ليس لنا اليوم شيء يُـذكـر ككـلدان إلّا البكاء على أطلال الأمة الكلدانية العـريقة التي تأسست بحـضارات عـديـدة وعـظيمة على أرض بابل المقـدسة حـين أعـطت للعالم الكـثير من عـلومها ومنجـزاتها الحـية حـتى الـيـوم والتي أصبحـت مُـلكاً لكل إنسان على الأرض (كما هي في المتاحف) بعـد أن تخـلـّـينا عـنها تماما لعـدم مواصلـتـنا العـمل في تطويـر أنـفسنا إثـر سقـوط آخر دولة كـلدانية يحكمها أبناؤها في سنة ٥٣٩ ق. م. ولربما كانت هـناك محاولات لـنهـوضها عَـبر التأريخ ولكـن لم يُـكـتب لها النجاح ، فـما المانع من إستـنهاضها اليوم بوضع خارطة طريق أخـرى ، بقـيادة عـلمانية مدنية ــ لا تـرفـض الـدين ــ وإنما تحـرّر نـفـسها من كافة أنماط الـقـيـود الـدينية وبعـيـدة عـن هـيمنة رجال الدين أياً كانـوا ، رغـما أنّ إسم شعبنا الكـلـداني كان مستمرا حتى اتخذته كـنيستـنا ــ كـنيسة بابل للكـلـدان ــ اسما لها.
ولكـن من جانب آخـر حـين تظهـر بـوادر نهـوض أمتـنا نـرى أنّ هـناك مَن يحاول عـرقـلتها لـتبقى في سباتها ، وكـلما أراد الـبعـض من أبناء شعبنا الأصلاء أن يستـفـيقـوا ، فإن جـرعة من ــ الأفـيـون ــ تأتيهم من قادة تائهـين محـسوبـين عـلى الكـلـدان فـيستمر الأبناء (رعية) في نـوم عـميق ، وتـفـرغ الساحة لتلك القـيادة التائهة فـتـوجّههم في تخـبطاتها كـقـطيع ليتيهـوا معها !.
وهـذا ما يؤكـد بأنـنا نـرفـض إيماءات الـبعـض وإيحاءاتهم الهـدّامة لحـذف إسم بابل من كـنيسة بابل الكلدانية بحجة أن إسمها كان كـنيسة المشرق (شرق نهـر الفـرات) والتي تغـيرت اليوم جغـرافـياً وتأريخـياً ، خاصة وأنّ غالبـية أبنائها هم كـلدان . كما أن المحاولات ذات الهـدف السياسي بتـرويج تسمية “المكـون المسيحي” هي وسيلة أخـرى للـقـضاء عـلى التسمية الكـلـدانية كي يـرجع الإنسان الكلداني إلى خـموده بعـد نهـضته البسيطة .
لـذا نقـول لأخوتنا وأخواتنا الكـلـدان الأحـرار أن ينهضوا ويقـودوا ذاتهم بـذاتهم مدنياً، واننا جـديرون بـذلك . أما المؤسسة الكـنسية الدينية ــ بكافة رجالاتها ــ لها إهـتـمامها وستـراتيجـيتها الروحـية ترقى بالإنسان إلى أعالي السماء لتهتم به ( والـثـورة الـفـرنـسية خـير مثال لتحـرير الذات من السلطة الكـنسية التي وُضِعَـتْ في مكانها المناسب ، والمجـتمع المدني يهـتم بنفسه وبـوطنه ) .
ولكن الطامة الكبرى هي في جميع مؤسساتنا: الكنسية والاجتماعية والثقافية والسياسية الكلدانية…. اذ ان لغتنا الام غريبة عندهم، لا بل يشمئزون منها حتى انهم يفرضون منعها تماما. فكيف نريد ان تنهض هذه الأمة اذا ابناءها نفسهم لا يستعملون لغتهم الخاصة بهم للحوار والتفاهم ووضع خطة لنهوضهم؟؟؟؟ انها مأساة لهذا الشعب الذي لم يحترم نفسه اولا قبل إلقاء اللوم على الغير. بالحقيقة ان العلة هي فينا وليست في غيرنا بما يجري لنا من ظلم، نحن الذين ظلمنا ونظلم أنفسنا بانفسنا، عـسى أن نـنهـض الآن للسير في طريق أجـدادنا لمواصلة إحـياء ميراثـنا الثمين الذي سلمه لنا آباؤنا العـظام .
وان من دواعي الفخـر أنْ يـبدأ الوعي ويـزداد لإحـياء هـوية الإنسان البابلي بـين كافة الأعـراق والـديانات والمذاهب ، وبالأخـص عـنـد أبناء العـراق الـذين تـرجع جـذورهم إلى ( أورك = عـراق ) رافـديني ، سومري ، وأكـدي .. مفـتـخراً بالتأريخ قـبل وبعـد المسيح.
فإن كان فينا رمق للعيش … لنعيشه … ونضع خطة مستقبلية للسير الى الامام.
كادر الموقع
الانسان يولد من اجل استمرار الحياة التي وهبها لنا اللّـه… كما وهبنا ايضا الحرية لنميّز بين الخير والشر…فتبقى على كل انسان ان يعرف ما هو معنى الحياة.. ولماذا يعيشها… وما هو دوره فيها؟
الانسان الذي له أمل في الحياة يعيش ملؤها لانه مؤمن باللّـه وبكل ما وهبه له ليعيش مع اخيه الانسان بالمحبة والثقة التي تزهر الحياة وتغذيها بدون استعباد او خداع او حسد.. لان هذه كلها تشوه الحياة وتعجز الانسان من مواصلتها بأمل وفرح… فيصبح للانسان ملل اجباري ويقع في سبات يائس وكأنه يموت بطيئا
الحياة سائرة في طريقها مع كل ولادة جديدة… لا تنتظر النائمين والذين قتلوا حياتهم بايديهم من اجل ارضاء الآخرين او من اجل السير مع الروتين.. وهم لا يقدرون ان يفعلون شيئا حتى وان كان لهم رمق للعيش
ان من له امل في الحياة… ليعيشها بارضاء اللّـه اولا.. ومن ثم بالتفاهم والانفتاح مع اخيه الانسان من اجل العيش الحر والعدالة والحق والخير العام