يوسف تيلجي
الأسلاميون كنظام حكم لهم شعاراتهم الخاصة ، و” الأسلام هو الحل ” هو أحد هذه الشعارات ، وهذا الشعار يتقولب بهيئات متعددة ، منها الحكم الأسلامي وفق الشريعة ، كما هو الحال في المملكة العربية السعودية وأفغانستان وغيرها ، وقد يأخذ نموذج الحكم قالبا أكثر راديكالية / أصولية ، كما هو الحال في معتقد داعش / كدولة الخلافة في الموصل– سابقا ، ومهما كان هذا النموذج من تطرف ، فأنه يعتمد عامة على القرأن والسنة والحديث ، وبتمام حرفية النص ، وكما جاء بها قبل أكثر من 14 قرنا – في الحقبة المحمدية ، ويريدون القائمين من أولي الأمر تطبيق حكم الأسلام الماضوي على عالم اليوم !! ، بكل متغيراته وتطوراته الأنسانية والمجتمعية والحضارية .. ، ويعتقدون الأسلاميون ، أن الأسلام هو الحل الأمثل لكل معضلات القرن 21 ، فالأسلام بنظرهم وضع الحلول لكل المعضلات ، لأن الأسلام وفق فكرهم صالح لكل زمان ومكان !! أذن هو الحل .
في نفس سياق الموضوع والصدد ، أن اللاعب الأسطورة ” ميسي ” ، كرويا هو الحل أيضا ، من مبدأ عندما يلعب هذا اللاعب الأستثنائي ، فأنه يحول كل تقنيات وفنيات لعبة كرة القدم التي يتميز بها الى الفوز ، فهو يقلب كل موازين اللعبة من الخسارة الى الفوز بقدميه الساحرتين ، كما أنه يرتبط بالكرة كـ ” البرغوث / العث ” ، حيث يحور كرة القدم الى متعة فنية لا مثيل لها بأهدافه المثيرة الرائعة ومراغواته المذهلة .. أذن حقا أن ” ميسي ” في لعبة كرة القدم ، هو الحل ! .
النص :
سأتناول النص في محورين :
المحور الأول / الأسلام هو الحل : في هذا المحور سأتناول / بكل أمانة ، في جزء منه بعضا من مقتطفات كتاب ” الإسلام هو الحل ؟ لماذا وكيف ؟ ” – للكاتب د . محمد عمارة ، كسرد لفكرة الأسلام هو الحل ، والدكتور عمارة ( مولود في مصر ،27 رجب 1350 هـ/8 ديسمبر 1931مفكر إسلامي ، مؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث الأسلامية بالأزهر القاهرة ) ، وقد نشر “أكرم ذياب ” بحثا موسعا للرد على أفكار الأخير / د . عمارة ( .. وبين أن الأخير عاش سلسلة من التحولات الفكرية ، وقد مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية إلى غير ذلك ، ويقول الدكتور محمد عباس ، إن محمد عمارة هو واحد من كوكبة لامعة صادقة هداها الـله فانتقلت من الفكر الماركسي إلى الإسلام … وكانت هذه الكوكبة هي ألمع وجوه اليسار فأصبحت ألمع وجوه التيار الإسلامي / نقل من الويكيبيديا ) ، كما ان د . عمارة كان ( أحد المشاركين في مناظرة معرض الكتاب / مصر ، يوم 7 يناير 1992 ، والتي هيأت وحرضت الغوغاء الى قتل المفكر الراحل الدكتور فرج فودة في يوم 8 يونيو 1992 / من مقال للكاتب بعنوان – مسرحية الشحن الأسلامي في أغتيال ” د. فرج فودة ” ) .. يبين الكاتب محمد عمارة في كتابه أنف الذكر / أنقل بعض أفكاره بتصرف :
* أن خلافة المسلمين ودولتهم قائمة على تعاقد دستوري بين الأمة والدولة ، على أن تكون المرجعية والسيادة والحاكمية للشريعة الإلهية المجسدة لحدود عقد وعهد الاستخلاف .. وهذا التعاقد على هذه المرجعية جاء به البلاغ القرآني وطبقه البيان النبوي في الدولة الإسلامية الأولى وإلتزمه الراشدون بعد موت الرسول .
