خـيانة يهـوذا أقـل وطأة من خـيانة الـثـقـة

الأب ﭘـيـتر لورنس  

 مقـدمة:
قـد يتـفاجأ المرء من قـراءته هـذا الـعـنوان للوهلة الأولى ، ويتـصوّر من خلاله أنْ ليس هـناك أبشع من خـيانة يهـوذا للرب يسوع التي أوصلته إلى الصليب فـيما بعـد . هـذه الخـيانة كانت سبب خلاص البشرية جمعاء ، وإنـفـتاح باب جـديـد في العالم البشري نحـو الملكـوت الـذي أغـلـق بسبب خـطيئة الإنسان الأول ، وسـبّـب تغـيـير المسار البشري نحـو اللـه الآب بالرب يسوع الإبن.
أما خـيانة الـثـقة بـين مكـوّن العالم البشري ، قـد تـؤدي إلى الـدمار والخـراب في المحـيط والمكـوّن الـذي نـتعامل معه.  ويـبقى هـنا الموقـف في التعامل مع هـذه الخـيانة ، فإما أن نبتعـد ونـتستر خـلف الخـوف والضرر الذي يلحـق بنا ، أو نواجه شر الخـيانة في كـشف الحـقـيقة ، وكـشف الأوجه المتسترة خـلـفها والمـؤدية إلى الصليب . وهـذا ما كـشفه الرب يسوع للعالم في محـيطه في قـوله : (يأتونكم بلباس الحملان ، وهم في الـداخـل ذئاب خاطفة) . هـذا بالفعل ما حـدث في أبرشيتـنا ، أبرشية مار ﭘـطرس الرسول / غـرب أميركا في شخص المطران باوي سورو الحمل الـوديع بالنسبة لكـثيرين من أبناء شعـبنا الكلداني وأنا واحـد منهم . في هـذا المقال سوف أكـشف الحـقـيقة المرة التي إكـتـشفـتها من خـيانة الـثـقة التي أعـطيت له مِن قِـبَل الأبرشية وراعـيها وكهـنـتها ، مما أدى إلى إنهـيار الأبرشية ووصولها إلى هـذا الـدرك والعـبودية تحـت رغبات السلطة وسياستها المقـيتة ، بحـيث هـنا حـقـيقـة المثل ينطبق بكل تـفاصيله ( يتمسكـن حـتى يتمكـن ) والمصيـبة الكـبرى هي : ( لا  حِـظـت بـِـرْجـيـلـْها ولا  خِـذت سـيـد عـلي ) وخـيانـته للـثـقة ضيعـت الأبرشية.

ما هي الحـقـيقة ؟
المطران باوي سورو خان أولاً ثـقة كـنيسته الأم الكـنيسة النسطورية الآثورية ، ودخل في صراع معها وإنضوى تحـت سلطة الكـنيسة الكاثوليكـية عامة والكـنيسة الكلدانية خاصة حـتى يتمكـن الخـروج من صراعه هـذا بواسطة مطران أبرشية مار بطرس سيادة المطران سرهـد يوسف جمو الجـزيل الإحـترام ، في إعـطائه الـثـقة والـدعم والمكانة في أبرشيته مادياً ومعـنـوياً في الـتخـلص والخـروج من محـنـته ، وحمايته من شر رئاسته الكـنسية وتـنـظيماتها.
المطران باوي سورو سار مع أبرشية مار بطرس الرسول بحـلته الجـديدة والكل متعاطف مع قـضيته ، مطران مظلوم مِن قِـبَل كـنيسته الأم من جهة ، ومن رئاسة الكـنيسة الكلدانية من جهة أخـرى لمدة ثمان سنوات ، إلى أن قـُـبـِل في الكـنيسة الكلدانية ورحِـمَهُ قـداسة البابا بإنعامه وتعـيـينه مطراناً مساعـداً في الأبرشية ضد رغـبة البطريرك ، كـل ذلك بعـد جهـود حـثيثة مِن قِـبَل مطران الأبرشية.
المطران باوي سورو ولمدة ثمان سنوات يحمل في الظاهـر مبادىء الأبرشية إلى يوم تـقاعـد مطرانها مار سـرهـد جـمو ، وبعـد تـقاعـده وتعـيـين المدبر الرسولي للأبرشية ، تولى المطران باوي إدارة الأبرشية لحين وصول مدبرها ، فـعـقـد المطران باوي عـدة إجـتماعات مع كهـنة الأبرشية خارج الكـنيسة وفي أماكـن مخـتـلفة بـدون علم وإسـتـدعاء للكهـنة المخالـفـين بالرأي لسيادة المطران سرهـد ، لغـرض تحـديد مسار الأبرشية في الـقـضايا الجـوهـرية للأبرشية أمام المدبر الرسولي ومنه إلى غـبطة البطريرك ، وبقـبـول وتوقـيع 12 كاهن من الأبرشية ومن ضمنهم هـو بشخـصه وبكـتاب رسمي تـوجـد نسخة منه لـدى المطران باوي والأب آنـدي لغـرض تسليمه للمـدبر الرسولي حـين وصوله مباشرةً ، وبخلافه لا يكـون لنا أي نوع من تعاون مع المدبر الرسولي ، وعـدم التلاعـب والمساس بها لحـين إنـتخاب مطران جـديد للأبرشية .  

الـقـضايا هي:

1ــ قـضية طقس الـقـداس المجـدد.

2ــ مؤسسات الأبرشية (سمنير مار أبا الكـبـير ، دير مار يوسف الأبرشي ، دير راهـبات فعـلة الكـرم ، الـ ميـديا سـنـتر ) وغـيـرها .

3ــ قـضية الكهـنة المثبتين في الأبرشية مِن قِـبَل قـداسة البابا وبكـتب رسمية من الفاتيكان.
لكـن مع الأسف الشـديـد ، وبعـد وصول المدبر الرسولي لم يعـطَ نسخة من الكـتاب له ، ولم يُعـلم الكهـنة الموقـعـين للكـتاب بذلك ، وبتصرف فـردي من قِـبل المطران باوي في تغـيـير مسار الأبرشية وقـضاياها المصيرية والإنـتـقال إلى مرحلة الـدمار بسبب خـيانـته لنا وللأبرشية جـمعاء . من هذا المنطلق إبتـدأ المدبر الرسولي بتـنـفـيـذ خـطة البطريرك في تـدمير كل ما هـو شامخ في البناء الروحي للأبرشية ، إبـتـداءً من الطقس إلى دير مار يوسف ومنه إلى الكهـنة.

خاتمة:
حـقـيقة إن خـيانة يهـوذا الإسخـريوطي للرب يسوع كانت مفـتاح لخلاص البشرية جـمعاء ، أما خـيانة المطران باوي سورو لأبرشية مار بطرس كان دماراً للأبرشية ومؤمنيها ، وفـقـدانهم الـثـقة برؤساء متـلـونين لا مبـدئـيّـيـن . إنّ حـقـدهم وحسدهم قـد أعـمى قـلوبهم ، وسلطتهم تعالت حـتى عـلى الـذين في السماء من أجل مصالحهم الشخـصية . ولهـذا عَـبّـر بعـض المؤمنـين عـن رفـضهم لمثـل هـذه السلطة البعـيدة عـن خلاص الرب يسوع الإبن.