حان الوقت لكي نكشف للشعب الكلداني الحقيقة

حان الوقـت أيها الشعـب الكـلـداني العـظيم أن تعـلموا حـقـيقة رؤسائكم الدينيـين وأنا واحـد منهم الـذين يقـودونكم بصورة ظاهرة للعـيان بإسم المسيح وكـنيسته. وأنا أعـلم جـيداً أن ما تـقـرأونه في هـذا المقال سوف يصدم الكـثيرين بـين هالة مقـدسة يرسمونها في مخـيلتهم وبـين الحـقـيقة الواقـعة خارج نطاق الإنجـيل. حـقـيقة، بـين إيمان بقـضية الرب يسوع المسيح وإنجـيله وكـنيسته من جهة، وقادة يستعـملون سلطتهم لترويج أجـندات سياسية ومصالح تخـدم قـضاياهم الخاصة من جهة أخـرى. اليوم حان الوقـت لـنـقـول الحـقـيقة، وأن نـتخـذ الـقـرار (طالما تـقـولون أنـنا نبصر، إذن خـطيئـتكم ثابتة): إما أن نكـون مع الإنجـيل أو مع قادة الكـنيسة العميان! كما يدعـوهم الرب يسوع.

 واقع تاريخي:

 في فـترة الـﭘطريرك المثلث الرحمات مار ﭘـولس شيخـو (1958- 1989) عاشت الكـنيسة الكـلـدانية فـترة نستطيع أن نسميها (كافـيها خـيرها شرها)، فـترة سبات يقـودها مجموعة من المطارنة تحـت شعار ((عـيش إيمانك عـلى قـدر لحافـك ولا تطلب أكـثر))، لكـنهم واعـون أنهم كـنيسة مسيحـية وشعـب كـلـداني لهم حـقـوق وواجـبات عـليهم الـقـيام بها. والسنهادس الـﭘاطريركي هـو عـبارة عـن إنـتخاب مطارنة عـنـد الحاجة لأبرشية شاغـرة. وصارت كـنيستـنا تـسير عـلى هـذا الـنـمـط واحـداً وثلاثـين سنة.

بعـد إنـتـقال الـﭘطريرك المـذكـور في أعلاه إلى الـديار الأبـدية وإنـتخاب الـﭘطريرك الجـديـد المثلث الرحمات مار روفائيل الأول بـيداويـذ (1989- 2003) المنـتخـب مِن قِـبَل السنهادس الـﭘطريركي تحـت وصاية البعث وسلطته، أخـذت الكـنيسة الكلدانية منحى آخـر في إخـتيار وإنـتخاب وتـقـريب أشخاص من الـﭘطريركية لهم علاقة بالبعـث وأعـوانه مثل الأب يوسف حـبي والأب (البطريرك الحالي) لويس ساكـو.

أشخاص نـراهم في الظاهـر يخـدمون الكـنيسة، أما في الـداخل يخـدمون مصالح سياسية. فالمطران مار عمانوئيل دلي المعاون الـﭘطريركي رجـل ذكي جـداً وله حـنكة في الإدارة الكـنسية لـفـترة طويلة، ولم ينـتخـب ﭘطريركاً في ذاك الوقـت، لكـنه عـرف أن يلعـب دوراً قـوياً بـين مطارنة موالـين له من جماعته التلـكـيـفـيّـيـن، وآخـرين يخـتارهم الـﭘطريرك ليحـقـق المعادلة السياسية في الكـنيسة. ومن هـنا أصبح السنـهادس الـﭘطريركي قـسمين: جماعة مطران دلي (المطارنة التلكـيفـيّـيـن) وجماعة الـﭘطريرك روفائيل.

إنه حالٌ مؤسف ينخـر في جسم الكـنيسة الكـلـدانية في فـترة كان ممكـناً أن تخـرج من سباتها وتصلح ذاتها، وبـدلاً من ذلك صار إنـتخاب مطارنة عـلى حساب مَن يصبح الأقـوى من الكـتلتين، وليس مَن له الإستحـقاق في خـدمة الكـنيسة وتـقـدمها. والـدليل عـلى ذلك بعـد وفاة الـﭘطريرك مار روفائيل تمت رسامة القس لويس ساكـو مطراناً عـلى كـركـوك من قائمة المرشحـين ((والكـنيسة ليس فـيها ﭘطريركاً يرعاها)) كـل ذلك حـتى يـدخل السنهادس الـﭘاطريركي، ومن ثم فإن صوته سـيـدعم إنـتخابات الـﭘـطريرك الجـديد، لكـن الرياح تسير ليس بما تـشتهـيه السفـن.

فـبعـد وفاة البطريرك مار روفائيل الأول بـيداويـذ، عُـقِـد سـنهادس فاشل في بغـداد لإنـتخاب الـﭘـطريرك الجـديد للكـنيسة الكـلـدانية، وبعـد ذلك عُـقِـد سنهادس آخـر في روما، نـتج عـنه إنـتخاب الـﭘـطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي (2003- 2013) ﭘاطريركاً للكـنيسة الكـلـدانية بالرغم من أنه ــ مطران متـقاعـد ــ وذلك بعـد حـربٍ دامت عـدة أيام بـين كـتـلتي الأساقـفة (مطارنة التلكيف، ومطارنة الشمال) أدت بمطارنة الشمال أن يجـعـلـوا فـترة الـﭘـطريرك دلي مظلمة وضعـيفة لم يستـطع خلالها أن يحـقـق فـيها سـوى سنهادسَين إثـنين فـقـط لمدة عشرة سنوات بـين حجج واهـية وإمتـناع أساقـفة الشمال عـن الحـضور إلى السنهادس من أجـل إفـشال مسيرة البطريركـية. إنّ ضعـف البطريرك دلي وكـبر سنه أدى بمطارنة الشمال ومن يتبعهم إلى إستغلال الظروف التي كانت الكـنيسة تعـيشها في وقـته.

مع الأسف يُـعـتـبـر هـؤلاء خـلـفاء مار توما الرسول في الكـنيسة الكلدانية …………… للموضوع تـتمة

الأب ﭘـطـرس ( ﭘـيـتـر ) لـورنس