* ولا يحسبن البعض أن حب الوطن الصغير – الإقليم – مرهون بسيادة كامل الإسلام في دولته ومؤسساته وحياته .. ذلك أننا إذا لم نحب الأوطان التى تشوب الشوائب إسلامية نظمها ، والتى خلطت دولها عملا صالحاً بآخر سيئ ، فلن نخلص الجهاد في سبيل تحريرها من هذا الذي طرأ على الإسلام فيها وإلا فكيف أجاهد في سبيل وطن لا أحبه !
* إن ولاة الأمور وحكام المسلمين هم نواب عن الأمة ، فالسلطة الحقيقية الأصيلة هى للأمة ، والحاكمون وولاة الأمور ليسوا بمعصومين ، وكل بني آدم خطاء .
* فالشورى من ” قواعد الشريعة ” .. ومن ” عزائم الأحكام ” .. أما أهلها ، فالأمة ، لأنها فريضة على الأمة ، ينهض بها ــ كفريضة كفائية ــ أهل الكفاءة ، بحسب موضوعاتها وميادينها .. ولذلك جاء في عبارة المفسرين لآيتها الإشارة إلى أهل ” العلم ” وأهل ” الدين ” .. وليس فقط أهل الدين !.
* إن ولاة الأمور وحكام المسلمين هم نواب عن الأمة ، فالسلطة الحقيقية هي للأمة ، والحاكمون وولاة الأمر ليسوا بمعصومين ولصاحب الحق سلطان لا ينازع في مراقبة وكيله ونائبه وخليفته في أداء ما فوض إليه من مهام ، كي تنجز هذه المهام على النحو الذي أراده صاحب الحق عندما عقد لنائبه عقد الوكالة والإنابة والتفويض .
– وفي موقع / موسوعة الكحيل للأعجاز القرأني ، مقال بعنوان – خواطر أعجازية ، من أعداء الأسلام بأن ” الأسلام هو الحل ” ، أنقل بتصرف بعضا مما جاء به :
* في الشؤون الأقتصادية : الحل يكمن في النظام المالي الإسلامي ، فهو النظام الوحيد الذي لم يتأثر بمثل هذه الأزمات ، لأن الذي وضعه صممه بحيث يصمد أمام أصعب الظروف !! فالنظام المالي الإسلامي هو نظام أخلاقي لا يسمح ببمارسة الأطماع أو مبادلة المال بالمال ( الربا ) … ولذلك فهو الحل الوحيد لمشاكل العالم اليوم .
* في مشاكل المجتمع : أرباب الطب الوقائي اليوم ينصحون بغسل الأيدي والوجه والقدمين عدة مرات كل يوم للتخلص من كثير من الأمراض الخطيرة والمعدية ( أنفلونزا الطيور والسارس وبعض الأمراض التنفسية .. ) وإذا تأملنا تعاليم الإسلام نجد أن الـله أمرنا بالوضوء خمس مرات في اليوم الإسلام دين النظافة والطهارة والاطمئنان ! .
* ولذلك تؤكد التقارير الصادرة عن غير المسلمين بأن الإسلام هو الأسرع انتشاراً اليوم . ميزة الإسلام أنه يجعلك على اتصال مباشر مع الخالق تعالى خمس مرات في اليوم على عكس المسيحية التي تطلب منك الحضور مرة في الأسبوع إلى الكنيسة لتجدها فارغة إلا من بعض كبار السن !! فليس هناك اتصال حقيقي ومستمر في هذه الديانة ، كذلك اليهودية والبوذية والهندوسية .. كلها ديانات على طريق الزوال لأن أتباعها لا يعرفون منها إلا اسمها فقط .
* ويقول الكثير من الباحثين المنصفين : الإسلام هو الحل لجميع مشاكل العالم ولذلك فهو دين المستقبل ..
