عـندما يتحـول قـلب الراعي عـن شعـب اللـه إلى ذاته ، يرعى مصالحه الشخصية ويعـمل لحساب راحته الجسدية وممتلكاته الأرضية عـوضاً عـن أن يهتم بإحـتياجاتهم ومصالحهم الزمنية . إنه لا يـبالي بالمريض أو المطرود أو الضال ، فـمثل هـذا لا يُحـسب راعـياً مخـلصاً بل أجـيراً مؤقـتاً . إنّ مار ﭘـولـس الرسول يقـول عـنه وعـن أمثاله : (( يطلبـون ما هـو لأنفسهم لا ما هـو ليسوع المسيح )) … أي لا يحـبون المسيح مجاناً ، لا يطلبون ما هـو لـله بل يطلبون المنافع الزمنية ، إنّ محبة الراعي لـذاته تـفـقـده الأبوّة الحـنونة المترفـقة بالضعـفاء فـتحـوله إلى متسلط وعـنيف ، وهـذا التسلط والعـنف يدفع الشعب المؤمن إلى الـتـشتـت ويصبح فـريسة لكل أنواع الشياطين التي تلـتهم غـنم اللـه بسبب إهمال الرعاة وإنـشغالهم بذاتهم .
ليس شئ أثمن لدى الـله من النفس البشرية التي خـلـقها على صورته ومثاله ، فإنْ كان قـد سلم شعـبه لـرعاة ، إنما سـلمها تكـريماً للبشرية لتـشترك مع اللـه في رعاية النفـوس بإسمه وقـوته ، نعم في رعايته لغـنمه فلا يحـتمل أنانية الرعاة الـذين أقامهم لخـدمة أبنائه ، لهـذا يقـف بنفسه في مواجهـتهم جاعلاً كل إهمال أو خـطأ في الرعاية إنما هو موجّه ضده شخـصيا . إنّ الراعي الناجح هـو الذي يرفع عـينيه دائماً إلى مجيء الراعي الأعـظم ليدين الكل .
خالد مركـو
كلامك من ذهب أخي الكريم خالد
ما اعظم ما وكله الرب امانة بيد الرعاة… نفوس المؤمنين ليست عودا يُقلع ويُحرق… وانما بذورا تُزرع لتنمو وتُثمر وتتكاثر الى ان يأتي وقت الحصاد