هناك الكثير من البشر يحاولون ويستميتون في إحتكار اللـه او بعض الانبياء (حتى على مستوى الوالدين في بعض الاحيان) لصالحهم او معهم وكأنهم قد امتلكوه او انه لم يخلق غيرهم (الحياة تنبعث في كل مكان تتوفر فيه الظروف). والأدهى من ذلك عندما يقوم البعض بالإستماتة في محاربة الآخرين عندما تتقاطع افكارهم معهم. أليس هو خالق الجميع! فبأي حق يقوم هؤلاء بمحاكمة الآخرين على توجهاتهم وأفكارهم ! أليس الرب للجميع والمسؤول عن إهداء العقل والنفس والروح لهم ! . والمصيبة الاكبر عندما لا يسمحوا لك حتى في النقاش او الحديث في هذا الشأن ( يا اخي أنتَ اعطيتني العقل لاُفكر فيه أو هو ) ! .
هذا خط احمر ! النقاش فيه ممنوع ! أي كلمة في هذا الشأن مُحرمة وغير مسموح بها ، وهكذا من هذه الجمل التوقيفية التعجيزية الناهية . ولكن كيف ستتعلم بدون أن تناقش الامر ( هذا موشغلك انا اريد ان ابقى متخلفاً ) يقولونها ويرددونا بكل صلافة لا ، وتكون مشحونة بالهيبة والكبرياء وكأنهم طورّوا نظرية التطور ! .
وبهذه المناسبة رغبنا ان ننقل لكم هذا الحديث البسيط والسلس ( يعني على قد عقولنا الخفيفة ) الذي جرى بين أخ وشقيقته عن والدهُم . الاخ يعي كل شيء عن والدهُ ويدرك كل اسراره وخفاياه ومصائبه والاخت لا تعي شيئاً عنه وتعتبره ملاكاً خاصاً .
الأخ : يا اختي ارغب في الحديث عن بعض ما لاتعلميه عن والدنا !
الأخت : اْوعة ! ( بَزعَل منك ها ) !
الأخ : لا صدقاً ، ارغب الحديث في هذا الموضوع !
الأخت : بعد أن لاحظت بعض الجدية في كلام اخيها ! لا واللـه غير مستعدة لسماع كلمة واحدة في هذا الشأن و اْوعة تْغلط !
الأخ : يا اختي هناك امور أنتِ لا تعرفيها وعليً توضيحها !
الأخت : لا اريد ان اعلم كلمة واحدة بهذا الموضوع ولا ارغب في ان اكرر كلامي هذا !
الأخ : اختي ، الامور لا تناقش او تُحل بهذه الطريقة ، فعلينا الحديث والنقاش في الموضوع لتبيان بعض الخفايا والاسرار الخافية عنكِ لتوضيح الصورة عندكِ !
الأخت : أبي اشرف من الشرف نفسه ولا اسمح بكلمة واحدة عنهُ !
الأخ : بعد لم اقل شيء ! يا اختي عليكِ أن تسمعيني حتى تكوني في الصورة الحقيقية وتَعينَ ما لا تدركينه وبعدها لك القرار
الأخت : قلتُ لك هذا ابي وغير مسموح لك او لغيرك بأي كلمة !
الأخ : ولكنه ابي ايضاً ُ وليس والدك فحسب ، ولكن الفرق بيننا أنا اعي بخفايا ومصائب كثيرة انتِ بعيدة عنها !
الأخت : خلي الخفايا والمصائب لك ولا اريد معرفتها !
الأخ : ولكن لا يمكن أن تبقى الامور بهذا الشكل الى الأبد !
الأخت : لا ، يُمكن ! ولا اريد العودة الى او النقاش في هذه المسألة مرة اخرى ! كلامي واضح !
الأخ : ولكن إذا سمعتي ما اعلمه عن والدنا ستُغيرين رأيكِ وفكرتكِ عنه !
الأخت : قلتُ لك إن ابي اشرف من الشرف وأقدس من القديس فلا ارغب في سماع هَلوساتكُ !
الأخ : يا اختي كما قلتُ لكِ فهو أبي قبل ان يكون والدك فكيف لي أن اكذب في شأنهُ !
الأخت : لأنك تكرههُ وتحقد عليه وهو لا يَودْك كما يَودني !
الأخ : لا يا اختي ، فصادقاً لا اكن له اي غليضة ، ولكن فقط انه لم يستطع أن يستمر في خداعي والضحك عليّ كما هو فاعل معك ِ !
الأخت : أبي لا يضحك على احد وهو اصدق من كل العالم !
الأخ : لا يا شقيقتي فهو ليس صادقاً كما تعتقدين أو أوهموكِ به!
الأخت : مهما كان ، فلا ارغب في سماع اي شيء وانتهى كلامي معك !
الأخ : ولكن عليكِ أن تسمعيني كي تكوني في الصورة الحقيقية وانا أرغب في أن اعيكِ على ما انتِ غافلة عنه !
الأخت : قلتُ لك اسكت ولا ترغمني على التبرأ منك ونحن في هذا الشهر الكريم وصيام !
الأخ : ولكنك والدك لا يصوم !! هل ترغبين التبرأ من اخيك لأنه يرغب أن يرفع الوشاح الذي وضعوه على عينيك وتبيان الحقيقة لكِ !
الأخت : الحق هو كما اعلمه أنا وليس أنت !
الأخ : لا ، ليس كذلك ! وإذا بقيتِ في هذه العقلية سيستمر التخلف والوهم معكِ !
الأخت : أنا راضية كل الرضى عن هذا التخلف ولا يعنيك ذلك !
الأخ : ولكن هل تعينَ بأنك في هذا التعند والرفض تضرين بنفسك وكل ماحولكِ وحتى على مستقبل اولادك ! هل ترغبين أن يبقوا معصومي العينين بين الإنسان المتفتح !
الاخت : قلتُ لك هذا موشغلك ولا علاقة لك بالأولاد وسَكّر على الموضوع نهائياً !
استمر الاخ في المحاولة في توضيح امر والده لشقيقته واستمرت هي في تعندها وعدم القبول في سماع عن فضائح وحقيقة والدها وانهت علاقتها بأخيها وبقت في تخلفها مع اولادها الى يومنا هذا !
لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو الهوزي 25/05/2018 .
العلم لا يفرض
العلم لا يفرض … ومَن في الظلمة يرفض العلم