المحور الثاني / ” ليونيل ميسي “ هو الحل : ليونيل ” ليو ” أندريس ميسي كوتشيتيني بالإسبانية: Lionel Andrés “Leo” Messi مواليد 24 يونيو 1987 هو لاعب كرة قدم يلعب حاليًا مع نادي برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني. ويلعب كمهاجم وكجناح. يعتبر أحد أفضل لاعبي كرة القدم في جيله ، بل وحتى يُصنّف أنه من بين الأفضل تاريخياً حيث رُشح عدة مرات لجائزة الكرة الذهبية وأفضل لاعب كرة قدم في العالم وهو بسن 20 و21 وفاز بهما بسن 22. قورنت طريقة لعبه ومهاراته بتلك الخاصة بدييغو مارادونا والذي أعلن بنفسه أن ميسي “خليفته“ ، حصل على الجوائز التالية : كرة أديداس الذهبية (2014) ، بيتشيشي (2012)، كرة الفيفا الذهبية (2012) ، الحذاء الذهبية الأوروبية (2012) ، لاعب العام في الأرجنتين (2011)، جائزة أونزي الذهبية (2011) ، جائزة أفضل لاعب في أوروبا (2011) ، كرة الفيفا الذهبية (2011) / نقل بتصرف من الويكيبيديا
* هذا اللاعب يضيف للعبة كرة القدم ليست المتعة والأثارة والتقنية فقط ، ولكنه يغيير مجرى مسار اللعبة من الخصم الى فريقه / فريق برشلونة ، أو فريق دولته الأرجنتين ، انه لاعب لا يمكن الأستغناء عنه ، لأنه في مجريات شوطي اللعبة يمثل حلا لكل موقف لا حل له .. لأنه هو الحل .
القراءة :
أولا : أرجو أن لا يعتبر بعض القراء من أن عنوان المقال ” أستفزازيا أو تهجميا ” على الأسلام ، وهذا ما سأبينه في قراءتي الخاصة للموضوع ، كما أني سوف لن أنقد ما جاء به الدكتور محمد عمارة في كتابه المشار أليه في المحور الأول أعلاه ، لأنه سردا نظريا لا غير ، غير قابل للتطبيق بعالم اليوم ، ولا يمثل الحقيقة بأي شكل من الأشكال ، ولكني أحترم رأيه ! ، أما مقال ” من أعداء الأسلام بأن ( الأسلام هو الحل ) ” ، فهو مقال أصلا لا يستحق الرد عليه ، لأنه مهزلة عقلية لا غير، من الممكن أن يضحكوا به على مغيبي العقل والأرادة من المسلمين .
أما بخصوص الأسطورة ” ميسي ” فأي متابع لكرة القدم ، يعرف تمام المعرفة من أن وجود هذا اللاعب في أي مباراة يحقق نقلة نوعية للعبة ، ويكون سببا للفوز .. لأنه هو الحل في لعبة كرة القدم .
ثانيا : لا يمكن ومن المستحيل أن يكون ” الأسلام هو الحل ” ، المنطق يقول أن الأسلام عامة وكليا ، ماضوي المعتقد والفكر والنهج ، أي منطقه قديم رتب وفق عقلية المجتمع الجاهلي ، وشذبه الرسول ليلائم وضع العرب في حقبته السحيقة ، فهو يلبي حاجات المجتمع في ذلك الزمن ، بشكل من الأشكال ، لأنه يخاطب عقليتهم ويلبي ميولهم ويحقق أمانيهم ، فمثلا في قضية الحروب / الغزوات ، هناك مبدأ أسلامي هو الغنائم والسبي أثناء الغزوات ، وما يترتب عليه من أستعباد النساء والغلمان !! ، أضافة الى نهب أرض الطرف الخاسر وما بها من أموال وموجودات ، وفق قوله : ( فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللّـَهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ / سورة الأنفال 69 ) ، أذن توزيع الغنائم كان هو العامل المشجع للغزو / المسمى الجهاد ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير / 73 سورة التوبة ) ، وكذلك كان الرسول يوعد قومه بالكثير من الميزات ، منها حور العين والغفران و .. ، ( فعن المقدام بن معدي كرب قال : قال الرسول للشهيد عند اللـه ست خصال : يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه ) .
