نوع من الناس يريد أن يـبني نفسه بالعـظمة التي تأخـذ مظهـراً خارجـياً غـير حـقـيقي وغـير روحي ، إنه لا يـبنيها بل يهـدمها . إنّ أمثال هـؤلاء قـد يقعـون في الغـرور والتباهي والفخـر بما لا يقـبله الناس منهم ، وقـد يقعـون أيضاً في حب المظاهر وحب مديح الناس ، وإنْ لم يجـدوا مَن يمدحهم ، يمدحـون هم أنفسهم ، ويشرحـون مواقـف تمجـدهم .. بـينما الناس يحـبون الودعاء الذين مهما بلغـوا من عـلو يعيشون في نكـران الذات .
العـظمة الحـقـيقـية هي في قـوة الشخصية وفـضائلها وقـدراتها ومواهبها لا في تباهـيها الفارغ . إنها العـظمة الصامتة التي يدركها الآخرون ويرون تأثيرها وفاعـليتها مهما أنكـرت ذاتها ، ولكن الذين يظنون أنهم يـبنون ذواتهم بعـظمة زائـفة فإنهم يذكـروننا بقـول أحـد الآباء الروحـيين … مَن يسعى وراء الكـرامة تهـرب منه ومَن هـرب منها بمعـرفة سعَـت إليه وأرشدت الكل إليه … إن أسوأ ما في محبة العـظمة حيث يظن من يقع في هذا الشعـور أنه أعـظم الكل وليس من ينافسه في عـظمته ويتخـيل في نفسه ما ليس فـيه من صفات العـلـو والسمو ويطلب أن يعامله الجميع بما يليق بعـظمته وهكـذا يخسر ذاته فـيما يظن أنه يمجـدها والذي يريد أن يـبني نفسه بالعـظمة ربما يقـدم نفسه الى مناصب ووظائف ليس هو مؤهلاً لها وإنْ نجح في الوصول الى ذلك تـظهـر الممارسة ضعـيفة ويجلب على نفسه نـقـداً ويحـط من قـدر نفسه عملياً.
خالد مركـو