتها احداث كبيرة على الصعيد السياسي ووصل الصراع إلى المؤسسات الدينية والقومية والأثنية بسبب السماح (( للمتطرفين الذين شكّلوا جانب ردّ الفعل )) من كافة المشارب بممارسة تطرفهم ليصبح صراع البقاء على الأرض واحتلالها فقد شهدت تلك الفترة صراعات قومية وخاصة بين ” الاكراد والآشوريين لمواقفهم القومية تجاه الأرض والذي كان كل طرف منهم مقتنع بأحقية سيطرته عليها “ التي وصلت فيها حد قتل الآشوريين وتشريدهم من أراضيهم ولم يتوقف اضطهاد الآشوريين إلاّ بتدخل الدولة وملكها الذي كان حينها في زيارة للمملكة البريطانية ( لا يسعنا هنا إلاّ ان نشيد بجهود البطريرك الكلداني تبنى موضوع الاتصال الهاتفي مع بريطانيا ليبلّغ عن عمليات القتل لأجل ايقافها وكان له ذلك فقد تم ابلاغ الملك غازي بضرورة العودة إلى العراق وحل هذه الأزمة التي عصفت في البلاد … وهنا علينا ان لا ننسى الوقفة المشرّفة للألقوشيين لحماية اخوتهم الآشوريين وهذا ان دلّ على شيء فهو يدل على روح الأخوة المسيحية التي كانت تسود علاقات الكنائس بعضها ببعض وتنامي الحس الإنساني فيها الذي تجاوز الصراعات القومية والمذهبية … ) … وصراعات اثنية تمثلت بـ ( فرهود اليهود ) أي ( مطاردتهم وسلبهم ممتلكاتهم العينية والنقدية ) وتبيّنت فيما بعد يد الموساد الإسرائيلي في هذا العمل بعد ان اعترض اليهود العراقيين عن الرحيل إلى إسرائيل استكمالاً لتأسيس دولتهم …
(( نحن نقص عليكم القصص لتتبيّنوا … فتعرفوا [ الحق والحق يحرركم ] ))
هذا البحث المتواضع لا يخص المؤسسة الكنسية الكلدانية فقط وانما يخص العراق وشعب العراق بكل اديانه ومذاهبه واثنياته وقومياته
لقائنا في الجزء الثاني من الإصحاح الثاني
الرب يبارك حياتكم جميعاً ….. الخادم حسام سامي 23 – 7 2018
مقـدمة قـيّـمة بلا شك …. نستـفـيـد منها , لأنـنا لسـنا متـضـلـعـيـن في كافة حـقـول المعـرفة
الأخ مايكل المحترم
الجميع ( ناقصون ) في المفهوم اللاهوتي وليس المجتمعي ولهذا فنحن نسعى لأن يكمّل بعضنا بعضاً وهذه هي الرسالة المسيحية الحقّة رسالة الله لنا لنكون كاملين فيه قديسين … شكراً عزيزي على مداخلتكم الجميلة … نحن ايضاً نتابع بأهتمام كبير واحترام مقالاتكم الجريئة ومصداقية طرحكم … عسى ان نكون عند حسن ظنكم واخوتنا القراء
اخوكم الخادم حسام سامي 25 – 7 – 2018
الى السيد حسام سامي المحترم
في البداية اهنئك على هذه المقالة القيمة، كعادتك
من هو الذي يصنع “القائد الضرورة”؟؟؟
هل هو شعب الذي يوهس: بروح بدم نفديك ياهو ليكان؟؟؟
ام ان هناك منظمة سرية كماسونية مثلا
Shriners
(شرانيرز التي تلبس طربوش)، ما هو غايتهم في تصنيعه؟؟؟
عزيزي الباحث عن الحقيقة المحترم
ليس هناك منظمة او شخص او مؤسسة تصنع وحدها ( القائد الضرورة ) او قائد المرحلة او المخلّص …. وهذا ما سأحاول ان أوضّحه من خلال تكملة بقية السلسلة ( الأصحاحات ) … بل هناك ضرورات لتصنيع تلك الشخصية وحسب متطلّبات ( الظرف الموضوعي ) اي الظرف الخارجي الذي يفرض احداث التغيير … المهم ان هذه الصناعة لا تخرج من دائرة ((( تحقيق المصالح أو ديمومتها ))) هذا هو الدافع الرئيسي لصناعة ( المنقذ ) وليس مهماً ان يكون شخصاً بل يجوز ان يكون مؤسسة او منظمة حزبية سياسية او مجتمعية الشرط الوحيد هو مقدار تطابق (( الظرف الذاتي والموضوعي )) لتلك الصناعة …. لنتابع السلسلة معاً لنصل إلى (( لعبة المصالح )) شكراً لمتابعتكم مقالاتنا
الرب يبارك حياتكم … اخوكم في الرب وخادمكم حسام سامي 25 – 7 – 2018
خـوش تعـلـيق من الأخ إللي يريد يعـرف الحـقـيقة
الحـقـيقة هي في هـذا المقال … إقـرأه !!
https://kaldaya.me/2018/04/22/9828
وبعـديـن الـبـطرك نـفسه يقـول لا خـوف من نـشر الغـسيل ، فإحـنا نـنـشـر ونهـلهـل به
حـيث يـقـول : (( لا خـوف مِن كـشف مواطن الخلل و” نـشر الغسيل ” بحجة أنه يكـشف ويعـرّف ويشوّه ، بل على العكس نـشره ينـشّط الذاكـرة ويدفع إلى توعـية أكـبر بالمسؤولية ويمهّـد سبيل البحثً عـن حلول . البابا بندكـتُس السادس عشر دعا إلى كـشف الحـقائق وليس طيّها أو تركها مبهمة ! ))
********
مع ذلك ، يـبـقى الغامض غامضاً