* أيعقل الأن ونحن في القرن 21 أن يؤمن أي فرد ذو عقل سوي بهكذا أفكار ومعتقدات ! فليس الأسلام هو الحل !.
ثالثا : الذين يتشبذون من أن الاسلام هو الحل ! ، كيف سيطبقون سيلا من النصوص في عالم ومجتمع اليوم منها مثلا ، فيما يتعلق بالعقوبات والقصاص .. فيما يخص الزنى ( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من اللـه والـله عزيز حكيم ) أيعقل أن يكون هناك رجما في الشوارع ، مثلا في مصر أو بغداد أو تونس .. ! ، وكيف يجلد الفرد في الشوارع ، كما في النص التالي ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّـَهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ / 2 سورة النور ) ، وكيف تقطع يد السارق ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللّـَهِ ۗ وَاللّـَهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / 38 سورة المائدة ) ، وكذا تساؤل في موضوع الحرابة والحد والتعزيز (( التعزيز – يقول ابن عابدين بأنّها : ” جزاء بالضرب أو القطع أو الرجم أو القتل ، وسُمّي بها لأنها تتلو الذنب ، ومن تعقبه : أي إذا تبعه ” ، وعرّفها الماوردي بأنها : ” زواجر وضعها الـله تعالى للردع عن ارتكاب ما حظر، وترك ما أمر به ” . / نقل من موقع موضوع )) !! .
* هل هذه الأفعال العقابية الوحشية تتفق مع مجتمع القرن 21 ، أم هي من مخلفات الحقبة المحمدية قبل أكثر من 14 قرنا ! ، فكيف يكون الأسلام هو الحل في تطبيق هكذا أفعال في مجتمع اليوم ! .
رابعا : دولة الأسلام ، من المنطق أن يقودها شيوخ الأسلام ، أو أن يكونوا / على أقل تقدير ، لجان أستشارية لرئيس فخري من طبقتهم ، فكيف سيحكمون وهم / مثلا ، يفتون كل يوم بفتاوى ، أقل ما يقال عنها مقززة !! ، من فتاويهم التالي ( أفتى الشيخ عبد العزيز بن عبد الـله بأنّه إذا كان الرجل جائعا بشكل متطرف ، فمن المسموح له أن يأكل زوجته أو أجزاء من جثّتها .. الشيخ السعودي محمد العريفي في بداية شهر حزيران عام 2013 ، قال فيها إنّ النساء اللواتي يرغبن بدعم الثوار في سوريا ، ستكون هناك حاجة لتوفيرهنّ لحاجيات المجاهدين الجنسية خلال الاستراحات من المعارك . والقيد الوحيد في الفتوى هو أنّه فقط الفتاة التي اجتازت سنّ الرابعة عشرة يمكنها ممارسة الجنس مع الرجال السوريين .. فتوى محمد بن صالح العثيمين التى أحل فيها قتل النساء والصبيان ، فاتخذها المتطرفون مرجعًا لهم لقتل المدنيين من النساء والأطفال .. الدكتور صبري عبدالرؤوف ، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر ، إنه يجوز للرجل ممارسة الجنس مع زوجته بعد وفاتها .. الدكتورة سعاد صالح ، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية للبنات في جامعة الأزهر ، إن الفقهاء أجازوا للرجال#معاشرة_البهائم .. ) .
* كيف يكون الأسلام هو الحل أذا كان شيوخه ورجاله ، لا زالوا في حالة من الخرف العقلي ، الذي أثر على نفسية المسلمين قبل تأثيره على نفسية غيرهم !! .
خامسا : لا زال شيوخ المسلمين يعتزون بالطب النبوي ، ويفتخرون بمهزلة التطبيب ببول البعير والعلاج بالتمر والعسل والتداوي بالحجامات .. ، وأنا أقف مشدوها أمام أفكار هكذا طب متهرئ ، ونحن اليوم أمام تحديات وأكتشافات في القرن 21 لمرضى السرطان والسكري والزهايمر والباركنسون والايدز .. ، وتحديث اللقاحات الخاصة بالجدري والتيفوئيد .. وغير ذلك لاحصر له ، فأين يقف الأسلام من تلبية هكذا أحتياجات ، لا أعتقد أن الحقن بجرعات من بول البعير أن يحل الأمر .. فكيف أن يكون أسلام حقبة محمد الحل الامثل للعصر الحالي ! .
أضاءة الختام / الحل :
1 . أرى أن الأمر لا يمكن أختصاره بمقال ، ولكن ما ذكرته من معضلات في الأسلام ، التي لا يمكن أن يكون الأسلام هو الحل في حلها ، وهذا غيض من فيض ، فهناك الكثير من التفاصيل ، مثل التعامل مع غير المسلمين / اليهود والمسيحيين و.. ، وموقف الأسلام من المرأة ، التعامل مع الحقائق العلمية والطبية ، أضافة لتخلف الأسلام الاجتماعي عن مجتمع اليوم عقلية ومظهرا وشكلا وتقليدا ، وجهله بالتطور البشري ، لأنحصار تصور تعامله مع المجتمع البدوي قبل أكثر من 14 قرنا / حقبة الدعوة المحمدية .. فالأسلام لم يتمكن من حل معضلات ماضيه ، فكيف يستطيع أن يحل معضلات الحاضر .
2 . عندما أقول أن اللاعب ” ميسي ” هو الحل ، فالأمر منطقي وعقلاني ، وذلك لأني حصرت وجوده في نطاق اللعب فقط ، وحددت دوره في مجال ضيق وبينت حدوده ، وهو بروزه في لعبة كرة القدم ، وما يمتاز به هذا اللاعب / ميسي ، من قدرات وفنيات ، مما أهله أن يكون الحل في مجال اللعبة ، كما أني لم أذكر بأنه الحل في الرياضة عامة ، ولكنه الحل في رياضة لعبة كرة القدم بالتحديد ، لأنها أختصاصه ومجاله ، وكل قدراته تظهر في كرة القدم ، لذلك كان اللاعب ميسي بالذات في رياضة كرة القدم .. هو الحل .
3 . وقد حقق ” ميسي ” فوزا منقطع النظير بتسجيله 3 أهداف في مرمى الأكوادور في يوم الثلاثاء 10/10/2017 ، فغير مسار تصفيات كأس العالم 2018 ، ووضع منتخب الأرجنتين في التأهيل بعد أن كانت خارج حسابات التأهيل ، وقد جاء في موقع BBC في 11.10.2017 : ( أشاد المدير الفني لمنتخب الأرجنتين ، خورخي سامباولي ، باللاعب ليونيل ميسي بعد إحرازه ثلاثية في مرمى منتخب الإكوادور ليضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018. وقال سامباولي : ” أخبرت فريقي أن ميسي لا يدين للأرجنتين بالتأهل لكأس العالم ، بقدر ما تدين كرة القدم لكأس العالم بوجود ميسي “. ) .. فـ ميسي هو الحل ، لأنه وضع منتخب الأرجنتين في التصفيات بعد أن كانت مقصية عنها .
4 . الأسلام بدأ كما انتهى اليوم ، انطوائي على ما يجول في معتقده من أركان ومن سنن ، مؤمن بموروث صنمي الروح ، لا زال يعيش في زمن الماضي ، منعزل عن الأخرين حتى في المجتمع الواحد ، لأنه يحبذ أن يعيش في مجتمعه المصغر ، منغلق على الأبداع ، ولا يتطور وفق مجريات التأريخ ، كما أنه لا يتغير وفق تغير الظروف الزمانية والمكانية للعهود والأحداث ، ماضوي الفكر والتفكير ، فهو مؤمن بأن كل علم وفكر ، بل كل الحقائق ، توقفت وأنتهت ما بين زمن ظهور ومسيرة الرسول ولحظة موته ، فكيف يمكن أن يكون ” الأن ” هكذا دين هو الحل !! .